خرائط غوغل تُخلّف تحديات جديدة للفلسطينيين في الضفة الغربية
تاريخ النشر: 12th, January 2025 GMT
اشتكى سكان الضفة الغربية لفترة طويلة من عدم توفر البيانات على خرائط غوغل بما في ذلك المعلومات الدقيقة حول مسارات الطرق وتنظيم الشوارع، مما جعله تطبيقا غير موثوق بالنسبة للكثيرين. ومع ذلك، فإن حرب 7 أكتوبر/تشرين الأول فاقمت هذه المشكلة خاصة مع الأجانب الذين لا يعرفون المنطقة.
تحديات خرائط غوغل بالضفةذكر تقرير من موقع وايرد (Wired) حادثة محامية حقوق الإنسان ديانا بطو التي علقت الشهر الماضي في أزمة مرورية لمدة 9 ساعات وذلك لمحاولتها قطع مسافة أقل من 16 كيلومترا، حيث قامت السلطة الإسرائيلية بإقامة حاجز مؤقت على الطريق مما خلف ازدحاما مروريا في الطريق المؤدي إلى الضفة المتنازع عليها.
وفي الكثير من بلدان العالم يمكن للسائقين تجنب هذه الحواجز أو حتى توقعها عن طريق خرائط غوغل، ولكن على مدى السنوات الماضية كان ذلك غير مجدٍ في الضفة التي يقطنها ملايين الفلسطينيين.
وصرحت المحامية مع 4 أشخاص آخرين قادوا مظاهرات في الضفة أن خرائط غوغل كانت توجههم إلى ازدحامات مرورية أو جدران أو طرق مسدودة أو حتى طرق محظورة قد تودي بهم إلى مواجهات خطيرة مع السلطات الإسرائيلية، وهذا ما دفع الفلسطينيين إلى استخدام وسائل التواصل لجمع المعلومات حول حالة الطرق والازدحام المروري.
إعلانوبعض المشاكل التي أثارها المستخدمون يُعتقد أنها تنبع من ظروف خارجة عن سيطرة غوغل، حيث أصبحت نقاط التفتيش أكثر انتشارا زمن الحرب، وقد تدخلت إسرائيل في قراءات نظام تحديد المواقع العالمي "جي بي إس" (GPS) بالمنطقة، ولكن يعتقد المستخدمون أن شركة غوغل يمكنها أن تفعل شيئا لجعل خرائطها أكثر أمانا وموثوقية بالنسبة للفلسطينيين.
وذكر موقع "وايرد" -نقلا عن 3 عاملين في غوغل- أن عشرات الموظفين حثّوا قادة الشركة على مدار العام الماضي لإجراء تحسينات على تطبيق الخرائط والتي من شأنها أن تفيد الفلسطينيين، ويزعم أحد الموظفين أن المستخدمين في الضفة تخلوا عن خرائط غوغل في تنقلاتهم.
ومن جهتها صرّحت المتحدثة باسم الشركة الأميركية كارولين بوردو بأن الازدحامات المرورية الناجمة عن نقاط التفتيش تؤثر في توجيه غوغل وحساباته في الوقت المقدر للوصول، كما كذّبت الادعاءات التي تتهم هذه الخرائط بالتحيز.
وقالت بوردو في بيان "لقد حدثنا آلاف الطرق وأسماء الشوارع والأماكن والرموز البريدية في الضفة وغزة، ونعمل باستمرار للحصول على بيانات دقيقة تساعدنا في رسم خريطة لهذه الأماكن المعقدة جدا".
ووصفت الضفة بأنها معقدة وصعبة المسح بالنسبة لخرائط غوغل، وذلك بسبب الظروف المتغيرة والبيانات غير الثابتة وغير المعروفة بدقة، وأكدت أن خرائط غوغل تظل محايدة بشأن القضايا الجيوسياسية.
وخلال الشهر الماضي، أطلقت خرائط غوغل تحديثا لمساعدة المستخدمين على البحث في الضفة، كما أضافت حوالي 8 آلاف كيلومتر من الطرق في الضفة وغزة منذ عام 2021.
