د. أحمد بن علي العمري

تولى حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظم- حفظه الله ورعاه- مقاليد الحكم في الحادي عشر من يناير من عام 2020، تنفيذًا للوصية المباشرة والواضحة للسُّلطان الراحل قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- فكان خير خلف لخير سلف، وهكذا عوَّد الأئمة والسلاطين من آل بوسعيد الكرام، شعبهم العُماني الوفيّ الأصيل، منذ عهد المؤسس العظيم الإمام أحمد بن سعيد- رحمة الله عليه- في عام 1744م، لتتوالى إنجازات السلاطين، سلطاناً وراء سلطان.


وهذا ما حدث بالضبط مع حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- إذ بعد تولي جلالته مقاليد الحكم، بادر بإعادة هيكلة الجهاز الإداري للدولة، بهدف تكوين حكومة رشيقة. كما صدر نظام أساسي جديد للدولة وقانون جديد لمجلس عُمان بشقيه الدولة والشورى، إلى جانب إصدار العديد من القوانين والتشريعات في جميع مناحي الحياة، التي تُلامِس حياة المواطن المباشرة. ومن بين أبرز التشريعات إطلاق منظومة الحماية الاجتماعية التي ما زال يُضاف عليها المزيد لتوسيع قاعدة المستحقين لها، وآخر ما أُضيف لها ما نصّت عليه المكرمة السامية الكريمة التي شملت أكثر من 100 ألف مواطن.
إن خمس سنوات تعد لمحة بصر في حياة الأمم والشعوب على مر التاريخ، لكنها في النهضة العُمانية المُتجدِّدة كانت كبيرة في إنجازاتها غير المسبوقة. لذلك، أصبح من حقنا أن نحتفل بها، فقد احتفلنا في السابع من يناير بمهرجان رائع جدًا؛ على ميدان العاديات بولاية السيب بمحافظة مسقط؛ حيث تمازجت الأصالة والحضارة والثقافة والتاريخ والإرث والفنون الأصيلة. وفي يوم السبت الماضي 11 يناير، احتفلنا على ميدان الفتح بالوطية في محافظة مسقط، وهو الميدان الذي تجمعنا به كل الملاحم الوطنية من ذكريات وطنية خالدة، فقد أعاد جلالة السلطان المفدى- حفظه الله ورعاه- تلك الذكريات، في المهرجان الطلابي الكبير الذي كُنا افتقدناه واشتقنا إليه؛ ليعود إلينا في العام الخامس من النهضة المُتجدِّدة ولله الحمد.
لقد تجلت منجزات النهضة المُتجدِّدة في المدن السكنية المتكاملة، إضافة إلى تفويض الصلاحيات للمحافظات والعمل بنظام اللامركزية، وأخيرًا وليس آخرًا تطبيق مبدأ التكامل والتوافق، بين سلاطين عُمان، وهو ما أنتجه النظام التسلسلي لأسرة البوسعيد الكرام، وذلك على مدى 281 عامًا، لتكون أسرة البوسعيد ثالث أقدم أُسرة حاكمة في العالم، بعد الإمبراطورية اليابانية والأسرة العلوية المالكة في المغرب، علمًا بأنَّه حسب التسميات، فقد حكم عُمان 5 من الأئمة، و6 من السادة، و5 من السلاطين. ولهذا السبب، فقد وجَّه جلالة السلطان المعظم- حفظه الله- بأن يكون يوم 20 نوفمبر من كل عام يومًا وطنيًا لسلطنة عُمان. إضافة إلى توجيهات جلالته الكريمة بتسمية عدد من الطرق الرئيسية بأسماء السلاطين العظام.
حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها، وأدام عليهم نعمة الأمن والأمان، إنه سميع مجيب الدعاء.
 

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: حفظه الله الم تجد

إقرأ أيضاً:

جلالة السلطان يشمل برعايته الكريمة المهرجان الطــــلابي «نهضة عُمان المتجددة» في ميدان الفتح بالوطية

تفضل حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظّم ـ حفظه الله ورعاه ـ فشمل برعايته السامية الكريمة مساء أمس المهرجان الطلابي «نهضة عُمان المتجدّدة»، بحضور السيدة الجليلة حرم جلالة السلطان في ميدان الفتح بالوطية بمحافظة مسقط.

