يمانيون ـ بقلم ـ برّاق المنبهي

تواصلُ الأجهزةُ الأمنيّةُ اليمنيّةُ إظهار قوتِها وقدرتِها الفائقةَ في مجالِ الاستخباراتِ والتجسّسِ، حَيثُ أثبتت تفوُّقَها على أجهزةِ مخابراتٍ دوليّةٍ عظمى مثلَ أمريكا وبريطانيا و”إسرائيل”. وقد تجلّى ذلكَ عبرَ إحباط عدّةِ خلايا تجسّسٍ، بما في ذلك خليةُ تجسّسٍ سعوديّةٌ بريطانيّةٌ كانت تعملُ بسرّيّةٍ تامةٍ باستخدام تكنولوجيا متطوّرةٍ.

في خطوةٍ بارزةٍ، أعلنتْ الأجهزةُ الأمنيّةُ اليمنيّةُ عن القبضِ على شبكةِ التجسّسِ المذكورةِ، ممّا يعكسُ الدورَ العدائيَّ المُستمرّ للسعوديّةَ بالتعاونِ مع البريطانيينَ في استهداف اليمن. ورغمَ هذه الممارساتِ، لم يحدثْ أن تراجعَ إصرار الشعبِ اليمنيِّ على المقاومةِ والدفاعِ عن وطنهِ.

تحقيقُ هذه النجاحاتِ لم يكنْ ليتحقّق لولا فضلُ اللهِ والجهودُ الكبيرةُ والمخلصةُ لرجالِ الأمنِ والمخابراتِ اليمنيّينَ، الذينَ عملوا بتفانٍ وتكاملٍ مع المجتمعِ. كما أنّ وعيَ الشعبِ اليمنيِّ كانَ لهُ دورٌ كبيرٌ في إحباط هذه المؤامراتِ.

يمثّلُ النشاطُ التجسّسيُّ البريطانيُّ السعوديّ استمرارا للعدوانِ الثلاثيِّ المدعومِ من أمريكا وبريطانيا و”إسرائيل”. ويعدُّ إنجاز الأجهزةِ الأمنيّةِ في التصديِّ لهذه الشبكةِ ضربةً قويّةً للتحالفِ العدائيِّ، ويساهمُ في تعزيزِ موقفِ اليمنِ من الناحيةِ الدفاعيّةِ والأمنيّةِ، ويعادلُ في أهمّيّته الانتصاراتِ العسكريّةَ التي تتحقّق على الأرض.

من جانبٍ آخر، أظهرتْ العملياتُ العسكريّةُ الناجحةُ، مثلَ الهجومِ على حاملةِ الطائراتِ الأمريكيّةِ، مدى قدرةِ اليمنِ على مواجهةِ التحدّياتِ. يُعتبرُ هذا الهجومُ انتصارا تاريخيًّا، حَيثُ لم يجرؤْ أحد منذ الحربِ العالميّةِ الثانيةِ على استهداف حاملاتِ الطائراتِ الأمريكيّةِ. إصرار القيادةِ اليمنيّةِ على مطاردةِ الحاملةِ رغمَ هروبِها يُعدّ دليلًا على الشجاعةِ والقدرةِ القتاليّةِ العاليةِ.

ولم تتوقّفِ العملياتُ عندَ هذا الحدِّ، فقد استهدفتْ القواتُ اليمنيّةُ أَيْـضًا عمقَ الكيانِ الصهيونيِّ، ممّا يُشيرُ إلى استمرار العملياتِ حتى يتوقّفَ العدوانُ ويفتحَ الحصارُ عن غزةَ. إنّ نشرَ موادَّ إعلاميّةٍ من وسائلِ إعلامِ العدوّ تتعلّقُ بتأثير هذه العملياتِ وفشلِ الأمريكيّينَ والإسرائيليّينَ في التصديِّ لها يُعدُّ خطوةً مهمّةً لزيادةِ الوعيِ بحقيقةِ الأوضاع.

