استمرت اليوم الأحد في ولاية كاليفورنيا موجة الحرائق الهائلة التي أودت بحياة 16 شخصا على الأقل في لوس أنجلوس، ووسط توقعات بمزيد اشتدادها الساعات المقبلة مع عودة الرياح القوية، شهدت المناطق المنكوبة التي أخليت من سكانها عمليات نهب وسرقة.

وبينما أصدرت السلطات أوامر إخلاء إضافية لأكثر من 150 ألف شخص، أكدت أن طواقم من كاليفورنيا و8 ولايات أخرى، إضافة إلى كندا والمكسيك، تُشكل جزءا من الاستجابة المستمرة لدفع جهود مجابهة الكارثة.

وتواصل لوس أنجلوس -التي تحاصرها النيران منذ الثلاثاء الماضي- إحصاء الضحايا مع تسجيل 16 قتيلا حتى مساء السبت، وهي قابلة للارتفاع بحسب السلطات، بينما يستمر عمال إنقاذ يستعينون بكلاب مدربة تفقد الأنقاض بحثا عن جثث أو بقايا بشرية.

وقد حذرت ديان كريسويل من الوكالة الفدرالية لإدارة الطوارئ من أن "الوضع لا يزال حرجا". ورجحت في تصريحات لشبكة "إيه بي سي" أن "تصبح الرياح خطيرة مجددا" وحثت الناس على البقاء في حالة يقظة شديدة.

وقال أنتوني ماروني رئيس أجهزة الإطفاء بالمنطقة "هذه الرياح المصحوبة بجو جاف ونبات جاف ستبقي تهديد الحرائق في منطقة لوس أنجلوس عند مستوى عال".

رياح "سانتا آنا"

وتعرف هذه الرياح باسم "سانتا آنا" وهي مألوفة في الخريف والشتاء في كاليفورنيا، لكن خلال الأسبوع الحالي بلغت حدة غير مسبوقة منذ العام 2011، حسب ما أفاد خبراء بالأرصاد الجوية مع وصول سرعتها أحيانا إلى 160 كيلومترا في الساعة.

إعلان

ورغم جهود آلاف عناصر الإطفاء لاحتواء النيران، اتسع حريق منطقة "باسيفيك باليسايدس" السبت إلى شمال غرب لوس أنجلوس، وبات يهدد وادي "سان فرناندو" المكتظ بالسكان فضلا عن متحف "غيتي" وأعماله الفنية التي لا تقدر بثمن.

مروحية خلال عمليات الإطفاء (الفرنسية)

وأتت الحرائق على أجزاء كاملة من ثاني كبرى المدن الأميركية، مدمّرة "أكثر من 12 ألف" منشأة وهو عدد يشمل الأبنية وكذلك السيارات، وفق ما أوضحت السلطات السبت.

إلى ذلك، شن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب هجوما جديدا على قادة ولاية كاليفورنيا الأحد. وكتب في منشور على منصته "تروث سوشال" أن "الحرائق لا تزال مشتعلة في لوس أنجلوس. والسياسيون غير الأكفاء ليس لديهم أي فكرة عن كيفية إخمادها".

California felaketi
boş yangın muslukları,
sıfır yangın tedbiri,
karman çorman tahliyeler.
İnsanlar cehennemle savaşmaya terk edildi. pic.twitter.com/OOwcdmICLU

— mustafarmagan (@mustafarmagan) January 11, 2025

خطة مارشال

في ظل عمليات النهب التي تكثر في المناطق المنكوبة أو التي أخليت من سكانها، فرضت السلطات حظر تجول صارما يسري بين السادسة مساء والسادسة صباحا، في منطقتي باسيفيك باليسايدس وألتادينا الأكثر تضررا.

ويتوقع أن تنجم عن هذه الكارثة خسائر بقيمة 150 مليار دولار، كما يخشى بعض الخبراء أن تكون هذه الحرائق الأكثر كلفة التي تسجل حتى الآن.

