يحمل الأطفال الكثير من التطلعات لمستقبل بلادهم وتطورها، وهي ذات أهمية كبيرة، فهي تمثل رؤيةً للمستقبل الذي يحلم به أطفالها وتعكس احتياجاتهم وتوجهاتهم، فهم شباب عمان القادم، وبالإصغاء إليهم سيتمكن صانعو القرار من صياغة سياسات وخطط تتماشى مع رؤيتهم وأهدافهم التي يحلمون بها، وسعت «$» لتكون منصة تستمع إلى آمالهم وأحلامهم بما يعزز شعورهم بالانتماء الوطني ويزيد ارتباطهم بسلطنة عمان، ليشعر أطفال الوطن بأن صوتهم مسموع وأنهم جزء من عملية التطوير والبناء، كما أن استكشاف أفكار الجيل القادم وأحلامهم يشجع على الإبداع والابتكار وقد تساهم تطلعاتهم في تصميم برامج ومبادرات لتحقيق أحلامهم، كما أن دعم أحلام الأطفال ورعايتها سيُساهم في إعدادهم ليصبحوا قادة للمستقبل والاهتمام بأحلامهم هو استثمار لغدٍ مشرق.

وعبّر عبدالرحمن بن أحمد المعشني المقيد بالصف الحادي عشر بمدرسة مدينة الحق للتعليم الأساسي بنين بمحافظة ظفار قائلًا: كان طموحي دائمًا أن أرى وطني بين مصاف الدول تقدمًا وتطورًا ورفعة في شتى المجالات العلمية والصناعية والتجارية والزراعية والاقتصادية، وكذلك التقدم في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، ليس بيدي عصا سحرية للتغيير، لكن لن يتأخر ذلك التغيير فكلنا أمل بالله لما توليه قيادتنا من اهتمام بالغ ينعكس على طموحاتنا في هذا الجانب.

وأوضح المعشني قائلًا: «قد يتبادر إلى أذهان البعض أن الأمنيات صعب تحقيقها ولكنني أرى عكس ذلك تمامًا، فبالعزم تنثني الصعاب وإن وصلت حد السحاب، فأرى أن الوطن سيغدو مدينة متكاملة من كافة الجوانب ستكون هناك ثورة صناعية ذكية ضخمة بعيدًا عن الاعتماد على مصادر النفط تتهافت إليها الأوطان لتستمد منها وتتعلم الكثير من جوانبها مثل صناعة السفن والبوارج البحرية واليخوت، إضافة إلى صناعة السيارات بمختلف أنواعها التي تعتمد على الهيدروجين الأخضر لما لها من أثر في التقليل من التلوث البيئي والمخاطر المترتبة عليه، وكذلك صناعة السيارات التي تعتمد على الطاقة الكهربائية وغيرها من الصناعات التي تعود بالأثر الإيجابي على تعزيز دخل سلطنة عمان والنهوض به، وأتمنى أن نشهد نقلة نوعية من حيث جلب الاستثمارات والشركات العالمية لتبادل الخبرات لما لها من دور مهم في تمكين الشباب العماني وصقل مواهبهم، حتى يتسنى لهم الانخراط مستقبلاً في تلك الصناعات التي تعود عليه وعلى وطنه بالمنفعة».

وتمنى المعشني أن يرى الكثير من الجامعات والكليات التي ستفتح أبوابها لتخصصات حديثة ومهمة تواكب وتيرة التطور وعجلته السريعة مثل: الروبوتات (هندسة الميكاترونكس)، وتخصص الهندسة النووية، وتخصص هندسة الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة، وتخصص هندسة البرمجيات، وتخصص علوم البيانات الضخمة، والتصميم الصناعي، والطاقة المتجددة والهندسة الخضراء).

واستشرف المعشني بأن سلطنة عمان ستصبح واحة مزدهرة، وكأننا نرى أفلام الخيال حيث ناطحات السحاب والجسور المعلقة بين الأبراج والأنفاق الهندسية المتطورة في حركة انسيابية عجيبة تسمح للزائر والمقيم بالعبور بأريحية تامة وسنرى الواجهات البحرية والمدن النموذجية الساحرة في كل المحافظات ، لن ننتظر طويلاً حتى ننادي سائق سيارة الأجرة حين نكون في عجلة من أمرنا، فهناك كبائن المترو فاتحة أبوابها على أعتاب الطريق تصل من خلالها إلى وجهتك في أقرب وقت ممكن، كما رغب المعشني في أن تكون المحافظات متصلة ببعضها بشبكة من أحدث الطرق المصممة وكذلك السكك الحديدية وألا نستغرب مما سوف نراه على أرض الواقع في هذا المستقبل، حيث ستكون عمان خليطًا بين الابتكار والاحترام العميق للتراث، ومركزًا عالميًا للعلم، والتكنولوجيا، وبلادا تحترم البيئة، ما يجعلها وجهة غير تقليدية، وحيوية وملهمة للجميع، مشيرًا إلى أنه علينا أن نتكاتف من أجل أن نرى وطننا واحةً مزدهرةً نابضةً بالحياة.

