خبير: هذه أسباب فشل إسرائيل في القضاء على حماس وحزب الله
تاريخ النشر: 12th, January 2025 GMT
نشرت صحيفة "لوس أنجلس تايمز" الأمريكية، مقال رأي، لرئيس الأبحاث في مؤسسة الاستشارات الاستخباراتية والأمنية في نيويورك "مجموعة صوفان"، كولن كلارك، قال فيه إنّ: "سياسة الأرض المحروقة التي انتهجها الجيش الإسرائيلي في مخيم البريج بغزة وجنوب لبنان قد تؤدي إلى إلهام أجيال من المقاتلين في المستقبل".
وأبرز كلارك، خلال المقال الذي ترجمته "عربي21" الأسباب التي تجعل دولة الاحتلال الإسرائيلي غير قادرة على "قطع رأس" كل من حماس وحزب الله.
وتابع: "على مدى 15 شهرا، نقلت القوات وأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية المعركة مباشرة إلى حماس وحزب الله اللبناني، وهما اثنان من أبرز أعضاء "محور المقاومة". وأدت عملية استخباراتية لتفجير أجهزة بيجر في أيلول/ سبتمبر لمقتل عدد من جنود حزب الله وإصابة آلاف الأشخاص الآخرين في لبنان".
وأردف: "في غزة، يقول الجيش الإسرائيلي إنه قتل أكثر من 17,000 مقاتلا من حماس، ووجه ضربة لـ22 من 24 كتيبة تابعة لها. ولكن جوهر جهود إسرائيل كان الاغتيالات المستهدفة، التي قتلت زعماء هذه الجماعتين".
وأوضح: "الحكمة التقليدية المعروفة بأن قطع الرأس لا يكفي لهزيمة جماعة وعلى المدى البعيد. وعلى الرغم من ذلك، فقد نشر العديد من الباحثين والمحللين تقييمات، بينها مجلة "إيكونوميست"، التي ترى أنّ: هناك سببا وجيها للاعتقاد بأن هذه المرة قد تكون مختلفة".
وأضاف المؤرخ العسكري، رافائيل كوهين، صوته إلى أولئك الذين يرون أن استشهاد السنوار سوف يترك عواقب وخيمة، بالقول: "هذه الحادثة تختلف عن مقتل الزرقاوي والبغدادي وحتى بن لادن"، في إشارة إلى زعماء تنظيم القاعدة في العراق، وتنظيم الدولة الإسلامية، وتنظيم القاعدة الأساسي، على التوالي.
وتابع المقال: "لكن الأدلة العملية والبحث العلمي الأوسع حول فعالية الضربات التي تستهدف رأس القيادة، تشير إلى أن حماس وحزب الله يواصلان العمل، حتى ولو في حالة ضعف كبيرة ولكي يتمكنا من تجنيد أعضاء جدد وإعادة بناء منظميتهما".
"واحد من الأسباب التي تجعل من السابق لأوانه كتابة نعي حماس أو حزب الله هو أن كلتا المجموعتين يفهمان بشكل أفضل باعتبارهما منظمتي تمرد، وليس جماعات إرهابية عابرة للحدود الوطنية" بحسب المقال.
واسترسل: "السؤال هنا عن الفرق؟ والجواب هو أن الإرهاب تكتيك، أما التمرد فهو استراتيجية. فالتمرد هو: الاستخدام المنظم للتخريب والعنف للاستيلاء والسيطرة السياسية على منطقة أو إلإطاحة بها أو تحدّيها".
وأبرز: "لدى كل من حماس وحزب الله أجندات قومية متشابكة مع الإيديولوجية الإسلامية، وكذلك مع الأعضاء والمؤيدين الرئيسيين للجماعة وهم فلسطينيون ولبنانيون على التوالي. وتظل الجماعتان عضويتان، منغرستان في الواقع الذي تعملان فيه، خلافا لتنظيم الدولة الإسلامية أو القاعدة، اللتان اعتمدتا بشكل كبير على المقاتلين القادمين من الخارج".
