حصاد 25 سنة بين ضفتي كتاب جديد.. سيرة عشق أسامة الرحيمي للصحافة والثقافة
تاريخ النشر: 12th, January 2025 GMT
25 عاما ظل يتنقل خلالها ما بين الصحافة والثقافة.. رحلة لا تزال ممتدة، كان زاده فيها الصبر والتفاؤل وحب مهنته وإصراره على القيام بدور المثقف الحقيقي؛ لذا كان لا بد أن يوثق هذه الرحلة، وهذا ما حدث في كتابه الأحدث «صاحبة الجلالة لا تمسح البلاط».
في هذا الكتاب يفتح الكاتب الصحفي الكبير نافذة واسعة على مسيرته المهنية، تلك الرحلة التي امتدت لربع قرن تستحق أن توصف بأنها محطة مهمة في التاريخ الحديث للثقافة والصحافة المصرية.
يؤكد «الرحيمي» أن الصحافة مهما عصفت بها الرياح العاتية، لا تغلق أبوابها أمام من يحملون شرف الكلمة وصدق الإرادة، فالصحفي في نهاية المطاف، هو الحاكم على اختياراته، والمسؤول عن بناء أو هدم هيبة هذه المهنة العظيمة.
بكلماته التي تحمل عبق التجربة، يروي «الرحيمي» كيف أن العمل الصحفي لا يعرف المستحيل أمام من يسعى للارتقاء بقيمته.
لقد أتاح له عمله مع مجلة «نصف الدنيا»، في عهد رئاستها المرموقة للأستاذة سناء البيسي، مناخًا من الحرية الإبداعية، إذ لم تُرفض له فكرة أو تُعرقل له قضية، باستثناء حالة وحيدة جاءت نتيجة وشاية كاذبة.
هذا المناخ، كما يراه المؤلف، يثبت أن الصحافة تظل أرضا خصبة لكل من يرغب في أن يبذر فيها بذور النزاهة والشرف، لكنها في المقابل، لا تُسامح من يختار طواعية أن يُلوثها برغباته العابرة ومطامعه الضيقة.
قد يعتقد البعض أن مجلة «نصف الدنيا»، برونقها الباذخ وشهرتها الواسعة، قد خُصصت لشريحة معينة من المجتمع، لكن الرحيمي يفند هذا الظن، مؤكدًا أن المجلة، في أوج عطائها تحت قيادة سناء البيسي، كانت منبرًا جامعا لكل أطياف الشعب.
لقد احتوت صفحاتها على تنوع لا مثيل له، من قصص الأسرة وهموم المرأة، إلى التحقيقات الوطنية العميقة التي نبضت بأوجاع الوطن وآماله.
وكان «الرحيمي» شاهدا على هذا التنوع، مشاركًا فيه بملفاتٍ شكلت علامات فارقة في تاريخ الصحافة المصرية، من بين هذه الملفات، تحقيقاته عن المقابر الجماعية للأسرى المصريين الذين ذبحهم الصهاينة بوحشية خلال نكسة 1967.
لم يكتفِ أسامة الرحيمي بالكلمات التي تحمل الغضب، بل حمل قلمه وسافر إلى العراق تحت الحصار ضمن وفد شعبي مصري، ليشهد بعينيه معاناة هذا الشعب الأبي، ويقدم للعالم صورة ناصعة عن عذابات الإنسانية في وجه الجور والطغيان.
الانحياز للبسطاء.. نبض الإنسانيةفي قلب هذا العالم المليء بالمتغيرات، ظل الكاتب الكبير ثابتا على مبدأه الأسمى: الانحياز للبسطاء والمهمشين، لم يكن ذلك مجرد قرار مهني، بل كان انعكاسا لروح نقية، ترى في هؤلاء البسطاء جوهر الأمة وقلبها النابض.
يردد «الرحيمي» دائما قوله: إن هذا الانحياز لم يكن خيارًا عابرًا، بل قرارًا واعيًا نابعًا من قناعة راسخة، بأن الصحافة الحقيقية لا يمكن أن تغفل صوت من لا صوت لهم، ولا أن تدير ظهرها لآلام الأغلبية التي تعيش في الهامش.
ومن هذا الإيمان العميق، خرج إلى النور كتابه «طباطيب العبر»، الذي جاء كقصيدة حب للوطن وناسه، حيث يتناول فيه قصصًا من أعماق الحياة، تلك القصص التي تسلط الضوء على البسطاء ومعاناتهم، فتُعيد الاعتبار لإنسانيتهم وكرامتهم.
في كتابه، يقدم أسامة الرحيمي شهادة ناصعة على أن الصحافة ليست فقط صوتا للأمة، بل ضميرها الحي، ومرآة آمالها وآلامها.
دور المثقفيرى أسامة الرحيمي، أن مهمة المثقف لا تقتصر في التعبير عن آرائه، بل في استنهاض الهمم وتحفيز الأفراد، ليكونوا محركا فعّالًا في مجتمعاتهم.
ويرى أن الإنسان الشريف لا يطمئن ضميره وهو يعكف على تحقيق راحته الشخصية وسط عالمٍ يغرق في الظلم والاضطراب، إن الثقافة الحقة في رأيه، هي التي تثير الضمير وتستنهضه لتغيير الواقع، فالعقل دون ضمير ليس إلا أداة جامدة، بينما الضمير بلا عقل أسمى وأبقى.
