تسعى الإدارة السورية الجديدة ترسيخ رمزية الثورة في كافة مناحي الحياة، حيث أعلنت وزارة التربية والتعليم اعتماد "علم الثورة" ليحل محل العلم القديم في المناهج الدراسية، إلى جانب إلغاء مادة التربية الوطنية بالكامل.

ويعكس اعتماد "علم الثورة" رغبة واضحة من الحكومة الانتقالية في تمييز الحقبة الجديدة عن إرث النظام السابق، في كل صفحة كتاب مدرسي ستوضع ألوان هذا العلم لتحكي قصة شعب وثورته، لكن هل يكفي تغيير الرموز لبناء جيل جديد يحمل هوية موحدة؟

ويحمل هذا التحول رسالة رمزية قوية، تثير جدلاً في المناطق التي لا تزال تشهد انقسامًا سياسيًا واجتماعيًا.

ففي سوريا اليوم، لم يعد العلم مجرد قطعة قماش ترفرف فوق المؤسسات، بل أصبح مرآة للصراع السياسي والوجداني الذي عاشه السوريون طوال العقد الماضي.


التربية الوطنية.. فراغ تربوي أم إعادة صياغة؟
واثار إلغاء مادة التربية الوطنية من المناهج، وهي المادة التي كان يُنظر إليها كوسيلة لغرس قيم المواطنة والولاء، تساؤلات حول البدائل المتاحة لضمان استمرار تعليم القيم المدنية، ووفقًا لقرار الوزارة، تم توزيع درجات المادة على التاريخ والجغرافيا، لكن هل يعوّض ذلك عن تعليم مبادئ المواطنة؟

يرى النقاد أن هذا القرار ربما يعكس رغبة في الابتعاد عن الإرث التعليمي المرتبط بالنظام السابق، الذي كان يستخدم هذه المادة للترويج لأيديولوجياته. ومع ذلك، فإن غياب إطار واضح لتعويض هذا الفراغ قد يترك تأثيرًا طويل المدى على الطلاب.


بين تأييد ورفض: جدل في أوساط السوريين
لم يكن هذا القرار محط إجماع بين السوريين. في المناطق المؤيدة للإدارة الجديدة، يُنظر إلى القرار كخطوة ضرورية للتخلص من رموز الماضي وفتح صفحة جديدة. أما في مناطق أخرى، فقد أثار مخاوف من أن تكون هذه التعديلات مجرد واجهة سياسية دون أن تُحدث تغييرًا حقيقيًا في جودة التعليم.

وفي الوقت الذي أشاد فيه البعض بالجرأة في تغيير المناهج، طالب آخرون بتوجيه الجهود نحو تحسين البنية التحتية للتعليم وتطوير المحتوى الدراسي، الذي يعاني من نقص كبير نتيجة سنوات الحرب.

التحديات أمام التنفيذ
التعديلات الجديدة تتطلب تنفيذًا فعّالًا على أرض الواقع. إعادة طباعة الكتب الدراسية، تدريب المعلمين على المناهج المعدلة، وضمان توافق المحتوى مع الهوية الثقافية والاجتماعية السورية، كلها تحديات تنتظر الحل.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية التربية والتعليم مادة التربية الوطنية سوريا التعليمي سوريا التربية والتعليم التعليم علم الثورة السورية مادة التربية الوطنية المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة التربیة الوطنیة

إقرأ أيضاً:

البكوش: اللجنة الاستشارية الجديدة تُعيد إنتاج نفايات الماضي ولن تُحدث تغييرًا في المشهد الليبي

ليبيا – صلاح البكوش ينتقد متطلبات البعثة الأممية على أعضاء اللجنة الاستشارية ويدعو إلى حلول عملية للأزمة الليبية

تصريحات وتصاعد الانتقادات

صرّح المستشار السياسي السابق لمجلس الدولة الاستشاري، صلاح البكوش، في برنامج “حوارية الليلة” الذي يُذاع على قناة “ليبيا الأحرار” (التي تبث من تركيا) عن معلومات تشير إلى أن البعثة الأممية طلبت جوازات سفر أعضاء اللجنة الاستشارية، وقد يكون من المقرر عقد لقاء خارج ليبيا. وأوضح البكوش أن هذا الإجراء يأتي في سياق محاولة إعادة إنتاج نفس المخرجات الفاشلة التي تم تقديمها سابقًا في الاتفاقيات السياسية مثل جنيف والصخيرات.

