تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يعد القديس يوحنا الإنجيلي، الذي يُعتبر أحد أبرز الشخصيات في العهد الجديد، كان أحد التلاميذ الاثني عشر للرب يسوع المسيح وأحد المقربين منه، يُعرف أيضًا بلقب “اللاهوتي” بسبب عمق تأملاته اللاهوتية وكتاباته الروحية. 

من خلال إنجيله، ورسائله، ورؤياه (سفر الرؤيا)، قدم لنا القديس يوحنا العديد من الوصايا الروحية التي تشدد على محبة الله، ومحبة القريب، والمساواة بين المؤمنين، والتوبة، والرجاء في المسيح.

في هذا التقرير، نستعرض أهم الوصايا التي جاء بها القديس يوحنا

 وصية المحبة 

الوصية الأولى والأكثر تكرارًا في تعاليم يوحنا هي وصية المحبة. هذه الوصية تظهر بشكل بارز في إنجيله ورسائله. 

قال يسوع المسيح في إنجيل يوحنا: “أوصيكم أن يحب بعضكم بعضًا كما أحببتكم أنا” (يوحنا 13:34). ويوحنا نفسه يكرر هذه الوصية في رسائله، مثلما جاء في 1 يوحنا 4: 7-8: “أيها الأحباء، لنحب بعضنا بعضًا، لأن المحبة هي من الله، وكل من يحب فقد وُلِد من الله ويعرف الله. من لا يحب لم يعرف الله، لأن الله محبة”.

القديس يوحنا يُؤكد أن المحبة ليست مجرد شعور، بل هي فعل إرادي، ويجب أن تكون محبة عملية موجهة نحو الآخرين، خاصة نحو المؤمنين.

 كما أن المحبة لله تتجسد في محبة الإنسان لأخيه الإنسان، ما يعكس علاقة الله بالبشر

 التأكيد على الأمانة للمسيح

في إنجيله، يركّز يوحنا على ضرورة الثبات في الإيمان والاتحاد بالمسيح. فقد قال يسوع في يوحنا 15:4 “اثبتوا فيّ وأنا فيكم”.

 يُشير القديس يوحنا إلى أن المؤمن يجب أن يثبت في محبة المسيح، ويعيش في الاتحاد به، ليتمكن من الثمر الروحي.

الأمانة في الإيمان تعني أيضًا الحفاظ على التعاليم التي سلمها المسيح لتلاميذه، وعدم الانحراف عنها. في رسالته الأولى، يحث القديس يوحنا المؤمنين على التمسك بالحقيقة وعدم قبول البدع التي تحرف الإيمان عن طريق المسيح.

التوبة والغفران

القديس يوحنا يعلم أن الإنسان ليس معصومًا عن الخطأ، ولكن الله يقدم دائمًا فرصة للتوبة والغفران. في رسالته الأولى 1 يوحنا 1:9 يقول: “إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم”.

التوبة، وفقًا ليوحنا، هي طريق إلى العودة إلى الله وعيش حياة جديدة. يجب على المؤمن أن يعترف بخطاياه ويطلب المغفرة، مع السعي نحو حياة نقية تتسم بالبر والقداسة

التحذير من الحب للعالم

يوحنا يوجه تحذيرًا للمؤمنين من الانغماس في حب العالم والشهوات الزائلة. ففي رسالته الأولى 1 يوحنا 2:15 يقول: “لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم. إن أحب أحد العالم فليست فيه محبة الآب”.

القديس يوحنا يُظهر أن التعلق بالعالم المادي والشهوات الدنيوية يتناقض مع محبة الله، ويجب على المؤمن أن يتجنب هذا التعلق ليعيش حياة تسعى وراء الكنوز السماوية، لا الأرضية

التأكيد على الرجاء في الحياة الأبدية

أحد المفاهيم الرئيسية في تعاليم القديس يوحنا هو الرجاء في الحياة الأبدية. في إنجيله، يروي يوحنا كلمات يسوع: “من يؤمن بي فله حياة أبدية” (يوحنا 6:47). كما يُعلّم يوحنا في رسالته الأولى 1 يوحنا 5:13 قائلاً: “كتبتُ إليكم هذا لتؤمنوا باسم ابن الله، ولكي تعلموا أن لكم حياة أبدية”.

الرجاء في الحياة الأبدية لا يقتصر فقط على الموعود به بعد الموت، بل يمتد ليشمل الحياة الجديدة التي يبدأها المؤمن بمجرد إيمانه بالمسيح.

التحلي بالروح القدس

القديس يوحنا يعظ بأهمية عمل الروح القدس في حياة المؤمن. ففي يوحنا 14:26، قال يسوع: “وأما المعزّي، الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمي، فهو يعلمكم كل شيء، ويذكركم بكل ما قلته لكم”.


