الوطن:
2025-03-14@09:40:36 GMT

سامح فايز: جرائم الإخوان عدوها الزمن

تاريخ النشر: 12th, January 2025 GMT

سامح فايز: جرائم الإخوان عدوها الزمن

تضم أرشيفات المحاكم المصرية والعربية وحتى الأجنبية آلاف الأوراق المتضمنة لجرائم الإخوان، جرائم نفذتها الأجنحة العسكرية المسلحة في: مصر وسوريا وليبيا وتونس واليمن وبعض دول أوروبا وأسيا بل وأمريكا ذاتها؛ فالتحقيقات التي أجريت حول تفجيرات 11 سبتمبر 2001 كشفت دورا للإخوان في دعم وتمويل عمليات أسامة بن لادن لتفجير برج التجارة العالمي.

جرائم وسلسال من الدم بدأ مع نشأة التنظيم على يد المؤسس والإرهابي الأول حسن البنا، غير البرئ من تلك الجرائم سواء بتأسيس الجناح المسلح أو بتدشين الأفكار الحركية والعقدية التي يحيا عليها التنظيم حتى الآن.

بيد أنّ بعضنا ينسى، أو أنّ التنظيم بأقسامه المختلفة يحاول جاهدا بكل ما يملك أن يمحوا آثار تلك الجرائم مستغلا عامل الزمن، فما عرفه الناس قبل عشر سنوات يختلف تماما عما يعرفوه الآن؛ بشكل أكثر تبسيطا فقد عشقنا جميعا مطربي جيل التسعينيات وكانوا نجوم اللحظة، حتى موسيقاهم كانت المسيطرة، أما اليوم فنحن نسمع جيلا آخر وعالما آخر وانتقل جيل التسعينيات إلى فتح المقاهي والكافيهات بحثا عن لقمة العيش.

وسواء انحصر عالمنا بين جيل التسعينيات أو ذلك الجيال الحالي فكلاهما لم يعرفه الناس أيام أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب، سواء على مستوى اللحن أو الكلمات، ذلك ما يعرف بعامل الزمن والتغيير!

أعطيت مثالا بسيطا حتى أقرب الصورة، ونستطيع أن نطبق ذلك المثال على كل شيء نحياه، فقد عرفت مصر في النصف الأول من القرن العشرين الشكل الأول للجماعات الدينية المتطرفة في ظاهرة شباب محمد، التنظيم المنشق عن تنظيم الإرهابي حسن البنا، بالتوازي أسس البنا النظام الخاص – الجناح العسكري المسلح – للجماعة، والذي نفذ عملياته في الأربعينيات والخمسينيات من القرن العشرين، استهدف بها القاضي المصري أحمد الخازندار ورئيس وزراء مصر أحمد ماهر باشا ومحاولة اغتيال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.. إلخ

ثم انتهى ذلك العصر للدرجة أن آخرون انضموا للجماعة مرة أخرى في الستينيات وقبض على شباب في مراحل التعليم الثانوي والجامعي ضمن تنظيم 1965 بقيادة سيد قطب منظر الإرهاب الأشهر في العالم بين الإسلاميين، وبعد إعدامه تأسست مجموعات جهادية ثأرا لإعدامه دون ترتيب أو تنسيق منها، فقط تأثرا بأفكار قطب والإخوان، بعضها كان في الجيزة وأخرى في المعادي، كان المشترك بينهم حضورهم دروسا دينية في مسجد قولة بحي عابدين التابع لجماعة أنصار السنة المحمدية على يد الشيخ محمد خليل هراس، والمشترك الثاني أنّ بعضهم طلاب في الثانوية أو التعليم الجامعي، وكان من بينهم أيمن الظواهري الذي سيصبح لاحقا أميرا لتنظيم القاعدة على مستوى العالم.

في جميع تلك المراحل جاهد تنظيم الإخوان حتى ينفي أى علاقة له من قريب أو بعيد بتلك التنظيمات المتطرفة، ودائما ما كان ينجح معتمد على قدرته مجابهة عنصر الزمن والتغيير، وأنّ عشر سنوات في عمر الأوطان ليست شيئا لكنها في أعمارنا كبشر كل شيء، وأسس لذلك لجانا داخل التنظيم للعمل على تطهير الجماعة من جرائمها بشكل دائم، فهناك لجانا للدعوة وأخرى للتربية وثالثة للاقتصاد وحركة الأموال واستخدامها في شراء الذمم والسياسين، ورابعة للفكر وتلك أخطرهم ولا تقل سرية عن النظام الخاص للتنظيم، والخاصة باختراق المؤسسات البحثية والثقافية واستمالة من يصلح استمالته وشراء ذمم آخريين، بالتالي فليرحل أعضاء مكتب الإرشاد أو يعدموا، ستظل الأفكار في صناديق خاصة يحرسها آخرون في دول أخرى يوظفونها وقت الحاجة!

