مع تصاعد الاتهامات لرحل الأعمال الأمريكي إيلون ماسك بالتدخل في السياسة الداخلية لبريطانيا ودول أوروبية أخرى عبر دعمه اليمين المتطرف، رصدت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) حجم المعلومات غير الصحيحة عن بريطانيا التي يروجها ماسك خلال أسبوع واحد فقط.

وأشار تقرير لخدمة التحقق في "بي بي سي" اطلعلت عليه "عربي21"، إلى ما نشره ماسك الأسبوع الممتد من 1 إلى 7 كانون الثاني/ يناير الجاري، حيث نشر حسابه على منصة إكس خلال الفترة نحو 120 منشورا عن بريطانيا وفضيحة عصابات الاستغلال الجنسي للفتيات، حيث ارتفع عدد منشوراته بشكل حاد في الأسابيع الماضية.



وفي 6 كانون الثاني/ يناير هاجم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر؛ ماسك دون أن يسميه، وقال: "أولئك الذين ينشرون الأكاذيب والمعلومات المضللة لا يهتمون بالضحايا، بل هم مهتمون بأنفسهم فقط"، مشددا على أن مثل هذه الممارسات تُستخدم لأغراض شخصية ولا تأخذ بعين الاعتبار معاناة المتضررين. وأضاف ستارمر: "لن أتسامح مع هذه الاتهامات الكاذبة"، مؤكدا أن الادعاءات الموجهة إليه "مبنية على أكاذيب".

ويشير ستارمر إلى هجوم ماسك عبر منصة "إكس" عليه، حيث دعاه إلى الاستقالة والمثول أمام المحكمة، متهما إياه بأنه "شريك في جرائم جنسية ارتكبت ضد قاصرات في شمال إنجلترا منذ عقود".

وكتب ماسك: "خلال فترة رئاسته للنيابة العامة الملكية لمدة ست سنوات، كان ستارمر متواطئا في اغتصاب قاصرات.. يجب إقالته ومحاكمته بتهمة التواطؤ في واحدة من أبشع الجرائم الجماعية في تاريخ بريطانيا".

يذكر أن كير ستارمر، الذي تولى رئاسة الحكومة البريطانية في تموز/ يوليو 2024، شغل منصب رئيس مكتب الادعاء العام بين عامي 2008 و2013.

وخلص تحقيق في عام 2014 إلى أن 1400 فتاة على الأقل تعرضن للاستغلال الجنسي في روشديل وروذرهان وأولدهام، بشمال إنجلترا، بين عامي 1997 و2013. ويزعم ماسك أن وزارة الداخلية في حكومة جوردن براون عرقلت التحقيقات التي اتهم فيها رجال من أصول باكستانية.

وحللت بي بي سي منشورات ماسك في 6 كانون الثاني/ يناير (على مدى 24 ساعة)، فكان هناك 153 منشورا على حساب ماسك، بينها كُتب من قبل ماسك نفسه أو ما أعاد نشره لآخرين.  33 في المئة عن السياسة الأمريكية، و48 في المئة منها عن بريطانيا، تقريبا كلها حول قضية عصابات الاستغلال الجنسي. وهذه المنشورات تتضمن سلسلة من المعلومات غير الصحيحة.

وأورد تقرير بي بي سي أربعة أمثلة على مزاعم ماسك غير الصحيحة، بينما يستمر ماسك بالنشر حول بريطانيا.

ففي صباح الاثنين زعم ماسك أن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق (العمالي) "جوردن براون باع الفتيات الصغيرات مقابل الأصوات الانتخابية"، ولاحقا كتب: "ستارمر متورط بشدة في الاغتصاب الجماعي مقابل الأصوات الانتخابية.. هذا ما يمكن أن يظهره التحقيق"، في إشارة إلى الفترة التي كان يرأس فيها ستارمر مكتب الادعاء العام.

وتعلق بي بي سي بأنه لا دليل على أن "جوردن براون أو ستارمر عمدا إلى عرقلة العدالة من أجل مكاسب سياسية أو لأي سبب سياسي آخر".

وفي ذات اليوم أعاد ماسك نشر صورة لمنشور يتضمن ما يُزعم أنها قائمة بالنواب البريطانيين الذين صوتوا ضد ترحيل المتهمين بالاغتصاب، حيث يصفهم المنشور بأنهم "شياطين" ودعا لاعتقالهم، مضيفا: "إننا نتعرض للغزو". وقد علق ماسك على المنشور بعبارة "غير مبرر".

