لجريدة عمان:
2025-01-12@22:26:02 GMT

حرائق كاليفورنيا بين المؤامرة والعقاب

تاريخ النشر: 12th, January 2025 GMT

بين مروجي نظرية المؤامرة ومعتنقي نظرية العقاب الإلهي تستعر حرائق كاليفورنيا الأمريكية لليوم الخامس على التوالي مخلفة الكثير من الرعب والقلق والحزن ليس بين سكان كاليفورنيا وحسب، بل بين كل سكان أمريكا والعالم في قربهم من الطبيعة وأمانها الموسمي الدوري الذي لم يعد محل ثقة، خيارات الناس المنطقية في البعد عن المدن والعواصم والقرب أكثر فأكثر من المسطحات الخضراء، ثقة الناس المطلقة في قدرة العلم اليوم على التنبؤ ورصد مستقبل الكوارث الطبيعية والقدرة على احتوائها .

لا يزال حريق باليساديس، هو الأكبر بين أربعة حرائق كبرى اجتاحت مقاطعة لوس أنجلوس، وما تم احتواؤه للآن بنسبة 11% فقط، حيث امتد على مساحة لأكثر من 23 ألف فدان، وفقا لهيئة الإطفاء في كاليفورنيا، وقال مكتب الطب الشرعي لمقاطعة لوس أنجلوس، السبت، إن حصيلة القتلى في حرائق إيتون وباليساديس ارتفعت إلى 16 قتيلا، من كان يتخيل أن الرياح ستكون العدو العاتي لمحاولة السيطرة على هذه الكارثة الطبيعية، سواء في نقلها لألسنة اللهب من مكان لآخر أو في تشتيتها جهود طائرات الترقب ورصد الحرائق، حيث تستخدم إدارة الغابات والحماية من الحرائق في كاليفورنيا أجهزة استشعار مثبتة على الطائرات لالتقاط بيانات محيط الحرائق، ولأن الرياح العاتية قد تتسبب أحيانًا في إرباك الطائرات، فقد تتأخر التحديثات الخاصة بمحيط الحرائق المرصود، فيما أبرز رئيس كتيبة الإطفاء في كاليفورنيا، برنت باسكوا، إمكانية أن تنشط الرياح مرة أخرى في الأيام المقبلة بعد فترة راحة قصيرة، مما يشكل تهديدًا محتملاً بينما يعمل رجال الإطفاء على احتواء أربعة حرائق كبرى لا تزال مشتعلة في جميع أنحاء لوس أنجلوس، ولكنها يمكن أن تقدم أيضًا نعمة غير متوقعة من خلال تغيير اتجاه الحريق، على حد تعبيره.

هذه الرهانات على توجهات الرياح وحدها توحي بالعجز عن التوقع وانتظار القادم من رياح الغد آملين أن يكون القادم سكون الرياح بعيدا عن تأجيج الكارثة ونقلها إلى محيط أوسع بخسائر أفدح بشريا واقتصاديا، كما أن هذه الأحداث التي تستفتح بها أمريكا هذا العام معززة فرضية المؤامرة التي يحوكها الخصوم على رئاسة دونالد ترامب (المُوزع بين محاكماته العالقة ومخططاته الإمبريالية التوسعية في كل من جرينلاند وبنما وكندا) غير أن الرئيس الأمريكي وأتباعه مثل إيلون ماسك يستغلون هذه الكارثة الطبيعية فرصة لإلقاء اللوم على حاكم كاليفورنيا، وتوجيه أصابع الاتهام نحو نظرية المؤامرة في اعتقادهم بأن كل هذه الأحداث ما هي إلا محاولة للنيل من الاستقرار قبل بدء ترامب إدارة البلاد فعليا وشن حرب اقتصادية لإزالة الصناعة من الولايات المتحدة الأمريكية قبل الانهيار التام دون أي إشارة واعية إلى تغير المناخ وما يمكن أن تتحمله أمريكا فعليا من العبث بالأبحاث والأحداث السياسة الاقتصادية في هذا المجال، وهو ما يناقشه معارضو ترامب عن مبررات تفاقم حرائق الغابات كالجفاف وارتفاع درجات الحرارة وتغيرات الطقس الدرامية، الأمر الذي يجب الانتباه إليه بدلا من إلقاء اللوم في الحرائق المميتة على نقص الأشخاص البيض المستقيمين رفيعي المستوى أو بعض نظريات المؤامرة الهستيرية !.

