◄ المقدم: العشرون من نوفمبر استحضار لتاريخنا عبر العصور وربط الأجيال بالموروث العماني
◄ العذوبية: تاريخ الإمام أحمد بن سعيد مثال للتفاني في خدمة الوطن والعمل على نهضته
◄ الصقري: إطلاق أسماء السلاطين على الطرق الرئيسية يعزز الوحدة الوطنية
◄ الشبلي: العشرون من نوفمبر سيكون شعلة ونبراساً لإلهام الأجيال

الرؤية- ريم الحامدية
أكد عدد من الباحثين في التاريخ أنَّ تحديد 20 نوفمبر من كل عام يومًا وطنيًا لسلطنة عُمان، يُمثل محطة تاريخية فارقة في مسيرة الدولة العُمانية العريقة، إذ يرمز إلى استحضار واحدة من أبرز المحطات في تاريخ عُمان؛ حيث إنَّ هذا اليوم هو ذكرى تأسيس الدولة البوسعيدية على يد الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي، لافتين إلى أنَّ هذا الحدث كان نقطة تحول حاسمة أسهمت في إنهاء الحرب الأهلية وتوحيد البلاد وطرد الوجود الأجنبي، مما مهد الطريق أمام بناء الدولة العُمانية الحديثة.

 
ويشير الباحثون إلى أنَّ تخصيص هذا اليوم للاحتفال يعكس حرص السلطنة على تعزيز الهوية الوطنية، وربط الأجيال الحاضرة بعمق تاريخهم، وإبراز الدور المحوري لعُمان في المنطقة وعلى الساحة الدولية عبر العصور.
ويُبين الدكتور محمد بن سعد المقدم المؤرخ وعضو الجمعية التاريخية العُمانية، أن تحديد يوم 20 نوفمبر يومًا وطنيًا للسلطنة يمثل إحياءً لحدث تاريخي هام يتمثل في تأسيس الدولة البوسعيدية بقيادة الإمام أحمد بن سعيد، ويعكس الحرص على تعزيز الهوية الوطنية واستحضار مسيرة التاريخ العُماني عبر العصور، مما يساهم في ربط الأجيال الحاضرة بموروث عُمان التاريخي ودورها المحوري في منطقة الخليج وشرق إفريقيا والمحيط الهندي، إلى جانب علاقاتها الدولية المتميزة. 



وحول تسمية الطرق الرئيسية بأسماء سلاطين عُمان، فيشير إلى أن هذه الخطوة تُجسد التكريم والاعتزاز بدورهم التاريخي في بناء عُمان، وترسيخ إرثهم في وجدان المجتمع، بما يعزز من انتماء المواطنين وفخرهم بتاريخهم العريق، كما أن هذه المبادرات الوطنية التي يتبناها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق- حفظه الله ورعاه- تهدف إلى ترسيخ الهوية الوطنية التي تطورت عبر التاريخ، حتى عصر النهضة المتجددة.
وتوضح الدكتورة بهية بنت سعيد العذوبية الباحثة في التاريخ الحديث والمعاصر، أن يوم 20 نوفمبر يعتبر يوماً وطنياً مهماً في تاريخ عُمان، إذ يرمز إلى انطلاقة مرحلة جديدة بتولي أسرة البوسعيد الحكم في عُمان، وبداية حقبة تاريخية تعد استمرارا لتاريخ عُمان العريق الموغل في القدم، وبالتالي يعكس اختيار هذا اليوم مدى ارتباط الأسرة البوسعيدية التي حكمت عُمان في القرن الثامن عشر الميلادي بتاريخ عُمان العريق، كما يعكس هذا اليوم اعتزاز عُمان بالقيادة التاريخية لهذه الأسرة التي حافظت على استقرار البلاد واستقلالها على مدار قرون، والمكانة التاريخية لمؤسس الأسرة البوسعيدية الإمام أحمد بن سعيد الذي أثبت كفاءته القيادية وتمكن بسبب خبرته الإدارية والعسكرية من طرد المعتدين من عُمان وإعادة الوحدة الوطنية لعُمان من جديد بعد مرور عُمان بمرحلة من الفرقة والصراعات الداخلية والخارجية، كما أن الأسرة البوسعيدية لم تكن مجرد عائلة حاكمة، بل كانت رمزا للحفاظ على استقلال عُمان وتماسكها في وجه التحديات الإقليمية والدولية.



