صحيفة التغيير السودانية:
2025-03-14@18:00:58 GMT

لا للحرب.. نعم لفرحٍ مُتبَّصِر

تاريخ النشر: 12th, January 2025 GMT

لا للحرب.. نعم لفرحٍ مُتبَّصِر

فائز السليك

مع دخولها إلى مدينة ود مدني، في شهر ديسمبر ٢٠٢٣ كنتُ قد كتبتُ هنا أنَّ قوات الدعم السريع خسرت سياسياً وأخلاقياً وانتصرت عسكرياً، وسبب الخسارة هو الانتهاكات الكبيرة لحقوق الإنسان التي ارتكبتها القوات في كل قرى الجزيرة، ولذلك كان من الطبيعي أن يفرح أهل الجزيرة بعد أن فقدت القوات المدينة، لأن من حق أي مواطن ومواطنة العودة إلى قريته أو مدينته ليعيش بأمان، ويمارس حياته الطبيعية مثلما كانت قبل اندلاع الحرب اللعينة.

يظلُّ موقفي ثابتاً هو رفض الحرب، دون التفاتة إلى أي محاولة للابتزاز أو التخويف، وقد يقول قائل لولا الحرب لما عادت مدينة، وبالحرب ستعود الخرطوم، لكني أقول لولا الحرب أيضاً لما قتل مئات الآلاف، ولما اضطَّر ملايين السودانيين للهروب من جحيم العبث، ولولا الحرب لما عاشوا بلا كرامة في ظل أسوأ الظروف كان داخل أو خارج البلاد.

وبعد ثلاثة أيام ستدخل الحرب شهرها الثاني والعشرين، فماذا كسبنا خلال تلك الفترة؟ بل كم خسرنا؟ وكم متوقعاً لنا أن نفقد خلال الفترات المقبلة من حرب العبث هذه؟ وهل من مشهد درامي وعبثي أكثر من أن يكون من استلم الجزيرة من الجيش، وسلمها إلى قوات الدعم السريع هو ذات الشخص الذي شارك أيضاً في تسليمها من الجيش إلى الدعم السريع؟

وهل من عبث أكثر من أن يطلق البعض على ذات الرجل صفة (خائن) ثم يطلقون عليه صفة (البطل؟) وهل من عبث أكثر من محاربة “مليشيات ” بواسطة مليشيات” والحديث عن ” تمرد الجنجويد” على الجيش؟ وهل يا ترى سوف يعود (البراء) بكل براءة إلى حضن الجيش، ثم يتفرغ لتلاوة القرآن الكريم، والدعوة في المساجد بعد انتهاء الحرب؟ وهل سيضع كيكل بندقيته، ويختار رعي الإبل في مناطق البطانة، والاستمتاع بالدوبيت وبأشعار الحردلو

الشم خوخت بردن ليالي الحرة

 والبراق برق من منا جاب القرة

شوف عيني الصقير بي جناحو كفت الفرة

تلقاها أم خدود الليلة مرقت برة

وهل سوف يسلم مني أركو مناوي بندقيته إلى الجيش، ويحترف العمل السياسي، ويختار طريق التنافس السلمي بلا بندقية؟ وهل سيكون في السودان جيشٌ واحدٌ احترافيٌ يؤدي واجباته المقدسة في حماية تراب البلاد ودستورها الدائم؟ أم سوف يتسلل الأشرار من بين مفاصله ليمارسوا ذات العنف الممنهج ضد الخصوم السياسيين وعسكرة الحياة السياسية.

هذه مجرد تساؤلات أطرحها وسط أجواء الفرح، وفي غمرة الحماس، وقد لا تجد قبولاً لدى البعض، ولسوف تغضب آخرين من الذين لا يستخدمون عقولهم للتفكير، ويحفظون دون أن يفهموا ما حفظوه، وسوف تجدون بعضهم هنا في تعليقات لا تجادل ولا تحاور ولا تطرح تساؤلات، ولا تقدم أجوبة، لكنها تخرج ما لديها من “الثلاث ورقات” للشتم واللطم والفجور في الخصومة والشخصنة، واحتفظ هنا في حسابي ببعضهم ليقدموا نماذج من الشتَّامين، وفاقدي المنطق. لم تنه الحرب، لكن البديل في مثل هذه الأجواء سيكون عسكرةً للحياة، واستنساخ ” تجربة الدعم السريع” هذا إذا انتهت الحرب في كل السودان بما في ذلك دارفور.

فليفرح الناس إذا ما عادوا إلى بيوتهم، لأن ما فعلته قوات الدعم السريع لم يكن سهلاً، لكن وجهة نظري تدعو الناس في ذات الوقت أإلى “الفرح المتبصر”، وأن لا يسقطوا من التفكير أن سيناريو الحرب في حد ذاته كان القصد منه عسكرة الحياة وإعادة ترسيم المشهد السياسي بالدماء، ووضع كل السودانيين أمام خيارين. .الحرب أم العساكر؟ مع أن الحرب في حد ذاتها نسخة من العسكرة الشرسة والفاجرة.

الوسومفائز السليك

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

قائد سلاح المدرعات يحدد موعد القضاء على الدعم السريع

متابعات ــ تاق برس  قال قائد سلاح المدرعات بالجيش السوداني، اللواء نصر الدين عبد الفتاح أن الجيش تمكن على القضاء على القوة الصلبة بقوات الدعم السريع وأصبح قريبا من الحسم النهائي للمعركة.

ونوه نصر الدين في تصريحات لفضائية “العربية” إلى أن الجيش وصل إلى مشارف المرحلة الثالثة والأخيرة في معركته ضد قوات الدعم السريع وأن المعركة وصلت خواتيمها وأنهم الآن يستشرفون مرحلة إعادة إعمار  ما دمرته الحرب. َتوقع قائد سلاح المدرعات أن تكون الأيام المتبقية من شهر رمضان كافية للسيطرة على ولاية الخرطوم بالكامل لينتقل الجيش لحسم بقايا الدعم السريع في كردفان الكبرى وإقليم دارفور. الدعم السريعقائد سلاح المدرعات

مقالات مشابهة

  • السفير الحارث: الحرب لن تتوقف إلا حين توقِف الإمارات دعمها لمليشيا الدعم السريع
  • عثمان ميرغني يوضح كيف طور الجيش السوداني قدراته للتصدي للدعم السريع
  • الجيش يحرر منطقة حدودية جديدة من قبضة الدعم السريع
  • هدوء حذر في العاصمة السودانية بعد تضييق الخناق على الدعم السريع وسط الخرطوم
  • ناشط سياسي يكشف أسباب إشعال الإمارات للحرب في جنوب السودان
  • قائد سلاح المدرعات يحدد موعد القضاء على الدعم السريع
  • الدعم السريع تختطف طبيباً في شمال كردفان بعد هجوم مسلح على منطقة «أم سيالة»
  • الجيش السوداني: مقتل 5 أطفال برصاص "الدعم السريع" في الفاشر ‎
  • البرهان: الجيش السوداني عازم على تحرير البلاد والقضاء على الدعم السريع  
  • شاهد بالفيديو.. الحرب تشتعل بين قائد درع الشمال “كيكل” والناشط الشهير “الإنصرافي”.. صرفة يتهم أبو عاقلة بإدخال الجنجويد للجزيرة ومشاركتهم الجرائم والأخير يرد عليه ويصفه بالعميل والممول من الدعم السريع