الجزيرة:
2025-02-12@04:19:23 GMT

حمصي يروي رعب 50 عاما من مجاورته مبنى للتعذيب

تاريخ النشر: 12th, January 2025 GMT

حمصي يروي رعب 50 عاما من مجاورته مبنى للتعذيب

خيم الخوف على حياة المواطن السوري طه تدمري على مدى 50 عاما بسبب مبنى مديرية الأمن المجاور لبيته في حمص، مما جعله يكون منذ طفولته شاهدا على أهوال لا توصف، إذ تصله صرخات المعذبين من زنازينهم إلى الطابق الثالث حيث غالبا ما يجلس وعائلته في صمت مطبق، غير قادرين على فعل أي شيء، بحسب ما أوردته صحيفة أوبزرفر البريطانية.

وورد -في تقرير المراسلة روث مايكلسون والصحفي عبيدة حمد في حمص- أن تدمري قال إن الشقق في البناية كانت رخيصة الثمن، وكان عناصر الأمن جيرانه.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2بأمر الأفرع الأمنية.. ملفات تؤكد إحالة نظام الأسد أطفالا لجمعيات أيتامlist 2 of 2أميرات الحرية.. قصة أختين ناجيتين من ظلام سجون الأسدend of list

ولم يكن أحد يجرؤ على العيش بالقرب من هؤلاء الناس، حتى إنه اضطر للتوسل إلى الطبيب لعلاج أمه ذات مرة، بعد أن رفض القدوم عندما عرف عنوان بيته.

مبنى مديرية الأمن في حمص (مواقع التواصل) قمع ممنهج

ومع ذلك، أكد تدمري أنه لم يكن أمام أسرته خيار سوى البقاء لتجنب إثارة شك الجهاز الأمني، وكان أغلب الضباط من الطائفة العلوية، وهي قاعدة دعم رئيسية لحكم نظام حزب البعث، وفق تقرير الصحيفة التي تصدر عن مجموعة غارديان الإعلامية.

ولم تكن مديرية الأمن مجرد مبنى، بل كانت آلة للمراقبة والتحكم، وكان مسؤولو الأمن العلويون يطرقون باب تدمري كل شهرين ليطلبوا جميع تفاصيل حياة الأسرة، بما في ذلك من يزورهم، وأين كان أطفالهم، وحتى معلومات عن أي سباك أو نجار يدخل منزلهم، وقال تدمري بهذا الصدد "كانت المعلومات سلاحهم المفضل".

ووفق التقرير، كان مسؤولو الأمن يصرخون في وجه العائلة بغضب، آمرينهم بأن يغلقوا نوافذهم، وذلك لمنعهم من رؤية الانتهاكات الحاصلة جوار شقتهم أو سماعها، كما كان السطح محظورا على السكان.

إعلان الثورة

عام 2011، بعد انطلاق شرارة الثورة السورية ووصولها حمص، بدأ تدمري يرى تطورا "جديدا وفظيعا" من النافذة. ففي كل جمعة تقريبا، كانت الحافلات وسيارات الأجرة تلقي بمئات الركاب المذعورين، وملابسهم تغطي رؤوسهم، عند مدخل المبنى.

وكان تدمري يعرف بعض الشباب الذين كانوا يرتادون مسجد الفرقان بالحي، والذين كانوا يخرجون إلى الشارع كل جمعة للتظاهر، ويقول والدموع في عينيه والإعجاب في صوته "كنت أراهم، ولكن بسبب خوفي على عائلتي وأطفالي لم أذهب معهم، أما هم فلم يخافوا، ولكني كنت أبكي عليهم كل يوم جمعة، لمعرفتي بما سيواجهونه".

وذكر أنه رأى عدة مرات نحو 300 شخص مكبلين بالأصفاد وفي طريقهم إلى غرف التعذيب، وقال إنه عندما تجاوز عدد المعتقلين مساحة المبنى الاستيعابية، كانوا ينقلون إلى سجن عسكري قريب.

وبينما نجت شقة العائلة من القصف الذي دمر جزءا كبيرا من المدينة، فقد استمرت زيارات المسؤولين الأمنيين، وكان أحد المسؤولين -أبو عبدو- يراقب العائلة عن كثب، حتى إنه طلب من تدمري تقديم تقرير عن زيارات موظفي الأمم المتحدة، وضحك تدمري عندما تذكر كيف سأله أبو عبدو ذات مرة عن قريب له توفي قبل عقود.

لا أحد آمن

عام 2013، طالت أيدي النظام عائلة تدمري، إذ اعتقل شقيقه فراس أثناء عمله في مبنى صورت فيه مظاهرة مناهضة للحكومة. وبعد اتصال هاتفي معه، انتظرت الأسرة عودته طوال الليل، وذهب تدمري ووالده لمقابلة حسام لوقا رئيس المديرية المعروف بسمعته السيئة والذي عوقب فيما بعد بتهمة تعذيب المعارضين- وسألوه عن فراس فأخبرهم بألا يقلقوا فهم جيرانه.

ووفق التقرير، تبين للعائلة لاحقا أن لوقا كذب عليه، إذ مكث فراس بالمديرية أسبوعين، ثم أرسل إلى منشأة مرعبة في دمشق تحت الأرض تعرف باسم الفرع 215، ولم يسمعوا عنه أي شيء بعد ذلك، ولم تسفر جهود العائلة في البحث عن فراس بعد سقوط النظام عن أي نتيجة، مما قضى على آمالهم في العثور عليه حيا. 