قد يرى بضعنا أن تلك مسألة معقدة وهم محقون في ذلك إذا نظرنا للمسألة بعين الإنسان الذي تغيره الأعوام، وينتهى به الأمر إلى الموت وهي سنة الحياة، لكن الجماعات والأفكار والأوطان والأديان فلا تموت، بل تكبر وتنتشر وتستمر، فقد اغتيل حسن البنا عام 1949 وأعدم سيد قطب عام 1965، ومات مصطفى مشهور عام 2002، وقتل أسامة بن لادن عام 2011، وقتل أبو العلا عبد ربه في سوريا عام 2017 بعد خمسة عشر عاما من مشاركته في اغتيال الشهيد فرج فودة، وأعدم هشام عشماوي قاتل الشهيد أحمد منسي عام 2020، ومات أيمن الظواهري الذي أغرق القاهرة في الإرهاب فترة التسعينيات عام 2022. ومع رحيل هؤلاء يظل بيننا من يرد عليك ذلك الرد السمج شديد الوقاحة:"هو كل حاجة إخوان؟!".

جميع ما سبق يعتبره بعضنا في إطار التاريخ، وتلك حقيقة لا نستطيع أن نرفضها، فالناس لابد لهم الوقوع تحت عجلة التغيير وسنته، لكن التغيير بالنسبة للجماعات الدينية المتطرفة يحدث فقط في اختراع آليات أكثر ذكاء للقتل والإرهاب؛ والمتابع للعمليات المتطرفة التي نفذها التنظيم بعد ثورة يونيو 2013 سيتأكد من ذلك، لكن لنتوقف هنا لحظة، وهل استمرت عمليات الإرهاب بعد 2013؟

يعيش بيننا الآن جيل لا يعرف شيئا عن ما عشناه بعد 2011، فقد مضت عشر أعوام كاملة، وكما قلت في بداية المقال، فعشر أعوام في عمر الإنسان كل شئ، لكنها في عمر الأوطان ليست شيء، سيرد أحدنا أننا قدمنا أعمالا درامية ووثائقية سجلت ما حدث وبثته للناس على مدار السنوات الأخيرة، سأقول إنّها محاولات مهمة ووطنية ويجب دعمها حتى تستمر، لكنها هي الأخرى معرضة لعامل الزمن والتغيير والنسيان، بمعنى أدق، أننا نحتاج كل عشرة أعوام لعمل بنفس عظمة مسلسل الاختيار، وبطلا بنفس بسالة الشهيد منسي، وقلما حرا يوثق تلك الجرائم، حتى لا نقع فريسة النسيان، وحتى لا يهزمنا الإخوان بالزمن!

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: سامح فايز جرائم الإخوان

إقرأ أيضاً:

محادثات الدوحة تسابق الزمن وواشنطن تغضب إسرائيل بتواصلها مع حماس

بغداد اليوم - متابعة

ينتظر أن تبدأ، اليوم الثلاثاء (11 آذار 2025)، في الدوحة، جولة جديدة من المحادثات لإنهاء مأزق اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بحضور المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، بينما تثير الاتصالات بين إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) غضبا متزايدا في إسرائيل.

ونقل موقع أكسيوس الإخباري عن مصدرين، أن "ويتكوف سيتوجه مساء اليوم إلى العاصمة القطرية للانضمام إلى المفاوضات". 

وأفاد الموقع نقلا عن مصدر إسرائيلي أن "المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف أبدى استعداده للبقاء في المنطقة 3 أو 4 أيام للتوصل إلى اتفاق إذا وصلت المفاوضات مرحلة جدية". 

وقال المصدر إن ويتكوف أكد أنه "لن يلتقي مسؤولي حماس إلا إذا قدمت الحركة ما وصفها بتنازلات ملموسة". 