الفصل العنصري الرقمي بفلسطينبعد الهجوم الإسرائيلي على غزة، انتشر مصطلح "التمييز العنصري الرقمي" في فلسطين والذي يشير إلى حرمان الفلسطينيين من خدمات شائعة مثل يوتيوب وإنستغرام بالإضافة إلى خرائط غوغل التي كانت مصدر إحباط متصاعد لسنوات.
إعلانوعام 2018 صدر تقرير لمنظمة فلسطينية للحقوق الرقمية تعرف باسم "حملة" (7amleh) أدان الأدوات المستعملة في رسم الخرائط والتي أضرّت بالفلسطينيين بسبب تصاميمها حيث أضفت الشرعية لوجهات نظر الحكومة الإسرائيلية بشأن الأراضي الفلسطينية المتنازع عليها.
وجاء في التقرير "إن خرائط غوغل تمتلك أكبر خدمة لتصوير وتخطيط المسارات العالمية، وبالتالي لها التأثير الأبرز على الرأي العالمي. ولهذا فهي تتحمل مسؤولية الالتزام بمعايير حقوق الإنسان الدولية وتقديم خدمة تعكس الواقع الفلسطيني".
ومن الجدير بالذكر أن بعض الدول -مثل الولايات المتحدة والصين والهند- فرضت متطلبات محددة على مرشدي خرائط غوغل، ولكن قضايا الضفة تنحصر في "توجيه التنقل" والتي لم تجذب كثيرا من الاهتمام عبر التاريخ، وهي الآن تشكل مخاوف أمنية للكثير من المستخدمين.
وتدّعي المحامية الفلسطينية -التي تسافر بانتظام إلى الضفة من منزلها في حيفا- أن خرائط غوغل ضللتها عدة مرات خلال السنوات الأخيرة، وفي إحدى المرات أرشدتها إلى جدار قديم بُني منذ عام 2003.
ومن جانبها قالت ليلى التي تعمل في شركة أميركية عن ُبعد والقاطنة بالضفة "ذات مرة استخدمت خرائط غوغل للوصول إلى مكتب في القدس الشرقية، ولكنها فشلت تماما في إرشادي وجعلتني أسلك طريقا مقطوعا".
حتى قبل الحرب، عانى سكان الضفة من مشكلات مع خرائط غوغل والتي لا تميز بين الطرق المسموحة للعامة وتلك المخصصة للإسرائيليين فقط، كتلك التي تؤدي إلى المستوطنات التي لا يفترض على الفلسطينيين عبورها.
وبحسب تجربة المحامية بإحدى زياراتها من حيفا إلى رام الله، كانت خرائط غوغل توجهها إلى بوابة مغلقة حيث تفاجأت بالجنود الإسرائيليين يقتربون من سيارتها وأسلحتهم موجهة نحوها، وأوضحت أن غوغل تحصر تحسيناتها على طرق الإسرائيليين وهذا ما يُشكل خطرا على الفلسطينيين بشكل عام. وتقول إنها عندما تسلك طريقا خاطئا وتمر على الجنود الإسرائيليين فإنها تتحدث الإنجليزية على أمل أن تمر كأجنبية ضائعة، ولكن الفلسطينيين الآخرين سيحاولون التراجع بأسرع ما يمكن.
إعلانوبالمقابل تدّعي المتحدثة باسم غوغل أن شركتها لا تميز بين طرق الفلسطينيين والإسرائيليين، لأن ذلك سيتطلب معرفة بالمعلومات الشخصية الخاصة بالمستخدمين مثل جنسيتهم.
وفي بعض الحالات ترفض خرائط غوغل تقديم اتجاهات في مدن الضفة مثل الخليل ورام الله، وتعرض رسالة تقول "تعذر حساب اتجاهات القيادة". وبهذا الصدد يقول أحد موظفي غوغل "يرجع ذلك لأن الشركة لم تستثمر في تمكين الاتجاهات بين المناطق الإدارية الثلاث بالضفة، حيث إن اثنين منها يخضعان لسيطرة السلطات الإسرائيلية".