وكشفت موزة بنت محمد البلوشية المقيدة بالصف الثامن بمدرسة ميمونة بنت سعد للتعليم الأساسي بمحافظة جنوب الشرقية في حوارٍ عفوي مليء بالطموح عن تطلعاتها وأحلامها لسلطنة عمان بعد عشر سنوات، بأن التعليم يجب أن يكون تجربة ممتعة ومليئة بالتطبيق العملي، حيث تطمح لأن تتحول المدارس إلى أماكن جذابة وملهمة حيث يتعلم فيها الطلبة صنع مشاريع واقعية مثل تصميم السيارات أو الروبوتات المتحركة داخل ورش أو مختبرات خاصة في المدرسة، وتضيف: «نريد أن تكون المدارس مكانًا للدراسة فقط، ونؤدي واجباتنا هناك، بينما نقضي وقتنا في البيت مع العائلة أو الزيارات والتسوق واللعب مع الأصدقاء»، مشددة على أهمية وجود حافلات مكيفة ومهيأة وذات ألوان مبهجة لنقل الطلبة إلى المدرسة والأفضل أن يكون هناك قطارات سريعة تأخذنا للمدارس، وتأمل البلوشية أن يحصل كل خريج على وظيفة تلائم مهاراته، مع رواتب جيدة تساهم في استقرارهم هم وعائلاتهم.

وتقترح البلوشية إيجاد أماكن مخصصة للمواهب والهوايات لتكون متنفسًا حقيقيًا لهم، وأن تقوم هذه الجهات المعنية أو المؤسسات بتدريبهم وتوفير حلقات عمل لصقل مهاراتهم.

وتحلم البلوشية بشوارع وبتصاميم جميلة لتبهر كل من يزور سلطنة عمان، كما تتمنى أن تكون الطرق نظيفة ومزينة بالورود، كما تمنت رؤية شاشات ثلاثية الأبعاد تزين الشوارع، تمامًا كما هي في الأفلام، وأن توجد هناك مساجد مصممة بشكل جذاب ومهيأة ونظيفة على طول الطريق. وتشدد البلوشية على ضرورة تطوير القطاع الصحي بحيث يكون علاج كل الأمراض متاحًا داخل سلطنة عمان دون الحاجة للسفر إلى الخارج، مضيفة: «أتمنى أن تكون المستشفيات في سلطنة عمان متطورة، وتعالج الناس بسرعة مجانًا وبدون تكاليف، ليعيش المواطنون بصحة وسعادة».

وأكد محمد بن علي الشحي المقيد بالصف الحادي عشر من مدرسة عمرو بن العاص بمحافظة مسندم أن سلطنة عمان، بلد يتميز بتاريخ عريق وثقافة غنية، تشهد تحولًا ملحوظًا نحو المستقبل من خلال رؤية طموحة تركز على التنمية المستدامة والتقدم التكنولوجي فبعد 10 سنوات من الآن أطمع في أن أرى في بلادي تغيرات كبيرة في مختلف القطاعات، بما في ذلك البنية الأساسية الرياضية، والمراكز التجارية، وناطحات السحاب، والحدائق، ووسائل النقل.

حيث يأمل الشحي أن تعمل سلطنة عمان على تطوير منشآت رياضية حديثة تستوعب الأنشطة الرياضية المحلية والدولية، فبعد عشر سنوات يتمنى أن تكون سلطنة عمان موطنًا لملاعب رياضية متطورة تستخدم تقنيات صديقة للبيئة مثل أنظمة الطاقة الشمسية وإعادة تدوير المياه، وأن توفر هذه الملاعب مساحات رياضية متعددة الاستخدام تخدم مختلف الرياضات وتستضيف بطولات عالمية مختلفة.

كما تمنى الشحي أن تشهد سلطنة عمان مراكز تجارية كبيرة تعتمد على تصميمات معمارية حديثة وعلى تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لتحسين تجربة التسوق، وأن تضم هذه المراكز التجارية محالا عالمية، ومناطق ترفيهية بفعاليات مميزة ومرافق خدمية تلبي احتياجات المواطنين والزوار والسياح.