منذُ بدءِ العدوانِ الأمريكيِّ وحلفائِه على اليمنِ، عملتْ الولاياتُ المتحدةُ على تحقيقِ أهدافها الاستراتيجيّةِ والسياسيّةِ في المنطقةِ. ومع مرورِ عامٍ على الحربِ، يتوضّحُ أنّ القواتَ الأمريكيّةَ وحلفاءَها لم تحقّق النتائجَ المرجوةَ، بل انعكستْ الأمورُ لتظهرَ صمودَ الشعبِ اليمنيِّ وقدرتَه على التصديِّ لأيِّ تهديدٍ.

الشعبُ اليمنيُّ، بقيادتهِ الحكيمةِ وقواتهِ المسلّحةِ، أظهرَ مرونةً مدهشةً أمامَ التحدّياتِ. فقد نفّذتْ القواتُ اليمنيّةُ عمليّاتٍ ناجحةً ضدَّ المعتدينَ، مُسجِّلةً خسائرَ فادحةً في صفوفِهِم، ممّا يؤكّـد للعالمِ قدرةَ اليمنِ على الدفاعِ عن نفسِهِ وعن فلسطينَ المحتلّةِ مِن قِبَلِ العدوّ الإسرائيليِّ الغَاشِمِ.

لقد حقّق اليمنُ انتصاراتٍ ملحوظةً على الصعيدينِ العسكريِّ والإنسانيِّ، ممّا يعكسُ إرادتَه القويّةَ في التصديِّ للعدوانِ ودعمه المُستمرّ للقضيةِ الفلسطينيّةِ العادلةِ. هذه الانتصاراتُ تُعدُّ فخرًا للشعبِ اليمنيِّ، وتجسّدُ قوّتَه وصموده في مواجهةِ التحدّياتِ، لتظلَّ محفورةً في صفحاتِ التاريخِ كشهادةٍ على شجاعتِهِ وعزيمتِهِ في وقوفه مع غزةَ.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الیمنی ة

إقرأ أيضاً:

«خبير عسكري»: هذه سيناريوهات مصر لمواجهة خطط تهجير الفلسطينيين

أوضح اللواء عادل العمدة، المستشار بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، استعداد مصر لكل سيناريوهات أزمة تهجير الفلسطينيين، مشيرا إلى أن الاستعداد من خلال عدة أوجه وليس من وجه واحد.

وقال عادل العمدة، في تصريحات خاصة لـ «الأسبوع»، إن مصر اتخذت إجراءات في المجال السياسي، وهي رفض فكرة التهجير قولا وفعلا وعملا من خلال تصريحات المسؤولين، والرئيس عبد الفتاح السيسي بأن التهجير خط أحمر، مؤكدا أن التوجه المصري في مقابل التهجير خط أحمر.

وأشار «العمدة» إلى حشد كل الجهود السياسية والدبلوماسية لإذكاء فكرة رفض التهجير أمام الرأي العام الداخلي والخارجي، إضافة إلى وجود تأييد شعبي ومؤيد ومساند وداعم للقرار والتوجه الرئاسي للدولة المصرية، إضافة إلى تحركات الدبلوماسية المصرية بكافة الاتجاهات، مشددا على أن هناك تكاملا وتجانسا بين كل العناصر لرفض فكرة التهجير من الأساس، وهناك رفض كامل من كل أطياف الشعب المصري ومؤسساته وكل كياناته قولا وفعلا لفكرة التهجير، هذا هو الجزء الأول.

وأوضح أن الجزء الثاني، وهو أن مصر بدأت بالفعل اتخاذ كافة الإجراءات لتأمين وضمان فكرة عدم السماح بالتهجير من جهة، وعدم ترك الفرصة للعناصر الإسرائيلية من جهة ثانية، من خلال البدء في فكرة إعادة الإعمار، لافتا إلى أن الدولة طالبت الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بالبقاء في مكانه، خصوصا وأن لدى الشعب الفلسطيني الرغبة الكاملة في التواجد بالمكان، وعدم تركه لأي سبب من الأسباب، وهذا بالتأكيد دلالة على تمسك الشعب بأرضه، وهنا مساندة كاملة من الدولة المصرية لهذا الاتجاه.

وأضاف: أما الجزء الثالث، فهو اتخاذ كافة الإجراءات بالتعاطي مع التصريحات الأمريكية والإسرائيلية لرفض فكرة التهجير من خلال البيانات الرسمية التي تصدرها وزارة الخارجية والمساندة والتأييد، مشيرا إلى أن هناك قمة عربية ستنعقد يوم 27 فبراير الحالي.