وتابع: "هذا مهم لأن المقاتلين الأجانب، على الرغم من حماستهم في نواح كثيرة، يظلون غير مرتبطين بالأرض التي يعملون من عليها. وطوال معظم فترة وجودها"، مشيرا إلى أنه: "خلافا لهذا ستعمل حماس وحزب على تجديد صفوفهما من العناصر المحلية الجديدة".
وأكد: "سيزداد حماس العديدين منهم على مواصلة النضال بعد الدمار الهائل والمعاناة الإنسانية التي خلفها النهج القاسي الذي تنتهجه إسرائيل على غزة ولبنان. وكما فعلتا طيلة فترة وجودهما في السلطة، ستستخدم حماس وحزب الله الصراع الدائر لتعزيز فكرة الاستشهاد في محاولة لضمان انتقال الحماسة الإيديولوجية والدينية إلى الأجيال الشابة".
وأضاف: "لا يعيق قتل قادة المنظمتين هذا بشكل كبير. وعلاوة على ذلك، فحماس وحزب الله هما جزء لا يتجزأ من النسيج الإجتماعي في غزة ولبنان. ومن المحتم أن يعملا على إعادة بناء صفوفهما المستنفدة".
وأوضح: "يجند حزب الله الشيعة من خلال توفير فرص العمل والتعليم والرعاية الصحية وتوفير خدمات أخرى للشيعة في جنوب لبنان. وسيعمل نهج الأرض المحروقة الذي تنتهجه إسرائيل في غزة" في إشارة إلى استشهاد 45,000 ألف فلسطيني، مع تدمير البنية الأساسية للقطاع.
وقال الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي شين بيت، يعقوب بيري، في إشارة إلى دورة العنف التي استمرت بسبب هجوم الاحتلال الإسرائيلي المستمر على غزة: "سوف نقاتل أبناءهم بعد أربع أو خمس سنوات".
ووفقا للمقال نفسه: "إن كلا الحركتين تعرّضا للدمار، لكن أي منهما لم يتلاشى بعد"، وكما قال خبير الشرق الأوسط، ستيفن كوك، معلّقا على استشهاد السنوار: "من الصعب عليك شق طريقك بالقتل للخروج من المشكلة التي فرضتها حركة مقاومة. إن الملتزمين لا يفهمون الرسالة، بل يضاعفون جهودهم فقط".
في دولة الاحتلال الإسرائيلي، هناك مقولة شهيرة حول "مكافحة الإرهاب"، يطلق عليها الإسرائيليون مجازا "جز العشب". والقياس مناسب لأن العشب ينمو دائما من جديد. أبرز المقال.
وأكد: "في هذه الجولة الأخيرة من القتال، على مدى الأشهر الخمسة عشر الماضية، قررت إسرائيل أن تفعل أكثر من "جز العشب"، ولهذا السبب نرى الأرض المحروقة بدلا من ذلك".
ومضى بالقول: "لكن بدلا من التخفيف من المسألة، قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي وفريقه من الوزراء المتطرفين إقناع الإسرائيليين بأنهم قادرون على حل مشكلة حماس وحزب الله، مرة وللأبد. ولهذا علق نتنياهو في تشرين الثاني/ نوفمبر عن وضع حزب الله قائلا: لم يعد هذا حزب الله نفسه".
"وعن حماس قال إنه سيظل في غزة حتى يتم تحقيق النصر الكامل. وتقول الخبيرة بشؤون المنطقة، كيم غطاس، إن هذا الكلام ينم عن أهداف متطرفة وغير قابلة للتحقيق" أبرز المقال.
ويعلق الكاتب أن سعي جيش الاحتلال الإسرائيلي لتحقيق ما أسماه بـ"النصر الكامل" في غزة ولبنان هو ما يضمن بقاء حماس وحزب الله. مردفا: "في نهاية المطاف، لابد من مكافحة المنظمات المتمردة من خلال استراتيجية مكافحة التمرد، وليس مكافحة الإرهاب".
