سواليف:
2025-01-12@15:43:23 GMT

في الصميم

تاريخ النشر: 12th, January 2025 GMT

#في_الصميم

د. #هاشم_غرايبه

تعقيبا على مقالة الخميس الماضي التي تكون عادة تحت عنوان “تأملات قرآنية”، كتب لي أحدهم معاتبا : “اتق الله في متابعيك ..” وأكمل معتبرا أن الحديث في أمور العقيدة هدفه التخدير وإلهاء الناس عن التضامن مع أهلنا في القطاع.
في واقع الأمر كثيرون ممن يعتبرون أنفسهم تقدميين، انساقوا وراء التضليل الذي مارسه التبشيريون بالعلمانية كمنهج بديل لمنهج الله، واعتقدوا أن معاداة الدين (الإسلام قصرا وتحديدا) هو الخطوة الأولى نحو التحرر والتقدم، وذلك بناء على تصور ليس عليه من دليل ان الدين فكر ماضوي عفا عليه الزمن.


وقبل أن أخط هذا الرد كنت أتابع مقطعا يصور عملية بطولية لمقاومي القطاع يظهر استدراجا لدبابات العدو شرق جباليا، بعد زرع لغم أرضي، وكان المجاهد يجلس غير بعيد وهو يمسك بجهاز التفجير ينتظر مرور صيد ثمين، وبالطبع قد يستغرق ذلك وقتا، وخير ما يشغل به نفسه خلال الانتظار هو قراءة القرآن، فتعمد المصور أن يظهر لقطة له والمصحف مفتوح أمامه وهو يقرأ منه .. الى أن جاءت دبابة العدو ففجرها.
فقلت سبحان الله، لقد جاء هذا الفيديو في وقته المناسب، وهو يغنيني عن الرد على ذلك المعاتب.
عندما نفذ الأبطال المجاهدون عملية السابع من تشرين، وحققوا فيها انتصارا كاسحا، ونتائج باهرة ما زال العدو يئن من صدمتها الى اليوم، لم يكن هؤلاء يرفعون شعارات قومية تمجد العرب، ولا يهتفون أمة عربية واحدة، ولا يا عمال العالم اتحدوا…، كانوا يهتفون الله أكبر.
في منظور القيم المادية والحسابات الواقعية، لم يكن لتلك العملية أي نصيب من النجاح، فالرقابة عليهم جوا وبرا وبحرا لصيقة، وبأجهزة باهرة التقدم التقني، والمناطق التي اجتاحوها شديدة التحصين، ومسورة بطبقات متعددة من الأسوار المادية والإليكترونية، يستعصي اختراقها على الدبابات والطائرات، ..فكيف اخترقها أفراد مشاة بأسلحة فردية بسيطة، وكيف سيطروا على كافة المواقع ودخلوا الى المعاقل السرية، فاستولوا على الوثائق وأخذوا معهم مئات من الأسرى الذين لم يكونوا مدنيين عزل كما أشاع مناصرو الكيان اللقيط، بل جميعهم مدججون بالسلاح، ذكورا واناثا، سواء كانوا عسكريين نظاميين أم في الاحتياط، فكل مواطني الكيان اللقيط مقاتلين مدربين.
لكن هؤلاء عند مجابهة المؤمنين جبناء رعديدون، وما أبقاهم الى الآن محتلين لديار المسلمين الا الحماية والتحصين من الغرب ومن أعوانه لدينا، لكن الله يصدق وعده: “وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا” [النساء:141]، فحقق لأبطال المقاومة عنصر المباغتة: “فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا ۖ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ” [الحشر:2]
التفسير الوحيد لنجاح تلك العملية هو أن الله كان معهم، وعندما حققوا متطلبات النصر نصرهم، والتي ليس من بينها التكافؤ في العدد والعدة، بل تقتصر على متطلبين مقدور عليهما: الأول الإيمان بأن الله أكبر من كل قوي واخلاص النية باتباع منهج الله، والثاني الإعداد والتدرب والتخطيط بأقصى ما بالإمكان، ثم التوكل على الله والتنفيذ بنية جهادية صادقة.

