رسوم ترامب تربك توقعات أسعار الفائدة بالعالم
تاريخ النشر: 12th, January 2025 GMT
اقترن تراجع معدلات التضخم في العلم العام الماضي بزيادة قرارات خفض أسعار الفائدة، التي اتخذتها البنوك المركزية في دول العالم، إلى 195 قرارا مقابل 31 قرارا برفع أسعار الفائدة، وهو أمر مخالف لما كانت عليه قرارات تحريك سعر الفائدة في دول العالم في العام الأسبق، والذي تم خلاله اتخاذ 161 قرارا برفع الفائدة مقابل 84 قرارا بخفضها.
وكانت التوقعات تشير إلى استمرار البنوك المركزية في مسار الخفض التدريجي لأسعار الفائدة في العام الحالي، إلا أن الإجراءات التي يتوقع أن يتخذها الرئيس الأمريكي ترامب، من فرض رسوم جمركية وخفض الضرائب وترحيل العمالة المخالفة، من شأنها التسبب في ارتفاع معدلات التضخم بالولايات المتحدة، الأمر الذي يمكن أن يؤدى إلى إبطاء خفض الفائدة وانعكاس ذلك على دول العالم، خاصة الدول التي تنتهج سياسة سعر الصرف الثابت المرتبط بالدولار الأمريكي.
وكان العام الماضي قد شهد انخفاض أسعار الفائدة في 78 دولة، مقابل ارتفاعها في 31 دولة بالمقارنة بما كانت عليه بنهاية عام 2023، مع ثبات سعر الفائدة في 32 دولة. ومن أبرز الدول التي خفضت سعر فائدة الولايات المتحدة الأمريكية ثلاث مرات، في أيلول/ سبتمبر بنسبة نصف في المائة ثم في تشرين الثاني/ نوفمبر وكانون الأول/ ديسمبر بواقع ربع في المائة في كل منهما، لتنخفض الفائدة من نطاق ما بين 5.25 و5.5 في المائة بنهاية العام الأسبق، إلى 4.25 و4.5 في المائة بنهاية العام الماضي.
وتسبب انخفاض سعر الفائدة الأمريكية في انخفاض الفائدة في السعودية ثلاث مرات إلى 5 في المائة، والكويت إلى 4 في المائة، والبحرين مرتين إلى 5.25 في المائة، وقطر إلى 5.1 في المائة، وسلطنة عمان إلى 5 في المائة، والأردن ثلاث مرات إلى 6.5 في المائة.
الين اليابانى يخالف فائدة العملات الرئيسية
كما انخفضت فائدة كل من اليورو -عملة عشرين دولة أوروبية- والجنيه الإسترليني والفرنك السويسرى، وفائدة عملات كل من السويد والمغرب وكوريا الجنوبية والصين، مرتين إلى 3.1 في المائة، وكندا خمس مرات، وهونج كونج وجنوب أفريقيا وشيلى وباكستان وإسرائيل، وكانت أبرز الانخفاضات لفائدة العملة الأرجنتينية من 133 في المائة إلى 32 في المائة، وزيمبابوى من 130 في المائة إلى 35 في المائة، وباكستان من 22 في المائة إلى 13 في المائة.
وعلى الجانب الآخر، ارتفعت فائدة الليرة التركية من 42.5 في المائة إلى 47.5 في المائة، والجنيه المصري من 19.25 في المائة إلى 27.25 في المائة، والنيرا النيجيرية من 18.75 في المائة إلى 27.5 في المائة، والروبل الروسي من 16 في المائة إلى 21 في المائة، والريال الإيرانى من 18 إلى 23 في المائة، والليرة اللبنانية من 7.75 في المائة إلى 20 في المائة، إلا أنه من أهم العملات التي زادت الفائدة عليها الين الياباني رغم ضآلة التغير، من سالب واحد بالألف إلى 0.25 في المائة عبر زيادتين.