لكن بي بي سي توضح أن الأمر لا يتعلق بتصويت في البرلمان، بل الأمر يرتبط رسالة تم توقيعها من مجموعة من النواب عام 2020 حول خطة لترحيل نحو 50 شخصا من جامايكا صدرت بحقهم أحكام قضائية في جرائم مختلفة، بينها الاغتصاب أو الاعتداء الجنسي. فقد أراد النواب تأجيل حتى صدور التقرير المتعلق بفضيحة ويندراش (محاولة ترحيل مئات الأشخاص من أصول مهاجرة وصلوا إلى بريطانيا قبل عقود)، حيث كانت هناك مخاوف لدى النواب الموقعين من ترحيل مرتكبي الجرائم من المولودين في الخارج ممن جاؤوا إلى بريطانيا عندما كانوا أطفالا.

وبعد ظهر الاثنين أيضا، أشار ماسك إلى وصف ستارمر في وقت سابق؛ ترامب بأنه عنصري وأنه على الحكومة البريطانية أن تفعل كل شيء لوقفه، أو "عندما أرسل ستارمر إلى أعضاء حزب العمال البريطاني للقيام حملة في الولايات المتحدة ضد الرئيس ترامب هذا العام"، بحسب ماسك.

وتقول بي بي سي إنها لم تعثر على أي دليل يؤكد المزاعم عن وصف ستارمر لترامب بأنه عنصري.

والاثنين الماضي أصدر قاض بريطاني حكما بالسجن لسبع سنوات على أندرو ماكنتاير لاتهامه بنشر معلومات مضللة أدت لتفجر أحداث عنف دامية قادها اليمين المتطرف واستهدفت المسلمين وغير البيض في بريطانيا في تموز/ حزيران وآب/ أغسطس 2024.

وعلق ماسك على الحكم قائلا: "سبع سنوات بسبب منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي. من أصدر الحكم يستحق هو نفسه السجن".

وتعلق بي بي سي: "هذا مضلل.. منشورات ماكنتاير تضمنت تحريضا لمهاجمة المسلمين واليهود وغير البيض. وأنشأ على تيلغرام مجموعة استخدمت لتنسيق أحداث الشغب في ساوثبورت وشارك عدة أهداف (لمهاجمتها) من المخربين. وعدما اعتقل كان يحمل سكينا، وبعد تفتيش منزله عثر على أسلحة ونسخة من كتاب هتلر؛ كفاحي. إنها ليست سبع سنوات من أجل من منشورات على التوصل الاجتماعي، إنها سبع سنوات بسبب التحريض على العنف والفوضى والتخريب الجنائي وحيازة سكين في مكان عام".

وقُتل طفلان وأصيب 11 شخصا بينهم ستة أطفال بجروح في هجوم بسكين في ساوثبورت في شمال إنجلترا، في 29 تموز/ يوليو الماضي. بعدها بدأت أعمال عنف من أنصار اليمين المتطرف، إثر انتشار العديد من المنشورات الكاذبة على الإنترنت التي تزعم أن المعتدي هو مهاجر مسلم، لكن تبين أنه مولود في بريطاني لأبوين غير مسلمين مهاجرين من رواندا.


والاثنين أيضا، وتعليقا على فضيحة عصابات الاستغلال الجنسي، كتب ماسك: "غير مقبول مطلقا".

وتقول بي بي سي: "لا أحد يختلف مع ذلك، لكن ماسك يعزز تصاعد المعلومات المضللة وغير الصحيحة. مخاوفه حول الموضوع لا تصل به إلى ليكون صادقا عندما يشير إليها.

 — Ashok Swain (@ashoswai) January 11, 2025

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية إيلون ماسك المعلومات بريطانيا ستارمر المضللة بريطانيا معلومات إيلون ماسك ستارمر اكس المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة غیر الصحیحة عن بریطانیا بی بی سی

إقرأ أيضاً:

"لوموند": على الاتحاد الأوروبي أن يقف في وجه إيلون ماسك ومارك زوكربيرج

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يشعر الأوروبيون بالفزع إزاء الهجوم الأيديولوجي المفاجئ القادم من الغرب، فمع اقتراب موعد تنصيب الرئيس الامريكي المنتخب دونالد ترامب في البيت الأبيض في العشرين من يناير، أصبحت القارة العجوز ومؤسستها السياسية ورؤيتها لشبكات التواصل الاجتماعي هدفًا لوابل من الهجمات والتهديدات الصادرة أحيانًا من الرئيس المنتخب نفسه، وأحيانا أصدقائه في قطاع التكنولوجيا.
وأشارت صحيفة "لوموند" الفرنسية في افتتاحيتها إلى أن الأكثر ضراوة بلا شك هو إيلون ماسك، بطل الصناعة ومالك شبكة التواصل الاجتماعي إكس، تويتر سابقا، والتي استحوذ عليها مقابل 44 مليار دولار (44 مليار يورو)، حيث يهاجم من خلالها الحكومتين البريطانية والألمانية. وباستخدام قوة خوارزمياته، وجه الى رئيس الوزراء البريطاني العمالي كير ستارمر اتهامات كاذبة بأنه قام بحماية عصابات المهاجرين المتحرشين بالأطفال، ودعا إلى استقالته.
وفي ألمانيا، وفي خضم الحملة الانتخابية، دعا إلى التصويت لحزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف؛ ومنح إيلون ماسك الخميس الماضي ساعة وربع من المحادثة الترويجية على منصة اكس لأليس فايدل، زعيمة حزب البديل من أجل ألمانيا، وهو الحزب الذي قدمته فايدل بشكل مفاجئ باعتباره "ليبرالي ومحافظ".
كما واجه الزعماء الأوروبيون نوعًا آخر من الهجوم، ذو طابع إقليمي، عندما كرر دونالد ترامب رغبته في احتلال جرينلاند، وهي منطقة خاضعة للسيادة الدنماركية. ثم جاء مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، الذي يتحكم في فيسبوك وإنستجرام، ليهاجم ما أسماه بـ"الرقابة المؤسسية" التي تفرضها "القوانين الأوروبية" للحد من حرية التعبير.
ويبدو أن ما يحدث أصاب القادة الأوروبيين بالذهول ما حال دون اتخاذهم موقفا جماعيا تجاهه. لقد كانوا يتوقعون قيام إدارة ترامب المستقبلية بفرض سلسلة من الرسوم الجمركية، ولكن بدلا من ذلك تعرضوا لقصف أيديولوجي. ويعبر البيان الصحفي الذي نشرته رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، ورئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، مساء الخميس على منصة اكس بوضوح عن حرجهما حيث كتبا "الولايات المتحدة هي واحدة من أقرب شركائنا ونحن ملتزمون بتعزيز الرابط عبر الأطلسي"، كما ذكرا بـ"القيم الديمقراطية الأساسية" الأوروبية.
ودعت الصحيفة الفرنسية في افتتاحيتها الى ضرورة التمييز بين العلاقة مع الرئيس المستقبلي للقوة العظمي التي تضمن أمن حلفائها الأوروبيين والرد الذي يجب ان يتم توجيهه لرئيسي مواقع التواصل الاجتماعي، مهما كانت درجة قربهم من الرئيس المذكور. وأكدت انه من الضروري اتخاذ موقف حازم ازائهما. يجب التذكير اولا بمبدأ السيادة الإقليمية الذي يمثل الحد الأدنى للتضامن الذي ينبغي إظهاره تجاه الدنمارك، العضو في الاتحاد الأوروبي.
ومن ثم، فإن تبني موقف اوروبي موحدا تجاه إيلون ماسك ومارك زوكربيرج سيكون بمثابة تحذير لدونالد ترامب مفاده بأن أوروبا ليست مستباحة. إن هجوم إيلون ماسك هو هجوم سياسي، كما أشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وهو يعد تدخلا في عملياتنا الانتخابية. كما ان الاتحاد الأوروبي يمتلك أدوات تنظيمية تجعل من الممكن التوفيق، على أراضيه السيادية، مع الأخذ في الاعتبار تاريخه وثقافته، بين حرية التعبير والقيم الديمقراطية. لذا علينا أن نستخدمها بلا هوادة.

مقالات مشابهة

  • والدة إيلون ماسك: لا تقللوا من ابني وتقولون إنه غني
  • بعد اعتقال نائب وزير الدفاع السابق في بريطانيا .. ماسك يواصل هجومه على حزب العمال
  • ‎إيلون ماسك: جفاف الكهرباء يهدد العالم في 2025
  • الأمير الوليد بن طلال يروي كواليس استحواذ إيلون ماسك على X.. فيديو
  • "لوموند": على الاتحاد الأوروبي أن يقف في وجه إيلون ماسك ومارك زوكربيرج
  • البنتاجون: الحديث عن استهداف سفننا من قبل الحوثيين "معلومات مضللة"
  • إندبندنت: إيلون ماسك يواصل دفع أجندة شيطنة المسلمين في بريطانيا
  • إيلون ماسك يصدم ليفربول ويفضل شراء مانشستر يونايتد!
  • إيلون ماسك يعيد نشر معلومة عن الجزائريين لا أساس لها من الصحة