يتطلع الشحي إلى توسع عمراني ومجموعات من ناطحات السحاب التي تجمع بين الفخامة والابتكار وأن تستخدم كشقق سكنية ومكاتب وشركات، وينتظر الشحي بفارغ الصبر مشروع شبكة القطارات التي تربط المحافظات ببعضها البعض لتقلل من الازدحام المروري والاختناقات التي تضيع وقتهم في الانتظار في شوارع المدن وتكون صديقة للبيئة وأن تكون هذه الشبكات أكثر أمانًا.

مؤكدًا على أهمية أن يكون لدينا اهتمام خاص بالبيئة وزيادة المسطحات الخضراء في ربوع سلطنة عمان وأن تبنى حدائق كبيرة ذكيه تكون إناراتها تعمل بالطاقة الشمسية حفاظًا على البيئة وأن تكون مليئة بالفعاليات المميزة وأن تكون هذه المواقع الترفيهية مكانا يزوره الناس للسياحة والترفيه.

وقالت عهود بنت عبدالله العامرية المقيدة في الصف الأول بمدرسة القريتين بمحافظة الداخلية: في رأيي ممكن أن تكون عمان في العشر سنوات القادمة مليئة بالأمل والتفاؤل، وأتخيل أن سلطنة عمان ستكون أكثر جمالاً ونظافة والشوارع ستكون مليئة بالأشجار والزهور الملونة والمباني ستكون كبيرة وحديثة مع تطور أكبر.

وتمنت العامرية أن تكون هناك الكثير من الحدائق الكبيرة والملاهي التي يمكنها اللعب فيها مع أصدقائها وأن تكون مليئة بألعاب المغامرات وأن تكون هناك قطارات صغيرة تأخذ الأطفال في جولات داخل المدينة وتمنت الصغيرة أن يكون هناك العديد من الحيوانات في حدائق الحيوانات مع المزيد من الأماكن المخصصة للحيوانات والطيور الغريبة حيث يمكنها أن تتعلم المزيد عنها واللعب معها.

وطمحت العامرية أن تكون هناك مدارس أفضل حيث يمكنها تعلم أشياء جديدة بطريقة ممتعة وأن تكون المدارس مليئة بالأنشطة والفنون والأنشطة الرياضية بالإضافة إلى ساحات لعب بمساحة أكبر وأيضا أن يكون بداخل المدرسة مطعم خاص.

وعبر إياد بن أحمد الهاشمي المقيد بالصف السابع من مدرسة سعيد بن ناصر الكندي من محافظة مسقط عن أمنياته بمدارس جديدة مزودة بالتقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي لتجعل من عملية التعلم ممتعة، قائلًا: «المدرسة ليست مجرد واجب، بل هي رحلة نكتشف فيها مواهبنا ونبني بها أحلامنا».

وأعرب الهاشمي عن أهمية وجود حدائق ومتنزهات ومواقع مجهزة لممارسة الرياضات والهوايات لنشر الطاقة الإيجابية، ويرى مستقبل سلطنة عُمان لوحة فنية نابضة بالألوان الزاهية، وتتقدم بخطى واثقة في مجالات الصناعة، والمدن الذكية، وعلوم الفضاء، مع الحفاظ على بيئتها الطبيعية لتظل مصدرًا للجمال والإلهام.

ويتمنى الهاشمي في أن يرى سلطنة عمان تُبصر مكانتها كوجهة عالمية للعلم والتكنولوجيا المتطورة، ليتوافد الخبراء من مختلف أنحاء العالم للاستفادة من تجاربها، فيما تتشارك سلطنة عمان قيمها العمانية الأصيلة وخبراتها مع الجميع.

وأضاف الهاشمي: أحلم بأن تكون بلادي وطنًا للجميع، حيث يعيش كل طفل حياة سعيدة، يستطيع فيها أن يحلم بحرية ويحقق أحلامه في كل مجال، متطلعًا إلى مجتمع مستدام خالٍ من التعقيدات، تتاح فيه الإمكانيات لتحقيق الطموحات في مختلف المجالات: من الفضاء والفلك إلى التعليم الذكي والصحافة، إلى جانب الصحة وغيرها من القطاعات التي تُشكل أسس «رؤية عمان 2040».