فقُبيلَ وصول الموكب المُقل لجلالة السلطان المعظم ـ أيّدهُ اللهُ ـ إلى ميدان الفتح، اصطفّ على جانبي الطريق ما يقارب 1800 من المواطنين وفرق الفنون الشعبية من مختلف المحافظات للترحيب بمقدم جلالته المبارك، حيث قُدّمت الأهازيج والفنون الشعبية من فن الرواح، والفن البحري، وفنون العيالة والرزفة والرزحة، والفن النسائي، كما شاركت الفرقة الموسيقيّة السُّلطانية ومجموعة من الهجانة وكوكبة من الفرسان. وتضمنت الأهازيج عبارات الولاء والعرفان لجلالةِ عاهلِ البلاد المُفدى، والاعتزاز والابتهاج بهذه المناسبة الوطنية.

ولدى وصول جلالته ـ أيّدهُ اللهُ ـ إلى ميدان الفتح، تشرّف باستقباله كلّ من معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم ومعالي الشيخ سباع بن حمدان السّعدي أمين عام الاحتفالات الوطنية.

وعند اعتلاء عاهلِ البلاد المفدّى المقصورة السلطانية عزفت الفرقة الموسيقية السلام السُّلطاني العُماني، بعدها بدأ المهرجان بالفقرة الترحيبية التي عبرت عن مشاعر السرور بهذه المناسبة المباركة، ضمن 5 لوحات فنية عبرت كل منها عن جانب مهم من مسيرة عمان الحديثة، وتُجسد مشاعر الفخر بالتشريف السامي والرعاية الكريمة من جلالة السلطان المعظم -حفظه الله-، وشارك في رسم هذه اللوحة 768 مشاركًا.

أما اللوحة الثانية فحملت عنوان «المعرفة» وعبرت عن التعليم بصفته ركيزة أساسية في مسيرة التنمية المستدامة و«رؤية عُمان 2040»، كما سلطت اللوحة الضوء على تنوع مسارات التعليم وأهمية الابتكار والبحث العلمي في تعزيز وتطوير قدرات أبناء الوطن، وأكدت اللوحة عبر 3 مشاهد فنية رائعة على التعليم عالي الجودة المدمج بالتقنيات الحديثة والمتعدد مساراته، إلى جانب دور المؤسسات الرائدة في بناء القدرات وتنمية المهارات من خلال توفير بيئة محفزة وداعمة للتميز والابتكار، وأشارت في جنباتها أيضًا إلى التعليم الشامل المتناغم مع أهداف «التنمية المستدامة 2030» و«رؤية عُمان 2040».

شارك في رسم المشهد الأول من اللوحة 768 شخصًا، بينما شارك في تنفيذ المشهد الثاني 576 شخصًا، وشارك في تنفيذ المشهد الثالث 576 مشاركًا.

وعبّرت اللوحة الثالثة التي كانت بعنوان «وعدٌ تحقق» عن القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه- والرؤية المستشرفة نحو المستقبل، والإنجازات التي شهدتها سلطنة عمان خلال السنوات الخمس الماضية من عمر «نهضة عمان المتجددة»، وسلطت الضوء على الاهتمام والمتابعة المستمرة للقطاعات، مما كان له أثر كبير في مسيرة البناء والتطوير على كافة الأصعدة، وشارك في رسم هذه اللوحة 768 مشاركًا.

مقالات مشابهة

  • العدل والكرامة.. قيمتان محوريتان في الخطاب السامي
  • جلالة السلطان يشمل برعايته الكريمة المهرجان الطــــلابي «نهضة عُمان المتجددة» في ميدان الفتح بالوطية
  • بالصور والفيديو.. جلالة السلطان يشمل برعايته السامية المهرجان الطلابي "نهضة عُمان المتجددة"
  • جلالةُ السُّلطان المعظم يشملُ برعايتِه السّاميةِ الكريمةِ المهرجان الطلابيَّ نهضة عُمان المتجدّدة
  • احتفال مُبهر.. جلالة السلطان يشمل برعايته السامية المهرجان الطلابي "نهضة عُمان المتجددة" (فيديو)
  • جلالة السلطان يُنعم بميداليتي الخدمة الممتازة والثناء السلطاني لعدد من ضباط "شؤون البلاط"
  • والي مطرح لـ"الرؤية": جلالة السلطان يقود عُمان إلى آفاق رحبة ومستويات متقدمة من الازدهار
  • تنبيه من الشرطة حول الوضع المروري في الوطية والقرم عاجل
  • جلالة السلطان يُنعم بميداليتي الخدمة الممتازة والثناء السلطانـــــي على ضبــــاط بشـــــؤون البلاط السلطانــــــي