سلطنة عُمان ملتزمة بمبادئها الأخلاقية والإنسانية كجزء لا يتجزأ من نهجها في الحكم

 

د. قاسم بن محمد الصالحي

 

أكد حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظم- حفظه الله ورعاه- في خطابه السامي يوم السبت 11 يناير 2025، بمناسبة الذكرى الخامسة لتولي جلالته مقاليد الحكم في سلطنة عُمان، حرص جلالته على التواصل المُباشر مع شعبه الوفي، وإبراز ما تحقق من إنجازات وطنية تُشارك الجميع في تحقيقها، وتحفز على العمل للمزيد من النجاحات، وتعزيز الاستقرار والأمن كركائز أساسية لتحقيق التنمية والازدهار في سلطنة عُمان.

لقد أكد جلالته- حفظه الله- على أهمية الأمن والأمان كنعمتين أساسيتين للاستقرار وازدهار البلاد، مشددًا على أنه لا يستقيم لأمة أمر دون هاتين النعمتين، ولا يصح لدولة استقرار وازدهار بدونهما، وهو ما يعكس التزام جلالة السلطان المعظم بمواصلة مسيرة النهضة المتجددة، والحفاظ على المكتسبات الوطنية، رابطًا الأمن بالازدهار الاقتصادي كرسالة للداخل والخارج، وجاءت قيمتا العدل وكرامة الإنسان محوريتين في الخطاب السامي لجلالة السلطان المعظم، لضمان المساواة بين جميع أفراد المجتمع دون تمييز؛ سواء في الحقوق أو الواجبات، ويعكسان التزام الدولة بتوفير الفرص للجميع، تعزيزًا للشعور بالانتماء والولاء للوطن، وأساسًا للاستقرار، تدعمان التماسك الاجتماعي، فإقامة العدل تُعزز ثقة الشعب العماني بقيادة جلالته حفظه الله وحكومته الرشيدة، وتولد الشعور بالحقوق المحفوظة، وأن القانون يسري على الجميع، ليشعر أفراد المجتمع العُماني بالتحفيز لبذل الجهد والعمل، لثقتهم بأنهم سيحصلون على ما يستحقونه من كرامة في صيانة الحقوق الأساسية كالتعليم، الصحة، الحرية، والأمن.

القيمتان المحوريتان في خطاب جلالته السامي تعكسان التزام الدولة بحماية الفرد وضمان عيشه بكرامة دون انتقاص، فكرامة الإنسان تعني عدم السماح بأي شكل من أشكال الظلم أو الاستغلال أو الإهانة، في ظل مجتمع يحترم إنسانية الفرد وقيمته، وفي فكر جلالته حفظه الله ورعاه وسدد خطاه، عندما تُحترم كرامة الإنسان العُماني على أرضه، يصبح أكثر استعدادًا للمساهمة في بناء وطنه بروح إيجابية، ويعزز شعوره بالمسؤولية والانتماء، كما إن احترام كرامة الإنسان عامة ينسجم مع الالتزامات الدولية لحقوق الإنسان، مما يعزز مكانة سلطنة عُمان واحترامها على المستوى العالمي، والعدل في الفكر السامي لجلالته هو الأساس لتحقيق الكرامة الإنسانية؛ حيث إن احترام حقوق الإنسان لا يمكن أن يتحقق إلا في ظل منظومة عادلة، وغياب العدل يؤدي إلى انتهاك الكرامة الإنسانية، ويخلق بيئة مليئة بالظلم والتفاوت.

وأخيرًا.. لا ريب أن تركيز جلالة السلطان المعظم على قيم العدل وكرامة الإنسان يُبرز اهتمام جلالته- حفظه الله- ببناء مجتمع متماسك يُعلي من شأن الفرد، ويعمل على تحقيق التنمية الشاملة، هذه القيم تُرسخ رسالة مفادها أن سلطنة عُمان ملتزمة بمبادئها الأخلاقية والإنسانية كجزء لا يتجزأ من نهجها في الحكم.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