الحلول البديلةبسبب كثرة مشاكل خرائط غوغل، بحث الفلسطينيون عن حلول بديلة وقد كان أمامهم بعض الخيارات رغم أنها محدودة، فمثلا تطبيق الخرائط من آبل أكثر فائدة في مدن الضفة ولكنه محصور لمستخدمي هواتف آيفون وهي نادرة نسبيا في فلسطين. وبالمقابل يُعد تطبيق "ويز" (Waze) المملوك لغوغل خيارا آخر ولكن الفلسطينيين لا يحبذونه لأنه تأسس في إسرائيل.
وقد لجأ العديد من الفلسطينيين إلى قنوات تليغرام ومجموعات واتساب وصفحات فيسبوك بالإضافة لتطبيق يدعى "أزمة" (Azmeh) لمشاركة المشاكل المرورية ومواقع نقاط التفتيش الجديدة، ويمكن استخدام هذه المعلومات لرسم الطريق يدويا ولكن طبيعة الضفة المليئة بالأحداث غير المتوقعة والمفاجآت تجعلها غير مجدية لمعرفة حال الطرق في الوقت الفعلي.
وهذه الحلول لا تزال تفشل، ففي سبتمبر/أيلول العام الماضي اضطرت المحامية ليلى لقضاء 30 دقيقة على الهاتف مع شخص يعرف المنطقة جيدا، وذلك لمساعدتها في العثور على منزل صديق في مدينة أريحا بالضفة. وبالمقابل قالت موظفة فلسطينية بإسرائيل أن رحلة في الضفة تستغرق ساعة واحدة أخذت منها ما يقارب 5 ساعات لأن نقطة التفتيش أغلقت قبل موعدها المحدد ولم توفر خرائط غوغل أي مؤشر على ذلك.
وبالنظر إلى المستقبل، قد تؤدي هذه المشاكل في خرائط غوغل إلى تأثيرات اجتماعية واقتصادية طويلة الأمد، فقد تزدهر المبادرات التكنولوجية المحلية نتيجة الحاجة لمعالجة هذه التحديات مما قد يقلل من وجود هيمنة غوغل بالضفة. علاوة على ذلك، قد يدفع السيناريو الجيوسياسي المستمر لمزيد من التدقيق الدولي الصارم حول كيفية إدارة شركات التكنولوجيا لعملياتها بمناطق النزاع.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات خرائط غوغل فی الضفة
إقرأ أيضاً:
تفاصيل جديدة عن مجزرة المسعفين في رفح تكشف دموية وقتلا عشوائيا للفلسطينيين
#سواليف
كشفت صحيفة “ذي غارديان” البريطانية ، عن تورط وحدة من #جيش #الاحتلال في #قتل 15 من #المسعفين #الفلسطينيين وعناصر الدفاع المدني في قطاع #غزة، في آذار الماضي في مدينة #رفح جنوبي القطاع.
وأفادت الصحيفة بأن قوات الاحتلال المتورطة تنتمي إلى #لواء_غولاني، أحد ألوية المشاة الخمسة في جيش الاحتلال، وكانت تعمل تحت قيادة لواء المدرعات الاحتياطي الرابع عشر، الذي يتبع لفرقة يقودها العميد يهودا فاخ، وهو جنرال إسرائيلي سيء الصيت والسمعة، سبق أن اتُهم من قبل بعض جنوده حتى بـ”الاستخفاف بالحياة البشرية”.
وأكد جيش الاحتلال أن جنودًا من لواء غولاني فتحوا النار على #قافلتين من #سيارات_الإسعاف في رفح بتاريخ 23 آذار/ مارس، قبل أن يقوموا بحفر #قبر_جماعي لدفن جثامين #الشهداء مؤقتًا إلى حين وصول فريق من الأمم المتحدة قام بانتشالها بعد ستة أيام.