وحول الدلالات الرمزية لتحديد يوم 20 نوفمبر في مسيرة السلطنة وكيف يُسهم في تعزيز الهوية الوطنية، تؤكد العذوبية أن اختيار يوم تولي الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي مؤسس الدولة البوسعيدية يومًا وطنياً للسلطنة يحمل العديد من الدلالات الرمزية والتاريخية المهمة، والتي تعكس عمق ارتباط العُمانيين بتاريخهم وتراثهم الوطني، فهو يبرز الوحدة الوطنية للشعب العُماني، الذي يلتف حول قيادته ويحتفي بتراثه المشترك، كما يعزز هذا اليوم الفخر بالتاريخ العُماني، بدءا من إنجازات الأئمة والقادة العُمانيين وصولاً إلى العصر الحديث.
وتبيّن أن اختيار هذا اليوم سيُسهم في تعزيز الهوية الوطنية على اعتبار أن الإمام أحمد بن سعيد شخصية بارزة في تاريخ عُمان، ولهذا يعتبر الاحتفاء بذكراه تكريما للتراث العُماني والاعتزاز بالتاريخ العُماني العريق، ويؤكد على أهمية الوحدة الوطنية، التي كانت وما زالت أحد أسس قوة الدولة العُمانية واستقرارها، كما يشكل هذا اليوم فرصة للعُمانيين للتأمل في تاريخهم العريق والمساهمة في تعزيز هويتهم الوطنية، كما أن الاحتفال بهذا اليوم يذكر العُمانيين بقيمة العمل الجماعي من أجل بناء مستقبل مشرق لوطنهم، ويبرز الوحدة الوطنية للشعب العُماني، الذي يلتف حول قيادته ويحتفي بتراثه المشترك، كما يُعزز هذا اليوم الفخر بالتاريخ العُماني، بدءا من إنجازات الأئمة والسلاطين وصولاً إلى العصر الحديث.
وتواصل العذوبية قائلة: "إن شجاعة الإمام أحمد بن سعيد وقدرته على مواجهة الأزمات السياسية والاقتصادية، نقلت عُمان إلى عصر جديد من الاستقرار والازدهار، وهذا بدوره يحمل رسالة مفادها أنَّ القيادة التي تعتمد على الحكمة والقدرة على اتخاذ قرارات استراتيجية في أوقات الأزمات يمكن أن تحقق إنجازات عظيمة ومن المهم لهذه القيم أن تتجسد في كل فرد، كما أن الاحتفاء بهذا اليوم يُعزز الشعور بالفخر بتاريخ عُمان العريق، ويدفع الشباب إلى التعرف على تاريخهم واستلهام القيم التي ساهمت في بناء وطنهم، وهذا بدوره يوجه رسالة مُهمة إلى العُمانيين في الداخل والخارج الذين يحملون تراثاً غنياً يلزمهم بالمساهمة في تعزيز الصورة الإيجابية لعُمان على المستويين الإقليمي والدولي".
وتضيف: "تاريخ الإمام أحمد بن سعيد يعد مثالاً على التفاني في خدمة الوطن والعمل من أجل نهضته واستقراره، وبالتالي على كل عُماني أن يكون عنصرا فعالا في بناء الوطن، سواء كان في الداخل بتطوير المجتمع أو في الخارج بتمثيل البلاد بصورة مشرقة، وأخيرا فإن تولي الإمام أحمد بن سعيد السلطة جاء في وقت عصيب، لكنه أظهر أن التغيير ممكن إذا توفرت الإرادة والرؤية الواضحة، مما يبعث الأمل بأنه مهما كانت الظروف صعبة، يمكن للإبداع والعمل الجاد أن يُغيرا الواقع نحو الأفضل".
وتُشير الباحثة في التاريخ الحديث والمعاصر إلى أن تسمية الطرق الرئيسية بأسماء سلاطين عُمان ليست مجرد خطوة رمزية، بل هي استثمار في تعزيز الوعي التاريخي والوطني، وإحياء ذاكرة القادة الذين صنعوا تاريخ السلطنة، هذه المبادرة من شأنها أن تكرس ارتباط المجتمع بماضيه المجيد، وتلهم الأجيال الحالية والمستقبلية ضرورة الحفاظ على هذا الإرث والعمل على تحقيق تطلعات الوطن، فتسمية الطرق بأسماء السلاطين تربط الأجيال الحالية بالقادة الذين أسهموا في بناء الدولة والحفاظ على سيادتها واستقرارها فتصبح الأسماء رموزا حيَّة تذكر الناس يوميا بإنجازات هؤلاء القادة ودورهم المحوري في صنع تاريخ عُمان.
من جهته، يؤكد الدكتور ناصر بن عبدالله الصقري أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر المساعد بقسم التاريخ بجامعة السلطان قابوس، أن الخطاب السامي في الحادي عشر من يناير 2025 وفي الذكرى الخامسة لتولي جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- مقاليد الحكم في البلاد، سلط الضوء على الإنجازات التي تحققت في السنوات الخمس الماضية، والتي يتفاخر بها أبناء عُمان ويحرصون على الحفاظ عليها لبناء مستقبل أفضل، مضيفا: "الخطاب كان مفعمًا بمشاعر الصدق والمحبة والوفاء التي تجسدت بين الحاكم وشعبه، ولقد حمل الخطاب أيضًا العديد من الدلالات التاريخية".



