في الوقت الذي تدّعي فيه جماعة الإخوان الإرهابية المثالية وتصدر خطابًا مزيفًا عن رفضها للتطبيع مع إسرائيل، يكشف التاريخ القريب ازدواجية الجماعة وعلاقتها الخفية مع الكيان الصهيوني، ذلك الخطاب الذي وجهه محمد مرسي إلى الرئيس الإسرائيلي حينذاك سمعون بيريز، الذي بدأه بكلمة «عزيزي بيريز»، كان دليلا واضحا على على حقيقة الجماعة وأهدافها المتناقضة مع الشعارات التي ترفعها أمام الشعوب.

 

سعي الجماعة الإرهابية لتطوير العلاقات مع إسرائيل

في عام 2012، أرسل محمد مرسي خطابًا رسميًا إلى الرئيس الإسرائيلي، حمل عبارات ودية وصفت العلاقات بين مصر وإسرائيل بأنها «علاقات صداقة»،  ورغم محاولات الجماعة الترويج لخطاب المقاومة والمعاداة لإسرائيل، أثار هذا الخطاب جدلًا واسعًا وفضح تناقضاتها، خاصةً مع استخدامه كلمات مثل «عزيزي وصديقي العظيم»، مما أثار استياء الشارع المصري والعربي. 

فقد تضمن الخطاب أيضا على رغبة مرسي في تطوير علاقات المحبة التي تربط البلدين، وتعهد أن يبذل السفير المصري الجديد في تلك الفترة جهده، طالباً من بيريز أن يشمله بعطفه وحسن تقديره، وختم الخطاب بـ«صديقكم الوفي محمد مرسي».

خطاب محمد مرسي للرئيس الإسرائيل

وجاء نص الخطاب كالتالي: «محمد مرسي رئيس الجمهورية، صاحب الفخامة السيد شيمون بيريز رئيس دولة إسرائيل، عزيزي وصديقي العظيم، لما لي من شديد الرغبة في أن أطور علاقات المحبة التي تربط لحسن الحظ بلدينا، قد اخترت السيد السفير عاطف محمد سالم سيد الأهل، ليكون سفيراً فوق العادة، ومفوضاً من قبلي لدي فخامتكم، وإن ما خبرته من إخلاصه وهمته، وما رأيته من مقدرته في المناصب العليا التي تقلدها، مما يجعل لي وطيد الرجاء في أن يكون النجاح نصيبه في تأدية المهمة التي عهدت إليه فيها».

وأضاف «لاعتمادي على غيرته، وعلى ما سيبذل من صادق الجهد، ليكون أهل لعطف فخامتكم وحسن تقديرها، أرجو من فخامتكم أن تتفضلوا فتحوطوه بتأييدكم، وتولوه رعايتكم، وتتلقوا منه بالقبول وتمام الثقة، ما يبلغه إليكم من جانبي، لاسيما أن كان لي الشرف بأن أعرب لفخامتكم عما أتمناه لشخصكم من السعادة، ولبلادكم من الرغد.. صديقكم الوفي محمد مرسي.. تحريراً بقصر الجمهورية بالقاهرة، في 29 شعبان 1433، 19 يوليو 2012».

 تناقض موقف الإخوان تجاه إسرائيل 

وأكد ماهر فرغلي، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، في تصريحات سابقة لـ«الوطن»، أنه لطالما قدمت جماعة الإخوان نفسها كمدافع عن القضية الفلسطينية ورافضة للتطبيع مع إسرائيل، لكن الوثائق والحقائق أثبتت أن خطابها مجرد ستار يخفي تحركات خفية وأجندات تخدم مصالحها السياسية فقط،  فبعد تسريب خطاب «عزيزي بيريز»، حاولت الجماعة تبرير الموقف بالادعاء أن الخطاب كان مجرد إجراء بروتوكولي، لكن هذه التبريرات لم تصمد أمام الانتقادات الحادة، حيث تساءل الكثيرون عن سبب استخدام مثل هذه العبارات الحميمية، وعن مدى انسجام ذلك مع خطاب الجماعة الذي كان يهاجم السلام مع إسرائيل، فضلا ظهور بعد الشخصيات منهم برفقه اليهود وعلى القنوات الخاصة بهم ودعوتهم لقبول الفلسطينيين بإسرائيل، وكذلك العمل على تضليل المصريين والعالم المستمر فيما يخص جهود الدولة المصرية في القضية الفلسطينية من خلال نشر الشائعات والأكاذيب. 