ربما أراد الله بنصرهم تعليمنا أن لا نخشى التفوق الساحق للعدو حاليا، وتنبيهنا الى تقصيرنا بحق أنفسنا عندما تخاذلنا وغلب على حكامنا الران، فانهزمنا على كثرتنا وغنى مواردنا، فلم تغن عنا شيئا.
إن من كان يؤمن بالله واليوم الآخر يصدق بوعد الله، وأنه ما بعث رسوله بالدين الحق ليهزم، ولا أنزل للناس هديه لكي يطفئه الظالمون، لذلك جعل سنة النصر العامة للبشر بتغلب الأقوى، لكنه خص عباده المؤمنين بسنة خاصة أقوى من السنة العامة، وتحقق النصر بتوفر الشرطين الآنف ذكرهما.
الضالون المكذبون يعلمون ذلك بالتجريب تاريخيا، لذلك يريدون صد المؤمنين عن منهج الله حتى يفقدونهم هذه المزية، فيهزمون بتحقيق السنة العامة التي يمكن أن يحققها الكافر والمؤمن، لكنهم لأنهم اختاروا الكفر فقد حرموا أنفسهم من الاستفادة من السنة الخاصة.
لأجل ذلك نرى الحرب شعواء على متبعي منهج الله والدعاة لتطبيقه كنظام سياسي ناظم لحياة الناس، لأنهم يعلمون أن الله لن ينصر مؤمنين لا يقيمون منهجه، فكيف إن صدوا عن منهجه وأصدروا قوائم بأسماء من يتبرعون للمقاومة الإسلامية أو يناصرونها، فيعتبرونهم ارهابيين !؟.
هل من يعادي منهج المجاهدين يناصرهم أم من يتبع منهجهم ويدعو الأمة للتمسك به!؟.

مقالات ذات صلة هواجس الأردن من لجوء سوريين جدد 2025/01/12

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: في الصميم هاشم غرايبه منهج الله

إقرأ أيضاً:

ما هي الكلمات التي غفرت لسيدنا آدم ذنبه؟ 21 كلمة تفتح لك الأبواب المغلقة

ما هي الكلمات التي تلقاها آدم من ربه؟ رأى أهل التفسير أن الكلمات التي تلقاها سيدنا آدم من ربه فتاب عليه هي المذكورة في سورة الأعراف في قوله تعالى: «رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ» (الأعراف: 23) وقيل: سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك، لا إله إلا أنت ظلمت نفسي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.

ما هي الكلمات التي تلقاها آدم من ربه؟

قالت الدكتورة هبة عوف، العالمة الأزهرية، إن الله تعالى عاقب سيدنا آدم -عليه السلام- على ذنبه، بنزوله إلى الأرض، فدعا سيدنا آدم الله تعالى كثيرًا للتوبة من هذا الذنب.

وأضافت «عوف»، في تصريح لـ«صدى البلد»، أن الله تعالى عرّف آدم -عليه السلام-، كلمات ليتوب عليه، كما فى قوله تعالى: «فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ»، منوهة بأنه فى سورة الأعراف ورد ذكر هذه الكلمات فى قوله تعالى: «قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ».

وأشارت العالمة الأزهرية، إلى أن هذه كلمات رغم صغرها إلا أنها عظيمة، ففيها اعتراف بالذنب من سيدنا آدم والسيدة حواء -عليهما السلام-.

دعاء الصباح مكتوب.. ردد أفضل أذكار النبي للوقاية والحفظ من كل سوءدعاء للأبناء في الامتحانات.. ردديه حتى يطمئن قلبك على أولادك

آدم عليه السلام


هو أول نبي من أنبياء الله تعالى، وأبو البشر، خلقه الله -تعالى- بيديه، وعلّمه الأسماء كلها، ثم أمر الملائكة بالسجود له، وبعدها عاش آدم -عليه السلام- في الجنة، وخلق الله -تعالى- له زوجته حواء، وأباح لهما كل ثمار الجنة ونعيمها إلا شجرة واحدة، فوسوس لهما الشيطان فأكلا منها، فأنزلهما الله -تعالى- إلى الأرض وأمرهما بعبادته وحده لا شريك له ودعوة البشر إلى ذلك.

قصة آدم عليه السلام


ورد ذكر قصة آدم -عليه السلام- في العديد من سور القرآن الكريم، حيث ذُكرت في سبعة مواضع في سورة البقرة، والأعراف، والحجر، والإسراء، والكهف، وطه، وص، وقد وردت أحداث القصة بدرجات متفاوتة من القِصر، والطول، والإيجاز، والإسهاب، والتفصيل، والاختصار، ولكن عند تجميع الأحداث تتشكل قصة مترابطة لا انقطاع فيها ولا اختلال، حيث تبدأ القصة بالحديث عن إرهاصات خلق الكائن الجديد وهو آدم عليه السلام، وبيان نوع المادة التي سيُخلق منها، ثم الاحتفاء به وأمر الملائكة بالسجود له، وبيان سجود الملائكة -عليهم السلام- له ورفض إبليس للأمر الإلهي، وتستمر الأحداث بالتسلسل إلى أن تنتهي بخروج آدم من الجنة وهبوطه إلى الأرض.