ويلفت الصقري إلى أنَّ الخطاب تضمن تحديد يوم 20 نوفمبر من كل عام يومًا وطنياً مجيدا لعُمان، وهو يوم يرمز إلى حدث تاريخي مُهم في تاريخ عُمان الحديث، وهو ذكرى تولي الإمام المؤسس أحمد بن سعيد البوسعيدي حكم عُمان عام 1744م، وهو قرار يحمل رمزية وطنية كبيرة تتمثل في نجاح الإمام أحمد بن سعيد في تحقيق الوحدة الوطنية وتوحيد عُمان، بعد فترة من الانقسامات والصراعات الداخلية، ليكون ذلك إيذاناً ببدء مرحلة بناء دولة قوية ومُستقلة ذات سيادة.
ويتابع الصقري قائلا: "بلا شك هناك العديد من الدلالات التاريخية والوطنية التي يمكن قراءتها من هذا القرار التاريخي، يأتي في مقدمتها تسليط الضوء على الجذور التاريخية، فتغيير موعد الاحتفال يبرز أهمية هذا الحدث التاريخي، ودوره في تشكيل الهوية العُمانية المعتزة بتاريخها وحضارتها، وعلاوة على ذلك، فإن الإمام أحمد بن سعيد لم يكن مؤسسا للدولة فحسب، بل كان رمزا للحكمة السياسية والقدرة على توحيد الشعب تحت راية واحدة، وترسيخا للوحدة والاستقرار، وهو ما تنعم به عُمان حاليا في ظل القيادة الحكيمة".
ويبيّن الأستاذ المساعد بقسم التاريخ بجامعة السلطان قابوس، أن الاحتفال بهذا التاريخ يعبر عن رؤية جلالة السلطان هيثم بن طارق- أعزه الله- لتعزيز الارتباط بالتراث الوطني، والاحتفاء بالقيم التي أرساها الإمام المؤسس، وفي ذلك ربط للأجيال الحالية بماضيها التليد، وهو ما يمثل فرصة للجيل الجديد للتعرف على تاريخ سلطنة عُمان، وفهم التحديات التي مرت بها عُمان عبر تاريخها، لتصبح دولة مستقلة ومزدهرة تنعم بالأمن والأمان، وهما من أعظم النعم ولا يستقيم أمر أي دولة بدونهما، وذلك كما عبّر جلالته عن ذلك في خطابه السامي".... فلا يستقيمُ لأمّةٍ دونَهُما أمرٌ ولا يَصِحُّ لدولةٍ دونَهُما استقرارٌ وازدهارٌ."؛ حيث إن حاضر عُمان المزدهر هو انعكاس لماضيها التليد، وما تحقق فيه من منجزات، وأن ما تحقق خلال السنوات الخمس من عمر النهضة المتجددة، هو أمر لم يكن بالسهل، لا سيما إذا ما استذكرنا الظروف التي مرت بها عُمان والعالم بأكمله، وهي ظروف صعبة خلقت تحديات كبيرة، وخاصة في الجوانب المالية، وكيف تمكنت القيادة الحكيمة تخطي تلك الظروف الصعبة بحكمة واقتدار، وفي وقت أقل ما يقال عنه أنه قياسي، وفق خطط مدروسة واضحة المعالم.
