سامح عيد: الجماعة الإرهابية أحد معاول تفتيت المنطقة والقضاء على الجيوش العربية ضمن مخططات خارجية
تاريخ النشر: 12th, January 2025 GMT
قال سامح عيد، الباحث فى شئون الجماعات الإسلامية، إن جماعة «الإخوان» الإرهابية تلجأ لسلاح الشائعات من أجل تنفيذ مخططها لبث الفوضى فى الشارع المصري لتأليب الرأي العام من خلال السوشيال ميديا، من خلال خلق حالة عامة من الإحباط، لافتا فى حوار مع «الوطن» إلى أن التنظيم الإرهابي للإخوان وأذرعه يحاول إيهام عناصره بإمكانية نجاح مخططه بنشر الفوضى فى ظل المشهد الإقليمي الحالي والتطورات الحادثة فى سوريا.
كيف ترى محاولات تنظيم الإخوان الإرهابي لاستغلال الأوضاع الإقليمية والدولية لبث الفوضى فى الشارع المصري؟
- يسعى تنظيم الإخوان لتنفيذ مخططهم وبث حالة من الفوضى فى الشارع المصري، معتقدين أن ما حدث فى سوريا أعطاهم إشارة إلى أنه من الممكن أن ينجحوا فى تنفيذ مخططهم والوصول للحكم مرة أخرى وذلك فى ظل وجود مخطط خارجي يستهدف تفتيت المنطقة والقضاء على الجيوش العربية والوطنية.
كيف ترى الحملات الممنهجة للتنظيم الإرهابي، وما طريقتهم للتسلل إلى الشعوب؟
- جماعة «الإخوان» تقوم بحملات ممنهجة ضد مصر، فتنظيمهم لا يعترف بمفهوم الوطن، ويحرضون دائماً ضد الدولة، وهناك استهداف للإساءة لمصر، إلا أن هناك حالة إدراك لدى مؤسسات الدولة لمثل هذه المخططات، لذلك نحن بحاجة إلى استعادة الوعى لمواجهة تلك المخططات.
الأكاذيب والشائعات هما عصب الاستراتيجية الإخوانية للنيل من استقرار الدولة، كيف ترى ذلك؟
- ما حدث فى سوريا صنع حالة من الانتشاء للإخوان، وخلق رغبة لديهم فى استنساخ المشروع، وبالرغم من انقسام الإخوان، فإنه ما زال هناك خلايا إخوانية نائمة تبحث عن أي فرصة أو ذريعة لإحداث الفوضى، لكن الأجهزة الأمنية تعي ذلك جيداً، ولن يكون هناك أي فرصة أمام الإخوان، بالرغم من حالة عدم الاستقرار التي تشهدها الدول الواقعة على الحدود المصرية والتي يحاول التنظيم الإرهابي استغلالها لتنفيذ مخططه.
ماذا عن شائعات التنظيم الإرهابي على مواقع التواصل الاجتماعي؟
- إن اللجان الإلكترونية التابعة لتنظيم الإخوان الإرهابي تنشر الشائعات ضد مصر بكثافة من خلال استغلال مواقع التواصل الاجتماعي، بهدف زعزعة الاستقرار وإصابة المواطنين بالإحباط، كما أن هذه اللجان تستغل أي «أنصاف» المعلومات أو الأزمات لتضخّمها، بهدف زيادة الغضب فى الشارع المصري، لأن نشر الشائعات يمثل تهديداً خطيراً للاستقرار الاجتماعي والسياسي، إذ تُستخدم كأداة لنشر الفوضى وزعزعة الثقة بين المواطنين ومؤسسات الدولة، كما أن الإعلام له دوره القوى للغاية فى مواجهة اللجان الإلكترونية للإخوان وإعلامهم المعادي فى الخارج، وذلك من خلال الرد والتفنيد لأى معلومة أو حدث أو شائعة.
التنظيم الإرهابي يستخدم آليات مختلفة لتنفيذ مخططه لبث الشائعات، هل لك أن تطلعنا على نماذج لذلك؟
- لا شك أن الجماعة الإرهابية لديها كمية غضب وحقد كبيرين ضد الدولة، وتحاول تحريف المعلومات لتبدو كارثية، على الرغم من أن الشائعات ليست فقط الأخبار الكاذبة، فمن الممكن أن تكون الشائعة قائمة على جزء من خبر صحيح، لكن جرى تحريفه، مع التعليق عليه بآراء وتحليلات مشحونة تُخرجه عن هدفه، لإثارة الفتن، وتقليل ثقة المواطنين فى القيادة السياسية، كما أن هذه الشائعات تعمل على ضرب مصداقية الدولة وقياداتها، وتُستخدم بشكل ممنهج للتشكيك فى السياسات والقرارات، ما يعرقل جهود التنمية ويؤدى إلى إبطاء وتيرة العمل الوطني.
