يعتقد الكثير من المراقبين للوضع فى سوريا أن هؤلاء الذين وقعت الدولة فى حجرهم يمارسون منطق التقية بمعنى «إظهار الشخص عكس ما يبطن»، ولذلك يأتى إليهم العديد من الوفود لاكتشاف حقيقة نواياهم، والكل يخرج بعد اللقاء بعدم راحة، ولعل زيارة وزيرة خارجية ألمانيا كشفت جزءاً من تلك النوايا تجاه الأقليات أو ما يعتبرهم الغرب أقليات النساء، فالسيد الموكل إليه قيادة البلاد من الطوائف والفرق، لم يمد يده بالسلام على السيدة، أياً ما كان الأمر فهؤلاء المتكلمون فى الدولة السورية مستقر داخلهم مبدأ راسخ أن الحرب خدعة، لذلك يتعاملون به مع الدول المحيطة والغربية، إنهم ما زالوا فى حرب ويعلمون أنهم غير قادرين على مواجهتها، لذلك يرضخون لإملاءاتهم بشكل مباشر أو غير مباشر حتى إنهم تركوا القوة الطاغية فى المنطقة لتحتل جزءاً من أراضيهم دون حراك، ورغم ذلك كثير من الدول لا تصدقهم حتى الآن، لأنهم خارجون من رحم داعش، حاربوا معها سواء فى سوريا أو العراق، ولعل اختلاف اسم الرجل الذى يقود هؤلاء الآن فى كل مرحلة يؤكد أنهم يحاولون خداع العالم بتلك التقية ولم يسلكوا طريق أفغانستان التى قفلت على نفسها وتحاول أن تبنى دولة بعيدًا عن أى تأثير عليها، ربما يكون السبب أن الجغرافيا مختلفة والأخذ بمبادئ منتشرة فى السياسة العربية هو «الغاية تبرر الوسيلة» أو بالمصرى «الفهلوة».
لم نقصد أحدًا!!
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: التقية حسين حلمى الكثير
إقرأ أيضاً:
بين الماضى والحاضر
بالتأكيد هناك من يتذكر حرب «البوسنة والهرسك» التى قُتل فيها حوالى 38 ألف تقريباً واغتصب فيها حوالى 20 ألف سيدة، والتى بدأت عام 1992 واستمرت حتى عام 1995، والتى حدث فيها العديد من المجازر لأهل البوسنة والهرسك ذات الأغلبية المسلمة على يد هؤلاء الغوغاء الذين رفضوا استقلالها، وتأتى على رأسها «سلوفينيا» والموالين لها مثل كرواتيا ومقدونيا وكلهم جمهوريات كانت فى دولة «يوغوسلافيا» قبل تفككها، وكان يقود هذه الحرب ضد أهل البوسنة والهرسك شخص قاس القلب عديم الرحمة اسمه «ميلوسوفيتش» كان يقتل ويحرق قرى بأكملها على رأس سكانها دون أن يتحرك له جفن، وكان ذلك كله فى زمن الرئيس الأمريكى الديمقراطى «بيل كلينتون» وكانت طائرات حلف الأطلسى تحارب معه المعتدين، فتلك السياسة الدموية ليست وليدة اليوم، فالإبادة كانت فى «البوسنة والهرسك» واستمرت فى غزة تحت بصر ذات الدول التى تدعم إسرائيل، إلا أن الشعب فى البوسنة والهرسك قاوموا حتى استطاعوا أن ينتصروا ويتم محاكمة هؤلاء الغوغاء فى محكمة خاصة بفضل هؤلاء المقاومين الذين تصدوا لهذه المجازر، إنها أيام نداولها بين الناس بشرط الإيمان بالنصر حتى لو كره الكارهون، وإن غداً لناظره لقريب، ولكن للأسف بيننا من ينشرون بذور اليأس بأننا لا نستطيع.
لم نقصد أحداً!!