وأكد الهاشمي بتفاؤل بأن رؤية سلطنة عمان ستتحقق وسنطلق الصواريخ الفضائية في الفضاء الشاسع الذي ينتظرنا بلهفته وسنستكشف الكواكب وندرس الفضاء ونكون ضمن الدول المتطورة في المستقبل القريب، مشيرًا إلى أن سلطنة عمان تسعى لإرضائنا جميعا لأننا سنكون صناع الوطن في المستقبل ولن يكون هناك أي عائق إن شاء الله، وسنحمي البلاد ونعمرها ولن نتخاذل وسنكون بإذن الله دولة متطورة.

وأعرب تركي بن يوسف البلوشي، المقيد بالصف الثاني عشر من مدرسة أبو طلحة الأنصاري بمحافظة شمال الباطنة في حديث ملهم عن تطلعاته وطموحاته لمستقبل سلطنة عمان، متمنيًا أن تشهد سلطنة عمان شبكة نقل عام متكاملة، تشمل زيادة في عدد القطارات والحافلات، مع استحداث شبكة «مترو أنفاق» في مسقط لتسهيل حركة التنقل من مكان إلى آخر، آملًا في توسعة شبكة المطارات لتشمل المزيد من المناطق، بالإضافة إلى إنشاء سكة القطار التي تربط ولاية صحار بأبوظبي ما يعزز التواصل محليًا ودوليًا.

كما يحلم البلوشي في أن تصبح سلطنة عمان مركزًا عالميًا للتصنيع، حيث تقوم الشركات الكبرى بإنتاج منتجاتها محليًا، ما يسهم في تعزيز الاقتصاد الوطني وخلق فرص عمل للعمانيين، متمنيًا في أن ترتقي الخدمات السياحية في مناطق مثل ظفار، ونزوى، ومسندم لتصبح من أبرز وأجمل الوجهات السياحية في الوطن العربي، بما يعزز مكانة سلطنة عمان على خارطة السياحة الدولية.

ويتطلع البلوشي خلال السنوات القادمة لأن تضم كل ولاية ملاعب رياضية على أعلى المستويات، ومكتبات حكومية متطورة تفتح أبوابها على مدار الساعة، لتكون مراكز تعليمية وبحثية تخدم الطلبة والأساتذة، مثل الدول الأجنبية ليكون لدينا جيل متعلم ومثقف في كل المجالات، مؤمنًا بأن الاستثمار في التعليم هو المفتاح لبناء جيل مثقف وقادر على تحقيق التقدم كما يتخيل بأن بالعلم سيتمكن الطلبة المبتعثون في تمثيل الدولة عالميًا ليكونوا سفراء لعمان في مختلف المحافل،مستبشرًا في أن مستقبل بلاده يحمل الكثير من الفرص.

وأوضحت غيثاء بنت عبود الخصيبية المقيدة بالصف الثاني عشر بتعليمية جنوب الباطنة أنها ترى عُمان في المستقبل ستصبح من الدول المتقدمة بناءً على التطورات الحالية في مختلف القطاعات والتي تسعى إلى تحقيق تطلعات «رؤية عمان ٢٠٤٠»، حيث قالت: أنا طالبة في الصف الثاني عشر أرى أنه من المهم أن يتم دعم الأنشطة السياحية في جميع المحافظات حتى يتسنى لجميع المواطنين والمقيمين الاستمتاع بها، مشيرةً إلى أنها ترى مستقبل قطاع التعليم في سلطنة عمان سيكون أكثر فاعلية وجاذبية وجودة من خلال توفير البيئة المناسبة وخيارات أوسع في طريقة التعلم، وإضافة تقنيات حديثة كأدوات للتعلم، وهذا الأمر يضعنا حتما أمام قرار زيادة عدد المدارس والفصول الدراسية وزيادة عدد المرافق فيها حتى تتاح الفائدة من التعليم لكل طالب حسب حاجته.

وأوضحت الخصيبية أن زيادة عدد الفصول يلعب دورا أساسيًا في مدى استيعاب الطلبة للمواد الدراسية وفهمها، كما أنها تعطي كل طالب حقه في النقاش وطرح مشاركاته مع معلمه وزملائه، فماذا سيكون شكل هذا الأمر بعدما يتم توظيف التقنيات الحديثة عليها ؟ ستبدو العملية التعليمية أكثر متعة وأكثر استيعابا لجميع الطلبة، إلى جانب أنها ستفتح أبوابا كثيرة لتعيين المزيد من المعلمين واستغلال مواهبهم ومهاراتهم في التعليم لخدمة الوطن.

وتطمح الخصيبية في رؤية سلطنة عمان في تطور عمراني مستمر وأكثر حداثة وجمالية، مع الاهتمام بتطوير قطاع التعليم فبه تتقدم الكثير من القطاعات؛ لأن مخرجاته ستتلقى أفضل الخدمات التعليمية الحديثة ما يزيد قابليتهم للإبداع والابتكار في جميع المجالات.