وقال حاكم الولاية اليوم لقناة "إن بي سي" إنه يريد إطلاق "خطة مارشال" لإعادة بناء كاليفورنيا، مضيفا "ما زلنا نكافح هذه الحرائق، لكننا نتحدث بالفعل إلى المسؤولين وقادة الأعمال والمنظمات غير الحكومية".

وتتحرك السلطات أيضا لاحتواء الارتفاع الهائل في أسعار الإيجارات الذي يواجهه بعض النازحين. وحذر المدعي العام للولاية أمس من أن تضخيم الأسعار بشكل اصطناعي "يعاقَب عليه بالسجن لمدة عام وغرامة قدرها 10 آلاف دولار".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات لوس أنجلوس

إقرأ أيضاً:

ارتفاع حصيلة حرائق لوس أنجلوس الآخذة في الاتساع إلى 16 قتيلا

12 يناير، 2025

بغداد/المسلة: قضى ما لا يقل عن 16 شخصا في الحرائق المستعرة في لوس أنجليس منذ أيام عدة والتي امتدت السبت إلى مناطق كانت بمنأى من النيران.

وتواصل لوس أنجليس إحصاء الضحايا مع ارتفاع عدد القتلى مساء السبت إلى 16 قتيلا بعدما كانت حصيلة سابقة تشير إلى 11.

وقالت دارا دانتون من سكان حي باسيفيك باليسايدس الراقي الذي انطلقت منه النيران الثلاثاء وهي تنظر بأسى إلى زوجها، “الأمر مؤثر ومحزن جدا. كل أصدقائنا، أفضل الأصدقاء، خسروا منازلهم ونحن أيضا”.

ويقيم الزوجان منذ 25 عاما في الحي وهما من بين أكثر من 150 ألف شخص اضطروا للفرار أمام تقدم النيران في المنطقة.

ورغم جهود آلاف عناصر الإطفاء لاحتواء النيران، اتسع حريق باسيفيك باليسايدس السبت إلى شمال غرب لوس أنجليس. وبات يهدد وادي سان فرناندو المكتظ بالسكان فضلا عن متحف غيتي وأعماله الفنية التي لا تقدر بثمن.

واستفادت فرق الإطفاء من تراجع في حدة الرياح في الأيام الثلاثة الأخيرة إلا أنها عادت لتشتد الآن.

وقال أنتوني ماروني رئيس الإطفائيين في المنطقة “هذه الرياح المصحوبة بجو جاف ونبات جاف ستبقي تهديد الحرائق في منطقة لوس أنحليس عند مستوى عال”.

وتستعيد مدينة لوس أنجليس مشاهد لم ترها منذ جائحة كوفيد.

فقد اختفت زحمات السير الخانقة المعهودة فيها، فيما يضع السكان الذين يخرجون من منازلهم الكمامات بسبب الدخان السام في الجو.

وحذرت السلطات الصحية في لوس أنجليس السبت السكان من المخاطر الصحية الناجمة من دخان الحرائق.

وقال أنيش ماهاجان من إدارة الصحة العامة في مقاطعة لوس أنجليس “في المناطق التي يكون فيها الدخان مرئيا أو تكون هناك رائحة دخان، وحتى في الأماكن التي لا يمكنكم رؤية (الدخان) فيها، نحن نعلم أن جودة الهواء رديئة، لذا يجب عليكم الحد من تعرضكم للهواء الطلق قدر الإمكان”.

وبدأ عدد كبير من السكان يشكك في فاعلية إدارة السلطات للأزمة خصوصا وأن فرق الإطفاء وجدت نفسها أحيانا أمام خزانات مياه فارغة أو تعاني من ضغط مياه منخفض.

وقالت نيكول بيري التي أتت النيران على منزلها في باسيفيك باليسايدس، في تصريح لوكالة فرانس برس إن السلطات “تخلّت بالكامل” عن السكان.

وشددت رئيسة البلدية كارين باس التي تعرضت لانتقادات شديدة، على أن المسؤولين السياسيين وأجهزة الإغاثة والأمن “جميعا على الموجة نفسها”.