وسعت بعض البلدان إلى خفض سعر الفائدة على عملتها مثل أوكرانيا، التي خفضت الفائدة ثلاث مرات بنسبة نصف في المائة لكل منها، إلا أن تدهور الوضع على جبهة القتال وانعكاسه الاقتصادي دفعها لرفع سعر الفائدة بنسبة نصف في المائة بعد ذلك، كما قامت البرازيل بخفض الفائدة ثلاث مرات، لكنها عدلت المسار إلى رفع الفائدة ثلاث مرات في الثلث الأخير من العام، واتخذت الفائدة على الليرة التركية مسارا معاكسا بزيادتها مرتين في الربع الأول من العام، ثم خفضها فيي الشهر الأخير من العام، وزادت كينيا الفائدة في الشهر الأول من العام ثم قامت بخفضها ثلاث مرات.
وظلت الفائدة ثابتة في دول مثل: بربادوس عند 2 في المائة، وماليزيا والجزائر وليبيا عند 3 في المائة، وفيتنام 4.5 في المائة، والجابون 5 في المائة، وإندونسيا عند 6 في المائة، والهند 6.5 في المائة، وإثيوبيا 7 في المائة، وتونس 8 في المائة، وبيلاروسيا ومدغشقر 9.5 في المائة، وسورينام 10 في المائة، وغينيا 11 في المائة وهاييتي 17 في المائة، والكونغو 25 في المائة.
فائدة حقيقية سلبية في 35 دولة
وتشير معدلات الفائدة المرتفعة إلى وجود مشاكل اقتصادية أبرزها معدلات التضخم المرتفعة، أو اضطراب سعر الصرف، حيث يتم اللجوء إلى رفع الفائدة لسحب السيولة من أيدي الجمهور لإيداعها في البنوك والاستفادة بالعائد المرتفع، كذلك إيجاد فارق أعلى للعائد على العملة المحلية، يشجع حائزي العملات الأجنبية على التخلص منها وتحويلها إلى العملة الوطنية للاستفادة بفارق سعر الفائدة المرتفع.
إلا أن الفائدة المرتفعة لها آثارها السلبية من ارتفاع تكلفة التمويل للشركات، والحكومات بما يسببه ذلك من زيادة عجز الموازنة، وتقليص الاستثمار بما له من آثار سلبية على النمو والتشغيل، وصعوبات اقتراض الأفراد، والأثر السلبي على البورصات وعلى الأسواق بتراجع المبيعات والركود.
ويرتبط بذلك كون معدل الفائدة أقل من معدل التضخم مما يجعلها واقعيا فائدة سلبية، حيث لا يستطيع سعر الفائدة تعويض نسبة التآكل في القيمة الشرائية للنقود والتي تعبر عنها نسبة التضخم. وفي نهاية العام كانت هناك 26 دولة فيها فائدة سلبية بالإضافة إلى تسع من دول اليورو ليصل الإجمالي 35 دولة، وهو ما يعنى أن غالبية دول العالم فيها فائدة موجبة، وكانت الفائدة موجبة في غالبية الدول العربية مثل السعودية وقطر والبحرين والكويت وتونس والأردن وليبيا ومصر مؤخرا.
ومن أعلى تلك الفوارق بين الفائدة والتضخم كانت الأرجنتين بنسبة 134 في المائة، كفرق بين فائدة 32 في المائة وتضخم 166 في المائة، كما يصل الفارق إلى 95 في المائة بجنوب السودان كفارق بين فائدة 12 في المائة وتضخم 107 في المائة، و24.75 في المائة بكوبا، و22.5 في المائة بزيمبابوي، و12.9 ببروندي، و11.5 في المائة بإيران، و10 في المائة بإثيوبيا. ومن دول اليورو التي يزيد فيها التضخم عن سعر الفائدة: هولندا وإسبانيا وبلجيكا وقبرص والبرتغال وكرواتيا وسلوفاكيا.
رسوم ترامب تدفع لفائدة للارتفاع
ويظل السؤال الرئيس حول توقعات مسار الفائدة في العام الحالي، خاصة مع توقع صندوق النقد الدولي استمرار تراجع التضخم سواء بالدول المتقدمة أو بالدول النامية، حيث كان المتوقع استمرار تراجع أسعار الفائدة في كل من الولايات المتحدة وأوروبا وإنجلترا، بل وقيام البنوك المركزية بعدد 124 إجراء خفض لأسعار الفائدة خلال العام، وكان الاستثناء البارز هو توقع استمرار رفع الفائدة في اليابان.
