حرائق كاليفورنيا بين المؤامرة والعقاب
تاريخ النشر: 12th, January 2025 GMT
بين مروجي نظرية المؤامرة ومعتنقي نظرية العقاب الإلهي تستعر حرائق كاليفورنيا الأمريكية لليوم الخامس على التوالي مخلفة الكثير من الرعب والقلق والحزن ليس بين سكان كاليفورنيا وحسب، بل بين كل سكان أمريكا والعالم في قربهم من الطبيعة وأمانها الموسمي الدوري الذي لم يعد محل ثقة، خيارات الناس المنطقية في البعد عن المدن والعواصم والقرب أكثر فأكثر من المسطحات الخضراء، ثقة الناس المطلقة في قدرة العلم اليوم على التنبؤ ورصد مستقبل الكوارث الطبيعية والقدرة على احتوائها .
لا يزال حريق باليساديس، هو الأكبر بين أربعة حرائق كبرى اجتاحت مقاطعة لوس أنجلوس، وما تم احتواؤه للآن بنسبة 11% فقط، حيث امتد على مساحة لأكثر من 23 ألف فدان، وفقا لهيئة الإطفاء في كاليفورنيا، وقال مكتب الطب الشرعي لمقاطعة لوس أنجلوس، السبت، إن حصيلة القتلى في حرائق إيتون وباليساديس ارتفعت إلى 16 قتيلا، من كان يتخيل أن الرياح ستكون العدو العاتي لمحاولة السيطرة على هذه الكارثة الطبيعية، سواء في نقلها لألسنة اللهب من مكان لآخر أو في تشتيتها جهود طائرات الترقب ورصد الحرائق، حيث تستخدم إدارة الغابات والحماية من الحرائق في كاليفورنيا أجهزة استشعار مثبتة على الطائرات لالتقاط بيانات محيط الحرائق، ولأن الرياح العاتية قد تتسبب أحيانًا في إرباك الطائرات، فقد تتأخر التحديثات الخاصة بمحيط الحرائق المرصود، فيما أبرز رئيس كتيبة الإطفاء في كاليفورنيا، برنت باسكوا، إمكانية أن تنشط الرياح مرة أخرى في الأيام المقبلة بعد فترة راحة قصيرة، مما يشكل تهديدًا محتملاً بينما يعمل رجال الإطفاء على احتواء أربعة حرائق كبرى لا تزال مشتعلة في جميع أنحاء لوس أنجلوس، ولكنها يمكن أن تقدم أيضًا نعمة غير متوقعة من خلال تغيير اتجاه الحريق، على حد تعبيره.
هذه الرهانات على توجهات الرياح وحدها توحي بالعجز عن التوقع وانتظار القادم من رياح الغد آملين أن يكون القادم سكون الرياح بعيدا عن تأجيج الكارثة ونقلها إلى محيط أوسع بخسائر أفدح بشريا واقتصاديا، كما أن هذه الأحداث التي تستفتح بها أمريكا هذا العام معززة فرضية المؤامرة التي يحوكها الخصوم على رئاسة دونالد ترامب (المُوزع بين محاكماته العالقة ومخططاته الإمبريالية التوسعية في كل من جرينلاند وبنما وكندا) غير أن الرئيس الأمريكي وأتباعه مثل إيلون ماسك يستغلون هذه الكارثة الطبيعية فرصة لإلقاء اللوم على حاكم كاليفورنيا، وتوجيه أصابع الاتهام نحو نظرية المؤامرة في اعتقادهم بأن كل هذه الأحداث ما هي إلا محاولة للنيل من الاستقرار قبل بدء ترامب إدارة البلاد فعليا وشن حرب اقتصادية لإزالة الصناعة من الولايات المتحدة الأمريكية قبل الانهيار التام دون أي إشارة واعية إلى تغير المناخ وما يمكن أن تتحمله أمريكا فعليا من العبث بالأبحاث والأحداث السياسة الاقتصادية في هذا المجال، وهو ما يناقشه معارضو ترامب عن مبررات تفاقم حرائق الغابات كالجفاف وارتفاع درجات الحرارة وتغيرات الطقس الدرامية، الأمر الذي يجب الانتباه إليه بدلا من إلقاء اللوم في الحرائق المميتة على نقص الأشخاص البيض المستقيمين رفيعي المستوى أو بعض نظريات المؤامرة الهستيرية !.
