بوابة الوفد:
2025-05-02@14:35:00 GMT

سجل ذكرياتنا عبر العدسة

تاريخ النشر: 12th, January 2025 GMT

فى زيارتى الحالية إلى كندا، أتجول فى الحدائق مع أفراد أسرتى ونتوقف من حين لآخر لنلتقط بكاميرا الموبايل صورا عالية الجودة.

ألفيتنى أسترجع الذكريات التى كانت فيها صورنا بالأبيض والأسود، صورًا تلتقط لحظات الحياة فى زواياها الخافتة، مشوشة أحيانًا، ومتوسطة الجودة فى معظمها. كانت تلك الصور توثّق المناسبات الخاصة، والرحلات المدرسية، والأعياد، وحفلات الزفاف، فتجسّد الحياة بتدرجاتها الرمادية، رغم بساطتها.

ومع ذلك، كانت تحمل فى طياتها قوة هائلة، قوة فى توثيق المشاعر والذكريات التى لا تُنسى، وتُعتبر كنوزًا ثمينة تحفظ بعناية فى ألبومات نفتحها بحذر، وكأنها سجلات تاريخية تُستعرض بكل إجلال ووقار.

ثم جاء التصوير الفورى ليغيّر المشهد تمامًا. مع ظهور كاميرات «بولارويد» التى بدت ثورية فى ذلك الوقت، أصبحت اللحظات تُلتقط وتُعرض فورًا. لم نعد ننتظر أيامًا لرؤية صورنا، بل كانت تظهر أمامنا فى الحال، نابضة بالحياة وبالألوان، قادرة على التقاط اللحظة وقت حدوثها.

ومع مرور الزمن، تطوّر التصوير ليصبح تجربة رقمية بالكامل. لم تعد الصور تُحفظ فى الألبومات التقليدية بل أصبحت تُلتقط وتُشارك فورًا عبر الهواتف الذكية. ولعل أكثر ما أدهشنى هو ظهور الذكاء الاصطناعى فى التصوير، الذى لم يعد يقتصر على تعديل الصور، بل أصبح قادرًا على خلق صور جديدة بالكامل من الصفر—كأنما أصبح الواحد منّا علاء الدين يأمر جنى الذكاء الاصطناعى أن يبتكر عوالم جديدة، وهو أمر لم يكن ليُتصور فى طفولتى. لقد غيّرت الفلاتر الرقمية وبرامج التعرّف على الوجوه والخوارزميات من الطريقة التى نرى بها العالم.

اليوم، أحمل كاميرا فى جيبى طوال الوقت، لكنها أكثر من مجرد أداة لالتقاط الصور. أصبحت امتدادًا لحياتى الاجتماعية، وفنى، وذكرياتى. لا يزال نفس الشعور بالتعجيل اللحظى الذى بدأ مع صور بولارويد يعيش فى عالم التصوير الرقمى، مع القوة التى تضاعفها وسائل التواصل الاجتماعى. اليوم، نحن جميعًا مصورون، سواء استخدمنا كاميرات متطورة أو تطبيقات بسيطة لالتقاط اللحظات. ومع ذلك، لا يزال التقاط الصورة ينتهى بنفس النتيجة: إنه يتيح لنا إيقاف الزمن، واحتجاز لحظة من حياتنا، وتجميدها فى ثلاجة العالم الرقمى كى نراها فى المستقبل.

بينما أتأمل صور طفولتى بالأبيض والأسود، أدرك حجم التغيير الذى طرأ على أساليب التصوير. من صور نُلتقط بعناية إلى الصور الفورية، ثم إلى الصور الرقمية التى يولّدها الذكاء الاصطناعى، تواصلت رحلة تطور الطريقة التى نلتقط بها العالم من حولنا. التصوير إذًا ليس مجرد أداة أو تقنية لتوثيق اللحظات، بل هو رحلة دائمة فى عمق الذاكرة،؛ مرآة نرى فيها ملامح تطوّرنا وتغيّرنا، وسيلة لاختزان الماضى والتفاعل معه، لتظل تلك اللحظات حيّة فى أذهاننا، تذكّرنا بمن كنّا وكيف أصبحنا.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: كندا لحظات الحياة الذكريات

إقرأ أيضاً:

تحرير 147 مخالفة للمحلات التى لم تلتزم بقرار الغلق خلال 24 ساعة

أسفرت جهود أجهزة وزارة الداخلية على مستوى الجمهورية، خلال 24 ساعة، فى ضوء صدور قرار مجلس الوزراء بشأن اتخاذ التدابير اللازمة لتنفيذ خطة الدولة لترشيد إستهلاك الكهرباء، عن تحرير (147) مخالفة للمحلات التى لم تلتزم بقرار الغلق.

تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة والعرض على النيابة العامة.

 

مقالات مشابهة

  • ماذا يفرحك ويبهجك ويجعلك تضحك يا تلفزيون السودان !!
  • كاميرات المراقبة.. الشاهد الذى يكشف جرائم الظلام
  • لهذا السبب …محافظ أسوان يستقبل رئيس البرلمان المجرى
  • تحرير 147 مخالفة للمحلات التى لم تلتزم بقرار الغلق خلال 24 ساعة
  • سبب احتفال العالم بعيد العمال أول مايو.. تفاصيل وأحداث تاريخية
  • د.حماد عبدالله يكتب: " نصف مصر " الذى لا يعرفه المصريون !!{2}
  • مجزرة الصالحة.. متى يستيقظ ضمير الكفيل والعميل؟!!
  • تنظيم فعالية "الذكاء الاصطناعى والمجتمع" بالتعاون بين الاتصالات واليونيسكو
  • لوسي : فايزة الشبح فى «فهد البطل» لا تشبهني.. وأنا إنسانة طيبة
  • الشرارة.. فيلم يوثق اللحظات الأولى للثورة السورية في درعا