الروح القدس هو القوة التي تساعد المؤمن على عيش حياة القداسة، وعلى فهم تعاليم المسيح بشكل أعمق. كما أن الروح القدس يُؤثّر في المؤمن ليعيش الحياة الجديدة التي يدعوها المسيح

 الشهادة للمسيح

في إنجيله ورسائله، يشدد القديس يوحنا على ضرورة الشهادة للمسيح  في يوحنا 1:7، نجد يوحنا المعمدان يشهد للمسيح قائلاً: “هوذا حمل الله الذي يحمل خطية العالم”. الشهادة للمسيح لا تقتصر فقط على الكلمات، بل تمتد إلى الحياة التي يجب أن تجسد الإيمان بالمسيح. 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أقباط أقباط الإرثوذكس القدیس یوحنا ی الروح القدس یوحنا 1

إقرأ أيضاً:

فى محبة راهب الأدب مصطفي بيومي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

جمعتنى صفحات التواصل عبر الفيسبوك بعمى الأديب الراحل مصطفى بيومي، نعم، قبل تسع سنوات مضت لم أكن على علم بأن الموسوعى الكبير هو ابن خال والدى رحمه الله، تابعت صورة البروفايل ووقفت مشدوهة أمامها دقائق.. ياالله، هذا الرجل قريب الشبه لأبى، تسللت عبر صفحته الشخصية، مصطفى بيومى – كاتب وروائى مصرى – مواليد صندفا – المنيا، زاددت دهشتى والدى أيضًا من مواليد المركز والمحافظة، سارعت فرحة بإرسال طلب صداقة لأكتشف عالم هذا الموسوعى الثرى، ولكن خاب أملى فى قبول الطلب على مدار أسبوع كامل ولم أعاود فى طلبه مرة أخرى.. فى إحدى المساءات الباردة تواصل معى عبر الماسنجر وطلب رقم هاتفى بعد أن ألقى علىَّ التحية وبادرنى بسؤاله "انتى مى بنت مختار عبد الوهاب؟"، أجبته "أيوه، حضرتك تعرف أبويا؟"، جاءنى صوته حنونًا "أنا عمك مصطفى على بيومى يا مى، ابن خال أبوكى وصاحبى رغم فرق السن"، نطقت كلمة عمى مندهشة، لم يجعلنى أستسلم لشرودى كثيرًا واسترسل فى حديثه معى.. كان متابعًا لمنشوراتى على صفحتى الشخصية على مدار الأسبوع وكانت مفاجأة له أن مى بنت مختار نبتة فى عالم الأدب تكتب الشعر والقصة وتواصل معى بعدها وأعلن عن رغبته مقابلتى فى مكتبه بجريدة "البوابة" فى أقرب وقت.

١١ ديسمبر٢٠١٧ تاريخ لن يمحى من ذاكرتى أبدًا.. اللقاء الأول وما أمتعه لقاء وكأن أبى عاد للحياة من جديد.. لحظتها آمنت بالاستنساخ فى البشر رغم أننى ضد هذا الأمر تمامًا، آخر لقاء بيننا كان عمرى خمسة وقت أن كان عمى طالبًا بكلية الإعلام بجامعة القاهره زائرًا لمنزل جدتى برفقة أبى، بعدها لم أره أبدًا وسحقتنا الحياة.. فى طريقى إلى مكتبه حاصرتنى الأسئلة، كيف سأبدو له بعد سنوات الغياب، وماذا سيبدو لى، ماذا أخبره عنى؟، طرقت باب مكتبه مرتبكة قلقة، أذن لى بالدخول رأيته جالسًا خلف مكتبه بين أوراق مبعثرة وأقلام من الرصاص التى لا تفارقه الكتابة وأقداح قهوة فارغة وكثير من رماد وأعقاب السجائر بالمطفأة، ابتسم لى ابتسامة هادئة وأذن لى بالجلوس جلست ودقات قلبى لا أستطيع إيقافها، لمح قلقى وأطال النظر إلىَّ دون أن يتفوه بكلمة وكأنه يستعيد ذكريات صورة الطفلة صاحبة الأعوام الخمسة والتى يراها اليوم امرأة متحققة فى أواخر الأربعين، أخفى دخان سجائره ملامح وجهه قليلًا، قطع الصمت بيننا بعد سماعى لصوت المطربة نور الهدى من خلال جهاز الكمبيوتر القريب من مكتبه وبادرت بسؤاله "حضرتك بتحب تسمع نور الهدى؟"، أجاب مبتسمًا "طبعًا، نور الهدى دى صوت قريب من القلب"، فى جلستنا الأولى سألنى عن أحوالى وأسرتى الجديدة وعملى وهواياتى وكتاباتى وطلب منى الحكى عن طفولتى ومراهقتى ومرحلتى الجامعية، سردت له كل شيء يخصنى ويخص أشعارى وكتاباتى حبيسة الأدراج سنوات، كان يسمعنى باهتمام ويراقب انفعالاتى التى سرعان ما كانت تتحول من سعادة ومرح إلى حزن ودموع، حركات رزينة لامرأة أربعينية وأخرى طفولية لطفلة الخامسة، كان منصتًا جيدًا لحكاياتى قرابة ساعتين وأكثر لم يقاطعنى فيها إلا قليلًا فقط لتشغيل أغنية قديمة أخرى لأم كلثوم، انتهيت من الحكى وطلب منى كتابة كل الحكى على الورق، سألته عن السبب وجاءت الإجابة صادمة لى "أنتِ يا مى مشروع روائية هايلة، إنسى الشعر" وطلب منى إرسال أوراق الحكى لقراءتها، وقبل أن أهمّ بمغادرة مكتبه أهدانى كتابه الأقرب إلى قلبه الصادر وقتها حديثًا (النبش فى الذاكرة) مع إهداء لطيف لا أنساه، من جلسة واحدة استطاع فيها تحليل شخصيتى "العزيزة مى، عصير النقاء والطفولة والجنون الجميل"، هذا الكتاب كتاب بوح لمصطفى بيومى بأسرار علاقاته بأحبائه الذين تركوا فى حياته بصمات غير عادية، تسعون شخصيه يشاركونه أحلامه فى اليقظة والنوم وميلاد رواياته، ما أجمل مشاعرك أيها النبيل الراقى فجميع أحبائه من الموتى لكنه لرقة قلبه يقول إن الأحبة لا يغادرون القلب ويظلون أحياء، أم كلثوم، هنرى باربوس، ساندرا بولوك، صلاح عبد الصبور، ليلى مراد، نور الهدى، يحى حقي، الشيخ محمد رفعت، ديستويفسكى وكثيرون من قائمة التسعين.

