لجريدة عمان:
2025-01-12@15:05:48 GMT

غدا .. استكمال الندوة الفكرية للذكاء الاصطناعي

تاريخ النشر: 12th, January 2025 GMT

"عمان": تتواصل فعاليات مهرجان المسرح العربي في دورته الـ15، والذي يهدف إلى تسليط الضوء على إبداعات المسرحيين العرب من مختلف الدول العربية، حيث تتنافس العروض لليوم الخامس على التوالي، والتي تلامس قضايا المجتمع، وتعكس الواقع الثقافي والفني والاجتماعي في المنطقة، من خلال رسائل رمزية، وضعت على خشبة المسرح بأسلوبها الفني وشكلها الدرامي الجاذب للجمهور.

وتناولت جلسة المؤتمر الفكري في يومه الثاني، والتي جاءت بعنوان "المسرح والذكاء الاصطناعي بين الصراع السيطرة وثورة الإبداع الإنساني" وبمشاركة عدد من الباحثين والمسرحيين، ما يشهده العالم من تحول جذري في الفنون والتكنولوجيا، حيث بات الذكاء الاصطناعي يلعب دورا محوريا في إعادة تعريف الإبداع البشري، وفي مجالات المسرح والدراما، أصبحت التقنيات الحديثة وسيلة لابتكار تصاميم رقمية، وتحسين السينوغرافيا، ودمج التكنولوجيا مع الأداء الحي. من تصميم الأزياء المسرحية باستخدام الذكاء الاصطناعي إلى تطوير أقنعة ذكية تتفاعل مع حركة الممثلين، ومن استكشاف النصوص الدرامية التوليدية إلى استخدام الإسقاط الضوئي المبرمج، يفتح الذكاء الاصطناعي أفاقا جديدة للإبداع والتجريب.

المساحة الرمادية ..

وتناول المسرحي الذكتور أسامة لاذقاني في كلمته أهمية دمج الذكاء الاصطناعي في المسرح كأداة تفتح أفاقا جديدة للإبداع الفني، مع التأكيد على ضرورة أن يكون الذكاء الاصطناعي مكملا للإبداع البشري، لا بديلا عنه.

وناقش لاذقاني دور الذكاء الاصطناعي في تحسين التفاعل بين الفنانين والجمهور، وإمكانياته في خلق تجارب مسرحية مبتكرة تعتمد على شخصيات افتراضية وتحليل استجابات الجمهور في الوقت الفعلي. لكنه شدد أيضا على أهمية الحفاظ على القيم الإنسانية والإبداع الأصيل في ظل التوسع التكنولوجي، وضرورة معالجة التحديات الأخلاقية وحقوق الملكية الفكرية المرتبطة باستخدام هذه التقنيات، واختتم الدكتور أسامة حديثه بالتأكيد على أن الذكاء الاصطناعي يقدم فرصًا كبيرة لتعزيز الفنون المسرحية، لكنه يدعو إلى توازن دقيق بين التقنية والإبداع الإنساني لضمان استمرار روح الفن وأصالته

رؤى مبتكرة ..

وفي إطار تطور التكنولوجيا ودخول الذكاء الاصطناعي إلى عالم المسرح، قدم الدكتور محمد مبارك تسولي رؤى مبتكرة حول استخدام التصميم الرقمي لإحداث نقلة نوعية في مجال الأزياء والديكورات المسرحية، وتناولت المحاضرة أهمية الذكاء الاصطناعي في تطوير التصاميم المسرحية، حيث يتيح إنشاء أزياء وديكورات ديناميكية تجمع بين الإبداع الفني والتقنيات الحديثة. كما أشار تسولي إلى دور خوارزميات الذكاء الاصطناعي وبرامج الإسقاط الضوئي (المابينغ) في تحسين المؤثرات البصرية على خشبة المسرح، بما يعزز من تجربة المشاهد ويخلق عوالم بصرية مبهرة تتماشى مع أحداث العروض، كما يُعد هذا التوجه خطوة هامة نحو مستقبل المسرح الرقمي، حيث يتم توظيف التكنولوجيا لتوسيع حدود الإبداع الفني وتقديم تجارب مسرحية متكاملة ومتطورة.

تحسين التفاعل اللحظي

واستعرض الدكتور عماد الخفاجي في محاضرته دور الذكاء الاصطناعي في تطوير تقنيات الإضاءة المسرحية، مشيرًا إلى التحول الكبير من الأساليب التقليدية التي تعتمد على الخبرات اليدوية إلى تقنيات ديناميكية تتيح إمكانيات إبداعية غير مسبوقة.

وأوضح الخفاجي كيف يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين التفاعل اللحظي بين الإضاءة وحركة الممثلين، وضبط المزاج العام للمشهد بطريقة تلقائية تعزز التجربة البصرية. كما أشار إلى إمكانية استخدام المحاكاة الافتراضية لتصميم سيناريوهات إضاءة معقدة، ما يوفر وقتا وجهدا ويفتح أبوابا للإبداع والتجريب.