اللواء عادل العمدة

وتابع المستشار بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، أن هذه التحركات الدبلوماسية والسياسية مع التحركات الاجتماعية من خلال دعم وتوصيل المساعدات لأهلنا في القطاع، وتوالي تدفق المساعدات واستمرارها، ورعاية فكرة الهدنة واستمرارها لن تؤدي إلى فكرة التهجير، لافتا إلى أن فكرة الهدنة تسمح بتبادل الرهائن والأسرى، مناشدا بعدم إعطاء ذريعة للجانب الآخر للبدء في مساندة فكرة التهجير أو دعمها.

ولفت اللواء عادل العمدة في حديثه لـ «الأسبوع»، إلى أهمية المحور التوعوي من خلال توجيه رأي عام عالمي وحشد جهود كافة الدولة العربية والدول المساندة للسلام وكسب تأييد رأي عام عالمي للوقوف ضد الأطماع الإسرائيلية والأمريكية لفكرة التهجير.

قوة الردع العسكري لمواجهة الضغوط الأمريكية الإسرائيلية

وبسؤاله عن مدى قوة الردع العسكري لمواجهة هذه الضغوط الأمريكية الإسرائيلية، قال «العمدة»، إن الدولة المصرية كلها ستنقلب إلى جيش حال طُلب ذلك، هذا أولا، أما ثانيا، فهو أنه لا أحد يمكن فرض شيء على الدولة المصرية.

وتحدث، أنه لدينا قوات مسلحة قوية قادرة على تلبية متطلبات الأمن القومي المصري في أي مكان وفي كافة الاتجاهات الاستراتيجية المعمقة، مشيرا إلى أن الدولة كانت حريصة منذ 2014 على دعم متطلبات الأمن القومي المصري ومساندتها وتأكيدها، في حين كانت بعض النداءات تقول «بتشتروا سلاح ليه وبتعملوا كده ليه»، منوها بأن قواتنا المسلحة قوية وفي نفس الوقت لابد أن تكون مقرونة هذه الكلمة بأن خيارنا الاستراتيجي هو السلام.

واختتم المستشار بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، أننا دولة تحترم معاهداتها واتفاقياتها ولا تحنث بعهد ولا بميثاق، لذلك فدائما دول العالم تحترم الدولة المصرية، مستشهدا بقول من الأقوال التي لا تُنسى للرئيس محمد أنور السادات: «أفضل احترام العالم ولو بغير عطف على عطف العالم إذا كان بغير احترام»، مؤكدا أن هذه فلسفتنا ورؤيتنا منذ قديم الأزل ومستمرين عليها.

اقرأ أيضاًحماس تجدد رفضها تصريحات ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين: شعبنا سيبقى ثابتا في أرضه

«مجلس الأعيان» الأردني عن لقاء الملك وترامب: موقفنا ثابت بشأن رفض تهجير الفلسطينيين

أستاذ علوم سياسية: اعتراض ورفض دولي لتهجير الفلسطينيين من أرضهم

مقالات مشابهة

  • «خبير عسكري»: هذه سيناريوهات مصر لمواجهة خطط تهجير الفلسطينيين
  • القوات الحكومية تحبط هجمات حوثية في مأرب والجوف
  • قائد الثورة: هروب المارينز من صنعاء فشل للمشروع الأمريكي في السيطرة التامة على اليمن
  • العاصمة صنعاء تشهد مسيرة حاشدة في ذكرى الخروج المُذل للمارينز الأمريكي من اليمن
  • 1000 عسكري.. روسيا تكشف خسائر الجيش الأوكراني بعدة مناطق للعمليات
  • اليمن.. الأمم المتحدة تعلق العمليات الإنسانية في محافظة صعدة بعد احتجاز 8 موظفين آخرين
  • مسؤول أمني يتحدث عن الاشتباكات بين القوات السورية وحزب الله
  • عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني المحرمي يبحث مع السفير الأمريكي مستجدات الأوضاع السياسية والإنسانية
  • الأردن يستبق مخططات «ترامب».. مقترح قانون «مستعجل» بشأن تهجير الفلسطينيين
  • قوات صهيونية تتوغل جنوبي سورية وتدمر موقعًا عسكريًا