دمار هائل وانهيار 12300 مبنى بسبب حرائق لوس أنجلوس | صور وفيديو
تاريخ النشر: 12th, January 2025 GMT
تسببت رياح سانتا آنا القوية والرطوبة المنخفضة في تأجيج النيران في جنوب كاليفورنيا حتى يوم الأربعاء، بينما يواصل رجال الإطفاء مكافحة حرائق الغابات المتعددة في لوس أنجلوس.
وأصدر مكتب لوس أنجلوس التابع لهيئة الأرصاد الجوية الوطنية (NWS) تحذيرًا اليوم من أن الظروف ستبقي المدينة تحت خطر الحريق الشديد.
وتم احتواء حريق باليساديس، وهو الأكبر في المدينة، بنسبة 11 بالمائة فقط.
وحذرت وكالة الأرصاد الجوية الوطنية وإدارة الغابات والحماية من الحرائق بكاليفورنيا (كال فاير) عبر البريد الإلكتروني للتعليق.
وتشكل الرياح العاتية والظروف الجافة تهديدًا كبيرًا للحياة والممتلكات لأنها تخلق بيئة مثالية لاشتعال حرائق الغابات وانتشارها بسرعة.
ووصل عدد القتلى بسبب الحرائق إلى 16 شخصًا، وتم تدمير أكثر من 12300 مبنى وفقًا لـ Cal Fire، مع تعرض المزيد للخطر مع استمرار الظروف الجوية.
وأصدرت وكالة الأرصاد تحذيرات العلم الأحمر عبر جنوب كاليفورنيا، والتي تستمر حتى الساعة 6 مساءً الأربعاء.
وتغطي التحذيرات مقاطعات لوس أنجلوس وفينتورا وأورانج وسان برناردينو وريفرسايد، حيث من المتوقع أن تؤدي الرياح الشمالية الشرقية التي تتراوح سرعتها بين 15 إلى 30 ميلاً في الساعة، مع هبوب تصل سرعتها إلى 75 ميلاً في الساعة في المناطق الجبلية، إلى انتشار حرائق الغابات.
وستظل مستويات الرطوبة أثناء النهار بين 10% و20%، مع انتعاش طفيف أثناء الليل، مما يزيد من تعقيد جهود مكافحة الحرائق.
وتتوقع هيئة الأرصاد الجوية أن تهدأ ظروف الرياح بحلول يوم الخميس.
وفقًا لـ Cal Fire، تم الآن احتواء حريق بالسيادس بنسبة 11 بالمائة وازداد إلى 23654 فدانًا اعتبارًا من يوم الأحد، مع إصدار عمليات إخلاء جديدة لأجزاء من برينتوود وإنسينو.
ورصدت وسائل إعلام أمريكية صدمة للمواطنين العائدون إلى منازلهم فى لوس أنجلوس، حيث لم يجد كثيرون منهم سوى أبنية مدمرة وأنقاضا وذكريات محتها الحرائق.
ووصفت السلطات الأمريكية، حرائق الغابات بأنها وهي واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية التي تضرب كاليفورنيا على مر تاريخها، أودت بحياة 10 أشخاص على الأقل منذ الجمعة وألحقت أضرارا كلية أو جزئية بأكثر من 10 آلاف مبنى.
ولحق دمار هائل بأجزاء كاملة من ثاني مدن الولايات المتحدة مع انهيار أكثر من عشرة آلاف مبنى بحسب جهاز الإطفاء في كاليفورنيا.
وقد قتل حتى الآن ما لا يقل عن 16 شخصًا، ودمرت النيران ما يقدر بنحو 29000 فدان من الأراضي و10000 منزل ومباني أخرى.
كما تسببت في أضرار اقتصادية تقدر بنحو 47 مليار جنيه إسترليني (57 مليار دولار) وأجبرت 180 ألف شخص على الإخلاء.
غضب عارم بسبب عمدة لوس أنجلوسوعن المزاج السائد على الأرض بين المواطنين المضارين في لوس انجلوس هو نفس مزيج الغضب والحزن الذي كان في أوكرانيا بعد ضربة صاروخية روسية أو معركة دامية بشكل خاص. ويعتقد الجميع أن هذه المذبحة كان من الممكن تجنبها.
والهدف الرئيسي لغضبهم هو عمدة لوس أنجلوس، كارين باس، التي كانت في غانا عندما اندلعت الحرائق، وعندما حضرت في النهاية لعقد مؤتمر صحفي، أبلغت مواطنيها اليائسين الآن أن كل المساعدة التي يحتاجون إليها يمكن "العثور عليها عبر URL".
باس خارجة تمامًا عن عمقها، كما وصفها الاخرين، وكان الجميع يعلم بالفعل أن ميزانيتها الأخيرة تضمنت تخفيضات بقيمة 17.6 مليون دولار (14.4 مليون جنيه إسترليني) لقسم الإطفاء.
