7 أسباب وراء هيمنة الفنانات على المشهد الغنائي العالمي
تاريخ النشر: 12th, January 2025 GMT
تشهد صناعة الموسيقى العالمية تحولا لافتا في السنوات الأخيرة، مع صعود ملحوظ لدور النساء في مختلف جوانب المجال، بدءا من الأداء والغناء، ووصولا إلى الإنتاج والإدارة الفنية، بل الأرباح التجارية أيضا.
ورغم أن الفنانات لطالما شكون من مواجهتهن تحديات بنيوية ومجتمعية في هذا القطاع، فإنهن اليوم يسهمن بشكل غير مسبوق في إعادة تشكيل ملامح الصناعة.
فقد نشرت صحيفة غارديان البريطانية تقريرا لفت إلى أن الفنانات يحققن تقدما ملحوظا في صناعة الموسيقى، جعل البعض يعتبرهن القوة الدافعة الجديدة في المجال. يأتي هذا التقدم في وقت بدأت فيه المؤسسات الكبرى تعيد النظر في طريقة تعاملها مع المواهب النسائية ومنحها دعمًا أكبر من حيث الإنتاج والتسويق.
على سبيل المثال، تمكنت فنانات مثل تايلور سويفت، وليزو، وأريانا غراندي من تحقيق إنجازات غير مسبوقة في تصدر قوائم المبيعات والتأثير الثقافي.
وبرزت تايلور سويفت نموذجا للنجاح، إذ كانت جولتها "إيراس" (Eras) الأعلى ربحا في التاريخ بتخطيها المليار دولار أميركي، متفوقة على جولة الفنان البريطاني ألتون جون.
وفي حفل جوائز "غرامي"، ألقت سويفت خطابا ألهم النساء في الصناعة، مشجعة إياهن على مواجهة التحديات والمضي قدما لتحقيق أحلامهن.
إعلانأما الأميركية بيونسيه، فتعدّ بدورها أكثر الفنانين فوزا بجوائز غرامي في التاريخ، بواقع 32 جائزة متخطية كل أساطير الغناء أمثال مايكل جاكسون وكوينسي جونز.
فيما يلي نستعرض أبرز العوامل التي أسهمت في تعزيز مكانة النساء في الساحة الفنية:
1- المنصات الرقميةمع تطور التكنولوجيا وظهور المنصات الرقمية مثل سبوتيفاي ويوتيوب وتيك توك، أصبحت النساء أكثر قدرة على إيصال أصواتهن إلى العالم دون الحاجة للاعتماد الكامل على شركات الإنتاج التقليدية. فوفقًا لتقرير نشرته غارديان البريطانية، استفادت الفنانات كثيرا من هذه المنصات، فقد أتاحت لهن التسويق المباشر لأعمالهن وبناء قاعدة جماهيرية ضخمة دون قيود.
تايلور سويفت، على سبيل المثال، استطاعت من خلال إستراتيجياتها الذكية على وسائل التواصل الاجتماعي أن تسيطر على قوائم المبيعات العالمية. ولم تكن ألبوماتها الأخيرة مجرد أعمال موسيقية، بل حملات تسويقية مدروسة جمعت بين الإبداع الفني والتواصل المباشر مع الجمهور.
2- الحملات الاجتماعيةكذلك أصبحت الموسيقى أداة فعالة للتعبير عن قضايا النساء ودعم حركات التغيير. فألبومات مثل "كوز آي لوف يو" (Cuz I Love You) لليزو، و"فيوتشر نوستالجيا" (Future Nostalgia) لدوا ليبا، حملت رسائل لتمكين المرأة وحققت نجاحات باهرة.
ووفقًا لتقرير موقع جوائز "غرامي"، فإن العديد من الفنانات مثل ليدي غاغا وبيونسيه استخدمن موسيقاهن كمنصات لدعم قضايا مثل المساواة في الأجور، ومناهضة التحرش، وتعزيز التنوع.
شهدت السنوات الأخيرة ارتفاعًا ملحوظًا في تمثيل النساء بحفلات الجوائز الموسيقية الكبرى. تقرير "غرامي" أكد أن نسبة النساء المرشحات للجوائز زادت 23% منذ عام 2018. هذا التقدم يعكس جهودًا متواصلة من قبل الصناعة للاعتراف بمواهب النساء وإسهاماتهن.
إعلان 4- الدخول إلى الكواليسعلى صعيد آخر، لم تعد النساء يكتفين بدور الفنانات، بل أصبحن من كبار المنتجين والمديرات التنفيذيات في صناعة الموسيقى. فوفقًا لتقرير جامعة كوين ماري في لندن، فإن زيادة عدد النساء في المناصب القيادية بشركات الإنتاج أحدثت تغييرًا ملموسًا في طريقة دعم الأصوات النسائية.
على سبيل المثال، منتجتان مثل ليندا بيري وفيبي بريدجرز أسهمتا في دفع حدود الإبداع الموسيقي للنساء.
5- الدعم الجماهيريوإذ إن الجمهور هو القلب النابض لأي صناعة، كان دعم الجماهير للفنانات عاملًا حاسمًا في نجاحهن. فمن خلال التفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي والمشاركة في حملات مثل #WomenInMusic، أظهر الجمهور رغبة قوية في تعزيز مكانة النساء في الموسيقى.
استطاعت حركة "أنا أيضًا" (Me Too) النسوية التي انطلقت عام 2006 أن تجعل صناع الفن العالمي يعيدون النظر في سياستهم الخاصة بالتفرقة بين الجنسين، في محاولة منهم لتحسين صورتهم أمام الرأي العام.
