يمن مونيتور/ قسم الأخبار

أجرت الولايات المتحدة الأمريكية مباحثات عسكرية مع السعودية والحكومة اليمنية، تركزت حول المخاوف الأمنية من تصعيد جماعة الحوثي في البحر الأحمر والمنطقة

وذكر مركز القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) -في بيان نشره عبر منصة (إكس) أن قائد القوات المركزية الأمريكية الجنرال مايكل إريك كوريلا، قام في الفترة من 11 إلى 12 يناير، بزيارة أفراد من القوات المسلحة الأمريكية وأجرى لقاءات مع القادة الرئيسيين في السعودية.

وحسب البيان التقى الجنرال كوريلا بالجنرال فياض بن حامد الرويلي، رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة السعودية وكبار أركانه.

وناقش الجنرالان المخاوف الأمنية المشتركة، والتزامهما المتبادل بمعالجة التهديدات المتطورة في المنطقة، وأهمية الاستعداد المشترك من خلال التشغيل البيني.

وأكد الجنرال كوريلا والجنرال الرويلي على أهمية تعميق العلاقات الثنائية بين البلدين، وخاصة من خلال التدريبات العسكرية المشتركة، وبناء التوافق والاستعداد، وبرامج بناء القدرات.

وشدد الاجتماع على الشراكة الاستراتيجية الدائمة بين الولايات المتحدة  والسعودية، والتي تظل شريكًا رئيسيًا في الحفاظ على الأمن الإقليمي والاستقرار والسلام والازدهار في المنطقة.

وفق البيان فإن الولايات المتحدة والسعودية يتمتعان بشراكة استراتيجية منذ أكثر من ثمانية عقود.

وفي سياق آخر، التقى الجنرال كوريلا أثناء وجوده في السعودية بالفريق أول صغير حمود بن عزيز، رئيس أركان القوات المسلحة اليمنية، الذي جاء من اليمن في هذه الزيارة.

وبحث الجانبان الجهود الرامية إلى تعزيز التعاون الأمني ​​ومكافحة التهديدات الإقليمية، مثل الحوثيين المدعومين من إيران وهجماتهم على السفن العسكرية والتجارية في البحر الأحمر وباب المندب.

كما ناقشا استراتيجيات تعزيز القدرات العملياتية للقوات المسلحة اليمنية. واتفق الجانبان على مواصلة تعزيز الشراكة من خلال اللقاءات المستقبلية.

وأكد الاجتماع التزام القيادة المركزية الأمريكية بتعزيز السلام والاستقرار والأمن في جميع أنحاء المنطقة.

 

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: أمريكا السعودية اليمن مباحثات عسكرية

إقرأ أيضاً:

فشل واضح للاستراتيجية الأمريكية في اليمن… حرب باهظة بلا جدوى وحسابات خاطئة

بعد نحو ثلاثة أسابيع من انطلاق حملة جوية كثيفة على اليمن في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لم تحقق العمليات العسكرية أي إنجاز استراتيجي واضح، رغم تجاوز كلفتها حاجز المليار دولار.

 

ومع عودة ترامب إلى البيت الأبيض في كانون الثاني/يناير الماضي، اعتبر أن جماعة «أنصار الله» تمثل «خطرًا متصاعدًا» بعد استهدافها سفنًا تجارية مرتبطة بإسرائيل، تضامنًا مع الفلسطينيين خلال الحرب على قطاع غزة. وردّت واشنطن بحملة جوية تحت شعار «حماية حرية الملاحة»، شملت مئات الضربات ضد أهداف في شمال وغرب اليمن باستخدام ذخائر دقيقة.

 

غير أن هذه الحملة افتقرت إلى التنسيق الدبلوماسي وبناء التحالفات الإقليمية، كما تجاهلت السياق الأوسع المتمثل في حرب غزة، ما جعلها تبدو منقطعة عن جذور الأزمة، ومكلفة ماليًا بدون تحقيق مكاسب حقيقية.