وكشفت مذكرة مسربة أنه قبل أيام قليلة من الحريق، طلبت المدينة أيضًا من إدارة الإطفاء إجراء تخفيضات إضافية في الميزانية بقيمة 49 مليون دولار (40 مليون جنيه إسترليني).
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: لوس أنجلوس مكافحة حرائق الغابات جنوب كاليفورنيا حريق باليساديس هيئة الأرصاد الجوية الوطنية المزيد حرائق الغابات لوس أنجلوس
إقرأ أيضاً:
دمار السودان .. هل تجدي الاسطوانة المشروخة؟
(1)
وترعرعت على الجرح وما قلت لأمي ما الذي يجعلها في الليلة خيمة انا ما ضيعت ينبوعي وعنواني واسمي ولذا أبصرت في أسمالها مليون نجمة محمود درويش بقلم: حسن أبو زينب عمر انطلقت الحرب في بدايتها واعدة ومبشرة تدغدغ مشاعر الغبش والمهمشين بالعدالة والديموقراطية والمساواة ولكن بعد مسيرة لم تتجاوز الثلاثة كيلومترات بال مبشرو الدعم السريع على رؤوس اهل السودان في البوادي والحضر بعد أن نفضوا يدهم ولأسباب مجهولة لم يفصحوا فيها عن الأهداف النبيلة والأماني العذبة والآمال العريضة التي حلقت بأحلام الناس الى السماوات العليا قبل أن تتحول في غمضة عين وانتباهتها الى حجارة من سجيل تنهار على الرؤوس وتنقلب الى حرب عبثية لعينة مدمرة جعلت عاليها سافلها وحولت السودان وأهله بمركزه وهامشه الى عصف مأكول . نحن هنا لسنا في عهد الروائي العالمي الطيب صالح رحم الله الذي وصف زمانا عامرا بالسلام فقال ان الراكب من أقصى شمال السودان الى أقصى جنوبه لم يكن يخاف الا الله والذئب على غنمه ولكن لطف به الله أنه أختاره الى جواره حتى لا يرى فظاعات تشيب لها رؤوس الأجنة في أرحام النساء في سودان اليوم.
(2)
نفهم أن تتحالف قوات الدعم السريع المرفوعة على رافعة اثنية يعرفها الجميع مع عرب الشتات والمرتزقة وبدعم مباشر من دولة الأمارات بهدف خلق (كرزاي) جديد في السودان لمواجهة الجيش وكل المكونات العسكرية الأخرى التي ربما تعتبر رأس الرمح والعقبة الكؤود التي تحول دون تحقيق مصالحها وترجمة مشاريعها الاستراتيجية الى واقع ملموس ولكن علامة الاستفهام الحائرة هنا دون إجابة ما ذنب المؤسسات الخدمية والتعليمية والصحية والهيئات والمصانع العامة والخاصة التي انتهت معظمها رمادا تذروه الرياح؟ .. ما ذنب الضحايا العزل من النساء والشيوخ والأطفال أضعف شرائح المجتمع الذين تم اذلالهم واهانتهم وسلب ونهب ممتلكاتهم واغتصاب نسائهم وقتل رجالهم أمام أعينهم وأعين أبنائهم بدم بارد ؟.
(3)
احصائيات حزينة قميئة تعكس المآلات ومشاهد العمار والخراب الذي خلفته والحبل لازال على الجرار. تتمثل في اعتداءات متكررة وممنهجة لم تترك محطة توليد كهربائي الا وطالتها ونموذجا لها محطة بحري الحرارية التي تساهم بنحو 17% من انتاج البلاد للكهرباء والمقدر بنحو 1900 ميجاواط ومنها أيضا محطات مروي ودنقلا وعد بابكر و تتراوح كلفتها الأولي بين 120-150 مليار دولار.
(4)
الخلاصة انه منذ بدأ الحرب تعرضت محطات الإنتاج وشبكات الامداد الى تدمير كبير انسحب الى قطاعات الصحة حيث أشارت التقارير الى ارتفاع معدلات الوفيات في المستشفيات بعد خروج 80 % من المستشفيات عن الخدمة بسبب انقطاع التيار الكهربائي وتقدر إعادة تأهيلها الى 11 مليار دولار. وكان مستشفى يونيفيرسال في ضاحية كافوري أكثرها ايلاما ووجعا اذ ان القتلة والسفلة لم يكتفوا بتدمير المعدات والأجهزة الطبية والمعامل بل حفروا عميقا في الجدران بحثا عن أسلاك النحاس وهو ما فعلوه أيضا في بيوت الناس. النتيجة أن السودان فقد 70% من طاقة انتاج الكهرباء والتي كانت تغطي نحو 60% من احتياجات المقدرة ب 3500 ميغاواط .