ويؤكد الصقري أن يوم 20 من نوفمبر سيكون بمثابة منارة إلهام للأجيال القادمة، يحثهم على التمسك بقيم التفاني وخدمة وطنهم، التي تجسدت لدى العُمانيين عبر تاريخهم، ويدفعهم لبذل كل ما هو ممكن من أجل رفعة وطنهم، ويربط العُمانيين في الداخل والخارج بأرضهم وتاريخهم وتراثهم، ويدعوهم للفخر والاعتزاز به، سواء كانوا داخل الوطن أو خارجه، مضيفا: "نحن اليوم في احتفالنا بالذكرى الخامسة، نستلهم أيضا من التاريخ، أن عُمان عبر تاريخها وما وصلت له من مجد وقوة، هو أمر بذلت فيه تضحيات كبيرة، وواجهت فيها عُمان تحديات كبيرة، ولكنه العزم والإصرار من العُمانيين حكومة وشعبا، هو الذي قهر التحديات، وذلل الصعاب، وما أجدرنا اليوم بأن نقرأ التاريخ، لنستلهم منه الدروس والعبر ".....وإننا نستذكرُ في هذا اليومِ الأغرِّ قادةَ عُمان الأفذاذِ على مرِّ التاريخِ قادةً حملوا رايةَ هذا الوطنِ ووحَّدوا أُمَّتَه وصانُوا أرضَه الطاهرةَ ودافعوا عن سيادتِه، ونحمِلُها من بعدهِم على الطريقِ ذاتِه".
كما يلفت إلى أن التوجيهات السامية بإطلاق أسماء سلاطين عُمان على الطرق الرئيسية في سلطنة عُمان، أمر له دلالاته وذلك لربط الماضي بالحاضر وتعزيز الهوية والوطنية وتعريف الأجيال الجديدة بمن ساهموا في بناء الوطن، وهو ما يعكس التقدير الذي توليه البلد حكومة وشعبًا، لهذه الشخصيات التاريخية وإنجازاتهم، وتضحياتهم، وبما يعزز الروابط بين القيادة والشعب من خلال الحضور الدائم لهذه الأسماء والشخصيات في الحياة اليومية.
ويختتم الصقري حديثه قائلا: "تحديد يوم 20 ليكون يوما وطنيا، والتوجيه بإطلاق أسماء سلاطين عمان على الطرق الرئيسي ليست مجرد شعارات أو احتفالات أو تسميات؛ إنها أدوات استراتيجية لتعزيز الوحدة الوطنية، وترسيخ الهوية المشتركة بين أفرد الوطن الواحد. وهي تحفيز للمواطنين للارتباط بجذورهم التاريخية والعمل من أجل مستقبل مشرق للوطن".
وعن الأهمية التاريخية لتحديد يوم 20 نوفمبر يومًا وطنيًا للسلطنة، يقول خالد الشبلي معلم أول تاريخ، إن تحديد يوم 20 نوفمبر يومًا وطنيًا يعد حدثا فارقا يحمل في طياته دلالات تجسد الاعتزاز بنهضة قامت بفضل سواعد الأجداد وعرق الأبطال، والاعتزاز بتاريخ عظيم من الإنجازات، ليكون هذا اليوم مشعلاً لا ينطفئ في مسيرة الأجيال، يستعيد فيه العُمانيون روح الانتماء للوطن.
ويضيف: "هذا اليوم سيكون شعلة ونبراس للأجيال القادمة، يروي لهم قصة وطن حوّل التحديات إلى إنجازات، وطن لا ينهض إلا بعزيمة وسواعد أبنائه، ولا يبقى شامخًا إلا بهم".
وحول تسمية الطرق الرئيسية بأسماء السلاطين، فيرى أنه تكريم لقيادات أعطت بلا حدود، وهي وسيلة تجعل التاريخ نابضًا في الحياة اليومية، يُعمّق في النفوس معنى الاعتزاز بالوطن ورموزه، لتتجسد معاني الأصالة والعراقة لهذا البلد، الذي يرسم هويته بكل إنجاز ويتباهى بها، مؤكدا: "مثل هذه المبادرات الوطنية تحيي في القلوب مشاعر الولاء، فهي قصائد يكتبها الزمن، تروي قصة وطن نبتت جذوره في أعماق التاريخ وامتدت أغصانه إلى عنان المستقبل".