كيف يمكن مواجهة هذا المخطط والتصدي له من قبل المواطنين؟
- تُستخدم الشائعات كجزء من حروب الجيل الرابع التي تستهدف تدمير الدول من الداخل دون اللجوء إلى أساليب المواجهة التقليدية، ما يجعل تأثيرها أكثر تعقيداً وخطورة، وللتصدي لهذه الظاهرة، يلزم وجود وعى مجتمعي قوى مبنى على الثقة المتبادلة بين المواطن والدولة، إلى جانب آليات فعالة لرصد الشائعات وتفنيدها بشكل سريع ودقيق، هذا النهج لا يعزز فقط الاستقرار، لكنه يسهم أيضاً فى تحصين المجتمع ضد محاولات الاستهداف المستمرة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: جماعة الإخوان الإرهابية الاخوان التنظیم الإرهابی الفوضى فى من خلال
إقرأ أيضاً:
نكبة 11 فبراير.. بداية انزلاق اليمن إلى هاوية الفوضى والانقسام
مثلت نكبة 11 فبراير 2011 بداية لانزلاق اليمن في هاوية الفوضى والانقسام، مع دخوله مرحلة جديدة من الاقتتال والدمار.
ففي ذلك اليوم، شهد اليمن بداية انهيار مسار الجمهورية والديمقراطية، إثر تحالف بين حزب الإصلاح، الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن، وجماعة الحوثي، وهو التحالف الذي كان هدفه المشترك الانقلاب على النظام السياسي القائم والسيطرة على مؤسسات الدولة، وتدمير كل ما تم بناؤه على مدار عقود.
وبدا تحالف الإخوان والحوثيين يتكشف تدريجيًا عن نوايا هدم النظام الجمهوري والديمقراطي في البلاد، بدلاً من تحقيق الإصلاح السياسي والاجتماعي.
وبدأت هذه القوى تتعاون وتتحالف لهدم مؤسسات الدولة اليمنية، حيث اتفقوا على تقويض النظام السياسي وتدمير أسس الدولة الحديثة التي كانت قد بدأت تتطور خلال السنوات السابقة.
ومع مرور الوقت، تحول هذا التحالف التكتيكي إلى صراع مفتوح، ليصل الأمر إلى الانقلاب الفعلي حيث نفذت مليشيا الحوثي انقلابها المسلح في 21 سبتمبر 2014 على الحكومة الشرعية، واستولت على العاصمة صنعاء، لتبدأ مرحلة جديدة من الفوضى والحرب في اليمن، ما أسهم في تدمير البلاد بشكل كامل.
على الرغم من أن تحالف الإخوان المسلمين مع الحوثيين كان يهدف إلى تدمير النظام القائم وتفكيك مؤسسات الدولة، فإن هذا التحالف لم يكن سوى تكتيك لتحقيق مصالح شخصية، وفي النهاية، اختلف الطرفان على كيفية تقسيم السيطرة على البلاد.
وتسبب هذا الاختلاف في اندلاع الحرب المدمرة التي لم تقتصر على دمار البنية التحتية، بل أيضًا في معاناة الشعب اليمني.
يؤكد سياسيون أنه لا يمكن اعتبار جماعات ومليشيات الموت، سواء كانت الحوثية أو الإخوانية، كيانات يمكن أن تكون بديلًا للدولة أو تدافع عن مصالح اليمنيين، فبينما كانت هذه الجماعات تتصارع على النفوذ، كانت البلاد تتجه نحو مزيد من الخراب والانهيار.
وأشاروا إلى ضرورة أن تكون الذكرى السنوية لنكبة 11 فبراير، فرصة للاعتذار للوطن، الذي ضُحّي به على مذبح الأطماع السياسية والحزبية، مع الإدراك أن حجم الخسائر التي مُني بها اليمن نتيجة للتحالف الانقلابي المدمر، وأن يقر الجميع بأن نكبة 11 فبراير كانت بمثابة بداية الطريق إلى الدمار الشامل الذي لا يزال قائماً حتى اليوم.