الوطن:
2025-04-13@06:59:07 GMT

سامح فايز: جرائم الإخوان عدوها الزمن

تاريخ النشر: 12th, January 2025 GMT

سامح فايز: جرائم الإخوان عدوها الزمن

تضم أرشيفات المحاكم المصرية والعربية وحتى الأجنبية آلاف الأوراق المتضمنة لجرائم الإخوان، جرائم نفذتها الأجنحة العسكرية المسلحة في: مصر وسوريا وليبيا وتونس واليمن وبعض دول أوروبا وأسيا بل وأمريكا ذاتها؛ فالتحقيقات التي أجريت حول تفجيرات 11 سبتمبر 2001 كشفت دورا للإخوان في دعم وتمويل عمليات أسامة بن لادن لتفجير برج التجارة العالمي.

جرائم وسلسال من الدم بدأ مع نشأة التنظيم على يد المؤسس والإرهابي الأول حسن البنا، غير البرئ من تلك الجرائم سواء بتأسيس الجناح المسلح أو بتدشين الأفكار الحركية والعقدية التي يحيا عليها التنظيم حتى الآن.

بيد أنّ بعضنا ينسى، أو أنّ التنظيم بأقسامه المختلفة يحاول جاهدا بكل ما يملك أن يمحوا آثار تلك الجرائم مستغلا عامل الزمن، فما عرفه الناس قبل عشر سنوات يختلف تماما عما يعرفوه الآن؛ بشكل أكثر تبسيطا فقد عشقنا جميعا مطربي جيل التسعينيات وكانوا نجوم اللحظة، حتى موسيقاهم كانت المسيطرة، أما اليوم فنحن نسمع جيلا آخر وعالما آخر وانتقل جيل التسعينيات إلى فتح المقاهي والكافيهات بحثا عن لقمة العيش.

وسواء انحصر عالمنا بين جيل التسعينيات أو ذلك الجيال الحالي فكلاهما لم يعرفه الناس أيام أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب، سواء على مستوى اللحن أو الكلمات، ذلك ما يعرف بعامل الزمن والتغيير!

أعطيت مثالا بسيطا حتى أقرب الصورة، ونستطيع أن نطبق ذلك المثال على كل شيء نحياه، فقد عرفت مصر في النصف الأول من القرن العشرين الشكل الأول للجماعات الدينية المتطرفة في ظاهرة شباب محمد، التنظيم المنشق عن تنظيم الإرهابي حسن البنا، بالتوازي أسس البنا النظام الخاص – الجناح العسكري المسلح – للجماعة، والذي نفذ عملياته في الأربعينيات والخمسينيات من القرن العشرين، استهدف بها القاضي المصري أحمد الخازندار ورئيس وزراء مصر أحمد ماهر باشا ومحاولة اغتيال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.. إلخ

ثم انتهى ذلك العصر للدرجة أن آخرون انضموا للجماعة مرة أخرى في الستينيات وقبض على شباب في مراحل التعليم الثانوي والجامعي ضمن تنظيم 1965 بقيادة سيد قطب منظر الإرهاب الأشهر في العالم بين الإسلاميين، وبعد إعدامه تأسست مجموعات جهادية ثأرا لإعدامه دون ترتيب أو تنسيق منها، فقط تأثرا بأفكار قطب والإخوان، بعضها كان في الجيزة وأخرى في المعادي، كان المشترك بينهم حضورهم دروسا دينية في مسجد قولة بحي عابدين التابع لجماعة أنصار السنة المحمدية على يد الشيخ محمد خليل هراس، والمشترك الثاني أنّ بعضهم طلاب في الثانوية أو التعليم الجامعي، وكان من بينهم أيمن الظواهري الذي سيصبح لاحقا أميرا لتنظيم القاعدة على مستوى العالم.

في جميع تلك المراحل جاهد تنظيم الإخوان حتى ينفي أى علاقة له من قريب أو بعيد بتلك التنظيمات المتطرفة، ودائما ما كان ينجح معتمد على قدرته مجابهة عنصر الزمن والتغيير، وأنّ عشر سنوات في عمر الأوطان ليست شيئا لكنها في أعمارنا كبشر كل شيء، وأسس لذلك لجانا داخل التنظيم للعمل على تطهير الجماعة من جرائمها بشكل دائم، فهناك لجانا للدعوة وأخرى للتربية وثالثة للاقتصاد وحركة الأموال واستخدامها في شراء الذمم والسياسين، ورابعة للفكر وتلك أخطرهم ولا تقل سرية عن النظام الخاص للتنظيم، والخاصة باختراق المؤسسات البحثية والثقافية واستمالة من يصلح استمالته وشراء ذمم آخريين، بالتالي فليرحل أعضاء مكتب الإرشاد أو يعدموا، ستظل الأفكار في صناديق خاصة يحرسها آخرون في دول أخرى يوظفونها وقت الحاجة!

قد يرى بضعنا أن تلك مسألة معقدة وهم محقون في ذلك إذا نظرنا للمسألة بعين الإنسان الذي تغيره الأعوام، وينتهى به الأمر إلى الموت وهي سنة الحياة، لكن الجماعات والأفكار والأوطان والأديان فلا تموت، بل تكبر وتنتشر وتستمر، فقد اغتيل حسن البنا عام 1949 وأعدم سيد قطب عام 1965، ومات مصطفى مشهور عام 2002، وقتل أسامة بن لادن عام 2011، وقتل أبو العلا عبد ربه في سوريا عام 2017 بعد خمسة عشر عاما من مشاركته في اغتيال الشهيد فرج فودة، وأعدم هشام عشماوي قاتل الشهيد أحمد منسي عام 2020، ومات أيمن الظواهري الذي أغرق القاهرة في الإرهاب فترة التسعينيات عام 2022. ومع رحيل هؤلاء يظل بيننا من يرد عليك ذلك الرد السمج شديد الوقاحة:"هو كل حاجة إخوان؟!".

