الجيش السوداني يدخل مدينة ود مدني الأستراتيجية
تاريخ النشر: 12th, January 2025 GMT
يناير 12, 2025آخر تحديث: يناير 12, 2025
المستقلة/- قال الجيش السوداني يوم السبت إنه دخل مدينة ود مدني بوسط البلاد وقام بطرد قوات الدعم السريع، وهي الخطوة التي إذا اكتملت بنجاح ستكون أكبر مكسب للجيش منذ ما يقرب من عامين من الحرب.
نشر الجيش مقطع فيديو يبدو أنه يظهر قوات داخل المدينة، وهي عاصمة ولاية الجزيرة، وهي مركز زراعي وتجاري تسيطر عليه قوات الدعم السريع منذ ديسمبر 2023.
قد يمثل استعادة الولاية ككل نقطة تحول في الحرب التي بدأت في أبريل 2023 بسبب الخلافات حول دمج القوتين، مما خلق واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم مع نزوح أكثر من 12 مليون شخص ونصف السكان يواجهون الجوع.
وقال بيان للجيش “قيادة القوات المسلحة تهنئ شعبنا بدخول قواتنا إلى ود مدني هذا الصباح. إنهم يعملون الآن على تطهير جيوب المتمردين المتبقية داخل المدينة”.
وشهدت الولاية الواقعة في وسط البلاد وجنوب العاصمة الخرطوم بعضًا من أعنف هجمات قوات الدعم السريع على المدنيين، فضلاً عن حرق الحقول ونهب المستشفيات والأسواق وإغراق قنوات الري.
وعلى الرغم من تاريخها الطويل كمركز للتجارة الزراعية، فقد وصف الخبراء مدني بأنها منطقة معرضة لخطر المجاعة بسبب الحصار المفروض كجزء من الصراع.
وكثف الجيش حملته لاستعادة الجزيرة في الأشهر الأخيرة، بعد استعادة ولاية سنار في الجنوب، بما في ذلك زيادة الغارات الجوية التي غالبًا ما ضربت المدنيين.
وانشق القائد الأعلى لقوات الدعم السريع في الولاية وانضم إلى الجيش في أكتوبر، وشاركت قواته في عمليات السبت، على الرغم من أن قوات الدعم السريع ردت في ذلك الوقت بسلسلة من الهجمات.
كما واصل الجيش يوم السبت عملياته على مدينة بحري، وهي جزء من العاصمة الكبرى، حيث أحرز تقدمًا أيضًا في الأشهر الأخيرة.
تسيطر قوات الدعم السريع على معظم غرب البلاد، حيث تقاتل الجيش للسيطرة على مدينة الفاشر، آخر معاقلها في منطقة دارفور. كما تقاتل القوتان بنشاط للسيطرة على ولاية النيل الأبيض في جنوب البلاد.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
هجوم على الفاشر ومجزرة في أم درمان وضربات للبنية التحتية.. الجيش السوداني يُحبط خطة شاملة لميليشيا الدعم السريع
البلاد – الخرطوم
تواصل الدعم السريع هجماتها على مدينة الفاشر، فيما صدّت القوات المسلحة السودانية هجومًا واسعًا شنّته الميليشيا من أربعة محاور، في عملية استمرت لأكثر من سبع ساعات، بالتزامن تصعد الميليشيا عمليات التصفية الجسدية بحق المدنيين واستهدافها الممنهج للبنية التحتية الحيوية، في مسعى لخلط الأوراق وشحن الرأي العام ضد الجيش، عقب خسائرها المتتالية في الخرطوم مؤخرًا.
وفيما شهدت الفاشر هدوءًا حذرًا وسط استمرار التراشق المدفعي أمس الثلاثاء، أوضح قائد الفرقة السادسة مشاة، اللواء محمد أحمد الخضر، أن الهجوم الأخير للميليشيا استُخدمت فيه طائرات مسيّرة، ومدفعيات ثقيلة، وعربات مدرعة، مشيرًا إلى أن الجيش كان على أتم الجاهزية للتصدي له. وأضاف أن الهجوم انتهى بالقضاء على التقدم المعادي، مؤكدًا أن القوات المسلحة في موقع قوة، ومستعدة لحسم أي محاولة مماثلة.
وخلّف الهجوم الذي وقع الاثنين 40 قتيلًا مدنيًا، بينهم نساء وأطفال، نتيجة القصف العشوائي للميليشيا على أحياء سكنية. وقد أعلنت قوات الدعم السريع لاحقًا سيطرتها على ستة أحياء داخل الفاشر، موجّهة نداءً إلى عناصر الجيش لإلقاء السلاح ومغادرة المدينة، متعهدة بضمان سلامة من يستجيب. غير أن مصادر ميدانية أكدت تراجع المهاجمين تحت ضربات الجيش والمقاومة الشعبية، في حين أشار حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، إلى أن الهجوم قاده عبد الرحيم دقلو، وانتهى بانسحاب القوات المهاجمة بعد تصدي القوات المشتركة لها.
ويرى خبراء أن التحوّل في تكتيكات الدعم السريع، عبر استهداف منشآت البنية التحتية الحيوية، بهدف إثارة السخط الشعبي وتشتيت تركيز الجيش عن تقدّمه في دارفور. يعكس حالة يأس ميداني للميليشيا بعد خسائر بشرية كبيرة وفقدان كميات كبيرة من العتاد العسكري.
وفي هذا السياق، قصفت الميليشيا بطائرات مسيّرة مصفاة الجيلي شمال الخرطوم، ومحطة بربر التحويلية للكهرباء، ومحطة عطبرة للمرة الرابعة خلال أسبوع، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي في مناطق واسعة، وزاد من معاناة المدنيين في ظل وضع إنساني متدهور.
وعلى صعيد الانتهاكات، طالب المرصد السوداني لحقوق الإنسان بفتح تحقيق دولي في مجزرة مروعة وقعت بمنطقة الصالحة جنوب أم درمان، حيث تم إعدام 31 مدنيًا ميدانيًا، بينهم أطفال. وأكد المرصد أن الضحايا كانوا مدنيين عُزّل، وأن قوات الدعم السريع نفذت الجريمة بدافع “الانتقام”. وقد اعترف بذلك قادة في الميليشيا بمقاطع مصوّرة، ما يُشكّل جريمة حرب مكتملة الأركان بموجب القانون الدولي الإنساني.
وفي السياق، قال رئيس مجلس السيادة، القائد العام للجيش، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، إن قتل ميليشيا الدعم السريع للمواطنين في منطقة صالحة جنوبي أم درمان ينم عن كراهيتهم للشعب السوداني، وأضاف في كلمة أمس الثلاثاء أن الحرب الدائرة حاليا ضد ميليشيا الدعم السريع وليست ضد قبيلة، مشيرا إلى أن المرجفين يروجون أن الحرب ضد أعراق محددة، بهدف تحشيد الناس وجرهم للقتل، وتابع بأن “حربنا ضد كل من يحمل السلاح ضد الدولة، وتمرد رئيس القبيلة لا يعني تمرد كل القبيلة، مؤكدًا أنه “لا تفاهم مع هؤلاء المرتزقة بعد كل ما فعلوه وسيذهبون في هذه المعركة حتى الانتصار”.
ويُثبِت المشهد الميداني أن الميليشيات لم تجلب للسودان والمنطقة سوى الدمار والدم، فيما يتجدد الأمل مع صمود الجيش السوداني في التأسيس لمستقبل تستقر فيه البلاد على قاعدة الدولة الوطنية والجيش الواحد.