حرائق كاليفورنيا .. جهاز إطفاء لوس أنجلوس يحذر من خطورة رياح الثلاثاء المقبل
تاريخ النشر: 12th, January 2025 GMT
أحرز رجال الإطفاء تقدمًا بطيئًا في معركتهم لاحتواء الجحيم الذي دمر مساحات شاسعة من حي باسيفيك باليساديس في لوس أنجلوس، لكن النيران لا تزال منتشرة تهدد المجتمعات في وادي سان فرناندو المكتظ بالسكان، اليوم الأحد.
وحذر جهاز إطفاء لوس أنجلوس من خطورة الرياح وشدتها، بعد غدا الثلاثاء، في مكافحة الحرائق التي لا تزال مستمرة
وأسقطت الطائرات المياه ومثبطات الحرائق على التلال شديدة الانحدار لوقف انتشار حريق باليساديس شرقًا، وأفاد تلفزيون KTLA أن الطواقم الأرضية تمكنت من إنقاذ عدد من المنازل، على الرغم من فقدان منازل أخرى.
وقال ليندسي هورفاث، مشرف مقاطعة لوس أنجلوس: "شهدت مقاطعة لوس أنجلوس ليلة أخرى من الرعب والحسرة التي لا يمكن تصورها".
وذكرت صحيفة واشنطن بوست ووسائل إعلام أخرى نقلا عن مكتب الفحص الطبي في مقاطعة لوس أنجلوس أن ستة حرائق متزامنة اجتاحت ثاني أكبر مدينة في الولايات المتحدة منذ يوم الثلاثاء أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 16 شخصا حتى وقت متأخر من يوم السبت، ولم تتمكن رويترز من الوصول إلى الطبيب الشرعي.
وتشير التقديرات إلى أن ما لا يقل عن 13 شخصًا في عداد المفقودين.
الحرائق لا تزال مشتعلةوقال مسؤولو الإطفاء إن الحرائق تسببت في إتلاف أو تدمير 12 ألف مبنى. حولت النيران أحياء بأكملها إلى أطلال مشتعلة، ودمرت منازل الأغنياء والمشاهير والناس العاديين على حد سواء، وتركت مشهدًا مروعًا.
وأفاد مسؤولون أن حريق باليساديس انتشر خلال الـ 24 ساعة الماضية على مساحة إضافية تبلغ 1000 فدان (400 هكتار)، مما أدى إلى التهم المزيد من المنازل.
وقال تود هوبكنز، مسؤول إدارة الإطفاء في كال فاير، إنه على الرغم من احتواء 11% من حريق باليساديس، إلا أنه أحرق أكثر من 22 ألف فدان.
وأضاف هوبكنز في مؤتمر صحفي إن الحريق امتد إلى ماندفيل كانيون وهدد بالانتقال إلى حي برينتوود الراقي الذي يسكنه العديد من المشاهير، ووادي سان فرناندو. كما أنها تتجه نحو الطريق السريع بين الشمال والجنوب 405.
رياح سانتاوعلى الرغم من أن رياح سانتا آنا التي أججت النيران كانت أكثر هدوءًا يوم السبت، إلا أن هيئة الأرصاد الجوية الوطنية حذرت من أن هبوب رياح أقوى تصل سرعتها إلى 70 ميلاً في الساعة (110 كيلومترات في الساعة) قد تعود في أوائل الأسبوع المقبل.
وقالت NWS إن تحذيرات العلم الأحمر تظل سارية في مقاطعتي لوس أنجلوس وفينتورا حتى يوم الأربعاء.
وأضافت أن "هذه الرياح، إلى جانب الهواء الجاف والنباتات الجافة، ستبقي خطر الحرائق في المنطقة". ومن المتوقع أن تتحسن الظروف بحلول يوم الخميس.
