لجريدة عمان:
2025-02-12@09:06:59 GMT

جهر بالسوء

تاريخ النشر: 12th, January 2025 GMT

كنت أستمع إلى حوار جانبي في أحد التجمعات حول تطبيقات علوم الطاقة، التي تتطلب نوعًا من "التنظيفات" للتحرر من الصدمات النفسية التي قد يكون الشخص قد تعرض لها في مرحلة ما من حياته. يتضمن هذا التمرين الحديث عن المشاعر الدفينة المتعلقة بتلك الأحداث، واستحضار التفاصيل التي تسببت فيها.

كوني لست خبيرة في علوم الطاقة ولا دارسة لعلم النفس، لا أدري إن كان لهذا التمرين أساس علمي.

ومع ذلك، خطر في بالي وأنا أستمع إلى الحوار قوله تعالى في سورة البقرة: "لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ ۚ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا".

ما فهمته عن هذه التمارين أنها تتطلب كشف الأسرار الدفينة المتعلقة بحياة الفرد، والتي قد تمتد إلى أسرار أشخاص آخرين كانوا طرفا في هذه المشاعر، هم في الغالب أقرب الناس إليه، مما يجعله مكشوفًا أمام الآخرين الذين يستمعون إلى "فضفضته"، وأخذني التفكير إلى ما يمكن أن يفعله هذا "المعالج" - الذي غالبًا ما يكون غير مختص - بمثل هذه المعلومات، خصوصًا إذا كان هو نفسه يعاني من مشكلات نفسية، قد يستغل هذه المعلومات الخاصة جدا ضده، فكثير ممن يمارسون هذه التقنيات هم غير مختصين من الأساس.

ثم ماذا لو أن الشخص الذي شارك أسراره مع الغرباء استطاع لاحقًا التصالح مع مشاعره بطريقة لم تستدعِ هذا النوع من الكشف عن ذاته؟

هذه الممارسات تذكرني بطقوس "الاعتراف" في بعض الأديان، والتي تهدف إلى تطهير النفس. لكن بالنسبة لنا كمسلمين، الجهر بالسوء غير جائز، والمجاهرة منهي عنها. المؤمن في ديننا ليس بحاجة إلى وسيط بينه وبين الله، فهو قادر على تطهير نفسه بعبادة الاستغفار والمناجاة وحده.

ومع ذلك، كما قالت رابعة العدوية: "استغفارنا يحتاج إلى استغفار". فكثير من الناس يرون في الاستغفار مجرد طقس تأنيب للنفس أو جلد للذات، بدل أن يكون وسيلة للتصالح مع الذات والتقرب إلى الله، فالاستغفار من المفترض أن يؤدي إلى الشعور بالطمأنينة، لأنك تتعامل مع من يعلم السر وأخفى، والذي وعدك بالمغفرة مهما كان حجم ذنوبك دون الحاجة لكشف نفسك أمام الآخرين.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

بلال قنديل يكتب: عندما يكون البلوك هو الحل

في زمن التواصل الاجتماعي المتسارع  أصبح من الصعب أحيانا حماية أنفسنا من طاقة السلبية والضغوط النفسية التي تنتشر بسرعة البرق  فنجد انفسنا غارقين في فيض من المعلومات والتعليقات والرسائل  بعضها مفيد وآخر ضار  بعضها بناء و آخر هدام  وهنا يأتي دور البلوك كأداة فعالة لحماية سلامتنا النفسية.

البلوك ليس مجرد زر نضغط عليه  بل هو قرار واعي  قرار نأخذه لحماية أنفسنا من الأشخاص او الصفحات او الحسابات التي تسبب لنا الإزعاج أو الضرر  فهو  درع  يحمينا  من  الطاقة  السلبية  والكلام  الجارح  و  الانتقادات  اللاذعة  و  التعليقات  المؤذية

قد  يبدو  البلوك  قرارا  صعبا  خاصة  اذا  كان  الموضوع  يتعلق  بأشخاص  قريبين  مننا  لكن  يجب  ان  نتذكر  ان  صحتنا  النفسية  هي  الاولوية  فليس  من  الضروري  ان  نحتمل  كل  شيء  ولا  يجب  ان  نسمح  للآخرين  بالتحكم  في  مشاعرنا  او  التأثير  عليها  سلبا

البلوك  ليس  علامة  على  الضعف  بل  هو  علامة  على  القوة  هو  قدرة  على  حماية  حدودنا  الشخصية  و  حماية  مساحتنا  الخاصة  من  التدخلات  غير  المرغوب  فيها  هو  قرار  نأخذه  لأنفسنا  وليس  لإرضاء  الآخرين

عندما  نستخدم  البلوك  بشكل  صحيح  نمنح  انفسنا  فرصة  للتعافي  من  الضغوط  النفسية  نتخلص  من  الطاقة  السلبية  التي  تستهلكنا  ونركز  على  الأشياء  الإيجابية  في  حياتنا  نمنح  انفسنا  الوقت  والفرصة  للتفكير  بسلام  وهدوء.

لكن  يجب  ان  نستخدم  البلوك  بحكمة  وان  لا  نلجأ  اليه  بسهولة  او  باستمرار  فليس  من  المنطقي  ان  نمنع  كل  من  يختلف  معنا  او  ينتقدنا  بل  يجب  ان  نستخدمه  فقط  في  الحالات  التي  تتطلب  ذلك  في  الحالات  التي  يشكل  فيها  شخص  ما  خطرا  على  صحتنا  النفسية.

البلوك  ليس  حلا  سحريا  لكل  شيء  لكن  هو  أداة  فعالة  يمكن  ان  تساعدنا  على  حماية  انفسنا  من  الطاقة  السلبية  و  الضغوط  النفسية  عندما  نستخدمه  بشكل  صحيح  و  واعي  هو  قرار  يجب  ان  نتخذه  بكل  مسؤولية  و  بكل  وعي  لأن  الصحة النفسية  هي  أغلى  ما  نملك.

فلا  تتردد  في  استخدام  البلوك  عندما  تشعر  بالضرورة  فهو  ليس  علامة  على  الضعف  بل  هو  علامة  على  الحكمة  و  الوعي  هو  قرار  يُظهر  قدرتك  على  حماية  نفسك  و  حياتك  من  التأثيرات  السلبية  التي  تحيط  بك.

مقالات مشابهة

  • بلال قنديل يكتب: عندما يكون البلوك هو الحل
  • أحمد موسى: لن يكون هناك أمان لإسرائيل إلا بوجود دولة فلسطينية
  • ألمانيا: لا يجوز أن يكون هناك تهجير من غزة
  • ترامب: لن يكون من حق الفلسطينيين العودة إلى غزة
  • عاجل| ترامب يعيد تصريحاته المستفزة.. الفلسطنيون لن يكون لهم حق العودة إلى غزة
  • برلماني: مواد العقوبات بـالإجراءات الجنائية رادعة لكل مَن تسول له نفسه ضرر الآخرين
  • مكتب الإيمان.. هل يكون ثمرة صحوة ترامب الدينية؟
  • هرمون الذكورة قد يكون عدوا للقلب بعد النوبات القلبية!
  • كيف يكون الفرار إلى الله؟.. عالم أزهري يجيب
  • مفتي الجمهورية عن خطورة الشائعات: تدفع إلى إيذاء الآخرين