الأسبوع:
2025-01-12@19:37:33 GMT

بلد يكْثُر فيها "الحامول".. !!

تاريخ النشر: 12th, January 2025 GMT

بلد يكْثُر فيها 'الحامول'.. !!

في بلد ما.. لو كنتَ موظفًا بسيطًا، أو رجل أعمال مبتدئًا، أو تاجرًا صغيرًا، وكنتَ قد نشأتَ في أسرةٍ متوسطة، وحَقَّقتَ باجتهادِك قدرًا من النجاح، وكان طموحُكَ يفوق قدراتك، وحُلْمُك يتجاوز إمكاناتك فاخترت طريقًا ملتويًا لبلوغه، ومن باب المنظَرَة والوجاهة الاجتماعية رأيتَ نفسَكَ في المرآة مستحِقًا لمِقْعَد نيابي من خلال عضويةٍ حِزبيَّة، أو مستندًا إلى مشاركتِك في كيانٍ اجتماعي خدمي.

. فماذا تفعل؟

غالبًا ستفعل كمن سبقوك، وكما يفعل الحامول (وهو نبات طفيلي مُتَسلِّق) حَوْل ساق النَّبات،

أي أنك ستحرص على مجالسةِ الشخصيات السياسية، والتنفيذية بمُختَلفِ مناصِبِها، والتقاط الصور معهم داخل مكاتبهم، وفي الأماكن العامة أثناء المناسبات الوطنية والاجتماعية والمبالغة في إظهار احترامهم بشرط أن تنتبه لأمرٍ هام، وهو أنكَ تقبَلُ التضحية المادية، (يعني تشخْلِل جيبك) بين حين وآخر في صورة هدايا، تبرعات، ولائم، خدمات في نشاطك.. الخ.

فلكلِ شيء ثمن، وكما يقول المثل (الغاوي ينقَّط بطاقيته)، ومن المؤكد أنك ستعوض قيمة (الشَّخْلَلَة) في تجارتِك، أو أعمالِك، بوسائل وأساليب مختلفة. فمثلاً.. قد تحصُل على أرضٍ صحراوية، أو ساحلية مُميَّزة بثمنٍ بَخْس، زاعمًا أنك ستُقيم عليها مشروعًا خدميًّا استثماريًّا يُساهِم في حل أزمة البطالة، وتعمير تلك المنطقة، وبعد سنتين أو ثلاثة تبدأ في تقسيم، وبيع الأرض بالمتر بأضعاف ثمن الشِّراء، أو تحصل على توكيلات استيراد منتجاتٍ عالمية، وتتحكم في الأسعار كيفما شِئْت.. أو أن تُسْنَد إليك أعمال حكومية (مشروعات أو صفقات) بالأمر المُباشر بعيدًا عن العطاءات والمناقصات، والمزادات، و(وجع الدِّماغ). كذلك ربما مارَسْت الغش التجاري (احتكار سِلَع، بيع مواد منتهية الصلاحية، أو تهريب آثار، أو تهَرُب ضريبي.. .الخ).

مع حصولك بسهولة على خدماتٍ، وامتيازات للأهل والأقارب (يتَّسعُ مجالها).

وهنا ستكون مطمئنًا لوجود مَنْ قدَّمتَ لهم السبت نفاقًا، وتملقًا، وتزلفًا يتلقَّفُك (إذا وقعت) ليُجَنِّبُك المساءلة القانونية، وتخرج كالشعرة من العجين.

* هذا يحدثُ في بلدٍ ما رغم وجود الأغلبيَّة من الشُّرَفاء الوطنيِّين المُخلصين لبلدهِم..

فكما يوجد الطَيِّبُ يوجد الخبيث..

وأسوأ ما في حالات التَمَلُّق، والتسَلُّق السابقة هي تصديق الوصولي نفسه مع الوقت متجاهلاً أن الناسَ تجْعَلُ ضِمن مشاغِلِها اللَّمز والنميمة، وتناول سِيَر البعض وأسرهم بالتجريح، وقول فُلان كان كَذا، وأصبح كذا.

فليعلم المُتَسلِّقون أن الخطأ المقصود يَجلِبُ النَدَم، وما طار طيرٌ، وارتفع إلّا كما طار وَقَع.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

المواطنين يفرون من ديارهم عند دخول الجنجا ويبقون فيها لو دخل الجيش

هل يهمنا راي المواطنين المدنيين؟
بعد دخول الجيش الحاج عبد الله والشبارقة في تخوم ود مدني: هل حدث نهب وقتل واغتصابات كما يحدث عند دخول الجنجويد بلدة؟ هل فر السكان من بيوتهم كما يفرون عند دخول الجنجويد بلدة؟
إذا كانت الأجابة نعم، هات الدليل.

وإذا كانت الإجابة لا، كيف تقبل مقولة ألا فرق بين جيش وجنجويد؟ كيف تكون محايدا وتسقط المدنيين الذين لا يساوون بينهما من غربال حساباتك؟ أعني المواطنين الذين يفرون من ديارهم عند دخول الجنجا ويبقون فيها لو دخل الجيش. كيف تكون علي مسافة واحدة منهما؟

هل ينبني موقفك السياسي علي ميتافيزيقيات مقدسة ومعلبات فكرية ثابتة لا يعنيها الواقع المتعين ولا مصلحة المواطن؟

معتصم اقرع

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • 6 حالات نلجأ فيها إلى حشو عصب الأسنان
  • قريبة من لبنان.. ساحة جديدة تنشطُ فيها إيران
  • في محكمة الأسرة.. حالات يجوز فيها رفع دعوى طلاق للضرر
  • موعد صيام الأيام البيض في شهر رجب 2025.. والدعاء المستجاب فيها
  • أبرزها الحالة النفسية للطفل.. مخاطر عديدة تتسبب فيها الألعاب الإلكترونية
  • في مذبحة تولسا ضد السود..العدل الأمريكية تؤكد مشاركة سلطات إنفاذ القانون فيها
  • محافظ الجيزة: 12مشروع خدمي وتنموي نفذتها مديرية الإسكان بالمحافظة
  • تبقت ثلاث مناطق تتمركز فيها (نخبة مليشيا آل دقلو الارهابية)
  • المواطنين يفرون من ديارهم عند دخول الجنجا ويبقون فيها لو دخل الجيش