بعيدا عن كل ذلك قريبا من الإنسانية والانتصار للبيئة يرى الكاتب الأمريكي من أصل فلسطيني أحمد إيبسيس أن حرائق أمريكا ما هي إلا امتداد لأحداث غزة حيث تعكس النيران لغة واحدة للدمار، وأن في كل هذه الكوارث مرآة تعكس أزمة عالمية من الكوارث المترابطة، مشيرا إلى البحث الذي أجرته جامعة لانكستر البريطانية والذي ناقش الاحتباس الحراري (المؤثر بالضرورة على تغير المناخ) الذي تسببت به إسرائيل في عدوانها على فلسطين إحصاء تفصيليا، كما ناقش تجريف إسرائيل للأراضي الفلسطينية منذ ستينيات القرن الماضي حتى الآن مما تسبب في تشظية البيئة وتآكل التربة والتصحر، وبإضافة التكلفة الناجمة عن الحرب على البنية التحتية -من تدمير أنفاق وجدران ومنشآت عسكرية- فإن الحصيلة ترتفع إلى 450 ألف طن متري مكافئ لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وهو ما يتجاوز الانبعاثات السنوية لـ33 دولة.

ختاما: لا مجال للشماتة بأي كارثة طبيعية أو حتى تصور أنها عقاب الله للعاصين من عباده، ولو كان الأمر كذلك لما أعجزه -وهو القادر العظيم- تخصيص العقاب على العصاة دون غيرهم من العامة الذين كان معظمهم مناصرا للقضية الفلسطينية في عدالتها أكثر مما كان من العرب أنفسهم وهم الأولى بالنصرة، ولو كان الأمر كذلك لانسحبت علينا تلك الفرضية في تلبس الكوارث الطبيعية ثوب العقاب والانتقام، لكننا نقول أنها آية من آيات الله التي ينبغي التعامل معها بوعي تام وتأمل عميق وتحليل تفصيلي ينظر للإنسان كأولوية وللأرض كمحل سكنى وإعمار لا استغلال ودمار .

حصة البادية أكاديمية وشاعرة عمانية

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

حرائق كاليفورنيا تتوسع وعمليات نهب بالمناطق المنكوبة

استمرت اليوم الأحد في ولاية كاليفورنيا موجة الحرائق الهائلة التي أودت بحياة 16 شخصا على الأقل في لوس أنجلوس، ووسط توقعات بمزيد اشتدادها الساعات المقبلة مع عودة الرياح القوية، شهدت المناطق المنكوبة التي أخليت من سكانها عمليات نهب وسرقة.

وبينما أصدرت السلطات أوامر إخلاء إضافية لأكثر من 150 ألف شخص، أكدت أن طواقم من كاليفورنيا و8 ولايات أخرى، إضافة إلى كندا والمكسيك، تُشكل جزءا من الاستجابة المستمرة لدفع جهود مجابهة الكارثة.

وتواصل لوس أنجلوس -التي تحاصرها النيران منذ الثلاثاء الماضي- إحصاء الضحايا مع تسجيل 16 قتيلا حتى مساء السبت، وهي قابلة للارتفاع بحسب السلطات، بينما يستمر عمال إنقاذ يستعينون بكلاب مدربة تفقد الأنقاض بحثا عن جثث أو بقايا بشرية.

وقد حذرت ديان كريسويل من الوكالة الفدرالية لإدارة الطوارئ من أن "الوضع لا يزال حرجا". ورجحت في تصريحات لشبكة "إيه بي سي" أن "تصبح الرياح خطيرة مجددا" وحثت الناس على البقاء في حالة يقظة شديدة.

وقال أنتوني ماروني رئيس أجهزة الإطفاء بالمنطقة "هذه الرياح المصحوبة بجو جاف ونبات جاف ستبقي تهديد الحرائق في منطقة لوس أنجلوس عند مستوى عال".