بعيدا عن كل ذلك قريبا من الإنسانية والانتصار للبيئة يرى الكاتب الأمريكي من أصل فلسطيني أحمد إيبسيس أن حرائق أمريكا ما هي إلا امتداد لأحداث غزة حيث تعكس النيران لغة واحدة للدمار، وأن في كل هذه الكوارث مرآة تعكس أزمة عالمية من الكوارث المترابطة، مشيرا إلى البحث الذي أجرته جامعة لانكستر البريطانية والذي ناقش الاحتباس الحراري (المؤثر بالضرورة على تغير المناخ) الذي تسببت به إسرائيل في عدوانها على فلسطين إحصاء تفصيليا، كما ناقش تجريف إسرائيل للأراضي الفلسطينية منذ ستينيات القرن الماضي حتى الآن مما تسبب في تشظية البيئة وتآكل التربة والتصحر، وبإضافة التكلفة الناجمة عن الحرب على البنية التحتية -من تدمير أنفاق وجدران ومنشآت عسكرية- فإن الحصيلة ترتفع إلى 450 ألف طن متري مكافئ لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وهو ما يتجاوز الانبعاثات السنوية لـ33 دولة.
ختاما: لا مجال للشماتة بأي كارثة طبيعية أو حتى تصور أنها عقاب الله للعاصين من عباده، ولو كان الأمر كذلك لما أعجزه -وهو القادر العظيم- تخصيص العقاب على العصاة دون غيرهم من العامة الذين كان معظمهم مناصرا للقضية الفلسطينية في عدالتها أكثر مما كان من العرب أنفسهم وهم الأولى بالنصرة، ولو كان الأمر كذلك لانسحبت علينا تلك الفرضية في تلبس الكوارث الطبيعية ثوب العقاب والانتقام، لكننا نقول أنها آية من آيات الله التي ينبغي التعامل معها بوعي تام وتأمل عميق وتحليل تفصيلي ينظر للإنسان كأولوية وللأرض كمحل سكنى وإعمار لا استغلال ودمار .
حصة البادية أكاديمية وشاعرة عمانية
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
"إسكوبار الصحراء": برلماني سابق يستنجد خلال محاكمته بالفنانة لطيفة رأفت لدعم روايته حول فيلا كاليفورنيا
واصلت محكمة الاستئناف في الدار البيضاء، الجمعة، استجواب مير بلقاسم، البرلماني السابق وصهر عبد النبي بعيوي، على ذمة ملف « إسكوبار الصحراء ».
أقر بلقاسم بأنه أسكن « إسكوبار الصحراء » واسمه بنبراهيم، في فيلا كاليفورنيا بمدينة الدارالبيضاء، بناء على طلب زوجة المواطن المالي السابقة لطيفة رأفت، يأتي ذلك بعد وجبة كسكس أعدها لهما بلقاسم خصيصا، وبطلب منهما.
والتمس بلقاسم من القاضي علي الطرشي، استدعاء لطيفة رأفت من أجل تقديم شهادتها بخصوص هذا الموضوع، من أجل تأكيد أنه اعطى مفاتيح الفيلا لزوجها، بناء على طلبها لأن « وجهها عزيز عليا »، وفقا لتعبيره.
وشدد بلقاسم على أن زوجته المتوفاة يمكنها تأكيد سكن إسكوبار في الفيلا الذي يملكها في كاليفورنيا في الدارالبيضاء، مشيرا إلى أنه اضطر لتغيير مفاتيح الفيلا بعد سماعه خبر طلاق رأفت من الحاج مالي، موضحاً أن إسكوبار سكن فيها خمسة أشهر قبل أن يطلق زوجته ويدخل السجن في 2015، متسائلا كيف سكن فيها لمدة ثلاث سنوات، كان في السجن.
خاطبه القاضي علي الطرشي بالقول: « هاد إسكوبار درتي فيه غير الخير وكلتيه وسكنتيه علاش غيكذب عليك.. »، رد عليه: « لا أعلم.. درت فيه غير الخير، الآن زوجتي توفت، تركت لي ثلاث أطفال رضع، هي شاهدة عليا،،مرضت وماتت »، بعد ذلك لم يتمالك نفسه وذرف دموعا.
أما بخصوص صور شمسية ووثائق تخص المواطن المالي سلمها سهيل قنديل إلى الشرطة، تحمل شعار « ليديك » باسم المالي بنبراهيم، فينفى بلقاسم علمه بها، مرجحاً أن تكون مفبركة أو تتعلق بأمور أخرى كسرقة الكهرباء أو الماء، مشيراً إلى أن بنبراهيم كان في السجن بموريتانيا عام 2017. وينفي توقيع أي شيء مع إسكوبار، يتذكر فقط توقيع وثائق تخص الكهرباء لسعيد الناصري عام 2017. كما ينفي تسليم إسكوبار له ستة أو سبعة شاحنات أو سيارات من الصين، وينفي علمه باستيرادها من الصين أصلاً.