وختم المقال بالقول: "سعى الإسرائيليون لحل غير متكافئ على الإطلاق مع المشكلة. ذلك أن مكافحة التمرد تنطوي على "جهود مدنية وعسكرية شاملة مصممة لهزيمة التمرد واحتوائه ومعالجة أسبابه الجذرية في وقت واحد". ولكن النهج الإسرائيلي الأخير في غزة ولبنان لم يتضمن خطة حقيقية لحماية السكان ولا جهدا "لكسب القلوب والعقول".
واستطرد: "فضلا عن ذلك، فمنذ بداية هذه الصراعات المتداخلة، لم يحاول نتنياهو أبدا تقديم نهاية سياسية متماسكة للتعامل مع حماس أو حزب الله. والواقع أن الحملة العسكرية الإسرائيلية، اعتمدت على الجوانب الحركية للصراع فقط، وأهملت تماما العنصر السياسي. وبهذا فرضت على الأجيال القادمة من جميع الأطراف نفس المصير: الحرب الدائمة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية لبنان حماس حزب الله إيران لبنان حماس حزب الله لوس أنجلس المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی حماس وحزب الله غزة ولبنان حزب الله من حماس فی غزة
إقرأ أيضاً:
ما الرسائل التي حملها فيديو الأسير الأمريكي عيدان ألكسندر؟
#سواليف
ضربة إعلامية جديدة تسدّدها المقاومة في وجه الاحتلال، وهذه المرة بلغة الصورة والكلمة، عبر تسجيل مصوّر أعاد الأسير الإسرائيلي الأميركي عيدان ألكسندر إلى واجهة المشهد.
التوقيت محسوب، والمضمون موجّه بدقة، والرسائل تتجاوز السجّان إلى الحليف والداعم. فالفيديو الذي بثّته “كتائب القسام” لم يكن مجرّد عرض، بل أداة ضغط مركّبة على الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأميركية، في لحظة سياسية متوترة تتداخل فيها مفاوضات القاهرة مع تصاعد الغضب داخل الشارع الإسرائيلي.
محللون رأوا في ظهور الأسير “خطوة محسوبة، تحرّك المياه الراكدة وتعيد رسم مشهد التفاوض من زاوية إنسانية وسياسية في آنٍ واحد، وتحمل في طياتها اتهامات صريحة لنتنياهو بالكذب، ولواشنطن بالتواطؤ”.
مقالات ذات صلة شهادات مروعة عن اللحظات الأخيرة قبل قصف مستشفى المعمداني 2025/04/13رسالة مزدوجة
واعتبر المحلل السياسي إياد القرا أن الفيديو يمثل “أداة من أدوات المقاومة المهمة خلال الفترة الماضية”، مشيرًا إلى أن “ظهوره المتكرر، لا سيما للأسير الأميركي، يحمل رسائل واضحة للولايات المتحدة”.
وأضاف القرا في حديث لـ”قدس برس” أن “المقاومة تتعامل مع الأسير الأميركي كما تتعامل مع غيره، لكن ظهوره رسالة مزدوجة: من جهة ضغط على الإدارة الأميركية، ومن جهة أخرى ضغط غير مباشر على عائلات الأسرى الإسرائيليين لإجبار الاحتلال على الالتزام بما يتم التفاوض عليه”.
وأكد أن بث الفيديو في هذا التوقيت يعبّر عن “إدارة واعية ومستمرة للملف”، في محاولة للضغط على الاحتلال وتحريك المياه الراكدة في مسار التفاوض، مضيفًا: “المقطع حمل بُعدًا إنسانيًا وعائليًا واضحًا، يهدف لتعزيز الضغط على العائلات التي بدورها تؤثر على الموقف الأميركي، خاصة أن الرسالة باتت تُوجّه نحو الرئيس ترامب بعد فشل نتنياهو”.
دلالات التوقيت والمضمون
أما المحلل السياسي ياسر الزعاترة، فرأى أن تسجيل ألكسندر “ضربة معلم من القسام”، وقال عبر منصة “إكس”: “الفيديو أصاب نتنياهو في جبهته بشكل موجع ومباشر، ما دفعه للاتصال السريع بوالد الأسير”.