وازدادت نسبة تعاقدات شركات الموسيقى الكبرى مع المغنيات لأكثر من 20% من بعد عام 2017، خاصة مع زيادة نسب المبيعات للألبومات النسائية إلى 22% بجانب ارتفاع نسبة الترشيحات الموسيقية للعنصر النسائي إلى حوالي 15% في السنوات الأخيرة.
وكل ذلك مكّن عددا من المغنيات بأن يكنّ على رأس أحد مخططات بيلبور لـ33 أسبوعًا على مدار عام 2023، بالإضافة إلى ارتفاع معدلات الاستماع إلى 48.8% لمصلحتهن خلال العام نفسه وهي أعلى نسبة في تاريخ الموسيقى النسائية خلال القرن 21.
7- توجهات موسيقية مبتكرةأهّلت هذه الحالة من الرواج الموسيقي الفنانات لابتكار أنماط موسيقية مختلفة من خلال مزج أكثر من توجه في أغنية واحدة، وهو ما اشتهرت به المغنية الأميركية الشابة بيلي أيليش التي تعدّ قائدة الموجة الموسيقية الجديدة مثل أغنيتها الشهيرة "باد غاي" (Bad Guy) التي دمجت فيها البوب والهيب هوب وإلكترو بوب.
وهو أيضا ما سارت عليه مغنيات أخريات أبرزهن البريطانية دوا ليبا، والإسبانية روزاليا، والأميركية أريانا غراندي.
ومع تزايد الابتكار في التكنولوجيا والتغيرات الثقافية، يبدو مستقبل النساء في صناعة الموسيقى أكثر إشراقًا من أي وقت مضى. فالمبادرات المستمرة لتمكين المرأة، مثل تعزيز المساواة في الأجور وتوفير فرص تدريب للشابات، ستسهم في ترسيخ مكانة النساء في الصناعة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات المغنیة الأمیرکیة صناعة الموسیقى النساء فی
إقرأ أيضاً:
الثنائي الموسيقى سوناتا وروكاس زوبوفاس: تشورليونس يسبق عصره من خلال لغة الفن والموسيقى
أبوظبي – د.جمال المجايدة:
على هامش الاحتفال الذي اقامته السفارة الليتوانية في أبوظبي باليوم الوطني، التقيت مع اعضاء فرقة سوناتا وروكاس زوبوفاس الذين قدما عرضا موسيقيا مذهلا بعنوان “في سعينا وراء المناظر الطبيعية”،
حدثني الموسيقار الشهير روكاس زوبوفاس عقب الحفل الذي اقيم في جامعة نيويورك ابوظبي ,انه يحرص على إحياء إرث تشورليونس الموسيقي والفني وهو احد اجداده الراحلين , وقال انه سعيد باحياء هذا الاحتفال في ابوظبي والذي تزامن مع الذكرى الـ150 لميلاد الموسيقار والفنان الليتواني الشهير ميكالوجوس كونستانتيناس تشورليونس، الذي يعد أحد رواد الفن التجريدي والموسيقى الكلاسيكية في ليتوانيا. وقد حمل الحفل طابعًا خاصًا يهدف إلى إحياء تراث تشورليونس الفني عبر تقديم أعماله الموسيقية بطريقة معاصرة تجمع بين الفن والموسيقى والشعر، وذلك بأداء عالمي المستوى من قبل عازفي البيانو الشهيرين سوناتا زوبوفين وروكاس زوبوفاس.
برنامج فني فريد يجمع الماضي بالحاضر
تميز العرض الموسيقي بتقديم مجموعة من المقطوعات التي استعرضت الجوانب الروحية العميقة في أعمال تشورليونس، من حب الوطن الليتواني وأغانيه الشعبية، إلى تأملاته العميقة في الطبيعة والكون، بالإضافة إلى استكشاف دوره كفنان وتأثيره على المشهد الثقافي العالمي.
وتخلل الحفل عزف منفرد ومزدوج على البيانو، حيث شملت المقطوعات المختارة أبرز أعمال تشورليونس، مثل قصيدتيه السيمفونيتين “في الغابة” و”البحر”، اللتين تجسدان رؤيته الفلسفية للعالم من خلال الموسيقى والفن. كما تم عرض لوحاته الفنية المميزة بالتوازي مع الأداء الموسيقي، مما أضفى بعدًا بصريًا غامرًا على التجربة.
الثنائي زوبوفاس: سفراء الموسيقى الليتوانية عالميًا
يعد الثنائي سوناتا وروكاس زوبوفاس من أشهر العازفين الليتوانيين، وقد قدما عروضًا في أبرز المسارح العالمية في الولايات المتحدة وكندا وأوروبا وآسيا، حيث يمثلان جزءًا أساسيًا من المشهد الموسيقي الكلاسيكي في ليتوانيا. وقد شاركا في العديد من المهرجانات الدولية وتعاونا مع فرق أوركسترا مرموقة، مما عزز مكانتهما كأحد أبرز الفرق التي تسهم في نشر الإرث الموسيقي الليتواني.
دعوة لاكتشاف عالم تشورليونس الفني
يشكل هذا الحفل انطلاقة مميزة لعام 2025، حيث يمثل بداية سنة تشورليونس، التي تهدف إلى تعريف العالم بموسيقاه وإرثه الثقافي العريق. وكان الحفل بالنسبة لي بمثابة محاولة لاكتشاف هذا الإرث الغني من خلال عروض موسيقية مماثلة ستُقام خلال العام، احتفاءً بمسيرة هذا الفنان الاستثنائي.
بهذا، يواصل تشورليونس، الرجل الذي سبق عصره، التأثير على الأجيال الجديدة من خلال لغة الموسيقى والفن، حيث تبقى أعماله جسراً يربط بين الماضي والحاضر، ويعكس جوهر الثقافة الليتوانية في أبهى صورها.