جميع ما سبق يعتبره بعضنا في إطار التاريخ، وتلك حقيقة لا نستطيع أن نرفضها، فالناس لابد لهم الوقوع تحت عجلة التغيير وسنته، لكن التغيير بالنسبة للجماعات الدينية المتطرفة يحدث فقط في اختراع آليات أكثر ذكاء للقتل والإرهاب؛ والمتابع للعمليات المتطرفة التي نفذها التنظيم بعد ثورة يونيو 2013 سيتأكد من ذلك، لكن لنتوقف هنا لحظة، وهل استمرت عمليات الإرهاب بعد 2013؟

يعيش بيننا الآن جيل لا يعرف شيئا عن ما عشناه بعد 2011، فقد مضت عشر أعوام كاملة، وكما قلت في بداية المقال، فعشر أعوام في عمر الإنسان كل شئ، لكنها في عمر الأوطان ليست شيء، سيرد أحدنا أننا قدمنا أعمالا درامية ووثائقية سجلت ما حدث وبثته للناس على مدار السنوات الأخيرة، سأقول إنّها محاولات مهمة ووطنية ويجب دعمها حتى تستمر، لكنها هي الأخرى معرضة لعامل الزمن والتغيير والنسيان، بمعنى أدق، أننا نحتاج كل عشرة أعوام لعمل بنفس عظمة مسلسل الاختيار، وبطلا بنفس بسالة الشهيد منسي، وقلما حرا يوثق تلك الجرائم، حتى لا نقع فريسة النسيان، وحتى لا يهزمنا الإخوان بالزمن!

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: سامح فايز جرائم الإخوان

إقرأ أيضاً:

الأهلي يسابق الزمن لترميم الدفاع.. تحركات عاجلة ومفاوضات لإعادة عبد المنعم

كثفت إدارة النادي الأهلي جهودها في الأيام الأخيرة لتدعيم الخط الدفاعي للفريق الأول لكرة القدم، وذلك ضمن استعدادات المارد الأحمر للمشاركة في بطولة كأس العالم للأندية، المقرر إقامتها في الولايات المتحدة الأمريكية خلال شهر يونيو المقبل.

مفاوضات لإعادة عبد المنعم

ووفقًا لمصدر مسؤول داخل القلعة الحمراء، فإن الأولوية القصوى حاليًا تتمثل في التعاقد مع مدافع قوي، يُعزز من قدرات الفريق الدفاعية قبل الدخول في منافسات كأس العالم، خاصة بعد أن اقترب النادي من حسم صفقة هجومية كبرى بضم أحمد سيد "زيزو".

وأكد المصدر أن الأهلي بات يمتلك خط هجوم ناري يضم نخبة من أبرز اللاعبين، مثل أشرف بن شرقي، وجراديشار، ووسام أبو علي، بالإضافة إلى انضمام النجم محمود حسن "تريزيجيه" ووجود حسين الشحات ضمن الصفوف، مما يجعل التركيز الآن موجّهًا بالكامل نحو تدعيم الدفاع.

ميدو يقطع الشك باليقين: لا أفكر في تدريب الزمالك.. وبيسيرو باقٍ بثقة الإدارة "الملك يتوّج بعرش الأجور".. كم راتب صلاح بعد تجديد عقده؟

وأشار المصدر إلى أن عدم حسم تجديد عقد الثنائي رامي ربيعة وياسر إبراهيم، إلى جانب غياب البدائل القوية في مركز قلب الدفاع، يدفع الإدارة للتحرك السريع نحو إيجاد حل جذري قبل الاستحقاقات الكبرى القادمة.

وكشف المصدر عن وجود اتصالات مكثفة لمحاولة إعادة المدافع الدولي محمد عبد المنعم، المحترف حاليًا في صفوف نادي نيس الفرنسي، للمشاركة مع الأهلي خلال كأس العالم للأندية، إلى جانب التفكير في ضم مدافع إضافي خلال فترة الانتقالات الصيفية القادمة.

الأهلي يستعد لمواجهة بيراميدز

من جهة أخرى، يختتم الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي تدريباته مساء اليوم الجمعة، استعدادًا للمواجهة المرتقبة أمام بيراميدز، التي تقام غدًا السبت، ضمن الجولة الثانية من المرحلة النهائية لبطولة دوري نايل.

مقالات مشابهة

  • برلمانية: حديث الغزالي حرب عن عودة الألقاب عفي عليه الزمن
  • تقارير: باريس سان جيرمان يسابق الزمن لتجديد عقد باركولا
  • رئيس أساقفة الروم الملكيين بزحلة: أسبوع الآلام قلب الزمن الليتورجي
  • فايز المالكي يشيد بمسلسل “شارع الأعشى”.. فيديو
  • فايز المالكي: أول مشهد مثلته كان بـ200 ريال.. فيديو
  • الأهلي يسابق الزمن لترميم الدفاع.. تحركات عاجلة ومفاوضات لإعادة عبد المنعم
  • رئيس التنظيم والإدارة الجديد ي يقدم الشكر للرئيس السيسي..تفاصيل
  • بين قَهرَين!! الإخوان والحكومة!
  • حاتم مصطفي قائما بأعمال التنظيم والإدارة
  • لقطة من الزمن الجميل