عيد الشرطة المصرية الـ 73.. بطولات وتضحيات مستمرة
تاريخ النشر: 12th, January 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يحتفل الشعب المصري فى 25 يناير من كل عام بذكرى تضحيات ابنائه من رجال الشرطة الذين قدموا فى معركة الإسماعيلية 25 يناير 1952 خير مثال على التضحية والفداء من أجل الوطن حين تصدوا لهمجية جنود الاحتلال البريطاني ورفضوا الاستسلام فى مدينة الإسماعيلية، ودفعوا حياتهم ثمنا لتمسكهم بكرامتهم ووطنهم.
قصة معركة الشرطة 25 يناير عام 1952
في صباح يوم الجمعة الموافق 25 يناير عام 1952، قام القائد البريطاني بمنطقة القناة "البريجادير أكسهام" باستدعاء ضابط الاتصال المصري، وسلمه إنذارا لتسلم قوات الشرطة المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية، وترحل عن منطقة القناة وتنسحب إلى القاهرة فما كان من المحافظة إلا أن رفضت الإنذار البريطاني وأبلغته إلى فؤاد سراج الدين باشا، وزير الداخلية فى هذا الوقت، والذى طلب منها الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام.
كانت هذه الحادثة اهم الأسباب فى اندلاع العصيان لدى قوات الشرطة أو التى كان يطلق عليها بلوكات النظام وقتها وهو ما جعل إكسهام وقواته يقومان بمحاصرة المدينة وتقسيمها إلى حى العرب وحى الإفرنج ووضع سلكا شائكا بين المنطقتين بحيث لا يصل أحد من أبناء المحافظة إلى الحى الراقى مكان إقامة الأجانب.
ليست هذه الأسباب فقط التي أدت لاندلاع المعركة، بل كانت هناك أسباب أخرى منها انه بعد إلغاء معاهدة 36 فى 8 أكتوبر 1951 غضبت بريطانيا غضبا شديدا واعتبرت إلغاء المعاهدة بداية لإشعال الحرب على المصريين ومعه أحكام قبضة المستعمر الإنجليزي على المدن المصرية ومنها مدن القناة والتي كانت مركزا رئيسيا لمعسكرات الإنجليز وبدأت أولى حلقات النضال ضد المستعمر وبدأت المظاهرات العارمة للمطالبة بجلاء الإنجليز.
فى 16 أكتوبر 1951 بدأت أولى شرارة التمرد ضد وجود المستعمر بحرق النافى وهو مستودع تموين وأغذية بحرية للانجليز كان مقره بميدان عرابي وسط مدينة الإسماعيلية، وتم إحراقه بعد مظاهرات من العمال والطلبة والقضاء علية تماما لترتفع قبضة الإنجليز على أبناء البلد وتزيد الخناق عليهم فقرروا تنظيم جهودهم لمحاربة الانجليز فكانت أحداث 25 يناير 1952.
بدأت المجزرة الوحشية الساعة السابعة صباحا وانطلقت مدافع الميدان من عيار 25 رطلا ومدافع الدبابات (السنتوريون) الضخمة من عيار 100 ملليمتر تدك بقنابلها مبنى المحافظة وثكنة بلوكات النظام (مقر قوات الشرطة ) بلا شفقه أو رحمة وبعد أن تقوضت الجدران وسالت الدماء أنهارا، أمر الجنرال إكسهام بوقف الضرب لمدة قصيرة لكى يعلن على رجال الشرطة المحاصرين فى الداخل إنذاره الأخير وهو التسليم والخروج رافعي الأيدي وبدون أسلحتهم وإلا فإن قواته ستستأنف الضرب بأقصى شدة.
تملكت الدهشة القائد البريطاني المتعجرف حينما جاءه الرد من ضابط شاب صغير الرتبة لكنه متأجج الحماسة والوطنية، وهو النقيب مصطفى رفعت، فقد صرخ فى وجهه فى شجاعة وثبات: لن تتسلمونا إلا جثثا هامدة. واستأنف البريطانيون المذبحة الشائنة فانطلقت المدافع وزمجرت الدبابات وأخذت القنابل تنهمر على المباني حتى حولتها إلى أنقاض، بينما تبعثرت فى أركانها الأشلاء وتخضبت أرضها بالدماء الطاهرة.