مقالات ذات صلةورغم إقرار جيش الاحتلال بالعملية، فقد أنكر الاتهامات الموجهة له نقلا عن شاهدين شاركا في استخراج الجثث، إلى جانب نتائج لتقارير تشريح جديدة، تشير إلى أن عددًا من الشهداء أصيبوا بطلقات نارية من مسافة قريبة في الرأس والصدر، وتم العثور عليهم وأيديهم أو أرجلهم مقيدة.
ونقلت “ذي غارديان” عن مصدر رفيع في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، مطّلع على انتشار قوات الاحتلال في جنوب غزة، أن جنودا ميدانيين من الوحدة 504 وهي وحدة استخبارات عسكرية معروفة بالدموية والعدوانية؛ كانوا حاضرين أثناء ارتكاب #الجريمة بحق #المسعفين و #طواقم_الدفاع_المدني.
وخلال ارتكاب المجزرة، كانت قوات جولاني خاضعة لقيادة لواء المدرعات الاحتياطي الرابع عشر، بقيادة العميد فاخ.
ووفق ضباط سابقين، فإن فاخ أنشأ ما يُشبه “منطقة قتل” غير رسمية في مناطق أخرى من قطاع غزة، ما أدى إلى تنفيذ عمليات قتل عشوائية بحق مدنيين فلسطينيين. كما اتهمه جنود تحت قيادته بانعدام الانضباط العملياتي، الأمر الذي “عرض حياة الجنود للخطر”، وفقا لتقرير “ذي غارديان”.
كما نقل تحقيق لصحيفة “هآرتس” العبرية، عن فاخ قوله للجنود: “لا وجود لأبرياء في غزة”، في تصريح أثار جدلا، ويُنظر إلى هذا التصريح على أنه انعكاس لخطاب متزايد داخل المؤسسة العسكرية والسياسية لدى الاحتلال حيث يُتّهم بعض القادة بتبني سياسات تعتبر كل من في غزة هدفًا مشروعًا، سواء بشكل معلن أو ضمني.
وفي مقطع فيديو نُشر عبر القناة 14 العبرية، ظهر جنود من لواء جولاني خلال تلقيهم إيجازًا عسكريًا قبيل إعادة نشرهم في قطاع غزة، حيث ظهر قائد كتيبة وهو يوجه الجنود قائلا: “أي شخص تقابلونه هناك هو عدو. أي شخص تتعرفون عليه، قوموا بتصفيته”، في ما بدا توجيه مباشر لارتكاب المجازر بحق المدنيين.
وفي وقت سابق، حصد فيديو نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية انتشارا واسعا في منصات التواصل الاجتماعي، بعد توثيقه المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال بحق موظفي الدفاع المدني والهلال الأحمر الفلسطيني في رفح جنوب قطاع غزة قبل أيام، ويُكذّب الفيديو رواية الاحتلال التي ادعت أن المركبات كانت “تتحرك بشكل مريب” دون تشغيل الأضواء أو إشارات الطوارئ.
مقطع الفيديو الذي نشرته الصحيفة الأمريكية، تم العثور عليه على هاتف أحد المسعفين في مقبرة جماعية في رفح، وتم تداوله كرد على رواية الاحتلال بشأن المجزرة، حيث يظهر وبوضوح، سيارات الإسعاف وشاحنة الإطفاء التي كان على متنها عناصر الإسعاف والدفاع المدني الـ14، مشيرة إلى أن مصابيح الطوارئ في المركبات كانت مشغّلة لحظة استهدافها من قبل قوات الاحتلال.
وأوضحت نيويورك تايمز أنها حصلت على الفيديو من دبلوماسي كبير في الأمم المتحدة، وأنها تحققت من موقعه وتوقيته، حيث يُسمع في الفيديو صوت المسعف وهو يردد الشهادة أثناء إطلاق النار، كما نقلت عن نبال فرسخ، المتحدثة باسم الهلال الأحمر الفلسطيني قولها إن المسعف الذي صوّر الفيديو كانت عليه آثار الإصابة برصاصة في رأسه.