(5)
الدمار الهائل طال أيضا البنية التحتية وكان أكبر ضحاياها الجسور والسدود وشبكات نقل الكهرباء والمياه والوقود والكهرباء والاتصالات والمنشآت الصحية والتعليمية والمباني العامة والقطاعات الإنتاجية والصناعية والأسواق إضافة الى دمار منازل وممتلكات المواطنين مما تسبب في تدهور وتلوث بيئي غير مسبوق.
(6)
وبدوره أحدث القصف المدفعي دمارا جزئيا وكليا بنحو 15% من المباني السكنية و40 % من الأسواق و60% من المباني والمنشآت الحيوية ولم يرحم أيضا المباني التاريخية والمتاحف التي تعرضت محتوياتها وتحفها النادرة للسرقة ونقلها للبيع خارج السودان ضمن جريمة نكراء وعمل خسيس لن يفهم منه الا طمس الهوية كما استهدف الوزارات والهيئات الحكومية والخاصة ..الخراب مر أيضا بقطاع التعليم فقد تعرضت أكثر من 70% من المدارس والجامعات والمعاهد والكليات العليا الحكومية والأهلية لتخريب كلى أو جزئي .
(7)
يعتبر الخبراء ان القطاع الصناعي أخذ نصيبه كاملا من الدمار وربما يعتبر الأكثر تأثرا حيث تشير التقديرات الى فقدان 80% من وحداته الإنتاجية بعد الأضرار التي لحقت بأكثر من 600 مصنع في الخرطوم وحدها ..كما خرج أكثر من 70 % من فروع البنوك العاملة في البلاد والبالغ عددها 39 بنكا حكوميا وتجاريا من الخدمة ..هذا يرفع اجمالي الخسائر حتى الآن الى أكثر من 500 مليار دولار رغم ان المادة 57 من البروتكول الدولي تنص على منع استهداف المدنيين والأعيان المدنية بما في ذلك البنية التحتية والمنشآت العامة .
(8)
لن تستكمل هذه الصور الموجعة حد تغول السكين في اللحم الحي الا بالولوج الى المشهد الإنساني .. يستوقف هنا حوار مؤلم بين صحفي الجزيرة أحمد طه مع الإعلامي سوار الذهب من خلال اعداد برنامج عمران في السودان ضمن حلقات ..يحكي الإعلامي الذي سحب النور من وزارة الاعلام السودانية عن فظاعات رآها وعايشها منها مشرحة قدرتها الاستيعابية لا تتجاوز 80 جثة ولكنها مكدسة ب1400 جثة متحللة لعدم وجود معينات لدفنهم.. يسلط الضوء على نازحة فقدت زوجها فتعرضت لاغتصاب من عصابات الدعم السريع وحينما عاد تم قتله أمامها وجاء ابنها فتم ذبحه وحينما حاولت أن تتحسس ابنتها التي كانت تحملها على ظهرها وجدتها وقد ماتت من ضربة الشمس ففقدت عقلها .. يتحدث عن طفلة لفظت روحها من العطش بعد مسيرة استمرت عشرين يوما بدون ماء. يروي عن امرأة مسنة لم تأكل لمدة أسبوع تنتظر يومها ولكن طلبها الوحيد دفن ابنتها التي تحللت على سرير الموت لأن الاسرة لا تملك سيارة. يكشف عن بيوت الله التي تحولت الى (بناشر) وسيرفرات المعلومات المحروقة ومقبرة السيارات المتناثرة في الجريف شرق وتحف الآثار التي تم تهريبها من المتحف القومي وملايين النازحين والمشردين وكلها جرائم تصنف الآن كأكبر مأساة إنسانية في العالمworld record.
(9)
لكن الأكثر وجعا وألما هنا هو غياب الاعلام السوداني. فلو كان موجودا بالمهنية العالية لاستحال خنجرا من لهب ونار في خاصرة الضمير الإنساني باستثمار هذه المآسي بدعوة أجهزة الاعلام الحي في العالم ليرى بأم عينه المأساة غير المسبوقة على حقيقتها ولو استدعى الحال دفع مقابل التغطية فهناك اعلام جاهز لهذه المهمة ..وفي هذا الصدد لم نجد غير تغطيات نادرة لنعمة الباقر ابنة الصحفي الدكتور الباقر احمد عبد الله وهي إعلامية بريطانية من اصل سوداني تعمل بقناة CNN وتعمل الآن ككبيرة المراسلات senior reporter وكانت قبلها صحفية free lancer .
(10)
مناحي القصور كلها أعلقها في رقبة وزارة الاعلام فهي تستحقه بكل جدارة واقتدار وتميز فباستثناء تغطيات قنوات الجزيرة والحدث فهي وعبر الأخبار والصور المبثوثة عبر قنواتنا البائسة ليست سوى أسطوانة مشروخة تتحدث الى نفسها.
oabuzinap@gmail.com
بقلم: حسن أبو زينب عمر