 

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: تعزیز الهویة الوطنیة التاریخ الع مانی الدولة الع مانیة الطرق الرئیسیة الوحدة الوطنیة یوم ا وطنی ا الع مانیین هذا الیوم فی تعزیز سلاطین ع فی بناء من أجل کما أن ع مانی إلى أن

إقرأ أيضاً:

الخطاب السامي.. جلالة السلطان: 20 نوفمبر يوم وطني للسلطنة

مسقط - الرؤية
تفضل حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- فألقى خطابًا ساميًا بمناسبة الذكرى الخامسة لتولي جلالته مقاليد الحكم في البلاد.

وقال جلالته: لقد حافظتْ بلادُنَا العزيزةُ على كَيْنُونَتِها كدولةٍ مستقلةٍ ذاتَ سِيادةٍ عبرَ العصور، وقد تعاقبتْ عليها أنماطُ حُكمٍ عديدةٍ أدَّى كلٌ منها دورَهُ الحضاريّ وأمانتَــهُ التاريخيّةَ، وإننا نستذكرُ في هذا اليومِ الأغرِّ قادةَ عُمانَ الأفذاذ على مرِّ التاريخِ قادةً حملوا رايةَ هذا الوطنِ ووحَّدوا أُمَّتَه وصانُوا أرضَه الطاهرةَ ودافعوا عن سيادتِه، ونحمِلُها من بعدهِم على الطريقِ ذاتِـه معاهدينَ الله عزّ وجــل ألا يُـثـنـيـنــــا عــن عزمِنــــا عــــزمٌ ولا تُشغِلُنا عن مصلحةِ وطنِنا مصلحةٌ، تعضُدُنا في ذلك أمّةٌ مباركةٌ بفضلِ اللهِ مشرَّفَةٌ بدعاءِ نـبـيِّهِ الـكـريـم.
وقال جلالتُه /أيّدهُ اللهُ/ : إنّهُ لمن دواعي سُرورِنا وتكريمًا لأسلافِنا من السّلاطين، واستحضارًا ليومٍ مجيدٍ من تاريخِ عُمانَ الحافلِ بالأيامِ المشرقةِ أن نُعْلِنَ في هذا المقام بأن يكونَ يومُ العشرينَ من نوفمبر من كلِّ عامٍ يومًا وطنيًّا لسلطنةِ عُمان وهو اليومُ الذي تشرَّفتْ فيه الأسرةُ البوسعيديّة بخدمةِ هذا الوطنِ العزيز منذُ العامِ (1744) ألفٍ وسبعمائةٍ وأربعةٍ وأربعينَ للميلاد على يدِ الإمامِ المؤسّسِ السّيِّد أحمدَ بنِ سعيدٍ البوسعيدي الذي وحَّدَ رايةَ الأمَّــةِ العُمانيــةِ وقـادَ نضالَهـا وتضحياتِهـا الجليلةِ في سبيلِ السّيادةِ الكاملةِ على أرضِ عُمان والحريّةِ والكرامةِ لأبنائِها الكرام، وجاءَ من بعدِهِ سلاطينٌ عِظامٌ حملوا رايَتَها بكلِ شجاعةٍ واِقتدار وأكملُوا مسيرَتَها الظافرة بكلِ عزمٍ وإصرارٍ.