وفي يوم السبت، سُمح لبعض السكان بالعودة إلى مواقع منازلهم المدمرة لمعرفة ما يمكنهم إنقاذه من الحطام. وكانت فرق من إدارة شرطة مقاطعة لوس أنجلوس تعمل على غربلة الأنقاض باستخدام الكلاب البوليسية للبحث عن الرفات البشرية.
أوامر الإخلاء في جميع أنحاء منطقة لوس أنجلوس تغطي الآن 153000 ساكن. وقال روبرت لونا، رئيس شرطة مقاطعة لوس أنجلوس، إنه تم تحذير 166 ألف ساكن آخرين من أنهم قد يضطرون إلى الإخلاء.
وفي ألتادينا، قال المسؤول دون فريجوليا إن إدارة حريق إيتون وتأثيره ستكون "مهمة ضخمة وشاقة" وقال إنها ستستغرق "أسابيع عديدة من العمل".
حالة طوارئوأدى الحريقان الكبيران مجتمعين إلى التهم أكثر من 36 ألف فدان (14500 هكتار) أو 56 ميلا مربعا (145 كيلومترا مربعا) - أي ضعفي ونصف مساحة أراضي مانهاتن - في واحدة من أسوأ الكوارث في تاريخ لوس أنجلوس.
وأعلن المسؤولون حالة طوارئ صحية عامة بسبب الدخان الكثيف السام وسوء نوعية الهواء، حيث أدت الحرائق إلى ظهور آثار المعادن والبلاستيك والمواد الاصطناعية الأخرى.
ولكن تم الإبلاغ عن تقدم في إعادة الطاقة الكهربائية إلى أحياء لوس أنجلوس. وقال ستيفن باول، الرئيس التنفيذي لشركة جنوب كاليفورنيا إديسون، إن هناك الآن حوالي 50 ألف عميل بدون كهرباء، مقارنة بأكثر من نصف مليون يوم سابق.
وقدرت شركة AccuWeather الخاصة للتنبؤ بالطقس الأضرار والخسائر الاقتصادية بما يتراوح بين 135 مليار دولار و150 مليار دولار، مما ينذر بارتفاع تكاليف التأمين على أصحاب المنازل.
وفي الفاتيكان، قال البابا فرانسيس في كلمته الأسبوعية للمؤمنين في ساحة القديس بطرس: "أنا قريب من شعب لوس أنجلوس... حيث اندلعت حرائق مدمرة في الأيام الأخيرة. أصلي من أجلكم جميعا". "
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: لوس أنجلوس المزيد مقاطعة لوس أنجلوس
إقرأ أيضاً:
إسرائيل التي تحترف إشعال الحرائق عاجزة عن إطفاء حرائقها
يرى الخبير في الشأن الإسرائيلي إسماعيل المسلماني أن استعانة إسرائيل بدول أوروبية لإطفاء الحريق الضخم الذي اندلع غربي القدس دليل على فشلها في التعامل مع هذه الأزمات.
وتقف إسرائيل عاجزة عن التعامل مع الحريق الثاني الآخذ في الاتساع، والذي تتحدث وسائل إعلام محلية عن أنه ربما يكون بفعل فاعل وليس بسبب الأحوال الجوية.
وعلى الرغم من محاولة 120 فريق إطفاء الحريق من البر والجو فإنهم لم يتمكنوا من السيطرة عليه، مما دفع تل أبيب إلى طلب الدعم من دول أوروبية.
وأكد المسلماني -في مقابلة مع الجزيرة- أن هذا الحريق يعكس فشل إسرائيل في التعامل مع هذا الحوادث الكبرى رغم ما تمتلكه من تكنولوجيا متطورة، وقال إن استعانتها بدول أوروبية دليل على عدم امتلاكها البنية التحتية اللازمة للتعامل مع هذه الأزمات.