وكانت مسؤولة جهاز الإطفاء في المدينة انتقدت الجمعة اقتطاع البلدية من ميزانية جهازها.

وطلب حاكم الولاية التي تضم أكبر عدد من السكان في الولايات المتحدة، غافين نيوسوم الجمعة “مراجعة مستقلة وكاملة” لأجهزة توزيع المياه في المدينة.

ويواجه الناس الذين تم إجلاؤهم صعوبات في إيجاد مسكن جديد مع ارتفاع صاروخي في أسعار الإيجارات.

والسبت، ذكر المدعي العام للدولة بأن تضخيم الأسعار بشكل اصطناعي “جريمة يعاقب عليها القانون بالسجن سنة وبغرامة قدرها عشرة آلاف دولار”.

وفي ظل عمليات النهب التي تكثر في المناطق المنكوبة أو التي أخليت من سكانها، فرضت السلطات حظر تجول صارما يسري بين الساعة السادسة مساء والسادسة صباحا، في منطقتي باسيفيك باليسايدس وألتادينا الأكثر تضررا.

وأتت الحرائق على أجزاء كاملة من ثاني كبرى المدن الأميركية، مدمّرة “أكثر من 12 ألف” منشأة وهو عدد يشمل الأبنية وكذلك السيارات، على ما أوضحت السلطات السبت.

ويتوقع أن تنجم عن هذه الكارثة أضرار بقيمة عشرات مليارات الدولارات ويخشى بعض الخبراء أن تكون هذه الحرائق الأكثر كلفة التي تسجل حتى الآن.

– كلاب مدربة –
ويواصل عمال إنقاذ يستعينون بكلاب مدربة، تفقد الأنقاض بحثا عن جثث أو بقايا بشرية. وتفيد السلطات أن الحصيلة مرشحة للارتفاع.

وقال شريف مقاطعة لوس أنجليس روبرت لونا السبت إن التحقيق لتحديد أسباب هذه الحرائق يتواصل بمشاركة مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي).

وأكد “لن نهمل أي خطوط. إن كان الأمر يتعلق بعمل إجرامي، وأنا لا أقول ذلك، يجب أن نلقي القبض على الشخص أو الأشخاص المسؤولين”.

الرياح التي تهب راهنا معروفة باسم “سانتا آنا” وهي مألوفة في فصلي الخريف والشتاء في كاليفورنيا. لكن خلال الأسبوع الحالي بلغت حدة غير مسبوقة منذ العام 2011، على ما أفاد خبراء بالأرصاد الجوية مع وصول سرعتها أحيانا إلى 160 كيلومترا في الساعة.

وهي تحمل الجمر بسرعة في الأجواء على مسافة كيلومترات.

وتشكل هذه الرياح كابوسا للإطفائيين لأن كاليفورنيا عرفت سنتين ماطرتين جدا أدتا إلى إنعاش الغطاء النباتي الذي يبس حاليا بسبب الشتاء الجاف الذي تشهده المنطقة.

ويشير علماء بانتظام إلى أن التغير المناخي يزيد تواتر الظواهر الجوية القصوى.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • حرائق لوس أنجلوس.. الكابوس يتوسع مع توقعات باشتداد الرياح مجددًا
  • ترامب يهاجم مسؤولي ولاية كاليفورنيا بعد حرائق لوس أنجلوس
  • تعرف على المسلسلات التي توقف إنتاجها بسبب حرائق لوس أنجلوس
  • ارتفاع حصيلة حرائق لوس أنجلوس الآخذة في الاتساع إلى 16 قتيلا
  • كاليفورنيا تحت النار.. حرائق مدمرة بفعل الرياح العاتية وتغيرات المناخ
  • حرائق كاليفورنيا .. السلطات الأمريكية تدفع بألف سجين للسيطرة على النيران
  • حرائق كاليفورنيا تلتهم منازل المشاهير.. وإدارة الإطفاء تتهم السلطات بالتقصير
  • حرائق لوس انجلس تواصل تمددها
  • مشاهد توضح تأثير الرياح على طائرات مكافحة حرائق لوس أنجلوس .. فيديو