خلق آدم عليه السلام


سبق خلق آدم -عليه السلام- إخبار الله -تعالى- ملائكته -عليهم السلام- بأنه سيخلق بشرًا، وأنّ هذا المخلوق الجديد سيسكن الأرض، ويكون على رأس ذرية يخلف بعضهم بعضًا، فتساءلت الملائكة عن الحكمة من خلق آدم عليه السلام، فبيّن الله -تعالى- في القرآن الكريم استفسار الملائكة، حيث قال: «إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ» والظاهر من توقع الملائكة بأنّ ذرية آدم ستسفك الدماء وتُفسد في الأرض؛ لأنّ لديهم من الإلهام والبصيرة ما يكشف لهم شيئًا من فطرة المخلوق، أو أنّ لهم تجربة سابقة في الأرض، بالإضافة إلى أنّ فطرة الملائكة التي جُبلت على الخير المطلق لا تتصور غايةً للوجود إلا تسبيح الله -تعالى- وتقديسه، وذلك متحقق بوجودهم، وبعد ما أبداه الملائكة عليهم السلام من الحيرة بعد معرفة خبر خلق آدم، جاء الرد من رب العالمين حيث قال: «إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ».

وبيّن الله -تعالى- للملائكة أنه سيخلق آدم -عليه السلام- من طين، وأنّه سينفخ فيه من روحه، وأمرهم بالسجود تكريمًا له عند خلقه، وبعدها جُمع من تراب الأرض الأحمر، والأصفر، والأبيض، والأسود، ثم مُزج التراب بالماء فأصبح صلصالًا من حمأ مسنون، ثم تعفن الطين وانبعثت منه رائحة، ممّا جعل إبليس يتعجب ويتساءل ماذا سيكون هذا الطين، ثم جاء اليوم المُرتقب حيث سوّى الله -تعالى- آدم بيديه، ثم نفخ فيه من روحه فتمّ بذلك خلقه، ودبّت فيه الروح، وفي تلك اللحظة سجد الملائكة كما أمرهم ربهم -عز وجل- إلا إبليس الذي أعمى الكِبر والغرور بصيرته، فرفض السجود لآدم، فوبّخ الله -تعالى- إبليس، حيث قال له: «قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ۖ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ».

ولم يرتدع إبليس بعِظم الذنب الذي ارتكبه بعصيان أمر الله تعالى، بل أصرّ واستكبر وردّ بمنطق الحسد والكبر قائلًا: «قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ» في تلك اللحظة صدر أمر الله -تعالى- بلعنة إبليس وطرده من رحمة الله -تعالى- إلى يوم القيامة، حيث قال تعالى: «قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ» هناك امتلأ قلب إبليس بالحقد على آدم وذريته، وأصبح همّه الانتقام منه، فطلب من الله -تعالى- تأخيره إلى يوم القيامة، وشاءت حكمة الله -تعالى- إجابته فيما طلب، فأفصح إبليس عن هدفه في الانتقام حيث قال: «فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ» ثم أسكن الله -تعالى- آدم -عليه السلام- الجنة وخلق له زوجته حواء.

خروج آدم من الجنّة واستخلافه في الأرض


بعد خلق الله -تعالى- لحواء زوجةً لآدم عليه السلام، وبعد إسكانهما الجنة يتنعّمان فيها بنعيم كثير، أمر الله -تعالى- آدم وزوجته بعدم تناول فاكهة شجرة واحدة في الجنة، والاستمتاع بكلّ ما تبقّى من النعيم، ففي الجنة أصناف لا تُعدّ من الطعام، وشراب لذيذ متى ما عطش آدم -عليه السلام- شرب منه، ولا حرّ فيها ولا شمس، وحذّر الله -تعالى- آدم -عليه السلام- من اتباع وساوس إبليس وأوامره، فقال -تعالى- في مُحكم كتابه الكريم: «فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى»، فإبليس طُرد من الجنة وبالتأكيد لن يُريد لآدم -عليه السلام- إلا الشرّ، وقد سبق أن توعّد إبليس بإغواء آدم -عليه السلام- وذريته حتى يحشرهم الله يوم القيامة.

مقالات مشابهة

  • كنوز رجب.. أهم 7 أحداثٌ إسلامية حدثت في الشهر الحرام
  • الهيئة العامة لمجلس الشورى تعقد اجتماعها السابع خلال السنة الأولى من الدورة التاسعة
  • ما هي الكلمات التي غفرت لسيدنا آدم ذنبه؟ 21 كلمة تفتح لك الأبواب المغلقة
  • رئيس الجمهورية يُهنئ الجزائريين بمناسبة السنة الأمازيغية الجديدة
  • نماذج عُلمائية ملهمة.. محمد بن إدريس الشافعي فقيه السنة الأكبر
  • الإفتاء: المصافحة من الأفعال المسنونة التي تغفر الذنوب وتحط بها الأوزار
  • عن الحشد والفصائل .. كلام في الصميم !
  • دعاء يوم الجمعة للأحباب.. أفضل الأدعية المكتوبة التي يمكن ترديدها
  • منهج تجديد الخطاب الدينى