شعبان بلال (القاهرة)
تعزز مجموعة «بريكس» من الجهود الدولية لتحقيق التنمية المستدامة والتحول للاقتصاد الأخضر ومواجهة تداعيات تغير المناخ، عبر مشروعات التحول نحو الطاقة النظيفة وتبادل الخبرات في هذا المجال. 
وقال الخبير المتخصص في تغير المناخ والاستدامة الدكتور أسامة سلام: «إن مجموعة البريكس، تشكل قوة اقتصادية متنامية تلعب دوراً محورياً في تشكيل المستقبل العالمي»، معتبراً انضمام دولة الإمارات إلى بريكس يعكس الطموحات المتزايدة لهذه المجموعة في تعزيز التعاون الدولي وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.


وأوضح سلام، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن البريكس تلعب دوراً مهماً في تعزيز التنمية المستدامة وتغير المناخ والاقتصاد الأخضر، حيث تسعى إلى الاستثمار بشكل كبير في مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وتبادل التكنولوجيا والمعرفة في هذا المجال، ويساهم هذا التعاون في تقليل الانبعاثات الكربونية وتعزيز أمن الطاقة العالمي.
ولفت إلى أن البريكس تركز أيضاً على تطوير البنية التحتية المستدامة، مثل النقل النظيف والمباني الخضراء، مما يساهم في تحسين جودة الحياة والحد من التلوث، وتسعى أيضاً إلى توفير التمويل اللازم لمشاريع الطاقة المتجددة، من خلال إنشاء بنك التنمية الجديد الذي يهدف إلى تمويل مشاريع البنية التحتية في الدول النامية.
وأشار سلام إلى أن دولة الإمارات تلعب دوراً رائداً في مجال التنمية المستدامة على المستويين الإقليمي والعالمي، من خلال الاستثمار في الطاقة المتجددة، حيث تمتلك خططاً طموحة لزيادة حصة الطاقة المتجددة، حيث أطلقت الإمارات العديد من المبادرات في مجال الاستدامة، مثل مبادرة الإمارات الاستراتيجية للطاقة المتجددة.
وأضاف أن الإمارات تساهم بشكل كبير في تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية، من خلال تقديم المساعدات الإنسانية والتنموية للدول النامية، بالإضافة إلى استضافة العديد من المؤتمرات الدولية حول المناخ والطاقة، مما ساهم في تعزيز التعاون الدولي في هذا المجال. 
وفي السياق ذاته، اعتبر الأستاذ بكلية الاستشراق بالمدرسة العليا للاقتصاد في موسكو، رامي القليوبي، أن مجموعة البريكس تضم عدداً من الدول الأعضاء التي لديها مبادرات ومشروعات واسعة لتحقيق التنمية المستدامة، كما أن لديها بنكاً لتمويل مشاريع تنموية في الدول الأعضاء. 
وقال القليوبي في تصريح لـ«الاتحاد»، لاشك أن «بريكس» ستحقق نتائج إيجابية في مجال تعزيز التنمية المستدامة ومواجهة تداعيات تغير المناخ وتنفيذ مشروعات الطاقة النظيفة وتبادل الخبرات والابتكارات، خاصة في ظل التحديات التي تواجه الدول في هذه القضايا. 
من جانبه، يرى رئيس وكالة تنمية التجارة الدولية في موسكو تيمور دويدار، أن البريكس من  أقوى التكتلات الدولية وأكثرها تطوراً، موضحاً أن دول البريكس لديها إمكانات هائلة، خاصة في مجال الطاقة البديلة ما يعزز التنمية المستدامة، مشيراً إلى إمكانية التعاون بين الدول الأعضاء في تبادل التكنولوجيا والتنقيات والمشاركة في المشروعات القائمة والمستقلبية لتعزيز مصادر الطاقة البديلة والحد من التلوث، وتحقيق التنمية المستدامة. 
وأوضح دويدار، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن مجموعة بريكس تمتلك إمكانات هائلة، خاصة الإمارات التي تعد من الدول الرائدة في مجال الطاقة النظيفة، كما أن البرازيل متقدمة في إنتاج الوقود الحيوي، وروسيا تمتلك احتياطات كبيرة من طاقة الرياح والطاقة الكهرومائية، وكذلك الهند التي تعد من الدول الرائدة عالمياً في إنتاج الطاقة الشمسية وتعمل على تطوير طاقة الرياح، والصين أكبر سوق للطاقة البديلة ومنتج للألواح الشمسية وتوربينات الرياح، وجنوب أفريقيا وغيرها من الدول. 