لكن تهديدات الرئيس الأمريكي ترامب بفرض رسوم جمركية على كل من الصين والمكسيك وكندا، وتهديده لأوروبا بفرض رسوم جمركية إذا لم تزد شراء النفط والغاز الأمريكي، وتهديده لدول بريكس التي انضمت لها إندونيسيا مؤخرا، بالالتزام باستخدام الدولار وإلا فسوف تواجه برسوم جمركية بنسبة مائة في المائة، الأمر الذي جعل مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا غورغيفا تتوقع أن تسبب تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية ارتفاع تكاليف الاقتراض طويلة الأجل بجميع أنحاء العالم، وتعطيل سلاسل التوريد وإبطاء النمو الاقتصادي ودفع الأسعار إلى الارتفاع، وهو ما سيدفع أسعار الفائدة عالميا إلى الارتفاع.
كما ستؤدى قوة الدولار إلى زيادة تكاليف التمويل في الدول الناشئة خاصة منخفضة الدخل، وواكبت تلك التحذيرات الزيادة الحادة في عوائد السندات في معظم أنحاء العالم مؤخرا، إلى جانب الارتفاع بقيمة الدولار الأمريكي، وفي أوروبا الضغط الشديد على النمو وتباطؤ أوضاع سوق العمل وتوقع ضعف اليورو ليكافئ الدولار، إلى جانب المنافسة الصينية لأوروبا في الصناعات الرئيسية.
وجاءت بيانات التوظيف الأمريكية الأخيرة وزيادة فرص العمل بـ2.2 مليون وظيفة خلال العام الماضي مقابل 3 ملايين وظيفة في العام الأسبق، وانخفاض البطالة إلى 4.1 في المائة، لتدفع بنك أوف أمريكا إلى الإعلان عن أنه كان يتوقع سابقا تخفيضين أمريكيين للفائدة بمقدار ربع نقطة لكل منهما هذا العام، لكنه لم يعد يتوقع أي تخفيضات بل أشار إلى وجود خطر أن يكون التحرك التالي رفعا لأسعار الفائدة.
وبينما كان بنك سيتي غروب أكثر تفاؤلا بحدوث تخفيضات للفائدة الأمريكية العام الحالي، إلا أنه عدل توقعاته لبدء الخفض من الشهر الأول من العام إلى الشهر الخامس، كما عدل غولدمان ساكس توقعه للخفض للفائدة من ثلاثة تخفيضات إلى تخفيضين.
x.com/mamdouh_alwaly
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه التضخم الفائدة ترامب الاقتصادي الدولار أوروبا اقتصاد امريكا أوروبا تضخم الدولار مقالات مقالات مقالات صحافة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أسعار الفائدة فی المائة إلى العام الماضی سعر الفائدة رسوم جمرکیة دول العالم الفائدة فی ثلاث مرات فی العام من العام إلا أن
إقرأ أيضاً:
آخر تحديث لسعر أشهر جرام ذهب اليوم 14-3-2025
ثبت أشهر جرام ذهب وهو من عيار 21 الأكثر انتشارا، داخل محلات الصاغة في مستهل تعاملات اليوم الجمعة الموافق 14-3-2025، مسجلا بذلك نحو 4155 جنيها للبيع و 4175 جنيها للشراء.
ومع أول تعاملات اليوم في جرام الذهب، استقرت أسعار الذهب في مصر داخل محلات الصاغة المختلفة على مستوي أرجاء الجمهورية.
وقبل ختام تعاملات المعدن الأصفر أمس؛ أظهر سعر جرام الذهب ارتفاعا بقيمة 30 جنيها في المتوسط علي مستوى الأعيرة الذهبية المختلفة.
عيار 14وسجل سعر عيار 14 الأدني قيمة نحو 2766 جنيها للبيع و 2783 جنيها للشراء
عيار 24وصل سعر عيار 24 نحو 4742 جنيها للبيع و 4771 جنيها للشراء
عيار 18وصل سعر عيار 18 الأوسط بين الأعيرة الذهبية نحو 3557 جنيها للبيع و 3578 جنيها للشراء
الجنيه الذهبوسجل سعر الجنيه الذهب نحو 33.2 ألف جنيه للبيع و 33.4 ألف جنيه للشراء
أوقية الذهبوصل سعر أوقية الذهب نحو 2953 دولار للبيع و 2954 دولار للشراء.