وأكد جلالتُه: أنّ احتفاءَنا بهذا اليومِ إنما هو تخليدٌ لسِيَرِهم النبيلة ومآثرِهم الجليلة والتزامٌ أكيدٌ منّا بالمبادئ والقِيَمِ التي شَكَّلتْ نسيجَ أُمَّتِنا العُمانية، نصونُ وحدَتَها وتماسكَها ونسهرُ على رعايةِ مصالحِ أبنائِها رافضينَ أيَّ مساسٍ بثوابتِها ومقدَّساتِها.

جلالتُه: شهدت الأعـوامُ المـاضيةُ انطلاقةَ رؤيةِ عُمان 2040 رؤيةِ العُمانيين جميعًا وطريقِهم الواضحِ نحو المستقبل، ولقد حقّقنا - بحمدِ الله وتوفيقِه - أهدافَ هذه المرحلةِ من عُمرِ النهضةِ المتجدِّدة حيث شهدنا -بفضله تعالى - التحسُّنَ المستمرَّ في العديدِ من المـؤشّراتِ الوطنيّةِ والدّوليّة والتي ما كانت لتتحقّقَ لولا تكاتُفُ الجميعِ ومساندةُ أبناءِ هذا الوطنِ جميعًا لجهودِ الحكومةِ ومساعيها.

جلالتُه /أعزّهُ اللهُ/: سنعملُ على مواصلةِ هذا التقدّمِ في الأعوامِ القادمةِ - بإذن الله تعالى - بما يُحسِّنُ الخدماتِ المقدّمةِ للمواطنين لتصبحَ في مستوى الجودةِ والكفاءةِ التي يتطلّعون إليها وبما يتيحُ لهم المجال للإسهامِ في تطويرِ منظومةِ الخدماتِ العامة التي نريدُ لها أن تكونَ مجالًا حيويًّا للتميُّزِ الحكومي وركيزةً من ركائزِ التنافسيةِ، وقـد حَرصْنَــا على أنْ يترافقَ هذا التحسّنُ مع التوسّعِ في خدمات البنيةِ الأساسيةِ والمرافقِ الصحيّةِ والتعليميّةِ وتطويرِ المدنِ المتكاملةِ والمشاريـعِ الاستثماريـّةِ الكبرى كلما أتاحتْ لنا الإمكانياتُ الماليةُ ذلك كما وضعنا الأسسَ لنظامِ إدارةٍ محليّة يُسهِمُ في تسريعِ تنميةِ المحافظات وبناءِ قاعدةٍ اقتصاديّةٍ واعدةٍ فيها وتطويرِ شراكةٍ شـامـلةٍ مع الـمجـتمع.

مقالات مشابهة

  • دور الإعلام العماني فـــي تعزيز الهُويــــة الوطنية ودعـــم الرؤية المستقبلية
  • عُمان.. مسار طويل من التاريخ إلى المستقبل
  • لوحات تروي قصة الرؤية العمانية والإنجازات المتحققة وتحتفي بالفنون والموروث الثقافي
  • عُمان.. سيرة الأرض التي لا تنحني
  • هيثم المجد
  • والي مطرح لـ"الرؤية": جلالة السلطان يقود عُمان إلى آفاق رحبة ومستويات متقدمة من الازدهار
  • الخطاب السامي.. جلالة السلطان: 20 نوفمبر يوم وطني للسلطنة
  • الخطاب السامي.. جلالة السلطان: 20 نوفمبر يوم وطني للسلطنة .. عاجل
  • جلالة السلطان يقود عُمان نحو المستقبل.. والنمو الاقتصادي انعكاس لمُنجزات النهضة المُتجددة