وأضاف أن أكثر ما يُقلق نتنياهو في الفيديو هو الرسالة الموجّهة لترامب، الذي “يعشق الظهور الإعلامي، لا سيما إذا كان الأمر يخص مواطنًا أميركيًا أسيرًا”، مشيرًا إلى أن “ترامب هو الوحيد الذي يمكنه فرض رأيه فعليًا”.
وسخر الزعاترة من مزاعم الاحتلال بأن حماس تشنّ عليه “حربًا نفسية”، قائلًا: “كأن طائراته تلقي على غزة الورود صباحًا ومساءً”، مضيفًا أن “بعد عام ونصف من حرب كونية، ما تزال المقاومة حاضرة، والغزاة لم يصلوا إلى أسراهم”.
وختم بالإشارة إلى أن توقيت نشر الفيديو، قبيل وصول وفد حماس إلى القاهرة، كان مدروسًا في سياق تفاوضي ضاغط.
من جانبه، أكّد المحلل السياسي أحمد الحيلة أن الفيديو “يحمل دلالات مهمة في توقيت حساس”، موضحًا عبر حسابه على منصة “إكس” (تويتر سابقاً)، أن “بث الفيديو تزامن مع أوّل أيام عيد الفصح اليهودي، الذي يُعرف بعيد الحرية، ومع تصاعد احتجاجات عائلات الأسرى ضد حكومة نتنياهو”.
وأشار إلى وجود “عرائض من آلاف الضباط والجنود من سلاح الجو والبحرية والاستخبارات، فضلًا عن أكاديميين، تطالب بوقف الحرب على غزة والإفراج عن الأسرى”.
وأضاف الحيلة أن توقيت نشر الفيديو يتزامن أيضًا مع “عودة المفاوضات لوقف إطلاق النار، حيث يوجد وفد من حماس في القاهرة للمتابعة”.
وبين أن “رسالة الأسير ألكسندر إلى ترامب، كمواطن أميركي، تحمل في طياتها اتهامًا مباشرًا لنتنياهو بالكذب والديكتاتورية، وتحميله مسؤولية تعطيل صفقة إطلاق سراح الأسرى”.
وختم بالقول: “الفيديو مهم توقيتًا ومضمونًا، ويشكّل عنصر ضغط على نتنياهو وعلى الإدارة الأميركية، التي منحت حكومته ضوءًا أخضر لتجويع الفلسطينيين وقصفهم، ما يعرّض حياة الأسرى لمخاطر حقيقية، وقد يؤدي إلى مصير مجهول”.
وبثّت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة “حماس”، السبت، تسجيلًا مصورًا جديدًا للجندي الإسرائيلي الأسير عيدان ألكسندر، الذي يحمل الجنسية الأمريكية. وظهر الأسير في الفيديو متحدثًا بلهجة يائسة، قائلاً: “نحن حقًا نعتقد أننا سنعود إلى ديارنا أمواتًا، لا يوجد ما نقوله، لا يوجد أمل”.
وتضمّن التسجيل انتقادات حادة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث قال ألكسندر: “أنا كل يوم أرى أن نتنياهو يسيطر على الدولة مثل دكتاتور”. وأضاف: “سمعت قبل 3 أسابيع أن حماس كانت مستعدة لإطلاق سراحي، وأنتم رفضتم وتركتموني”، متهمًا حكومة إسرائيل والإدارة الأميركية والجيش بـ”الكذب على شعبه”.
وفي رسالة مباشرة إلى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، قال الأسير: “لقد آمنت أنك ستنجح في إخراجي من هنا حيًّا”، متسائلًا في عتاب واضح: “لماذا وقعت ضحية لأكاذيب نتنياهو؟”.
ويُعد هذا التسجيل هو الثاني لألكسندر، بعد ظهوره الأول في 30 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، حين عبّر عن خشيته من أن يكون مصيره كمواطنه الأميركي الآخر هيرش غولدبرغ بولين، المحتجز أيضًا في غزة.