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: مجموعة بريكس الاقتصاد الأخضر التنمیة المستدامة الطاقة المتجددة من الدول فی مجال

إقرأ أيضاً:

تغيُّر المناخ.. تهديد عالمي يطال صحة الإنسان واقتصاد الدول ويهدد مستقبل الأجيال

أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء، تحليلًا شاملًا سلط من خلاله الضوء على أحد أخطر التحديات البيئية في العصر الحديث، وهو تغيُّر المناخ، مبينًا أسبابه وتأثيراته المتزايدة على الأفراد والشركات والمجتمعات، كما قدّم أبرز المقترحات لمواجهته على المستويات كافة.

تغيُّر المناخ.. أزمة متفاقمة تهدد الإنسان والبيئة

اعتبر التحليل أن تغيُّر المناخ يُعد من أخطر القضايا البيئية ذات التأثير المباشر على صحة الإنسان واستقرار المجتمعات، مشيرًا إلى أن التغيرات المناخية تؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة التي تهدد الفئات الأكثر ضعفًا كالأطفال وكبار السن، وتؤثر على الإنتاج الزراعي نتيجة اختلال أنماط سقوط الأمطار، مما يؤدي إلى تراجع الأمن الغذائي، وارتفاع أسعار المواد الغذائية.

وزيرة البيئة تترأس الاجتماع الثالث لمجلس إدارة مشروع تحويل النظم المالية من أجل المناخ دعاء العواصف الترابية والغبار.. كيف نستقبل تقلبات الطقس بالدعاء؟

وأوضح التحليل أن الكوارث الطبيعية المتزايدة مثل الفيضانات والجفاف باتت تُسهم في تشريد الملايين، كما تهدد سبل العيش في قطاعات الزراعة والصيد والسياحة، وتُفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية.

الأنشطة البشرية سبب رئيس وراء الاحترار العالمي

أشار التحليل إلى أن التغير المناخي يشير إلى التحولات طويلة الأمد في درجات الحرارة وأنماط الطقس، والتي رغم أن بعضها يحدث طبيعيًا، فإن الأنشطة البشرية منذ القرن التاسع عشر تُعد العامل الرئيس وراء هذه الظاهرة، نتيجة الانبعاثات الكربونية الناتجة عن حرق الفحم والنفط والغاز.

وأكد أن متوسط درجة حرارة سطح الأرض ارتفع بمقدار 1.1 درجة مئوية مقارنة بفترة ما قبل الثورة الصناعية، ويُعد العقد الماضي الأشد حرارة على الإطلاق، كما أن غازات ثاني أكسيد الكربون والميثان تُعد من المسببات الرئيسة لهذه الظاهرة.

سيناريوهات خطيرة إذا تجاوز الاحترار العالمي 1.5 درجة

حذّر التحليل من أنه إذا ارتفعت درجات الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية، ستزداد موجات الحر شدة وطولًا، بينما ستنكمش الفصول الباردة.

 أما إذا وصلت إلى درجتين مئويتين، فستصبح موجات الحر أكثر تطرفًا، مهددةً الزراعة والصحة بشكل مباشر.

آثار واسعة على المدن والمحيطات ومستوى سطح البحر

استعرض التقرير عدة تداعيات مباشرة لتغيُّر المناخ على البيئات المختلفة، ومنها:

اختلال أنماط الأمطار، بما في ذلك الجفاف والفيضانات الموسمية.

ارتفاع مستوى سطح البحر، مما يؤدي إلى غمر المدن الساحلية وتآكل الشواطئ.

ذوبان الجليد القطبي وتراجع الأنهار الجليدية.

تغيّرات في المحيطات تشمل زيادة الحرارة والحموضة وانخفاض الأوكسجين، ما يؤثر سلبًا على الحياة البحرية.