انتقادات حول مخرجات اللجنة وتكوينها

أشار البكوش إلى أن المخرجات التي ترتكز عليها اللجنة تُعد “نفايات” مليئة بالفساد والعفن، وهي لم تحقق أي تقدم حقيقي في العملية السياسية الليبية. وأضاف: “لا يوجد نجاح حقيقي؛ هناك مجلسان ومشاورات للصخيرات وجنيف، وما الذي تحقق؟”. وانتقد البكوش أيضًا تشكيل اللجنة الاستشارية، معبرًا عن احترامه لبعض أعضائها بينما وصف آخرين بأنهم “سماسرة” للوضع السياسي الليبي يستغلون الأزمة لتحقيق مكاسب شخصية. كما أشار إلى أن هذه اللجنة لن تؤثر بشكل جذري في المشهد السياسي في ظل عدم وجود إرادة دولية واضحة لحل الأزمة الليبية.

واقع الأزمة الليبية والتحديات المؤسسية

أكد البكوش أن الأطراف السياسية الراهنة، مثل مجلس الدولة والنواب والرئاسي وحكومة الدبيبة وحماد، ليس من مصلحتهم قيام دولة ديمقراطية حديثة، إذ أن تلك الجهات التي “استولت على السلطة” لا ترغب في الخروج من الوضع الراهن الذي دام لأكثر من عقد. وأضاف: “لا نستطيع أن نحل الأزمة الليبية بجلوسنا في المقاهي وبيوتنا وعلى شاشات التلفاز”. واعتبر أن الآلية الحالية لا تسمح للجنة الوقوف في وجه ما وصفها بـ” الجهات المؤثرة “، مما يجعلها غير قادرة على تقديم توصيات تُحدث تغييرًا جذريًا.

موقف ترامب وموقف القوى الدولية

تناول البكوش أيضًا مسألة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث قال: “ترامب ليس شيئًا جديدًا؛ فقد كان رئيسًا من 2016 إلى 2020، وعندما غادر رئيس الوزراء الإيطالي آنذاك، قال ترامب: لا أرى دورًا لأمريكا في ليبيا، وهذا يتماشى مع سياستها. ترامب سيقول للأوروبيين: هذه مشكلتكم أنتم. ليبيا لا تمثل شيئًا كبيرًا بالنسبة له، فمصالحه مع السعودية ومصر والإمارات أكبر من مصالحه في ليبيا”.

دعوة للبحث عن حلول عملية

اختتم البكوش تصريحاته بدعوة إلى الخروج بمقترحات عقلانية تتعامل مع جذور الأزمة الليبية، داعيًا إلى ضرورة أن تُطرح حلول حقيقية تتجاوز مجرد إيماءات لا تُحدث تغييرًا. وأكد أن التجربة السابقة في تشكيل مثل هذه اللجان لم تُفضِ إلى أي نتائج ملموسة، وأن الشعب الليبي بحاجة إلى حلول عملية تستند إلى إرادة حقيقية وليس إلى ترتيبات رمزية تُعيد إنتاج المخرجات الفاشلة.

مقالات مشابهة

  • ابتكار مادة تنظيف أساسها ملح الحليب
  • 14 عاماً على ثورة 11 فبراير اليمنية... تغيير لم يكتمل
  • مختص :مادة BDNF موجودة في هذه الأطعمة لتقوية الذاكرة ..فيديو
  • أكثر خطورة من الكوكايين والماريجوانا.. ماذا تعرفون عن الفنتانيل الذي يحاربه ترامب؟
  • الشرع يكشف تفاصيل اعتقاله في العراق: تنقلتُ بين 4 سجون وأطلق سراحي قبل الثورة السورية بيومين
  • محمود فوزي: النيابة العامة ركيزة أساسية في منظومة القضاء
  • البكوش: اللجنة الاستشارية الجديدة تُعيد إنتاج نفايات الماضي ولن تُحدث تغييرًا في المشهد الليبي
  • وزير التربية والتعليم يُفاجئ عدداً من مدارس القرين والصالحية الجديدة بالشرقية
  • نائب رئيس محكمة التمييز: القضاء الولائي لا يدخل باختصاص المحكمة الاتحادية
  • البرلمان يحسم 338 مادة في مشروع قانون الإجراءات الجنائية الجديد .. تفاصيل