رافقنى إلى باب المصعد وطلب منى التواصل وعدم الانقطاع مرة أخرى، اجتهدت وكتبت كل الحكى والتقينا بعدها مرات ومرات داخل «البوابة» وفى منزله وأحيانا فى مقهى الفيشاوى، فتح لى أسرار خزائن الكتابة وفتح لى خبايا أسراره أيضًا وصرنا صديقين مقربين، وفى أحد اللقاءات وضعت بين يديه أوراق الحكى، كان سعيدًا لحماسى ونشاطى وعشقى للكتابة وتحولت الأوراق خلال عام واحد فقط إلى رواية اختار لى هو اسمها (شفق)، راجعها باهتمام وصحح أخطاءها اللغوية وحذف ما حذف.. بعدها صدرت رواية "شفق" عن دار المعارف فى عام ٢٠١٨ أى بعد عام من لقائى به ولأول مره يوضع اسمى أسفل كلمة رواية بفضل الأديب الراحل ليحقق لى حلمًا من أحلامى المؤجلة.

أفنى مصطفى بيومى عمره دفاعًا عن ثقافة هذا البلد دون كلمة شكر أو امتنان لموهبته الفذة، ماذا عمن قرأ أعمالهم ونصحهم بمحبة أب وإنسان قبل أن يكون كاتبًا؟، ماذا عن عشرات العناوين التى أنتجها فى الرواية والأعمال النقدية؟، ماذا عن مئات المقالات والحوارات؟، رجل بمثابة أرشيف للثقافة والأدب والفن، تجاوزته الدولة فى احتفالاتها وجوائزها فلا يليق أن يتجاوزه من نصحهم وكتب عنهم ودفع بهم إلى عالم الأدب بمحبة أب، وهذا ما يجب أن نعيد النظر فيه.

 

مقالات مشابهة

  • البطريرك يوحنا العاشر يستقبل مطران حمص غريغوريوس خوري
  • وصايا المرور لتجنب الحوادث أثناء سقوط الأمطار بالمحاور.. التفاصيل
  • افيه يكتبه روبير الفارس: "الدبدوب يجب أن يكون أسود"
  • احتفال كنيسة العذراء ورئيس الملائكة ميخائيل بالعاشر بتطييب رفات القديس منصور
  • فى محبة راهب الأدب مصطفي بيومي
  • «أمين الفتوى» بدار الإفتاء: قيام الليل شرف المؤمن ووسيلة لمجاهدة النفس
  • المطران عون: علينا الاتكال على الله وعلى ارادة المسؤولين كي لا يخيبوا انتظارات الشعب
  • الكشف عن أبرز البنود التي تحوي المشروع الوطني الذي قدمته القوى السياسية
  • طعام الحياة الأبدية في عظة الأحد للقمص باخوميوس حكيم
  • عبد المسيح بعيد مار مارون:نتمنى أن يعمّ السلام وطننا لبنان