إعلان انتهاء القمع

وقد أدى انهيار نظام الأسد في ديسمبر/كانون الأول 2024 إلى انتهاء التهديد الذي لازم حياة هذه العائلة وأصبح جزءا منها.

وراقب تدمري من شرفته المسؤولين وهم يحصنون المجمع الأمني بأكياس الرمل والحراس المسلحين، وكيف فروا بعد ذلك مع تقدم قوات المعارضة، واقتحم الجيران المجمع، وحرروا المحتجز الوحيد الذي وجدوه بالسجن.

ولكن تدمري لم يدخل حتى الآن المبنى على الرغم من سعادته خوفا من أن يكون مفخخا، ويأمل أن تستخدم الحكومة الجديدة المجمع الأمني في شيء ما بناء.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات

إقرأ أيضاً:

حزب بارزاني يؤكد على توطين رواتب موظفي الإقليم في مصارف أحزاب العائلة

آخر تحديث: 11 فبراير 2025 - 1:23 م بغداد/ شبكة أخبار العراق- علق عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني شيرزاد حسين، اليوم الثلاثاء (11 شباط 2025)، على المطالبات بتوطين رواتب الموظفين في إقليم كردستان على المصارف الاتحادية، مؤكداً أن حكومة الإقليم لديها مشروع حسابي متكامل يضم مجموعة من البنوك الاتحادية، مع إعطاء الموظفين حرية الاختيار حسين في حديث  صحفي، أن “توطين الرواتب على البنوك الاتحادية يقلل من الصلاحيات الدستورية لحكومة إقليم كردستان، مشيراً إلى أن الإقليم يتمتع بصفة دستورية ككيان فدرالي، ويضم حكومة وبرلماناً خاصاً به”.وأضاف أن “الدستور العراقي يلزم الحكومة الاتحادية في بغداد بإرسال حصة الإقليم من الموازنة العامة، بينما تقع مسؤولية توزيع هذه الأموال على عاتق حكومة الإقليم وفقاً للسياقات المعمول بها”.وأكد حسين أن “حكومة الإقليم هي الجهة المسؤولة عن إدارة شؤون الموظفين وتوزيع الرواتب، معتبراً أن أي محاولة لتجاوز هذه الصلاحيات الدستورية تمثل انتقاصاً من حقوق الإقليم”. وفي وقت سابق، كشف الكاتب والمحلل السياسي الكردي رعد رفعة محمد، عن السبب الرئيسي لعدم توطين رواتب موظفي إقليم كردستان، وتنفيذ قرار المحكمة الاتحادية.وقال رفعة محمد في حديث  صحفي: إنه “على ما يبدو أن الحكومة العراقية والإطار التنسيقي قد فضلوا ود الأحزاب الرئيسية في الإقليم على مصالح الشعب في كردستان”.وأضاف أن “أحزاب الإطار تعد العدة للانتخابات النيابية المقبلة لعام 2025، وتريد ضمان تحالف جديد لتشكيل الحكومة القادمة مع الأحزاب الكردية الحاكمة الرئيسية، نائية بنفسها عن مشاكل رواتب موظفي الإقليم، لكي لا تصطدم بتلك الأحزاب في الإقليم”.وأشار إلى أن “السبب الرئيس لعدم توطين رواتب موظفي الإقليم من قبل حكومة كردستان، هي خشية الأحزاب الرئيسية في الإقليم من خروج الموظفين في المؤسسات المدنية والعسكرية والأمنية من قبضة هذه الأحزاب، وعدم اكتراث الشعب بهذه الأحزاب بعد تحرر مصدر معيشتهم بتوطين رواتبهم مباشرة من الدولة العراقية”.وتجري اعتراضات كبيرة واشكاليات على ملف توطين رواتب موظفي إقليم كردستان وإمكانية تدخل واستفادة حكومة الإقليم، خصوصا مع التوضيح الأخير الذي صدر من المحكمة الاتحادية العليا والتي اكدت ان قرارها الذي يخص التوطين يشمل جميع المصارف المجازة من البنك المركزي العاملة في إقليم كردستان.

مقالات مشابهة

  • منع فلسطينيي الضفة من دفن موتاهم أحدث انتهاكات الاحتلال
  • حزب بارزاني يؤكد على توطين رواتب موظفي الإقليم في مصارف أحزاب العائلة
  • رمضان 2025.. تسريب أحداث ونهاية مسلسل "حكيم باشا" قبل عرضه
  • من العالم.. مصري يقتل صديقه وسط الشارع وشاب تونسي يشعل نفسه!
  • جريمة تهز تركيا.. أم تقطع شرايين أطفالها لعدم تناولها الدواء
  • بالصور.. أول كنيسة بروتستانتية في القدس
  • أسطوانات چقماقچي.. إرث فني يروي تاريخ الموسيقى في العراق (صور)
  • الحرب تشتعل| وكيل كولر يهاجم خالد الجوادي: سرَّب أخبار الفريق وكان عايز ياخد صلاحيات مدير الكرة
  • أفكار ممتعة للعزباء للاحتفال بعيد الحب
  • مصرع أحد الخارجين عن القانون في البيضاء