وتطمح شهد بنت صالح الحبسية المقيدة بالصف التاسع بتعليمية شمال الشرقية في أن ترى بسلطنة عمان مراكز دعم للشباب في مختلف المحافظات والولايات لاحتواء مواهب الشباب بمختلف أعمارهم وتمكينهم معرفيًا ومهنيا بالاحتياجات التي تدعم مسيرتهم التعليمية؛ لأنها ترى أن جانب تطوير المهارات الشخصية تمنح شخصية الشاب قوة وحضورًا وتمدهم بالثقة وتساعدهم على التفاعل والاندماج مع مختلف أنشطة المجتمع، بالإضافة إلى أهمية تمكين الشباب بالمعرفة ومساعدتهم على الوصول إليها؛ لأنها ستمكنهم من ابتكار المزيد في مجالاتهم العملية مستقبلًا.

كما تحلم الحبسية في أن ترى إنشاء قطارات مترو الأنفاق والذي سيكون إضافة مذهلة وتوفيرها كإحدى وسائل النقل العامة والتي ستعمل على تقليل الانبعاثات السامة ومع ذلك ستصبح بيئة عمان أكثر نقاءً وبهاءً، كما أنها تتمنى تطوير وتزويد الأماكن السياحية بالخدمات اللازمة وإنشاء مدن ترفيهية والاهتمام بالترويج السياحي وإنشاء حدائق حيوانات وأحياء مائية بأشكال مطورة وحديثة على امتداد سكك القطار ما يضفي جمالية رائعة على المناظر المحيطة بالركاب، مؤكدةً أن ذلك سيسهم في توفير وظائف للباحثين عن عمل وإيجاد مصادر دخل مستدامة، فمع ازدياد حجم الخدمات المقدمة مع هذا التطور المصاحب لمشروع المترو ستكون هناك حاجة لزيادة الكوادر البشرية لتشغيل وإدارة هذه المرافق الحديثة.

وآمنت مودة بنت مالك الحارثية طالبة في الصف التاسع من تعليمية محافظة مسقط بأنها سترى مستقبل عُمان أكثر إشراقًا وازدهارًا على مستوى جميع المجالات وذلك في أن ترى تطورًا بقطاع التعليم من حيث نظام التدريس وتوفير برامج تدريبية تتماشى مع احتياجات سوق العمل لطلبة المدارس، مؤكدة بأن هذا الأمر سيسهم في إعداد جيل جديد من الشباب القادر والمتمكن على المنافسة والابتكار واستخدام التكنولوجيا الحديثة. مشددةً على أهمية حث وتشجيع الطلبة في هذه الجوانب ودعمهم من خلال المبادرات الرقمية التي ستحسن جودة التعليم بشكل كبير.

وتتمنى الحارثية في أن ترى سلطنة عمان وجهة سياحية جميلة وجاذبة على المستوى العالمي وذلك بإنشاء منتجعات سياحية كبيرة في بعض مناطق سلطنة عمان مثل صلالة، والجبل الأخضر، ورأس الحد، والكثير من المواقع السياحية، ورغبت في أن يقوم المعنيون باستغلال جميع الشواطئ ببناء ممشى ومحال تجارية وأماكن ترفيهية مثل الحدائق المائية الكبيرة وحدائق الحيوانات وحدائق ألعاب كهربائية رقمية ذكية، وأضافت قائلة: «لا يمكننا أن ننكر بأنه قد أصبح كل ما يعمل بالتقنية الحديثة جاذبًا أكثر من الخدمات والمرافق التقليدية».

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: أن سلطنة عمان الکثیر من تکون هناک فی أن ترى وأن تکون فی مختلف من خلال أن تکون أن یکون کما أن

إقرأ أيضاً:

الطاقة المتجددة.. فرصة اقتصادية ومساهمة بيئية

تحتفل سلطنة عمان بمسيرة حافلة من الإنجازات في مجالات الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر. هذه الإنجازات التي تسارعت خلال السنوات الماضية تعكس رؤية طموحة لقيادة حكيمة تهدف إلى تحقيق تحول مستدام يعزز مكانة سلطنة عُمان إقليميا وعالميا، ويمهد الطريق نحو اقتصاد أخضر متكامل ومستدام.

يستعرض هذا التقرير الإنجازات الرئيسية التي حققتها سلطنة عُمان في قطاع الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، مع التركيز على المشاريع الكبرى، والشراكات الدولية، والآفاق المستقبلية التي تؤكد التزام سلطنة عُمان بتحقيق التنمية المستدامة.