في قلب أسامة الرحيمي ينبض التفاؤل، كأشعة الشمس التي تتسلل عبر سحب السماء الملبدة، لا تأبه بالظلال العابرة، بل تزداد إشراقًا وتوهجًا.
هو لا يرى في الحياة سوى دروبًا من الأمل، يخطو فيها بخطى ثابتة، عازما على جعل كل لحظة تمر بالتحول إلى فرصة جديدة لبناء الغد، يلمس في كل فجر بزوغا لفرص لم تكتشف بعد، وفي كل تحدٍ فرصة للتغلب على القيود.
التفاؤل في نظره ليس مجرد شعور عابر، بل هو روح حية تشعّ في كلماته، وتحتضن كل ما يكتب، فكل كلمة منه تجد فيها نبض الحياة، وعبق الأمل الذي لا يزول، إنه يتطلع إلى المستقبل بعينين مليئتين باليقين بأن القادم أجمل، وأن الفجر مهما تأخر سيشرق في النهاية.
الرصيد الأدبيويؤكد «الرحيمي» أن الكاتب الحق هو الذي لا يساوم على الأمانة الأدبية، حتى لو كان الثمن أن يخسر جزءًا من رصيده لدى قرائه، فالمثقف الذي ينظر إلى «رصيده الأدبي» فقط، ويُساير الأهواء والأمزجة لمجرد الحفاظ على شعبيته، هو في نظره كالآكل الذي يهتم فقط بزيادة الزبائن على حساب جودة طعامه.
أما الكاتب الأصيل، فهو الذي يظل وفيًا لمبادئه، مدافعًا عن قضايا وطنه بكل أمانة وصدق، مهما كانت العواقب.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: اصدارات جديدة أن الصحافة
إقرأ أيضاً:
الوطنية للصحافة: علاوة 500 جنيه بحد أقصى للعاملين بالمؤسسات الصحفية القومية
كتب- عمرو صالح
قررت الهيئة الوطنية للصحافة، في اجتماعها اليوم الأحد برئاسة المهندس عبدالصادق الشوربجي الموافقة على صرف علاوة خاصة 200 جنيهاً لجميع العاملين بالمؤسسات الصحفية القومية مراعاة للظروف المعيشية.
كما اعتمدت الهيئة المذكرة المقدمة من رؤساء مجالس إدارات المؤسسات الصحفية القومية بصرف علاوة دورية لجميع العاملين قدرها 300 جنية كحد أقصى و200 جنية كحد أدني.
وصرح المهندس عبد الصادق الشوربجي بأن "العلاوة الخاصة التي قررتها الهيئة تأتي مراعاة للظروف المعيشية ودعماً للعلاوة الدورية المقترحة من رؤساء مجالس إدارات الصحف القومية".
كما تضمن الاجتماع الموافقة على استثمار عدد من الأصول المملوكة لمؤسستي الأهرام وأخبار اليوم، واعتماد المذكرة المقدمة من رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام بشأن تعيين الدكتور أيمن السيد عبد الوهاب مديراً لمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية.
اقرأ أيضًا:
صور حديثة.. تفاصيل ومشروعات المرحلة الثانية لتطوير الطريق الدائري
وظائف متاحة بالمواني البحرية والجافة- الأوراق المطلوبة وآخر موعد للتقديم
6 منح.. جدول مواعيد صرف منح العمالة غير المنتظمة بعد زيادتها
الهيئة الوطنية للصحافة المهندس عبدالصادق الشوربجي المؤسسات الصحفية القومية علاوة خاصة
تابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الأخبار المتعلقة رئيس الوطنية للصحافة يترأس عمومية "دار الهلال": نعمل لحل المشاكل المزمنة أخبار "الوطنية للصحافة" توافق على خطط استغلال عدد من أصول المؤسسات الصحفية القومية أخبار وزير الشئون النيابية يلتقي رئيس الهيئة الوطنية للصحافة أخبار مدبولي يشهد مراسم توقيع 3 بروتوكولات لسداد مديونيات مؤسسات صحفية قومية أخبار أخبار مصر الوطنية للصحافة: علاوة 500 جنيه بحد أقصى للعاملين بالمؤسسات الصحفية القومية منذ 14 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر الأعلى للإعلام يناقش سبل تطوير المحتوى وتدريب الإعلاميين منذ 23 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر رئيس جهاز حماية المستهلك يقود حملة على الأسواق بالفيوم منذ 29 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر الثلاثاء.. لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي تعقد اجتماعها الدوري منذ ساعتين قراءة المزيد أخبار مصر علا الشافعي رئيسا للجنة الدراما بالمجلس الأعلى للإعلام منذ ساعتين قراءة المزيد أخبار مصر في يومها الثاني.. وكيل تعليم الجيزة تتفقد لجان الامتحانات بإدارات بولاق منذ ساعتين قراءة المزيدإعلان
إعلان
أخبارالوطنية للصحافة: علاوة 500 جنيه بحد أقصى للعاملين بالمؤسسات الصحفية القومية
أخبار رياضة لايف ستايل فنون وثقافة سيارات إسلاميات© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى
إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك "أحمس".. بيراميدز تطرح إطار "الملاكي" لكن ليس للسوق المصري حزمة الحماية الاجتماعية الجديدة| ملامح زيادة المرتبات والمعاشات خلال أيام.. وموقف أسعار البنزين 21القاهرة - مصر
21 14 الرطوبة: 42% الرياح: شمال غرب المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار bbc وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك