في حب «العود».. صينية تعزف لأم كلثوم وعبدالوهاب وتُدرِّس الموسيقى الشرقية
تاريخ النشر: 12th, January 2025 GMT
رغم أن الإنسان قد يختفى من العالم تماماً بعد الموت، لكن الأثر يبقى، وواحدة من الآثار الخالدة هى الموسيقى، التى تسافر وتعبر بحاراً ومحيطات وتستقر فى أكبر دول آسيا، من موسيقى رياض السنباطى وألحان بليغ التى تغنت بها أم كلثوم إلى عبدالوهاب وغيرهم، استطاعت الصينية «joo Zhao» أن تعزف موسيقى عربية أصيلة، لتقع فى حب «العود الشرقى» وتنقل عشقه إلى رواد مواقع التواصل الاجتماعى وإلى قاعات الدراسة الأكاديمية ببلدها.
تحكى الدكتورة جو تشاو لـ«الوطن»، أنها قبل تعرّفها على آلة العود كانت تعزف على آلة البيبا التى تشبه إحدى الآلات فى الثقافة الصينية؛ وفيما بعد نمت معرفتها بالعود من خلال مجموعة من الأشخاص المهتمين بالرقص الشرقى، تعرفت على الآلات والألحان العربية: «لسوء الحظ هناك عدد قليل من الأشخاص فى الصين يبحثون عن الموسيقى العربية أو يعزفونها، أو يمكننى القول ربما شخص واحد أو شخصان فقط وأنا من بينهم، أبحث عن الموسيقى الشرق أوسطية، تخرجت فى أحد أفضل المعاهد الموسيقية فى الصين، المعهد الموسيقى المركزى، وحصلت على درجة البكالوريوس فى العزف على البيبا والدكتوراه فى علم الموسيقى العربية، وأطروحتى للدكتوراه عن علاقة الموسيقى بوزن الرباعيات».
كان «العود» خير دليل للباحثة الصينية لتتوغل فى الموسيقى الشرقية، لكنها أحبته وتعلمت العزف عليه، وصارت تصور مقاطع تضعها عبر حسابها على «إنستجرام» أثناء أداء ألحان شرقية على العود، والتى لاقت تفاعلاً كبيراً، خاصة إجادتها لعزف أغانى أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب: «حصلت على دروس عبر الإنترنت مع مدرسين عرب، وكنت أول من أقام محاضرة عن الموسيقى العربية فى الصين ونشر أول بحث أكاديمى عن الموسيقى العربية فى الصين».
View this post on Instagram
A post shared by Dr. Joo Zhao ( جو ) 赵卓群 (@joo_zhao_)
أما بالنسبة للجمهور ورد فعله على نشرها هذا اللون الموسيقى الغريب عنه، قالت «جو» إن الجمهور يعتمد على الموسيقى: «يجب أن أقول إن هناك أنماطاً مثل النهاوند والكرد والعجم وحتى بعض القطع من البيات، إنهم يحبونها لكن بعض الصور بعيدة عن آذانهم، كان فى البداية صعب تقبلها، لكن فيما بعد ومع الانتشار أصبح هناك تقبل لأنواع من الموسيقى العربية».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: العود الموسيقى الشرقية عزف العود أم كلثوم الموسیقى العربیة عن الموسیقى فى الصین
إقرأ أيضاً:
قطاع الموسيقى يسعى لمنع تجاوزات الذكاء الاصطناعي التوليدي
يبذل الفاعلون في القطاع الموسيقي جهدا في المنصات الرقمية والمحاكم لمنع أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي من سرقة المحتوى الموسيقي، إلا أنّ النتائج لا تزال غير مرضية.
تشير شركة "سوني ميوزك" إلى أنها طلبت حذف 75 ألف مقطع فيديو مزيف من الإنترنت، وهو رقم يعكس حجم الظاهرة.
لكن كثرا يؤكدون أن التكنولوجيا قادرة على رصد هذه المقاطع التي أنتجتها برامج قائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي، من دون مشاركة الفنان المعني.
وتقول شركة "بيندروب" المتخصصة في التعرف على الأصوات "حتى لو أنها تبدو واقعية، تتضمن الأغاني التي يتم إنشاؤها باستخدام الذكاء الاصطناعي، أخطاء بسيطة في التردد والإيقاع والتوقيع الرقمي لا تُرصد في الأعمال التي يبتكرها بشر".