برغم ذلك الجحيم ظل أبطال الشرطة صامدين فى مواقعهم يقاومون ببنادقهم العتيقة من طراز (لى إنفيلد) ضد أقوى المدافع وأحدث الأسلحة البريطانية حتى نفدت ذخيرتهم، وسقط منهم فى المعركة 56 شهيدا و80 جريحا، بينما سقط من الضباط البريطانيين 13 قتيلا و12 جريحا، وأسر البريطانيون من بقى منهم على قيد الحياة من الضباط والجنود وعلى رأسهم قائدهم اللواء أحمد رائف ولم يفرج عنهم إلا فى فبراير 1952.
لم يستطع الجنرال إكسهام أن يخفى إعجابه بشجاعة المصريين فقال للمقدم شريف العبد ضابط الاتصال لقد قاتل رجال الشرطة المصريون بشرف واستسلموا بشرف، ولذا فإن من واجبنا احترامهم جميعا ضباطا وجنودا، وقام جنود فصيلة بريطانية بأمر من الجنرال إكسهام بأداء التحية العسكرية لطابور رجال الشرطة المصريين عند خروجهم من دار المحافظة ومرورهم أمامهم تكريما لهم وتقديرا لشجاعتهم وحتى تظل بطولات الشهداء من رجال الشرطة المصرية فى معركتهم ضد الاحتلال الإنجليزى ماثلة فى الأذهان ليحفظها ويتغنى بها الكبار والشباب وتعيها ذاكرة الطفل المصري وتحتفى بها.
خلدت الدولة هذه الملحمة بجعل هذا اليوم عيدا للشرطة، حيث أقرتها كإجازة رسمية في أول مرة في فبراير 2009 بقرار من الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك باعتباره إجازة رسمية للحكومة والقطاع العام المصري تقديرًا لجهود رجال الشرطة في حفظ الأمن والأمان واستقرار مصر واعترافًا بتضحياتهم في سبيل ذلك.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: 25 يناير رجال الشرطة
إقرأ أيضاً:
ديوكوفيتش جاهز لخوض بطولة قطر المفتوحة للتنس
لندن «د.ب.أ»: أكد نجم التنس الصربي المخضرم نوفاك ديوكوفيتش أنه تعافى بنسبة 100% تقريبا من الإصابة في الفخذ التي أجبرته على الانسحاب من بطولة أستراليا المفتوحة، أولى بطولات الجراند سلام الأربع الكبرى للموسم الحالي، وأنه يخطط الآن للعودة إلى بطولة قطر المفتوحة الأسبوع المقبل.
وتعطلت مساعي ديوكوفيتش للفوز بلقبه الـ25 في بطولات الجراند سلام، بعدما اضطر للانسحاب من مباراته أمام الألماني ألكسندر زفيريف في المربع الذهبي في ملبورن الشهر الماضي بداعي الإصابة.
لكن ديوكوفيتش على بعد لقب واحد من حصد لقبه رقم 100 في بطولات الرابطة العالمية للاعبي التنس المحترفين ، وسيحاول تحقيق ذلك عبر بطولة الدوحة، بعدما حصل على الضوء الأخضر من الطاقم الطبي الخاص به بالمشاركة في البطولة.
وقال ديوكوفيتش 37 عاما: "لم يعد هناك تمزق، تعافيت من الإصابة بنسبة 100% تقريبا، ومستعد للعمل من أجل مزيد من الانتصارات".
ونقلت وكالة الأنباء البريطانية (بي ايه ميديا) عن ديوكوفيتش قوله: "حصلت على الضوء الأخضر من الفريق الطبي بقدرتي على التدريب ، بقدرتي على الاستعداد".
وأضاف: "البطولة في الدوحة تقام بعد سبعة أيام لذا فأنا ملتزم بالجدول الزمني... الحمد لله بقدرتي على التعافي سريعا، عانيت من الإصابات مؤخرا بشكل أكبر مما واجهته في أول 15 عاما من مسيرتي".
وختم ديوكوفيتش بالقول: "أتمنى أن يتحقق اللقب رقم 100 عبر بطولة الدوحة، أطارد هذا الأمر منذ فترة طويلة، سيتحقق الأمر في موعده".