تأثيرات حضرية، حيث تصبح المدن أكثر عرضة للحرارة والفيضانات.

انعكاسات صحية ونفسية خطيرة.. وتهديد بانتشار الأوبئة

وصف التحليل تغيُّر المناخ بأنه أكبر تهديد صحي في القرن الحالي، حسب منظمة الصحة العالمية، والتي تتوقع نحو 250 ألف حالة وفاة إضافية سنويًا بين عامي 2030 و2050، بسبب الملاريا وسوء التغذية والأمراض المرتبطة بالحرارة.

ولفت التقرير إلى أن ارتفاع درجات الحرارة يعزز انتشار الفيروسات نتيجة اضطرار الحيوانات إلى تغيير مواطنها، مما يزيد فرص التفاعل بينها وبين البشر، وهو ما قد يتسبب في ظهور جوائح جديدة.

الفئات الأكثر تضررًا تشمل:

الأطفال بسبب ضعف مناعتهم.

الحوامل نتيجة التغيرات الفسيولوجية.

كبار السن ومرضى القلب والتنفس.

سكان المناطق الريفية والأقليات ذات الدخل المنخفض.

التأثير الاقتصادي يمتد من الغذاء إلى التأمين والطاقة

أوضح التحليل أن تغيُّر المناخ يؤثر على الاقتصاد بشكل عميق، ويتجلى ذلك في:

ارتفاع أسعار الغذاء نتيجة تراجع إنتاج المحاصيل الرئيسية.

تضرر شبكة الكهرباء بفعل موجات الحر والطلب الزائد على التبريد.

اضطراب سلاسل التوريد بسبب ارتفاع حرارة المحيطات، مما يهدد الملاحة البحرية.

زيادة تكاليف التأمين، حيث أصبحت بعض الممتلكات غير قابلة للتأمين في دول مثل أستراليا.

خسائر مرتفعة للشركات بسبب ارتفاع تكلفة المواد الخام والسياسات البيئية الجديدة، مثل ضرائب الكربون.

طرق المواجهة: من التمويل إلى العدالة المناخية

أكد التقرير أن التصدي لتغيُّر المناخ يتطلب تضافر الجهود، وأبرز السُبل لذلك تشمل:

التمويل المناخي: تحتاج الدول النامية إلى 127 مليار دولار سنويًا بحلول 2030 لمواجهة آثار تغيُّر المناخ.

التخفيف والتكيف: عبر السياسات الحكومية الداعمة للفئات المتأثرة، وإعادة تأهيل العاملين في القطاعات الملوِّثة.

تحسين نظم الغذاء والمياه: للحد من الفجوة بين الدول الغنية والفقيرة في الاستهلاك والموارد.

تعزيز الوعي البيئي: على مستوى الأفراد والمجتمعات.

مقالات مشابهة

  • عيسى: استقرار الاقتصاد المصرى أحد العوامل المحورية لجذب الاستثمارات
  • «مصدر» تستكمل استحواذها على «تيرنا إنرجي» للطاقة المتجددة في اليونان
  • هل كان لاندفاع إسبانيا نحو الطاقة المتجددة أي تأثير على انقطاع التيار الكهربائي الشامل؟
  • طاقة النواب تتابع تعهد الحكومة بعدم العودة إلى تخفيف الأحمال الكهربائية
  • مساعد رئيس حزب العدل: مصر تقود مشروعات التنمية المستدامة في القارة الأفريقية
  • بنك أبوظبي الأول مصر وجمعية الأورمان يوسعان شراكتهما ‏لتعزيز التنمية المستدامة بالبحيرة
  • الحكومة تعلن عدم تخفيف الأحمال الكهربائية.. ورئيس طاقة النواب: الأزمة انتهت
  • تغيُّر المناخ.. تهديد عالمي يطال صحة الإنسان واقتصاد الدول ويهدد مستقبل الأجيال
  • الممثل الشخصي للرئيس السيسي يشارك نيابة عن وزير الخارجية في اجتماع وزراء خارجية البريكس
  • «فينسنت وو»: تحقيق رؤية مصر للطاقة المتجددة 2035 بنسبة 42%