نهضة عُمان المُتجدِّدة في عامها الخامس

د. أحمد بن علي العمري

تولى حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظم- حفظه الله ورعاه- مقاليد الحكم في الحادي عشر من يناير من عام 2020، تنفيذًا للوصية المباشرة والواضحة للسُّلطان الراحل قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- فكان خير خلف لخير سلف، وهكذا عوَّد الأئمة والسلاطين من آل بوسعيد الكرام، شعبهم العُماني الوفيّ الأصيل، منذ عهد المؤسس العظيم الإمام أحمد بن سعيد- رحمة الله عليه- في عام 1744م، لتتوالى إنجازات السلاطين، سلطاناً وراء سلطان.
وهذا ما حدث بالضبط مع حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- إذ بعد تولي جلالته مقاليد الحكم، بادر بإعادة هيكلة الجهاز الإداري للدولة، بهدف تكوين حكومة رشيقة. كما صدر نظام أساسي جديد للدولة وقانون جديد لمجلس عُمان بشقيه الدولة والشورى، إلى جانب إصدار العديد من القوانين والتشريعات في جميع مناحي الحياة، التي تُلامِس حياة المواطن المباشرة. ومن بين أبرز التشريعات إطلاق منظومة الحماية الاجتماعية التي ما زال يُضاف عليها المزيد لتوسيع قاعدة المستحقين لها، وآخر ما أُضيف لها ما نصّت عليه المكرمة السامية الكريمة التي شملت أكثر من 100 ألف مواطن.
إن خمس سنوات تعد لمحة بصر في حياة الأمم والشعوب على مر التاريخ، لكنها في النهضة العُمانية المُتجدِّدة كانت كبيرة في إنجازاتها غير المسبوقة. لذلك، أصبح من حقنا أن نحتفل بها، فقد احتفلنا في السابع من يناير بمهرجان رائع جدًا؛ على ميدان العاديات بولاية السيب بمحافظة مسقط؛ حيث تمازجت الأصالة والحضارة والثقافة والتاريخ والإرث والفنون الأصيلة. وفي يوم السبت الماضي 11 يناير، احتفلنا على ميدان الفتح بالوطية في محافظة مسقط، وهو الميدان الذي تجمعنا به كل الملاحم الوطنية من ذكريات وطنية خالدة، فقد أعاد جلالة السلطان المفدى- حفظه الله ورعاه- تلك الذكريات، في المهرجان الطلابي الكبير الذي كُنا افتقدناه واشتقنا إليه؛ ليعود إلينا في العام الخامس من النهضة المُتجدِّدة ولله الحمد.
لقد تجلت منجزات النهضة المُتجدِّدة في المدن السكنية المتكاملة، إضافة إلى تفويض الصلاحيات للمحافظات والعمل بنظام اللامركزية، وأخيرًا وليس آخرًا تطبيق مبدأ التكامل والتوافق، بين سلاطين عُمان، وهو ما أنتجه النظام التسلسلي لأسرة البوسعيد الكرام، وذلك على مدى 281 عامًا، لتكون أسرة البوسعيد ثالث أقدم أُسرة حاكمة في العالم، بعد الإمبراطورية اليابانية والأسرة العلوية المالكة في المغرب، علمًا بأنَّه حسب التسميات، فقد حكم عُمان 5 من الأئمة، و6 من السادة، و5 من السلاطين. ولهذا السبب، فقد وجَّه جلالة السلطان المعظم- حفظه الله- بأن يكون يوم 20 نوفمبر من كل عام يومًا وطنيًا لسلطنة عُمان. إضافة إلى توجيهات جلالته الكريمة بتسمية عدد من الطرق الرئيسية بأسماء السلاطين العظام.
حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها، وأدام عليهم نعمة الأمن والأمان، إنه سميع مجيب الدعاء.
 

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • محللون لـ"الرؤية": الخطاب السامي يطرح مضامين سياسية عميقة الدلالات تؤكد السيادة والاستقلال ووحدة الصف
  • نهضة عُمان المُتجدِّدة في عامها الخامس
  • سلطان المجد
  • أنواع الظلم .. احذر من الوقوع فيه
  • سفيرنا في تونس: الحادي عشر من يناير انطلاقة جديدة لمسيرة التطوير والتنمية في عمان
  • والي مطرح لـ"الرؤية": جلالة السلطان يقود عُمان إلى آفاق رحبة ومستويات متقدمة من الازدهار
  • الخطاب السامي.. جلالة السلطان: 20 نوفمبر يوم وطني لسلطنة عُمان
  • الخطاب السامي.. جلالة السلطان: 20 نوفمبر يوم وطني للسلطنة
  • الخطاب السامي.. جلالة السلطان: 20 نوفمبر يوم وطني للسلطنة .. عاجل