تُعد مصر موطناً لمجموعة واسعة من النظم البيئية والحياة البرية والمائية.

وتتمتع مصر بتنوع بيولوجى فريد يساهم فى الاقتصاد ويدعم رفاهية الإنسان، نظراً لموقعها الجغرافى الفريد، حيث تحتل مصر الركن الشمالى الشرقى من القارة الأفريقية، فى موقع مميز وفريد بين أفريقيا وآسيا وأوروبا، وتُعتبر نقطة التقاء العمليات الحيوية ومكونات التنوع البيولوجى لثلاث من المناطق الجغرافية الحيوية طبقاً للمرفق العالمى للحياة البرية، وهى: منطقة الغابات والأحراش والشجيرات المتوسطية، التى تشغل الشريط الأرضى الممتد بطول شاطئ البحر المتوسط، بداية من الحدود الشمالية الشرقية عند مدينة رفح وحتى الحدود الشمالية الغربية عند مدينة السلوم مع زيادة امتداد عمق هذا الشريط إلى داخل الأراضى المصرية كلما اتجهنا ناحية الغرب.

وتُعد منطقة البحر المتوسط هى المناطق البحرية الممتدة موازية للساحل الشمالى لمصر، كما أن منطقة البحر الأحمر تشغل المناطق البحرية الممتدة بخليجى السويس والعقبة وموازية لساحل البحر الأحمر جنوباً حتى الحدود الشرقية الجنوبية مع السودان عند خط عرض 22. وتضمنت أحدث الدراسات التى صدرت مؤخراً تصنيفاً حديثاً لكافة الموائل الطبيعية بكامل القطر المصرى ووضع خرائط رقمية لها، متضمنة الموائل الأرضية والمائية طبقاً لمفهوم حماية التنوع البيولوجى بتلك الموائل والتصنيف العالمى للموائل الذى أقره الاتحاد الدولى لصون الطبيعة.

وأكدت وزارة الثقافة، فى تقارير لها، أنه وفقاً لدراسة حول النظم البيئية ودورها فى الحفاظ على التنوع البيولوجى، فهناك خمسة موائل رئيسية وهى موائل طبيعية تشمل موائل بحرية، وأراضى رطبة داخلية، وصحراوية، ومياهاً عذبة، بالإضافة إلى موائل غير طبيعية، نتجت من صنع الإنسان، وموائل تحت رئيسية تضم 12 موئلاً، وهى، المياه المالحة والجزر البحرية، والشعاب المرجانية، والأرضية، وموائل مائية نتجت من صنع الإنسان، وأخرى أراضٍ رطبة عذبة، وأراضٍ رطبة قليلة الملوحة، وأراضٍ رطبة مالحة، وأراضٍ مرتفعة، وسهلية، ومنخفضات، وموائل الكهوف، وهناك 36 موئلاً فرعياً، وهى النطاق البحرى العلوى، النطاق البحرى الأوسط، النطاق البحرى العميق، الجزر، الشعاب المرجانية، أراضٍ زراعية، مناطق حضرية.

«حسن»: السياسات الرشيدة فى تهجين الغلال أدت إلى تعظيم قيمة الإنتاج.. ومصر تستحوذ على 22٪ من الموائل التى تم تحديدها فى قارة أفريقيا

وقال د. عزت حسن، خبير بيئى، لـ«الوطن»، إن نتائج الدراسة أظهرت أن هذه الموائل التى تم تصنيفها وتحديدها بمصر تمثل 22٪ من العدد الكلى للموائل التى تم تحديدها لقارة أفريقيا وتمت المقارنة بدراسة إقليمية حددت العدد الكلى لموائل القارة بـ163 موئلاً.

وخلصت الدراسة إلى أنه يمكن ترتيب الموائل الرئيسية ترتيباً تنازلياً من حيث المساحة على الموائل الصحراوية، الموائل البحرية، موائل الأراضى الرطبة، الموائل غير الطبيعية، الموائل المائية العذبة.

وقال «حسن» إن النظم البيئة تلعب دوراً كبيراً فى الحفاظ على التنوع البيولوجى، من خلال التباين فى الأنواع النباتية والحيوانية، وما يرتبط به من تنوع فى الصفات الوراثية، وفى تجمعات الكائنات الحية، ومعنى التنوع الأحيائى أبعد بكثير من مجرد أعداد النباتات والحيوانات، فهو يتعدى ذلك ليكون هو الدعامة للحياة البشرية ورفاهيتها، حيث إن مفهوم التنوع الأحيائى يعكس الأواصر بين كل من الجينات، والأنواع، والأنظمة البيئية؛ وعلى البشر أن يحرصوا على مراعاة هذه العلاقة بين المستويات الثلاثة من التنوع الأحيائى.

وأشار «حسن» إلى أنه إذا انتقلنا إلى مستوى الجينات، وجدنا أن التنوع فيها هو الذى يقوِّى النظام البيئى؛ ولقد أدرك الإنسان على مدى آلاف السنين أهمية الصفات الوراثية (الجينات) فى تهيئة النباتات لتنمو على نحو يتزايد معه إنتاجها؛ وعرّف أسلوب تهجين الحيوانات الأليفة والداجنة، بإنتاج أفراد منها متمتعة بحالة صحية تجعلها وافرة اللحم، لصالح استهلاك البشر، وأدّت السياسات الرشيدة فى تهجين محاصيل الغلال إلى تعظيم قيمة الإنتاج.