لا يحتاج الأمر سوى لبضع دقائق لرصد أغنية راب مزيفة وأغنية بصوت أريانا غراندي التي لم تؤدّها مطلقا في الحقيقة.
يقول سام دوبوف رئيس السياسة التنظيمية في منصة "سبوتيفاي"، في مقابلة مع قناة "إندي ميوزيك أكاديمي" عبر موقع يوتيوب: "نتعامل مع الأمر بجدية ونعمل على تطوير أدوات جديدة في هذا المجال لتحسين" رصد الأعمال المزيفة بالذكاء الاصطناعي.
وأكّدت يوتيوب أنها "تعمل على تحسين تقنيتها مع شركائها"، وقد تعلن عن مستجدات في هذا الخصوص خلال الأسابيع المقبلة.
ويشير جيريمي غولدمان، المحلل في شركة "إي ماركتر"، إلى أن "الجهات السيئة تتقدم بخطوة واحدة" على القطاع الذي عليه "الردّ".
ويضيف "إنّ يوتيوب لديها مليارات الدولارات على المحك. لذا، يُتوقَّع أنها ستنجح في حلّ المشكلة".
رفع الضوابط
بالإضافة إلى التزييف العميق، يظهر القطاع الموسيقي قلقا إزاء الاستخدام غير المسموح به لمحتواه بهدف إنشاء برامج متخصصة قائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي.
في يونيو، رفعت شركات تسجيل كبرى دعاوى قضائية ضد الشركة الأم لـ"اوديو" أمام محكمة فدرالية في نيويورك، متهمة إياها بابتكار برنامجها مستخدمة "تسجيلات محمية بالملكية الفكرية بهدف جذب مستمعين ومعجبين ومستخدمين محتملين يدفعون مقابل الحصول على خدمتها".
بعد مرور أكثر من تسعة أشهر، لم يتم تحديد موعد لأي محاكمة محتملة، ولا لقضية مماثلة في "سونو" في ولاية ماساتشوستس.
وقد يحدّ مفهوم الاستخدام العادل (fair use)، الذي يخضع لجدل قانوني، من تطبيق حقوق الملكية الفكرية تحت شروط معينة.
يقول جوزف فيشمان، الأستاذ في القانون في جامعة فاندربيلت "نحن في حالة من الغموض" في ما يتعلق بالتفسير الذي سيعتمده القضاة لهذه المعايير.
لن تشكل الأحكام الأولى بالضرورة نهاية الفصل، لأن "المحاكم إذا بدأت تختلف" في آرائها، فقد تضطر المحكمة العليا إلى إصدار قرار، بحسب الأكاديمي.
في انتظار ذلك، يواصل اللاعبون الرئيسيون في مجال الذكاء الاصطناعي الموسيقي ملء نماذجهم بالبيانات المحمية، مما يثير تساؤلا بشأن ما إذا كانت المعركة قد خسرت أصلا.
ويقول جوزف فيشمان "لست متأكدا" مما إذا كان الأوان قد فات، مضيفا "جرى ابتكار عدد كبير من البرامج باستخدام مواد محمية بحقوق الطباعة والنشر، ولكن دائما ما تظهر أدوات جديدة"، على مبتكريها توقّع احتمال صدور حكم قضائي ملزم.
ولم تحقق شركات التسجيل أو الفنانون أو المنتجون حتى اليوم نجاحا كبيرا على الجبهة الثالثة من هذه المعركة، وهي المجال التشريعي.
وأقرّت ولايات أميركية عدة بينها تينيسي، قوانين تستهدف تحديدا التزييف العميق.
وترى العديد من شركات الذكاء الاصطناعي أنّ "الحكومة عليها أن توضح أنّ استخدام البيانات العامة لتطوير النماذج يندرج بشكل لا لبس فيه ضمن نطاق الاستخدام العادل".
والصورة ليست أفضل حال في المملكة المتحدة، إذ أطلقت الحكومة مشاورات بهدف تخفيف حدة قانون الملكية الفكرية لتسهيل عمل مبتكري برامج الذكاء الاصطناعي.