مشاهد من الحرائق المندلعة في أحراش غرب القدس المحتلة. pic.twitter.com/VEXoG6M48i
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) April 30, 2025
وهذه هي المرة الأولى التي تضطر فيها إسرائيل إلى إخلاء هذا العدد من السكان في منطقة غربي القدس، فضلا عن إغلاق كافة الطوارئ بالمنطقة، وهو ما يؤكد عجزها عن التعامل مع الحريق، برأي المسلماني.
إعلانويضع هذا الفشل الحكومة في مواجهة انتقادات كثيرة بالنظر إلى زعمها المستمر امتلاك الخبرة اللازمة للتعامل مع هذه الأزمات، وهو ما أثبت الواقع كذبه، وفق المسلماني.
ولا يمكن للحكومة القول إنه الفشل الأول لها في التعامل مع هذه الحرائق، لأنها فشلت في التعامل مع حريق مماثل الأسبوع الماضي، كما فشلت في التعامل مع الحرائق التي كانت تندلع في مئات الدونمات خلال المعارك بينها وبين حزب الله اللبناني، كما يقول المسلماني.
وهذا هو الحريق الثاني الذي تتعرض له غربي القدس خلال هذا الأسبوع، وقد أعلنت الحكومة حالة الطوارئ وألغت كافة احتفالات يوم الاستقلال، والتي كانت مقررة مساء اليوم الأربعاء.
واندلع الحريق في منطقتي القدس وتل أبيب، وقال قائد فريق الإطفاء إنه الأكبر في تاريخ إسرائيل، وإنه ربما ينتشر إلى جبال القدس الغربية، ومن المحتمل أن تبدأ الحكومة إخلاء مدينة إلعاد من السكان.
ووفقا للقناة الـ12 الإسرائيلية، فقد تم إجلاء سكان 8 بلدات غربي القدس بسبب هذه الحرائق المدفوعة بالسرعة الكبيرة للرياح، وصدرت أوامر بإخلاء مزيد من البلدات.
وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن اعتقال 3 شبان فلسطينيين من القدس بسبب الاشتباه في تورطهم بإشعال الحريق كما قال مراسل الجزيرة في القدس إلياس كرام، في حين نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصدر أمني أن هناك شبهة عمل إرهابي في هذا الحريق.
امتداد الحرائق إلى مستوطنة "بيتاح تكفا" شرقي "تل أبيب" وسط فلسطين المحتلة. pic.twitter.com/jfhn90HFPG
— القسطل الإخباري (@AlQastalps) April 30, 2025
غموض بشأن الأسبابولا يزال الغموض مسيطرا على الأسباب الحقيقية لهذا الحريق، لكن دخول جهاز الشاباك على خط التحقيقات يشي بوجود شبهة جنائية فيه رغم غياب التأكيد الرسمي حتى الآن، كما يقول كرام.
ويدير رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الأزمة بنفسه، في حين يتساءل الإعلام الإسرائيلي عن كيفية عجز إسرائيل عن التعامل مع هذه الأحداث رغم ما تمتلكه من إمكانيات.
إعلانوتمتلك إسرائيل 24 طائرة لإطفاء الحرائق إضافة إلى 3 طائرات تابعة للشرطة، كما يقول كرام الذي أشار إلى أن تل أبيب تمتلك مئات الطائرات لإشعال الحرائق في قطاع غزة وسوريا ولبنان، لكنها لا تمتلك ما يكفي لإطفاء حرائقها.
وحتى هذه اللحظة تمنع الرياح القوية الطائرات من التدخل لإطفاء النيران، ومن المقرر أن تصل غدا الخميس 3 طائرات من كرواتيا وإيطاليا للتعامل مع الحريق.
وقالت قناة "كان" الرسمية إنه تم إخلاء أكثر من مستوطنات وإجلاء 10 آلاف شخص من منازلهم بسبب هذه الحرائق، في حين طالب قائد فرق الإطفاء في القدس بعدم الاقتراب من شارعي 1 و3 ومنطقة القدس، مؤكدا أن السيطرة على الحريق لا تزال بعيدة.