أخيرا، بعد سنوات من الجهد حصلت على درجة الدكتوراه في الآداب تخصص الاتصال والإعلام، عن الدراسة المعنونة "الدراما الوثائقية وتعزيز قيم الهوية الوطنية إبان التحولات السياسية في المجتمع المصري: مسلسل الاختيار 3 نموذجا"، وكما يتضح من العنوان أن الدراسة هدفت إلى التعرف على دور الدراما الوثائقية في تقديم مراحل التغيرات السياسية من خلال إطار درامي مشوق ممتع بهدف غرس قيم الهوية الوطنية وتنميتها وتدعيمها، والتصدي إلى أي محاولات مغرضة تحاول النيل من الوطن وهوية أبنائه.
لقد ناقشت كيفية الاستفادة من الدراما بوصفها أداة هامة من أدوات القوى الناعمة من أجل حفظ تاريخ النضال الوطني، وتقديم نماذج وطنية مشرفة يحتذى بها، وغرس روح الانتماء في نفوس المواطنين، وأكدت النتائج أن الدراما الوثائقية منوطة بتعزيز قيم الانتماء والهوية الوطنية وذلك من خلال ما تقوم به من تعريف المشاهد بالحقائق والبطولات والجهود المبذولة لحماية الوطن وهو ما يشكل المكون المعرفي لدى الجمهور الذي يعد بدوره أساسا لتشكيل المكون الوجداني بما يشمله من قيم ومعايير واتجاهات تعتمد على وعى وإدراك للحقائق، ومن ثم تتحول إلى سلوكيات وأفعال، بالإضافة إلى قدرتها على التأريخ للتحولات السياسية الكبرى في المجتمع من خلال عمل فني يحمل حبكة درامية مقنعة تمزج بين الأحداث الحقيقية والإبداع الفني الناتج عن وحي خيال المؤلف، كما أن انتشارها الواسع ووصولها إلى الجمهور بمختلف طبقاته وفئاته يجعلها أداة فاعلة ومؤثرة في التعريف بتاريخ الشعوب وحفظه للأجيال القادمة بشرط الالتزام بالموضوعية والحياد عند التصدي لعرض حقب تاريخية مع تعزيز السياق الدرامي بتسجيلات وثائقية حقيقية.
لا شك أن الدراما الوثائقية أداة فاعلة ومؤثرة في تعزيز قيم الانتماء للوطن، والاعتزاز به، والفخر بتاريخه، خاصة حينما تتصدى لتقديم مراحل التحولات السياسية بكل أزماتها ومشكلاتها، وتبرز تضحيات أبناء الوطن، وينبغي على كل الجهات المعنية بمستقبل هذا الوطن أن تدرك قيمة الدراما الوثائقية، وتكرس اهتمامها للاستفادة منها.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
بناة المستقبل
نجاح كبير تحققه الإمارات بدعمها المتواصل للشباب وتأهيلهم وتمكينهم من تحقيق طموحاتهم، لدعم ودفع مسيرة التنمية الزاهرة. والنتائج دائماً مبهرة، خاصة في قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة، بدليل تأسيس شباب الوطن خلال عام 2024 نحو 25 ألف شركة جديدة.
عدد كبير من المشاريع الجديدة يعكس انطلاقها خلال 12 شهراً فقط، مدى جاذبية الدولة وقدرتها على استقطاب المواهب والكفاءات ورؤوس الأموال، برسوخ بنيتها التحتية وقوة منظومتها التشريعية وكفاءتها الاقتصادية ومتانة ملاءتها المالية، مما يعزز مكانتها كبيئة حاضنة ووجهة إقليمية وعالمية رائدة لريادة الأعمال، ومركز حيوي ونموذجي لانطلاق الشركات الجديدة، بكل سهولة ويسر، بتصفير البيروقراطية وزيادة الحوافز التشجيعية. وبتوجيهات القيادة الرشيدة، تواصل الدولة مساندة الشباب، بمبادرات خلاقة تشمل التمويل الميسّر والبرامج التدريبية وربطهم بخبراء الصناعة والمستثمرين، لصقل مهاراتهم، حتى يحققوا أحلامهم بالمساهمة في رحلة النجاح والبناء والتشييد باعتبارهم قادة الغد وأمل المستقبل، لتعزيز تنافسية الإمارات خاصة في ريادة الأعمال، في ضوء مستهدفات «رؤية نحن الإمارات 2031». وكالعهد بهم دوماً، أثبت شباب الوطن أنهم على قدر التحدي، بنجاحهم في الاستفادة من المنظومات الفعالة التي تقدمها الدولة لزيادة فرص نجاحهم كرجال أعمال من 30% إلى 50% بحلول 2031.