سعر البورصات العالميةوارتفعت أسعار الذهب العالمي ليقترب من أعلى مستوى تاريخي سجله حيث دعمت بيانات التضخم الضعيفة في الولايات المتحدة توقعات خفض أسعار الفائدة، في حين حافظت تهديدات الرئيس دونالد ترامب الجديدة بالرسوم الجمركية على جاذبية الذهب كملاذ آمن.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي ارتفاع أمس الخميس بنسبة 0.5% ليسجل أعلى مستوى منذ أسبوعين عند 2948 دولار للأونصة، بعد أن افتتح تداولات اليوم عند المستوى 2934 دولار للأونصة ليتداول حالياً عند المستوى 2947 دولار للأونصة.
الذهب استطاع الارتفاع لليوم الثالث على التوالي ليتمكن يوم أمس من الاغلاق فوق مستوى المقاومة 2930 دولار للأونصة، وبذلك يستمر اليوم في الصعود مستهدفاً أعلى قمة تاريخية سجلها عند 2956 دولار للأونصة، وفق جولد بيليون.
يأتي هذا الارتفاع في سعر الذهب العالمي بعد صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة الأمريكية ليظهر انخفاض أكبر من المتوقع في معدلات التضخم الأمريكية الأمر الذي زاد من التوقعات بإمكانية خفض أسعار الفائدة هذا العام.
التوقعات تزايدت الآن أن البنك الاحتياطي الفيدرالي سيتمكن هذا العام من خفض أسعار الفائدة، وتشير توقعات الأسواق إلى 3 عمليات خفض للفائدة خلال عام 2025 على أن يكون أول قرار للخفض في يونيو القادم.
الجدير بالذكر أن انخفاض أسعار الفائدة يقلل من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب الذي لا يقدم عائداً لحائزيه، وبالتالي يجعل الذهب أكثر جاذبية للمستثمرين.
الفائدة الأمريكيةالاجتماع الأخيرة للبنك الاحتياطي الفيدرالي شهد قرار البنك بتثبيت أسعار الفائدة دون تغيير، وذلك بعد أن خفض البنك الفائدة بمقدار 100 نقطة أساس خلال عام 2024، حيث يرى رئيس البنك والأعضاء ان وضع الفائدة حالياً مناسب في ظل عدم اليقين المصاحب لقرارات الرئيس الأمريكي ترامب المتعلقة بالتعريفات الجمركية وما قد ينتج عنها من ضغوط تضخمية.
ولا يزال الذهب مدعومًا باحتمالية تباطؤ اقتصادي في الولايات المتحدة مدفوع بالرسوم الجمركية، مما قد يعجل بتوقعات خفض أسعار الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
أدت سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التجارية المتقلبة بفرض وتأجيل الرسوم الجمركية على كندا والمكسيك ورفع الرسوم الجمركية على السلع الصينية إلى اضطراب الأسواق المالية العالمية، خاصة بعد أن فرضت الصين وكندا رسومًا جمركية مضادة مما يزيد من مخاوف الحرب التجارية.
هدد ترامب الأربعاء الماضي بفرض رسوم جمركية إضافية على سلع الاتحاد الأوروبي إذا واصل الاتحاد الأوروبي فرض رسوم جمركية مضادة مخطط لها على المنتجات الأمريكية. وجاء هذا التصعيد بعد وقت قصير من تطبيق الولايات المتحدة رسومًا جمركية بنسبة 25% على واردات الصلب والألومنيوم، وهي خطوة أدت إلى توتر العلاقات مع شركائها التجاريين الرئيسيين.
من جهة أخرى استقر مؤشر الدولار الأمريكي إلى حد كبير خلال تداولات اليوم، لكنه ظل قريبًا من أدنى مستوى له في أربعة أشهر الذي لامسه هذا الأسبوع وسط مخاوف من الركود، ليعمل هذا عل تقديم المزيد من الدعم لأسعار الذهب في ظل العلاقة العكسية التي تربط بينهما منذ كون الذهب سلع تسعر بالدولار.