 

النتائج على الأرض: فاعلية محدودة

 

رغم إعلان القيادة المركزية الأمريكية تدمير عشرات «الأهداف المتحركة»، إلا أن مراقبين مستقلين شككوا في دقة هذه الأرقام. فسرعان ما استأنفت جماعة «أنصار الله» عملياتها البحرية، ما كشف عن محدودية التأثير العسكري الأمريكي، والفشل الواضح في شل قدرة الجماعة.

 

في المقابل، وظّفت الجماعة خطابًا سياسيًا وإعلاميًا ذكيًا، فظهر المتحدث باسمها محمد عبد السلام ليصف الهجوم الأمريكي بأنه «محاولة لكسر إرادة اليمنيين»، فيما أكد زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي أن الغارات تدل على عجز واشنطن، متوعدًا باستمرار الردّ.

 

استخدمت «أنصار الله» خطابًا حقوقيًا يصف الضربات بأنها «انتهاك للسيادة اليمنية»، و«جرائم حرب»، وقدمت شكاوى إلى مجلس الأمن تطالب بتحقيق دولي. وعرض إعلام الجماعة مشاهد لطائرات مسيّرة واستعراضات عسكرية، ما عزز صورتها كحركة مقاومة فعالة.

 

كما أن انتشار الجماعة في تضاريس جبلية صعبة، وارتباطها بشبكات قبلية، زاد من صعوبة استهدافها رغم التفوق الأمريكي التكنولوجي، لتتحول الحملة إلى نزيف مالي من دون نتيجة سياسية أو ميدانية واضحة.

 

أثر عكسي: توسيع القاعدة الشعبية للحوثيين

 

بدلاً من إضعاف الحوثيين ساهمت الغارات في تعزيز شعبيتها. بل أثارت موجة معاداة للولايات المتحدة في المنطقة، وتحديدًا في العراق وسوريا ولبنان. كما أبدى حلفاء واشنطن في أوروبا، مثل فرنسا وألمانيا، قلقهم من تصاعد العنف، ودعوا إلى حل دبلوماسي.

 

أما داخل أمريكا، فواجهت إدارة ترامب انتقادات من الحزبين الجمهوري والديمقراطي. وطالب مشرّعون بتوضيح أهداف الحملة وآلية الخروج منها، والتي وصفها السيناتور كريس مورفي بأنها «بلا نهاية»، بينما اعتبر الجمهوري راند بول أن الإنفاق العسكري في الخارج غير مبرر في ظل التحديات الاقتصادية المحلية.

 

وأظهر استطلاع أجرته مؤسسة «غالوب» أن 62 في المئة من الأمريكيين يفضلون توجيه الميزانية نحو قطاعات مثل الصحة والتعليم، مقابل 27 في المئة فقط أيدوا الحملة العسكرية في اليمن، ما يعكس تراجع التأييد الشعبي للمغامرات العسكرية الخارجية.

 

تحذيرات مبكرة من داخل الإدارة

 

وحتى قبل تولي ترامب منصبه، كانت هناك تحذيرات داخل إدارته من التصعيد ضد الحوثيين، حيث وصف المستشار الأمني مايك والتز الجماعة بأنها «وكلاء لإيران»، معتبرًا أن التركيز يجب أن يكون على طهران لا اليمن. أما إلبريدج كولبي، المرشح لإدارة سياسات البنتاغون، فاعتبر أن إرسال طائرات لضرب اليمن يعكس فشلًا استراتيجيًا عميقًا.

 

وجاءت فضيحة التخطيط للضربات في دردشة جماعية عبر تطبيق «سيغنال» لتزيد الضغوط على الإدارة، والتي دافعت عن الحملة واعتبرتها «عودة للقوة الأمريكية» بعد «تراخي» إدارة بايدن.

 

ورغم التغييرات في التكتيك، تتشابه الحملة الحالية مع نهج بايدن الذي لم ينجح أيضًا. ورغم ضرب أكثر من 100 هدف منذ آذار/مارس الماضي، بما في ذلك منشآت قيادة وتخزين أسلحة، فإن الحوثيين ظلوا قادرين على إعادة الإمداد بدعم من إيران.

