سعدتُ كثيرا بما رأيته من التحام الشعب المصرى مهنئًا بأعياد الميلاد فى مظاهرة حب غير آبهٍ بفتاوى التكفيريين والمتشددين الذين يحرّمون زورًا تهنئة أبناء الوطن بالأعياد الدينية، وقد أوضح فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب خطأ هذه الفتاوى وبُعدها عن جوهر الدين السليم وقد رأينا وفود الشعب تذهب إلى الكنائس مهنئةً ويلقونهم بترحابٍ ومودّة، فالله محبة وبالناس المسرة وعلى الأرض السلام، وكم أتمنى من دار الإفتاء المصرية ودُور الفتاوى فى البلدان العربية والإسلامية أن يُغربلوا الفتاوى الغريبة التى تحرّم تهنئة أبناء الوطن وتبيّن مدى فسادها ووَهن أساسها وميل تأويلها عن الصواب ثم يخرجون مجتمعين ببيان موجهٍ لأبناء البلدان العربية والإسلامية وللعالم أجمع ببيان فيه القول الفصل الذى صرّح به الإمام الأكبر لأن ترك الأمر دون تبيان مرتعًا لأنصاف المتعلمين وأرباعهم فيجيء مَن يحرّم التهنئة ومن يحلّل سرقتهم ثم لا يتورعون عن تحليل قتلهم وهذا خروج عن مبادئ الأديان السمحة وبُعد عن الفطرة السليمة والتفكير الصحيح؛ لأن هلاك الأوطان وضياع البلدان يبدأ بمثل هذه الفتاوى السامة والآراء الشاذة التى تفتُّ عضدَ الدولة وتقوّض أساسها فتؤول الأمور إلى حروب طائفية تحرق الأخضر واليابس؛ فتحية إلى وعْى هذا الشعب المتلاحم الذى آمل أن ينتبه إلى المتشددين فى الدّينيْن الإسلامى والمسيحى وأن يعمل على نصحهم وإرشادهم إلى التسامح والتعايش، وأن يقضى على نزعات الفتنة وألا يلتفت إلى دعاة التفرقة وقنوات الفتن ومروجِى الإشاعات؛ وكم سعدت بتهنئتى المطران شاروبيم والأنبا بيمن والأنبا إرميا والأنبا أمونيوس والأنبا لويس والأصدقاء ولا سيما الأخت الأستاذة نوره كامل زميلة الدراسة التى تقول لى عندما هاتفتهُا مهنئا: أنت خال أولادى بينما يقول لى زوجها الأستاذ سمير: مرحبا بعم أولادى، وهذه هى مصر.
مختتم الكلام:
قال ابن عربي:
لقد صار قلبى قابلًا كلَّ صورةٍ
فمرْعىً لغزلانٍ، ودير لرُهبانِ
وبيتٌ لأوثانٍ، وكعبة طائفٍ
وألواح توراةٍ، ومصحف قرآنِ
أَدِينُ بدينِ الحبِّ أنَّى توجهتْ
ركائبُه، فالحبُّ دينى وإيماني
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الشعب المصرى دار الافتاء المصرية
إقرأ أيضاً:
العرفي: قانون المصالحة يسري على الجميع ويسهم في بناء دولة المؤسسات
ليبيا – عبد المنعم العرفي: قانون المصالحة الوطنية خطوة نحو العدالة ورد المظالم
أكد عضو مجلس النواب عبد المنعم العرفي أن قانون المصالحة الوطنية الذي أقره البرلمان سيمثل فارقًا كبيرًا في تحقيق العدالة ورد المظالم، مشددًا على أن القانون يسري على الجميع دون استثناء.
المصالحة الوطنية وقاعدة القانون العرفي أوضح في تصريح لموقع “إرم نيوز” أن القانون الجديد سيطبق على الجميع، ولا أحد فوقه، معتبرًا أن هذه الخطوة تعزز بناء دولة المؤسسات والقانون. حذر من وجود أجندات سياسية تسعى إلى تعطيل تنفيذ قانون المصالحة الوطنية، مؤكدًا أهمية المضي قدمًا نحو تحقيق الاستقرار. أهمية تأسيس قاعدة لدولة المؤسسات دعا العرفي إلى تأسيس قاعدة حقيقية لدولة المؤسسات والقانون، مشيرًا إلى ضرورة تجاوز السلبيات والاستفادة من الإيجابيات الموجودة في المبادرات السابقة، بما في ذلك مبادرات المجلس الرئاسي، لتعزيز ملف المصالحة. شدد على أن مواد قانون المصالحة الوطنية الذي أقره البرلمان تقدم الأدوات اللازمة لتحقيق السلم الاجتماعي وجبر الضرر للضحايا. رسالة لتحقيق السلم الاجتماعي اختتم العرفي حديثه بالتأكيد على أن قانون المصالحة الوطنية ليس مجرد وثيقة قانونية، بل هو أداة لتحقيق السلم الاجتماعي، مما يتطلب تنفيذه بكل شفافية وعدالة لضمان نجاحه في تحقيق أهدافه.