رياح "سانتا آنا"

وتعرف هذه الرياح باسم "سانتا آنا" وهي مألوفة في الخريف والشتاء في كاليفورنيا، لكن خلال الأسبوع الحالي بلغت حدة غير مسبوقة منذ العام 2011، حسب ما أفاد خبراء بالأرصاد الجوية مع وصول سرعتها أحيانا إلى 160 كيلومترا في الساعة.

إعلان

ورغم جهود آلاف عناصر الإطفاء لاحتواء النيران، اتسع حريق منطقة "باسيفيك باليسايدس" السبت إلى شمال غرب لوس أنجلوس، وبات يهدد وادي "سان فرناندو" المكتظ بالسكان فضلا عن متحف "غيتي" وأعماله الفنية التي لا تقدر بثمن.

مروحية خلال عمليات الإطفاء (الفرنسية)

وأتت الحرائق على أجزاء كاملة من ثاني كبرى المدن الأميركية، مدمّرة "أكثر من 12 ألف" منشأة وهو عدد يشمل الأبنية وكذلك السيارات، وفق ما أوضحت السلطات السبت.

إلى ذلك، شن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب هجوما جديدا على قادة ولاية كاليفورنيا الأحد. وكتب في منشور على منصته "تروث سوشال" أن "الحرائق لا تزال مشتعلة في لوس أنجلوس. والسياسيون غير الأكفاء ليس لديهم أي فكرة عن كيفية إخمادها".

California felaketi
boş yangın muslukları,
sıfır yangın tedbiri,
karman çorman tahliyeler.
İnsanlar cehennemle savaşmaya terk edildi. pic.twitter.com/OOwcdmICLU

— mustafarmagan (@mustafarmagan) January 11, 2025

خطة مارشال

في ظل عمليات النهب التي تكثر في المناطق المنكوبة أو التي أخليت من سكانها، فرضت السلطات حظر تجول صارما يسري بين السادسة مساء والسادسة صباحا، في منطقتي باسيفيك باليسايدس وألتادينا الأكثر تضررا.

ويتوقع أن تنجم عن هذه الكارثة خسائر بقيمة 150 مليار دولار، كما يخشى بعض الخبراء أن تكون هذه الحرائق الأكثر كلفة التي تسجل حتى الآن.

وقال حاكم الولاية اليوم لقناة "إن بي سي" إنه يريد إطلاق "خطة مارشال" لإعادة بناء كاليفورنيا، مضيفا "ما زلنا نكافح هذه الحرائق، لكننا نتحدث بالفعل إلى المسؤولين وقادة الأعمال والمنظمات غير الحكومية".

وتتحرك السلطات أيضا لاحتواء الارتفاع الهائل في أسعار الإيجارات الذي يواجهه بعض النازحين. وحذر المدعي العام للولاية أمس من أن تضخيم الأسعار بشكل اصطناعي "يعاقَب عليه بالسجن لمدة عام وغرامة قدرها 10 آلاف دولار".

مقالات مشابهة

  • ترامب يهاجم مسؤولي ولاية كاليفورنيا بعد حرائق لوس أنجلوس
  • حرائق كاليفورنيا تتوسع وعمليات نهب بالمناطق المنكوبة
  • مختصة لـ "اليوم": يجب تعزيز استراتيجيات الوقاية بعد حرائق كاليفورنيا
  • حرائق كاليفورنيا وتداعياتها السياسية وانعكاساتها على الشرق الأوسط
  • كاليفورنيا تحت النار.. حرائق مدمرة بفعل الرياح العاتية وتغيرات المناخ
  • الجحيم في أمريكا وإسرائيل: قتلى وجرحى في جيش الاحتلال والولايات المتحدة تتعرض لأكبر خسارة تاريخية بسبب الرياح الشيطانية (فيديو)| عاجل
  • رئيس فرق إطفاء كاليفورنيا: عودة الرياح تهدد بتمدد حرائق الغابات
  • مشاهد توضح تأثير الرياح على طائرات مكافحة حرائق لوس أنجلوس .. فيديو
  • حرائق كاليفورنيا ولحظات درامية لفرار مرضى من مستشفى بلوس أنجلوس