وفي وقت سابق، توجه فريق إسرائيلي مكون من ممثلي الشاباك والموساد والجيش ومنسق شؤون الأسرى إلى الدوحة للمشاركة في المحادثات المرتقبة.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن "الفريق تقني وسيتغيب عنه رئيس المفاوضين رون ديرمر، مشيرة إلى أن المفاوضين الإسرائيليين بالدوحة لم يُفوَّضوا للحديث عن إنهاء الحرب في قطاع غزة". 

يشار إلى أن "إسرائيل عطلت الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، ورفضت الالتزام ببنود أساسية بينها بدء الانسحاب من محور فيلادلفيا على الحدود الفلسطينية المصرية، كما أنها أوقفت المساعدات وقطعت الكهرباء عن القطاع". 

 وفي حين تضع إسرائيل شروطا للانتقال للمرحلة الثانية من الاتفاق، يسعى المفاوضون الأمريكيون إلى تسوية قد تشمل اتفاقا جديدا. 

وقال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، أمس الاثنين، إن "تواصل المبعوث الأمريكي لشؤون "الرهائن" آدم بولر مع حماس كان مرة واحدة". 

وأضاف روبيو أن "بولر أتيحت له الفرصة للتحدث مباشرة مع من لديه سيطرة على "الرهائن" ولكن لم تؤت هذه المحاولة ثمارها". 

وشدد الوزير على أن "وسيلة بلاده الأساسية في المفاوضات ستستمر من خلال المبعوث الخاص ستيف ويتكوف وعمله مع قطر".

وكان بولر قد أكد في حديث لشبكة "سي إن إن" أن الولايات المتحدة ليست عميلة لإسرائيل وأن لديها مصالحها الخاصة.

كما قال في مقابلة مع هيئة البث الإسرائيلية إن "الاجتماع وتبادل وجهات النظر مع حركة حماس كان مفيدا للغاية"، مضيفا أن "المحادثات تركز على جميع الأسرى في غزة، وليس الأمريكيين فقط". 

وتابع أن "حماس اقترحت تبادل جميع الأسرى ووقفا لإطلاق النار لمدة تتراوح بين 5 و10 سنوات، وألا تتدخل عسكريا أو سياسيا، ووصف اقتراح حماس بأنه جيد، مؤكدا أن التوصل إلى هدنة طويلة الأمد في غزة ممكن".

وأوضح أن اقتراح حماس الأولي كان جيدا، مشيرا إلى أن "إطلاق سراح الأسرى سيستغرق بضعة أسابيع. في غضون ذلك، يتصاعد الغضب والاستياء داخل حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من تواصل إدارة الرئيس الأمريكي مع حركة حماس".

ونقلت وول ستريت جورنال عن مسؤولين إسرائيليين أن "نتنياهو لا يملك ترف الخلاف مع إدارة ترامب، مشيرين إلى أن ذلك يهدد العلاقة مع مورد الأسلحة الرئيسي لإسرائيل".

كما قال المسؤولون إن "الخلاف مع ترامب يعني عدم قدرة نتنياهو على الحفاظ على ائتلافه الحاكم". 

وقالت وول ستريت جورنال إن "تصريح المبعوث الأمريكي لشؤون "الرهائن" آدم بولر بأن حماس مستعدة لنزع سلاحها أغضب إسرائيل".

المصدر: وكالات


مقالات مشابهة

  • حنان عطية تضيء مسرح جلال الشرقاوي بروائع الزمن الجميل
  • سامح حسين معلقا على نجاح برنامج "قطايف": اللي بيحصل ده معجزة
  • "قطايف" سامح حسين يتصدر ترند مصر.. والفنان يرد
  • الاتحاد الأوروبي يسابق الزمن لإقناع المجر بتجديد العقوبات ضد روسيا قبل انتهاء المهلة
  • «دوري القفز» في ضيافة «الإمارات للفروسية»
  • التهامي: الفن الحقيقي يبقى ويعيش عبر الزمن
  • مناقشات مع الخبراء حول "مشروع قانون التنظيم العقاري" في مجلس الدولة
  • ياسر وهبة: التاسع من مارس عام 69 يوم مشهود وفارق في عمر الزمن
  • ياسر وهبة: التاسع من مارس عام 69 يوم مشهود وفارق فى عمر الزمن
  • محادثات الدوحة تسابق الزمن وواشنطن تغضب إسرائيل بتواصلها مع حماس