يعد يوم التاسع من شهر يناير الجاري من أسعد اللحظات عند اللبنانيين، وذلك بعد تمكن الفرقاء السياسيين بمجلس النواب من تعيين الرئيس چوزيف عون رئيسًا لدولة لبنان خلفًا للرئيس السابق العماد ميشيل عون، الذي انتهت ولايته الرئاسية في أكتوبر عام 2022، ومنذ هذا التاريخ حُرمت لبنان من تعيين رئيس لها، وذلك بسبب الصراعات السياسية والطائفية، ما جعل لبنان تنعزل عن محيطها الإقليمي والدولي لعدم تعيين رئيس وحكومة منتخبة، ما جعل لبنان تمر بأزمات اقتصادية واجتماعية وسياسية صعبة، ومؤخرًا بسبب العدوان الإسرائيلي الغاشم المتواصل على جنوب لبنان، وقد أدى كل تلك العوامل إلى تراجع دور لبنان المعروف بعراقته وأصالته وثقافته الممتدة.
وتعد خطوة توافق البرلمان اللبناني على اختيار الرئيس چوزيف عون بغالبية أصوات البرلمان خطوة جادة على الطريق الصحيح، ويتوقع الخبراء والمحللون أن تنعكس تلك الخطوة بالإيجاب على ترقب عودة الأمن والاستقرار والوئام إلى لبنان واللبنانيين، بل بعودة وسطوع الشمس المشرقة على لبنان كدافع لتحقيق عودة لبنان قويًا ومعافى إلى حاضرته العربية والدولية، فمع تحقيق هذا الهدف الصعب يجب أن نتقدم بالشكر إلى جامعة الدول العربية وقيادات بلدانها، وبخاصة من وقفوا مع لبنان في محنته، بل وإلى الدور الفرنسي المشرف الذي عمل مع اللجنة الخماسية بجهود حثيثة لمساندة لبنان، والوقوف معه في أزماته، ومنها إقناع الفرقاء في لبنان بتعيين رئيس جديد لهم، وذلك بعد الفشل المتوالي خلال عامين من تحقيق هذا الهدف، ناهيك عن دور فرنسا القوي في انتقاد إسرائيل ومطالبتها عبر المؤسسات الدولية بوقف العدوان الوحشي على لبنان.
ومع تلك الخطوة الهامة، ندعو الشعب اللبناني في الداخل والخارج، بل وندعو الرموز اللبنانية وعلى رأسهم السياسيون والمفكرون والمثقفون ورجال الاقتصاد إلى الاتحاد معًا، والعمل من أجل إعادة وإنعاش لبنان لعودته قويًا، وبالنجاح في انتخاب حكومة قوية تتمكن سريعًا من مساندة مهام رئيس الجمهورية، والتعويل على دورها الهام في إنعاش اقتصاد البلاد واستعادة الليرة اللبنانية لقوتها، وبإنعاش حياة اللبنانيين وتحقيق آمالهم وتطلعاتهم نحو حياة مستقرة وكريمة، وبإعادة إحياء وتسليح الجيش اللبناني، مع ضم كافة أطراف حركات المقاومة اللبنانية تحت لواء الجيش اللبناني، وبسحب السلاح من بعض الحركات غير المشروعة، ليصبح الجيش اللبناني برئيسه وحكومته وشعبه قادرًا على استرداد كافة الأراضي والموارد والحقوق اللبنانية المغتصبة من يد إسرائيل، وبالقدرة على مقاضاة إسرائيل أمام المحافل الدولية، ومنها إجبار إسرائيل على تنفيذ القرار الأممي المبرم في ٢٦ نوفمبر الماضي ٢٠٢٤ المتعلق بوقف إطلاق النار، وبحفظ سيادة لبنان من التدخلات الخارجية والداخلية، وبتفعيل القانون والدستور، والتمكن من حركة إعمار لبنان بعد الخراب الذي طاله، من أجل عودة الأمل وسطوع شمس لبنان من جديد.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: لبنان من
إقرأ أيضاً: