موقع النيلين:
2025-02-12@08:39:00 GMT

د.عبدالعظيم عوض يكتب: ماذا بعد النصر ؟

تاريخ النشر: 13th, January 2025 GMT

*كان يوم أمس السبت الحادي عشر من يناير 2025 يوما من أيام تاريخ السودان حيث تم الإعلان عن تحرير مدينة وادمدني ، لتصبح الجزيرة أرض المحنة وقلبها النابض مدني كل السودان بانتظام أفراح عشرات الملايين من السودانيين المنتشرين في كل بقاع العالم بتحرير مدينتهم الغالية مدني ، كل السودان كان يوم أمس داخل مدني بوجدان واحد وقلب واحد فجسدت مدني كل معاني الوحدة الوطنية.

*كان النصر في مدني رسالة لكل العالم تعلن أن بالسودان جيشا لا يرضى الا بالنصر مهما تكالب الأعداء عليه، وأن بالسودان شباباً من المجاهدين لا يرضون الضيم وأن هذا الشعب العظيم الذي غُدر به من عدو مارق وتعرض لابشع الوان القهر والظلم والتنكيل ، قد وعى الدرس تماما، صحيح كان درسا قاسيا لكنه لاشك كان مليئا بالعبر والدروس التي ستعينه في مقبل أيامه وهو يتطلع لبناء سودان مابعد هذا العدوان الآثم الغادر.

*إن طرد الغزاة والمرتزقة من وادمدني يعني البداية الصحيحة لتحرير كل السودان ، فليهنأ الاهل في الجنينة ونيالا وفاشر السلطان وكل دارفور بنصر قريب يعيد لدارفور مجدها وعزتها وشموخها الذي كان شاهدا علي عظمتها عبر التاريخ.

*إن النصر الذي ظلت تحققه قواتنا المسلحة الباسلة والقوات المشتركة وقوات الأمن والمجاهدين والمستنفرين من شباب هذا الأمة علي مليشيا آل دقلو ومن شايعها من العملاء والماجورين والمرتزقة لن يكتمل الا بمطلوبات أساسية تتمثل في الآتي:
*لامكان للمليشيا وحواضنها في المشهد السياسي القادم.

*أي تفاوض ينهي حالة الحرب الحالية يجب أن يكون داخل السودان وبإدارة سودانية.
*تشكيل حكومة كفاءات وطنية تتولي السيادة فيها قيادة القوات المسلحة لفترة انتقالية لا تتجاوز العامين تنحصر مهمتها في إعادة الإعمار ومعاش الناس والإعداد لانتخابات حرة يختار فيها الشعب من يحكمه.

*نتطلع لأن يكون تشكيل هذه الحكومة الانتقالية بأعجل ماتيسر وكفانا تردد غير مبرر حتي تمضي حياتنا الي الأمام بعد تعطل طال واستطال دفع علي أثره شعبنا الأبي أثمانا غالية.