فمنذ تولي حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- مقاليد الحكم، وضعت سلطنة عمان استراتيجيات شاملة للتحول إلى الطاقة المتجددة. أحد أبرز هذه الاستراتيجيات كان التركيز على تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري والتوسع في استخدام مصادر الطاقة النظيفة مثل الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، والهيدروجين الأخضر. تمثل هذه الخطوات جزءا من «رؤية عُمان 2040»، التي تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة وضمان أمن الطاقة. وقادت وزارة الطاقة والمعادن هذه التحولات بفاعلية عالية، حيث أطلقت مشاريع عملاقة في الطاقة المتجددة، وأسست تحالفات وطنية ودولية لدعم البحوث والابتكار، وضمان استدامة الموارد الطبيعية للأجيال القادمة.

مشاريع استراتيجية

شهدت سلطنة عمان تطورا ملحوظا في مجال الطاقة المتجددة، حيث باتت تقود مشاريع استراتيجية تعزز مكانتها الإقليمية كدولة رائدة في إنتاج الطاقة النظيفة. ومن بين أبرز هذه المشاريع، مشروع ظفار لطاقة الرياح، كأول مزرعة رياح ضخمة في دول مجلس التعاون الخليجي. يقع المشروع في جنوب سلطنة عمان بمحافظة ظفار، ويسهم في إنتاج طاقة مستدامة تخدم آلاف المنازل والشركات، مع تقليل الانبعاثات الكربونية ودعم جهود مكافحة تغير المناخ. ويُعد المشروع مثالا حيا على قدرة سلطنة عمان على تسخير مواردها الطبيعية لتحقيق الاستدامة.

وعلى الجانب الآخر، يمثل مشروع أمين للطاقة الشمسية نقلة نوعية في مجال الطاقة النظيفة، ويمتد المشروع على مساحة تعادل 480 ملعب كرة قدم بالقرب من منطقة نمر في محافظة الظاهرة، ويعتمد المشروع على تقنيات متطورة لتحقيق كفاءة إنتاجية عالية للطاقة الشمسية، إضافة إلى فوائده البيئية، ويحقق أيضا مكاسب اقتصادية مهمة من خلال تقليل الاعتماد على استيراد الطاقة التقليدية، مما يعزز الاقتصاد الوطني ويدعم تحقيق أهداف الاستدامة طويلة الأجل.

أما محطة عبري 2 للطاقة الشمسية، التي افتُتحت في يناير 2022، فتُعد نموذجا عالميا للاستدامة، وتلبي المحطة احتياجات عدد كبير من السكان من الطاقة النظيفة، مما يعكس التزام سلطنة عمان بتوفير حلول طاقة مستدامة، إلى جانب ذلك، ساهم المشروع في توفير فرص عمل للشباب العماني، حيث لعب دورا بارزا في بناء قدراتهم التقنية وتطوير مهاراتهم، ما يعزز مشاركة الكوادر المحلية في قطاع الطاقة المتجددة.

ودشنت «عُمان شل» أول محطة في مشروع قبس صحار للطاقة الشمسية بحجم 25 ميجاوات، والتي من شأنها أن تدعم الميناء والمنطقة الحرة في صحار في أهدافها المتعلقة بالاستدامة، إضافة إلى إبراز الفوائد المُحققة من استغلال الطاقة الشمسية في الاستخدامات الصناعية.

وتُعد هذه المحطة، المملوكة بشكل كامل من قِبل «عُمان شل»، أول مشروع للطاقة الشمسية لشل مصمم للنطاق الصناعي على مستوى الشرق الأوسط وسلطنة عمان. وتقع المحطة على مساحة 50 هكتارا داخل منطقة صحار الحرة في شمال سلطنة عمان، وتتكون من أكثر من 88.000 وحدة للطاقة الشمسية. ويتم نقل، ومن ثم استخدام، 100% من الطاقة المولدة من هذه المحطة من قِبل مصنع كبير لإنتاج سبائك الفيروكروم، مما يقلل من استخدام الطاقة الكهربائية المنتجة من حرق الغاز الطبيعي، ويُقلل أيضا من انبعاثات أكثر من 25 ألف طن من غاز ثاني أكسيد الكربون سنويا.