وكان إسكوبار الصحراء، قال في تصريحاته للشرطة القضائية، أنه توجه رفقة زوجته السابقة لطيفة إلى مكتب بلقاسم في وجدة لمعاينة معرض سيارات، حيث كان وكيلا تجاريا لبيع سيارات مستوردة من الصين، واكتشف أن محله يقع تحت عمارته، لكن مير بلقاسم ينفي أن تكون لديه أي فكرة عن بيع السيارات، قائلا: » في حياتي ما كانت عندي هذه الفكرة »، متسائلا عن سبب كذب إسكوبار عليه بعد كل الخير الذي قدمه له.
في هذا السياق، واجهه القاضي بتصريحات لطيفة رأفت لدى الاستماع إليها من الضابطة القضائية، والتي أشارت إلى أنه وكيل تجاري لبيع عدد من السيارات أو الشاحنات الذي قام زوجها باستيرادها من الصين.
أجاب المتهم: « توجهت معي إلى المكتب في مدينة وجدة (في إشارة إلى زيارتها إلى مدينة وجدة رفقة زوجها) لم نتوجه إلى محل السيارات، الذي يقول إسكوبار أنه كان أسفل العمارة، لأنه وببساطة لا يوجد أي محل للسيارات هناك، بل هناك محلات لبيع الأثاث وعندي وثائق تؤكد ذلك ».
بعد ذلك، أكدت لطيفة في محاضر الشرطة، أنها كانت في ضيافة مير بلقاسم أثناء زيارتها السعدية أو وجدة، سأله القاضي، » لماذا ستكذب لطيفة رافت؟ »، أجاب مير، » لا أعلم يقدر يكون هو الذي كذب عليها ». في إشارة إلى زوجها « إسكوبار الصحراء »
إلى ذلك، أنكر معرفته بأشخاص مثل نبيل ضيفي، توفيق زنطار، فدوى أزيزار، عبد الرحيم شوقي، وأحمد حجي.
واجهه القاضي بإفادة حمد حجي للشرطة، الذي اعترف أنه يتعامل مع المواطن المالي، حيث زاره في منزله بالدار البيضاء رفقة شخص يدعى علال حجي، واقتنى منه بذلتين رسميتين، واصطحبهما إلى ملهى ليلي، ثم قضوا سهرة ماجنة بمنزله.
وأضاف القاضي أن علال حجي أكد تعاملهم مع المالي كان في إطار تهريب دولي للمخدرات، لكن مير بلقاسم نفى علمه بذلك.
كما نفى مير بلقاسم بشدة أي علاقة له مع الحاج بن ابراهيم حول عمليات تهريب المخدرات بكميات كبيرة. ونفى أن يكون من بين أعضاء شبكة تهريب المخدرات التي تضم عبد الواحد غيزاوي وآخرين، والتي تنشط في تهريب المخدرات منذ 2006 عبر سيارات رباعية الدفع إلى الجزائر، النيجر وليبيا، ويستعين فيها ببلقاسم ومساعدين آخرين.
كما أنكر أي علاقة له بإسكوبار الصحراء أو بتهريب الذهب انطلاقا من مالي والنيجر رفقة عبد السلام ثلث وعبد الواحد غيزاوي وحج عيسي. ويتحدى أي من هؤلاء الأشخاص أن يشهد بمعرفته، مؤكداً عدم وجود أي دليل تقني يربطه بهم أو بتجارة الذهب، مشيرا إلى أنه تاجر في الأرض والفلاحة وليس الذهب.
علاوة على ذلك، نفى علمه بتهريب كميات من المخدرات من الرشيدية أو من منطقة الريش او مناطق أخرى، مؤكداً أنه كان خارج البلاد مع والده المتوفى عام 2006، ويتساءل عن وجود أي إثبات على تورطه في هذا الموضوع.
وأنكر أي علاقة له بتهريب الذهب من النيجر ومالي رفقة بعيوي وعبد السلام ثلث وغيزاوي، ويتحدى وجود أي مكالمة هاتفية له مع أي شخص من هذه الدول أو الأسماء يؤكد معرفته به. ويكرر نفيه لتجارته في الذهب، مشيراً إلى وجود قيسارية صغيرة للذهب في مدينة وجدة يمكن للآخرين أن يدعوا علاقته بالذهب.
واجهه القاضي بمحاضر تخص مساعدة عدد من الجنود في المنطقة الحدودية من أجل تهربب المخدرات عبر الجزائر، أجاب بأنه لا يعلم ذلك..
كلمات دلالية إسكوبار الصحراء التزوير الدار البيضاء محكمة الاستئناف