وتابع: «تقدم لنا الأنظمة البيئية الموائل الطبيعية المتعددة، التى توفر فرص الازدهار والتنوع للكائنات الحية؛ فعلى سبيل المثال، النباتات التى تعيش فى النظام البيئى للأراضى الرطبة الساحلية، هى الوسط المناسب الذى تضع فيه الأسماك والقشريات بيضها، والأنظمة البيئية للغابات هى التى تعمل على تنظيم تدفق مياه الأمطار إلى أحواض الأنهار، فتحول دون حدوث الفيضانات؛ وقد يكون تأثير أنظمة هذه الغابات كونياً، كما هو الحال بالنسبة لغابات الأمازون المطيرة، التى تؤثر فى المناخ العالمى؛ كما أن للمسطحات الخضراء المحدودة تأثيراتها المناخية فى النطاق المحلى؛ ولا تكاد قائمة منافع التنوع الأحيائى، فى مستوياته المختلفة، تنتهى».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: التنوع البيولوجى تغير المناخ حماية البيئة تطوير المحميات التنوع البیولوجى

إقرأ أيضاً:

إطلاق 16 كائنًا فطريًا في محميات العلا

العلا : البلاد

أطلق المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، بالتعاون مع الهيئة الملكية لمحافظة العلا، 16 كائنًا فطريًا في محميتي الحجر ووادي نخلة بالعلا، وذلك ضمن برامج الإكثار وإعادة توطين الكائنات الفطرية المهددة بالانقراض في موائلها الطبيعية، بهدف إثراء التنوع الأحيائي في المحميتين، واستعادة التوازن البيئي، وتعزيز الاستدامة، وتنشيط السياحة البيئية.

وشمل الإطلاق 10 كائنات فطرية في محمية الحجر، منها 6 وعول جبلية و4 ظباء إدمي، إضافةً إلى 6 وعول جبلية أُطلقت في محمية وادي نخلة.

وأكّد الرئيس التنفيذي للمركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، الدكتور محمد علي قربان، أن إطلاق هذه الكائنات الفطرية المهددة بالانقراض في محميتي الحجر ووادي نخلة بالعلا يُسهم في صون الحياة الفطرية، والحفاظ على النُّظم البيئية والتنوع الأحيائي، مما يعزز استدامة المحميات ويجعلها بيئة جاذبة.

وأشار الدكتور قربان إلى أن هذا الإطلاق يُعد امتدادًا لسلسلة من عمليات إعادة التوطين التي نفّذها المركز في عدد من المحميات بالمملكة، بهدف إعادة تأهيل النُّظم البيئية، وتعزيز التنوع الأحيائي، وضمان استدامته، بما يسهم في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، وأهداف مبادرة السعودية الخضراء، والإستراتيجية الوطنية للبيئة، ويتماشى مع الجهود العالمية للحفاظ على الحياة الفطرية.

وأوضح الدكتور قربان أن برنامج الإطلاق يُجسّد حرص المركز على تعميق التعاون مع الشركاء في قطاع الحياة الفطرية، بما يعزز فرص تحقيق أهدافه الإستراتيجية التي تعكس رؤيته: “حياة فطرية مزدهرة، وتنوع أحيائي مستدام”.

وأضاف: “يعمل المركز على إكثار الكائنات المهددة بالانقراض وتوطينها في بيئاتها الطبيعية وفقًا لأدق المعايير والممارسات العالمية، من خلال مراكز متخصصة تُعد في طليعة المراكز العالمية”.

ويعمل المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، بالتعاون مع الشركاء، على تنفيذ خطط شاملة لحماية الحياة الفطرية، والحفاظ على التنوع الأحيائي، واستعادة النُّظم البيئية وتعزيز استدامتها، وذلك عبر برامج إكثار وإعادة توطين الكائنات المهددة بالانقراض في بيئاتها الطبيعية.

كما يقوم برصد التنوع الأحيائي في المناطق المحمية باستخدام أحدث التقنيات لتعقب المجموعات الفطرية وجمع البيانات، بهدف فهم الممكّنات والتحديات التي تواجه الحياة الفطرية.

مقالات مشابهة

  • رئيس الحكومة: ضرورة تطوير المناهج التعليمية تماشياً مع أحدث النظم العلمية والتكنولوجية
  • من مقامات نبي الله إبراهيم عليه السلام، وهو يسعى لهداية قومه.. التنوع في أساليب الإقناع
  • إطلاق 16 كائنًا فطريًا في محميات العلا
  • «الدار للاستثمار العقاري» تصدر صكوكاً خضراء بقيمة 500 مليون دولار
  • المشاط: تقديم آلية مبتكرة وأكثر شمولا للتطبيق في مختلف النظم الاقتصادية
  • خطوة أساسية للحد من التأثيرات البيئية.. الحكومة: مشروعات النقل الأخضر تشكل ٥٠% من الاستثمارات العامة الخضراء
  • “البيئة” تعلن نجاح توطين زراعة نبات الشيا للإسهام في تعزيز الأمن الغذائي ودعم الاستدامة البيئية بالمملكة
  • بنك مسقط يساهم في الإفراج عن 346 حالة إنسانية ضمن مبادرة "فك كربة"
  • قوات الأمن والحماية تقبض على 7 مخالفين للأنظمة البيئية في منطقة تبوك
  • نبات الدبغة.. يعزز التوازن البيئي في براري الحدود الشمالية