 

واعتبر مايكل نايتس، الباحث في معهد واشنطن، أن «من غير المرجح أن تنهار الجماعة قريبًا». بل أن هذه الحرب الجوية تؤكد استمرارية في الفشل، وليست استراتيجية جديدة كما تزعم الإدارة.

 

تحول الشحن العالمي وغياب الأفق

 

منذ بدء استهداف السفن في البحر الأحمر، الذي تمر عبره 15 في المئة من تجارة العالم، أعادت شركات الشحن العالمية مساراتها، رافضة المجازفة بالمرور في منطقة مشتعلة، ما أدى إلى إيرادات أكبر لتلك الشركات خلافا للمورد أو المستورد، وما يجعل عودة الأوضاع السابقة شبه مستحيلة.

 

وقال نايتس: «الحوثيون أعادوا تشكيل الشحن العالمي بشكل مربح، ما يعني أن أحد الأهداف الأساسية للحملة – إعادة فتح الممرات – لم يتحقق، وربما لن يتحقق قريبًا».

 

واستأنف الحوثيون هجماتهم في 11 آذار/مارس بعد هدنة قصيرة، ما يثبت أن الردع العسكري لم يحقق هدفه. وأشار المحلل بن فريدمان إلى أن وقف الهجمات قد يتحقق بشكل أسرع لو مارست واشنطن ضغوطًا على إسرائيل لتسهيل دخول المساعدات إلى غزة، بدلًا من مواصلة القصف.

 

ولكن بدلاً من ذلك، اختارت إدارة ترامب التصعيد، فمددت نشر حاملة الطائرات «هاري إس ترومان»، وأرسلت أخرى إضافية، مع تعزيزات من قاذفات «بي-2» وبطاريات دفاع جوي.

وفيما تستمر الغارات، حذر ديمقراطيون في الكونغرس من أن الكلفة العسكرية ستؤثر على الجاهزية الأمريكية، بينما وصف مساعد في الكونغرس استراتيجية البنتاغون بأنها تفتقر للتوازن بين الوسائل والغايات.

 

ورغم القوة العسكرية الهائلة، لم تُحقق الحملة الأمريكية في اليمن أي اختراق استراتيجي. فالجماعة المستهدفة أثبتت قدرة على الصمود، بل اكتسبت زخمًا سياسيًا وشعبيًا، بينما تواجه إدارة ترامب ضغطًا داخليًا وخارجيًا متزايدًا.

 

وفي ظل غياب أهداف واضحة وخطة خروج، تبدو الولايات المتحدة عالقة في صراع مكلف، يعيد إلى الأذهان دروسًا لم تُستوعب من تدخلات سابقة في المنطقة.


مقالات مشابهة

  • الولايات المتحدة تشن 15 غارة على جزيرة كمران اليمنية في تصعيد جديد
  • WSJ: فصائل يمنية تخطط لهجوم بري ضد الحوثيين بعد الضربات الأمريكية
  • (وول ستريت جورنال) هجوم بري ضد الحوثيين.. الفصائل اليمنية تستعد وأمريكا تناقش والإمارات تدعم والسعودية لن تشارك
  • الولايات المتحدة تضرب مواقع الحوثيين في جزيرة كمران
  • مجلة أمريكية: اليمن يتحدى هجمات الولايات المتحدة بمواصلة إطلاقه الصواريخ على “إسرائيل”
  • تراجع حاد في السياحة الكندية إلى الولايات المتحدة بسبب تصعيد ترامب
  • البيت الأبيض: الولايات المتحدة تمتلك أدوات ضغط قوية على الصين
  • سقوط ضحايا وجرحي في تصاعد الهجمات الأمريكية علي اليمن
  • وزير الطاقة الأمريكي: الاتفاق النووي بين الولايات المتحدة والسعودية يقترب
  • فشل واضح للاستراتيجية الأمريكية في اليمن… حرب باهظة بلا جدوى وحسابات خاطئة