الحد من الأثر الكربوني

يمثّل مشروعا منح 1 ومنح 2 للطاقة الشمسية، اللذان تنفذهما شركة نماء لشراء الطاقة والمياه بولاية منح بمحافظة الداخلية، أكبر مشروع للطاقة الشمسية في سلطنة عمان، بتكلفة إجمالية بلغت حوالي 800 مليون دولار. وهو من المشروعات المهمة في قطاع الكهرباء، ويهدف إلى الحد من الأثر الكربوني وخفض الطلب على الغاز الطبيعي.

وتبلغ الطاقة الإنتاجية لمشروعي «منح 1» و«منح 2» للطاقة الشمسية حوالي ألف ميجاوات، عبر استخدام تقنية الطاقة الشمسية الكهروضوئية، وتصل مساحتهما الإجمالية إلى 14.5 مليون متر مربع وأكثر من مليوني لوح شمسي، كما يبلغ إجمالي طول الكابلات أكثر من 3000 كم، وستغذي أكثر من 120 ألف منزل. ومن المتوقع التشغيل التجاري لمشروع «منح 1» خلال الربع الأول من 2025، ومشروع «منح 2» في الربع الثاني من نفس العام.

وتُعد هذه المشاريع من المبادرات الرائدة في مجال الطاقة المتجددة، تأكيدا على التزام عُمان بالتحول إلى اقتصاد مستدام. ومن خلال هذه الجهود، لا تقتصر سلطنة عمان على تحقيق أهدافها البيئية فحسب، بل تسهم أيضا في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مما يجعلها في طليعة الدول التي تتبنى حلول الطاقة النظيفة على مستوى المنطقة.

الهيدروجين الأخضر

أسهمت الطاقة المتجددة في التركيز على اقتصاد الهيدروجين الأخضر، فالاقتصاد الهيدروجيني قادر على تعويض القيود التي تفرضها مصادر الطاقة المتجددة، لأن الهيدروجين يجعل الانتقال الطاقي الكامل ممكنا.

وتهدف سلطنة عمان لتأمين أكثر من ٥٠ ألف كيلومتر مربع من الأراضي المخصصة للاستثمارات في الهيدروجين الأخضر، والتي ستكون قادرة على توليد أكثر من عشرة أضعاف الطلب المحلي على الطاقة بحلول عام ٢٠٥٠.

وتتمثل الأهداف الاستراتيجية للانتقال نحو الهيدروجين في ضمان أمن الطاقة، وتنويع الاقتصاد، وربط الصناعات وخلق وظائف جديدة، والتخلص من الانبعاثات الكربونية للحفاظ على مستقبل مستدام، وإنشاء قطاعات هيدروجين أخضر ذات تكلفة تنافسية لأسواق التصدير، ودعم الابتكار وتطوير القدرات.

وتعزز سلطنة عمان مكانتها كوجهة عالمية رائدة في إنتاج الهيدروجين الأخضر، والوقود المستدام الذي يُعتبر محورًا رئيسيًا للتحول العالمي نحو الطاقة النظيفة. وفي ١٢ أغسطس ٢٠٢١، أطلقت وزارة الطاقة والمعادن تحالف «هاي فلاي»، وهو تحالف وطني يضم ١٣ مؤسسة من القطاعين العام والخاص، مثل شركات النفط والغاز والهيئات الأكاديمية كجامعة السلطان قابوس. ويهدف التحالف إلى دعم الإنتاج المحلي للهيدروجين النظيف، وتسهيل نقله محليًا وتصديره عالميًا، وتعزيز الابتكار والاستثمار في تقنيات إنتاج الهيدروجين.

ويبرز مشروع هايبورت الدقم كأحد المبادرات البارزة، حيث يقع المشروع في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، ويسهم في إنتاج كميات كبيرة من الهيدروجين الأخضر باستخدام الطاقة المتجددة، ويُعزز المشروع صادرات عُمان من الطاقة النظيفة ويدعم خطط سلطنة عُمان لتُصبح مركزًا إقليميًا للطاقة الخضراء.

ويستهدف مشروع عُمان للطاقة الخضراء إنتاج حوالي 25 جيجاوات من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح المتجددة، ومن المقرر استثمار هذه الطاقة في إنتاج أكثر من 1.5 مليون طن من الهيدروجين الأخضر الخالي من الكربون سنويًا. ويهدف مصنع الأمونيا في ولاية صلالة بمحافظة ظفار إلى إنتاج 1000 طن متري في اليوم من الأمونيا السائلة، وبلغت التكلفة الاستثمارية للمصنع نحو 463 مليون دولار أمريكي.