 

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الإخوان جماعة الإخوان الإرهابية الإرهاب إسرائيل مع إسرائیل محمد مرسی خطاب ا

إقرأ أيضاً:

كيف استغلت جماعة الإخوان الدين لتحقيق أغراضها؟

منذ نشأتها، تبنت جماعة الإخوان الإرهابية استراتيجية تقوم على استغلال الدين كوسيلة لتحقيق أهدافها السياسية، متخذةً من الشعارات الدينية غطاءً لتمرير أجنداتها التخريبية، ومع الوقت انكشفت حقيقة الجماعة التي لم تتردد في استخدام الدين كأداة لخداع الشعوب وزرع الفتنة، متناسيةً أنّ الدين أسمى من أن يكون ورقة مساومة لتحقيق مصالحها. 

استغلال جماعة الإخوان للدين

اعتمدت الجماعة منذ البداية على شعارات دينية لاستقطاب الأتباع، في محاولة لإيهام العامة بأنّها الممثل الوحيد للدين، لكن الواقع أثبت أنّ تلك الشعارات لم تكن سوى غطاء لسياسات تهدف إلى السيطرة على الحكم، ولو كان ذلك على حساب تدمير الأوطان.

عملت الإخوان على تشويه القيم الدينية من خلال فتاوى مضللة تخدم أجندتها، مثل الدعوة للعنف ضد المعارضين، واعتبار من يختلف مع الجماعة «كافرًا» أو «عدوًا»، وهذه الفتاوى لم تهدف إلى حماية الدين، بل كانت أداة لتصفية الخصوم السياسيين وتبرير أعمال الإرهاب والتخريب التي نفذتها الجماعة في عدة دول. 

مشاركة الإخوان في أحداث العنف

حولت الجماعة دور العبادة من أماكن للتقرب إلى الله إلى منصات للترويج لأفكارها السياسية المتطرفة، مستغلين تلك الأماكن لتجنيد الشباب وبث الكراهية ضد مؤسسات الدولة، ونشر الأكاذيب التي تزرع الشقاق بين أفراد المجتمع. 

تظهر ازدواجية الجماعة بوضوح في خطابها الديني، حيث تتبنى خطابًا مسالمًا أمام العامة، بينما تعمل في الخفاء على التحريض والقيام بأعمال تخريبية من عنف، حيث تمّ اتهام الجماعة الإخوانية بالتورط في أحداث عنف وقتل المتظاهرين والمناهضين لهم، خاصة في واقعة الاتحادية التي شهدت قتل العديد من المصريين في مظاهر مناهضة لهم ولحكمهم للبلاد في الفترة 2012 إلى 2013، فضلا عن عشرات الكنائس التي نالت نصيبها منهم.

وقال سعيد توفيق، أستاذ علم الجمال والفلسفة بجامعة القاهرة، إنّ جماعة الإخوان المسلمين استخدمت الدين للوصول إلى السلطة، مشيرا خلال أحد اللقاءات التليفزيونية إلى أنّ أحد أبرز التأثيرات للفكر الإخواني على الشخصية المصرية، تزييف الوعي الديني.

مقالات مشابهة

  • جرائم وإخفاقات وخديعة للرأي العام.. نهج الإخوان الإرهابية لضرب مصر
  • كيف استغلت جماعة الإخوان الدين لتحقيق أغراضها؟
  • النائب عمرو القطامي: الشعب المصري كتب شهادة وفاة الجماعة الإرهابية نهائيا
  • نائب البرهان يوجه خطابًا حاسمًا للشعب السوداني عن مستقبل البلاد
  • إخوان كاذبون.. كيف استخدمت الجماعة الإرهابية الشائعات لنشر الفوضى؟
  • مالك عقار يوجه خطاب هام إلى الشعب السوداني مساء الأحد
  • مصدر أمنى يكشف حقيقة مقطع صوتي فبركته جماعة الإخوان الإرهابية
  • سفير مصر السابق في تل أبيب: إسرائيل توقعت عزل محمد مرسي
  • فيديو يفضح إسرائيل... شاهدوا ما يسرقه جنودها من جنوب لبنان