د.عبدالعظيم عوض

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

محاولات تشكيل حكومة موازية في السودان تهدد وحدة البلاد

يمر السودان بمرحلة بالغة التعقيد في تاريخه الحديث، حيث تشهد البلاد حربًا مستمرة تهدد استقراره ووحدته. في خضم هذه الأوضاع المضطربة، برزت محاولات لتشكيل حكومة موازية في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع، وهي خطوة تُعتبر خطيرة ليس فقط لأنها تكرس الانقسام السياسي والجغرافي، بل لأنها أيضًا تفتح الباب أمام مزيد من الفوضى والصراعات الداخلية. هذه المحاولات ليست مجرد تحرك سياسي عابر، بل هي انعكاس لمخططات أعمق تسعى إلى تقويض الدولة السودانية وإضعافها، مما يجعل مستقبل البلاد أكثر غموضًا.
يعود الصراع في السودان إلى عقود طويلة من التهميش السياسي والاقتصادي، خاصة في مناطق الأطراف التي عانت من إهمال الحكومات المركزية المتعاقبة. أدى هذا التهميش إلى نشوء حركات مسلحة ومطالب بالحكم الذاتي أو الانفصال، كما حدث في جنوب السودان الذي انفصل عام 2011 بعد عقود من الحرب الأهلية. ومع ذلك، لم تحل مشكلة التهميش في المناطق الأخرى، مما أدى إلى استمرار التوترات واندلاع صراعات جديدة.
قوات الدعم السريع، التي نشأت كقوة شبه عسكرية لدعم النظام السابق بقيادة عمر البشير، تحولت إلى لاعب رئيسي في المشهد السياسي والعسكري السوداني. بعد الإطاحة بالبشير في عام 2019، أصبحت هذه القوات جزءًا من المشهد السياسي المضطرب، حيث تتنازع مع القوات المسلحة السودانية على النفوذ والسيطرة. ومع تصاعد العنف، سيطرت قوات الدعم السريع على مناطق واسعة، خاصة في دارفور ومناطق أخرى، مما منحها نفوذًا سياسيًا وعسكريًا كبيرًا.
تشير التقارير والأخبار إلى أن قوات الدعم السريع تسعى إلى تشكيل حكومة موازية في المناطق التي تسيطر عليها، وذلك في محاولة لتعزيز نفوذها السياسي وإضفاء شرعية على سيطرتها العسكرية. هذه الخطوة تأتي في إطار صراعها مع الحكومة المركزية في الخرطوم، والتي تتهمها قوات الدعم السريع بالتهميش وعدم تمثيل مصالح جميع السودانيين.
تشكيل حكومة موازية في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع يُعتبر خطوة خطيرة تهدد وحدة السودان. فهي لا تؤدي فقط إلى تقسيم البلاد سياسيًا وجغرافيًا، بل أيضًا تكرس الانقسامات العرقية والقبلية التي تعاني منها البلاد منذ عقود. بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه الخطوة قد تفتح الباب أمام مزيد من الفوضى والصراعات الداخلية، حيث يمكن أن تدفع مجموعات أخرى إلى المطالبة بحكومات موازية في مناطق نفوذها.
تشكيل حكومة موازية يُعتبر تهديدًا مباشرًا لوحدة السودان، حيث يعزز الانقسامات القائمة ويفتح الباب أمام احتمالية انفصال مناطق أخرى عن الدولة المركزية. هذا الانقسام قد يؤدي إلى تفكك الدولة السودانية بشكل كامل، مما يجعلها عرضة للتدخلات الخارجية والمزيد من الصراعات الداخلية. الانقسام السياسي والجغرافي سيؤدي حتمًا إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها السودان. فمع تقسيم الموارد والسلطة، ستصبح عملية إعادة الإعمار والتنمية أكثر صعوبة، مما يزيد من معاناة المواطنين الذين يعيشون في ظل ظروف اقتصادية صعبة بالفعل. بالإضافة إلى ذلك، فإن الانقسام سيؤدي إلى تفاقم الأزمات الإنسانية، خاصة في المناطق التي تشهد نزاعات مسلحة.
في ظل الأوضاع المضطربة في السودان، تبرز مخاطر التدخلات الخارجية التي تسعى إلى استغلال الوضع لتحقيق مصالحها. بعض القوى الإقليمية والدولية قد تدعم تشكيل حكومة موازية كجزء من استراتيجيتها لتقويض الدولة السودانية وإضعافها، مما يفتح الباب أمام مزيد من الفوضى والصراعات. لذا فإن تفكك السودان أو استمرار الصراعات الداخلية سيؤثر بشكل كبير على الاستقرار الإقليمي، خاصة في منطقة القرن الأفريقي التي تعاني بالفعل من العديد من الأزمات. فقد يؤدي ذلك إلى تدفق اللاجئين وانتشار الأسلحة عبر الحدود، مما يزيد من حدة الصراعات في الدول المجاورة.

د. سامر عوض حسين

samir.alawad@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • بلال قنديل يكتب: عندما يكون البلوك هو الحل
  • من تويتر إلى الملاعب.. ماذا يخطط إيلون ماسك لرونالدو؟
  • محاولات تشكيل حكومة موازية في السودان تهدد وحدة البلاد
  • وزير الخارجية السودانية يلتقي بـ 55 بعثة دبلوماسية بالقاهرة
  • الجالية السودانية بالبرازيل تحتفل بانتصارات القوات المسلحة
  • أكثر خطورة من الكوكايين والماريجوانا.. ماذا تعرفون عن الفنتانيل الذي يحاربه ترامب؟
  • السودان.. بيان للخارجية حول تعيين رئيس وزراء مدني وبدء حوار وطني
  • مدني النخلي.. صوت الثورة والسلام في الشعر الغنائي السوداني
  • ماذا بين البرهان والإسلاميين في السودان؟
  • الكشف عن أبرز البنود التي تحوي المشروع الوطني الذي قدمته القوى السياسية