كما وقعت وزارة الطاقة والمعادن وشركة بي. بي. اتفاقيتي العمل الاستراتيجي وجمع بيانات الطاقة المتجددة لدعم مشروعات تنمية الطاقة المتجددة على مستوى عالمي وتطوير الهيدروجين الأخضر في سلطنة عُمان بحلول عام 2030. يُشار إلى أن شركة هايدروم تأسست في عام 2020 كمُخطط رئيسي لقطاع الهيدروجين الأخضر في سلطنة عُمان، ومنحت الشركة حتى أبريل 2024 ما يزيد على 2300 كيلومتر مربع من الأراضي لمشاريع إنتاج الهيدروجين الأخضر من أصل 50000 كيلومتر مربع. وبإجمالي استثمارات يتجاوز 49 مليار دولار أمريكي، تقود هايدروم استراتيجية الهيدروجين التي تُعد جزءًا من استراتيجية أوسع للطاقة تهدف إلى توفير طاقة مستدامة وآمنة وبتكلفة تنافسية لدفع عجلة النمو الاقتصادي في عُمان من خلال توطين وتنويع القطاع فضلًا عن تمكين البلاد من تحقيق الحياد الصفري الكربوني بحلول عام 2050.

الشراكات الدولية

إدراكًا لأهمية التعاون الدولي في تحقيق أهدافها، أبرمت سلطنة عُمان شراكات استراتيجية مع دول رائدة في مجال الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، ومن أبرز هذه الشراكات، في عام 2022، وقعت سلطنة عُمان مذكرة تفاهم مع نيذرلاند لتطوير مشاريع الطاقة الخضراء، بما يدعم الابتكار وتبادل الخبرات، ويعزز التعاون في مشاريع الطاقة المتجددة، مما يُعزز التكامل بين البلدين في هذا المجال الحيوي، مع المملكة العربية السعودية، والتعاون مع اليابان في تطوير تقنيات الهيدروجين الأخضر ووقود الأمونيا وتدوير الكربون.

وفي عام 2023، تم التعاون مع بلجيكا في دعم مشروع هايبورت الدقم وتعزيز صادرات الهيدروجين الأخضر، ومذكرة تفاهم في مجال التحول الأخضر مع كوريا الجنوبية، والتعاون مع جمهورية المجر في تطوير تقنيات الهيدروجين الأخضر منخفض الكربون، وتوقيع اتفاقية مع سويسرا لتطوير مشاريع الطاقة المستدامة وتبادل الخبرات في مجال الطاقة النظيفة.

وتشكل هذه الشراكات جزءًا من «رؤية عُمان 2040»، التي تسعى إلى تحويل سلطنة عمان إلى مركز عالمي للطاقة المستدامة، ما يجعلها نموذجًا يُحتذى به في المنطقة ويعزز قدرتها على مواجهة التحديات البيئية والاقتصادية.

وتضع سلطنة عمان أهدافا طموحة لتحقيق التحول المستدام، والتي تتمثل في تحقيق الحياد الكربوني عبر تقليل الانبعاثات والتوسع في استخدام الطاقة المتجددة، ورفع نسبة مساهمة الطاقة النظيفة إلى 50% بحلول عام 2050 من خلال مشاريع طاقة الرياح والطاقة الشمسية، وتعزيز الابتكار من خلال تأسيس مراكز أبحاث متقدمة لدعم تقنيات الطاقة النظيفة، وتمكين الشباب عبر توفير آلاف الوظائف في مجالات الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر.

وتمضي سلطنة عمان، مع هذه المشاريع والشراكات والأهداف المستقبلية، بثقة نحو اقتصاد مستدام يعتمد على الطاقة النظيفة، ترسخ جهودها مكانتها كدولة رائدة في تحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية وحماية البيئة، مما يجعلها نموذجا عالميا يُحتذى به في مسيرة التحول الأخضر.

مقالات مشابهة

  • الألعاب النارية تضيء سماء سلطنة عمان ابتهاجًا بيوم النهضة المتجددة
  • الأنشطة غير النفطية نمو مستدام يرسم ملامح المستقبل
  • الطاقة المتجددة.. فرصة اقتصادية ومساهمة بيئية
  • توقيع مذكرة تفاهم بين سلطنة عمان والسعودية في المجال المالي
  • السفير الرحبي: الثقافة العمانية بتاريخها العريق تظل بحاجة لمزيد من الجسور التي تربطها بنظيراتها في العالم
  • عُمان تحتفي بالمنجز لا بالزمن
  • الأرقام المذهلة التي أعلنتها عمان
  • الأمم المتحدة: أطفال غزة يموتون من البرد وليس هناك مؤشر على توقف الرعب هناك
  • الأمم المتحدة: بسبب الحرب في السودان هناك أطفال خارج المدرسة