عربي21:
2025-01-13@00:25:17 GMT

الزلزال السوري وسقوط جدار الاستبداد

تاريخ النشر: 12th, January 2025 GMT

الحدث السوري البارز قبل نهاية العام المنصرم 2024 بسقوط طاغية دمشق بشار الاسد على إثر هجوم هيئة تحرير الشام عبر إدارة العمليات العسكرية بقيادة أحمد الشرع وسقوط العاصمة دمشق بيد هذه الإدارة، لم يكن حدثا عاديا لجميع المراقبين والمحللين والدول، فهو تغير شبه جذري رغم بقاء المؤسسات الحكومية كما هي.

لقد كان الطاغية بشار الأكثر إجراما وشراسة وعنفا من الرؤساء العرب الذين أطيح بهم في جولة الربيع العربي الأولى، وهذا الحدث يثبت، رغم الثورات المضادة ومحاولة إفشال الربيع العربي، أن جذوة الربيع العربي متقدة في خلايا وشرايين وأوردة النسيج البشري لأبناء منطقة الشرق الاوسط، لأن حجم وهول القمع على السوريين يجتاز الخيال بأشواط كبيرة جدا.

. هذا النظام كان سيفا مسلطا ونيرانا حارقة لبنية الإنسان السوري الذي كان كأنه معاقب منذ أكثر من 61 عاما مضت بعد استيلاء البعث على الحكم في سوريا، وبخاصة فترة الأسدين الأب والابن التي دامت 54 عاما.

كان النظام السابق يمتلك بروباغندا إعلامية مضادة لقيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وكان محاطا بجيش عرمرم من الشبيحة وشذاذ الآفاق والمخبرين والعيون والفاسدين، إذ إنه أفسد بنية المجتمع قبل الثورة، لكنه بعد الثورة دمّر البنى التحتية تدميرا شبه كامل بشكل هستيري، غير آبه لا بالحياة الإنسانية ولا بالطفولة ولا بالرعاية الاجتماعية.

ستعترض الإدارة الحالية والقادمة معترضات كثيرة من تركة ثقيلة من عصر الدكتاتورية والاستبداد، لكن الثقة كبيرة بقدرة السوريين على أن يتخطوا كل الصعاب والعراقيل نحو الحرية والسلام والتقدم داخليا ومع الجوار ومع كل دول العالم. التفاؤل الكبير غير صحيح بسبب حجم المعوقات، والتشاؤم الكبير أيضا غير صحيح لأن الطريق لا زال مفتوحا أمام السوريين لبناء دولة مدنية ديمقراطية تصان فيها حقوق الجميع
لم يكن الأسد الابن -الذي هرب دون أن يترك أي تصريح للشعب السوري- يمتلك أي مقومات قيادة بلد حضاري عريق كسوريا بتعدديتها وبُعدها الجيوسياسي في منطقة حساسة واستراتيجية من العالم. لقد ترك الأزمات تتراكم وكانت عناوين الفشل كثيرة وفاضحة؛ من السجون التي أذهلت العالم بوحشيتها ممثلة بسجن صيدنايا، ومن الفساد المستشري وفروع المخابرات والأمن والتهريب والكبتاغون، وغياب مناخات السياسة وحرية الصحافة والرأي والتعبير و.. و.. و.. الخ.

لقد كان النظام المخلوع يتدخل في دول الجوار ويخنق شعوبها بشتى الوسائل، من لبنان إلى الأردن إلى العراق، لقد استخدم الجيش لأغراضه الخاصة واتخذه وسيلة للتهريب والفساد الثراء الفاحش، لذلك فسقوطه المدوي في 8 كانون الأول/ ديسمبر 2024 يمكن تشبيهه بجدار برلين الذي سقط مع سقوط الاتحاد السوفييتي في نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات من القرن المنصرم، إنه والحالة هذه جدار الاستبداد العربي.

أعتقد أن لسقوط النظام ارتداداته الكثيرة والمتعددة ستظهرها لنا الأيام والشهور والسنين القادمة، وليس شرطا أن تتحكم الإدارة الحالية بالوضع في سوريا وإنما سيتاح لجميع الفعاليات والأحزاب والقوى السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية أن تشارك في رسم المستقبل السوري المنشود.

ستعترض الإدارة الحالية والقادمة معترضات كثيرة من تركة ثقيلة من عصر الدكتاتورية والاستبداد، لكن الثقة كبيرة بقدرة السوريين على أن يتخطوا كل الصعاب والعراقيل نحو الحرية والسلام والتقدم داخليا ومع الجوار ومع كل دول العالم. التفاؤل الكبير غير صحيح بسبب حجم المعوقات، والتشاؤم الكبير أيضا غير صحيح لأن الطريق لا زال مفتوحا أمام السوريين لبناء دولة مدنية ديمقراطية تصان فيها حقوق الجميع.

في الختام أكتفي حاليا بهذا المقال القصير ولنا جولات أخرى في هذا الحدث التاريخي الكبير.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات سوريا الأسدين الثورة الاستبداد سوريا الأسد استبداد ثورة مدونات مدونات صحافة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة غیر صحیح

إقرأ أيضاً:

الأردن يقرر دخول السوريين المقيمين في دول العالم دون موافقات مسبقة بغية تسهيل عودتهم لبلادهم

آخر تحديث: 12 يناير 2025 - 1:33 م بغداد/ شبكة أخبار العراق- قرر الأردن اليوم الأحد السماح بدخول السوريين المقيمين في عدد من الدول دون موافقة مسبقة. ونقلت وكالة الأنباء الأردنية (بترا) اليوم عن مصدر مسؤول في وزارة الداخلية قوله إنه قد تقرر السماح للمواطنين السوريين المقيمين في الدول الأوروبية ودول الأمريكيتين الشمالية والجنوبية وأستراليا وكندا واليابان وكوريا الجنوبية ودول مجلس التعاون الخليجي بالدخول الى أراضي المملكة دون الحصول على موافقات مسبقة شريطة حيازتهم على إقامات سارية المفعول لمدة لا تقل عن أربعة شهور في الدول القادمين منها. وأضاف المصدر أن ذلك يأتي تسهيلا على “الأشقاء” السوريين المقيمين في تلك الدول للعودة إلى بلادهم.

مقالات مشابهة

  • الأردن يقرر دخول السوريين المقيمين في دول العالم دون موافقات مسبقة بغية تسهيل عودتهم لبلادهم
  • الدفاع المدني السوري: مخلفات الحرب والألغام تمثل حربًا جديدة على السوريين
  • الأمن والتنمية في العالم العربي
  • بعد سقوط نظام بشار.. الموز يرسم الابتسامة على وجه السوريين
  • كيف استُدرج الناشط السوري مازن حمادة ليُقتل في سجون النظام المخلوع؟
  • سمير جعجع : أول مرة ينتخب رئيس لبناني "مش على يد النظام السوري ولا الممانعة"
  • العقوبات الدولية تضع النظام الصحي السوري في حالة احتضار
  • مخلفات الحرب تحصد الأرواح وتمنع السوريين من العودة لمنازلهم
  • ملاحقة فلول النظام السوري.. أهداف وأبعاد تتجاوز الجانب الأمني