قناع الفيروفيوس

وقدم الدكتور أيمن الشريف، مصمم برامج الوسائط في الدراما بجامعة فلورنسا منذ عام 2008، مشروعًا مبتكرًا بعنوان "قناع الفيروفيوس". يُعد هذا القناع نقلة نوعية في دمج التكنولوجيا بحركة الممثل، حيث يستند إلى تقنيات متطورة تشمل إنترنت الأشياء والمجسات الذكية، ويعمل قناع الفيروفيوس على تمكين الممثل من التفاعل المباشر مع سينوغرافيا رقمية حية، بفضل المجسات المزودة بالقناع، تُرسل الإشارات لحظيا إلى بروجكترات البث التي تترجم هذه الحركات إلى مؤثرات بصرية ديناميكية على المسرح.

كما يمثل هذا المشروع تحولًا تقنيًا فريدًا يعزز التجربة المسرحية، حيث يدمج التكنولوجيا والإبداع لخلق عرض متعدد الأبعاد يتفاعل فيه الممثل مع الفضاء المسرحي بطريقة مبتكرة وغير مسبوقة.

توليد النص المسرحي

وقدّم عبداللطيف فردوس، الباحث المغربي في المسرح، رؤية معمقة حول دور الذكاء الاصطناعي في كتابة النصوص المسرحية، مسلطا الضوء على التحولات التي أضافتها هذه التقنية إلى المجال الإبداعي، وأكد فردوس أن الذكاء الاصطناعي بات قادرا على توليد نصوص درامية جديدة وتحليل النصوص القائمة لتحسينها، مما يفتح آفاقا جديدة في مجال الكتابة المسرحية والإبداع الفني. وأشار إلى تطور هذه التقنيات عبر العقود، منذ ظهور مفهوم “الذكاء الاصطناعي” عام 1956، وصولا إلى اليوم حيث أصبحت البرمجيات والتطبيقات الذكية تُستخدم في تصميم السينوغرافيا، الملابس، وتقنيات الإخراج المسرحي. كما ناقش فردوس التحديات التي يفرضها هذا التطور، خصوصا القلق من تحول النصوص إلى عمليات خوارزمية قد تفتقر إلى الروح الإنسانية، إلا أنه أكد أن الذكاء الاصطناعي يوفر فرصا استثنائية لتحفيز الإبداع، خصوصا في مسرح الارتجال وإنتاج النصوص التفاعلية.

3 دورات تدريبية

وضمن فعاليات مهرجان المسرح العربي انطلقت 3 دورات تدريبية معنية في الجانب المسرحي وسط حضور ما يقارب 80 مشاركا وتستمر حتى يوم غد، وتأتي هذه الورش سعيا من الهيئة العربية للمسرح لتقديم كل ما هو جديد ومفيد للشباب العمانيين والمعنيين والمهتمين في المسرح، وأول هذه الورش بعنوان "تقنيات ومهارات التمثيل" الذي يقدمها المخرج السوري الدكتور عجاج سليم، وتهدف الورشة إلى تمكين الممثل من الوصول إلى أعماق ذاته واستخراج المشاعر الكامنة في داخله، مما يسهم في تعزيز تجسيده للشخصيات بعمق وصدق.

أما ثاني الورش فقدمتها شيري غباشي من الأردن بعنوان "السلامة المهنية لذوي الهمم في المسرح"، وتهدف الورشة إلى تمكين المشاركين من ذوي الهمم لاكتساب مهارات حياتية تعزز معنوياتهم وتؤهلهم للعمل في بيئات إبداعية آمنة،

في حين جاءت ثالث الورش بعنوان "سبع دورس في الإيماء وفنون الأداء الصامت" والذي يقدمها الفلسطيني سعيد سلامة والتي ركز فيها على تأسيس مهارات الإيماء لدى المتدربين، من خلال منهج متكامل يسعى إلى تمكين المشاركين من اكتشاف إمكانات أجسادهم التعبيرية والوظيفية، مع تعزيز وعيهم بقدراتهم الجسدية في إيصال المشاعر والأفكار دون كلمات.

العروض المسرحية

وقدم عرض "ماكبث المصنع" لفريق كلية طب القاهرة من مصر عن ماكبث شكسبير، مساء أمس الأول، وهو عمل من إعداد وإخراج محمود ابراهيم الحسيني. وتدور أحداث العرض معالجة عصرية لماكبث شكسبير، في إطار ناعي تسيطر عليه الحداثة، مما يثير تساؤلات فلسفية حول الطمع والقوة والتكنولوجيا، وبدلا صمن الساحرات التقليديات يعتمد المخرج على شخصية "مدركة" وهي تطبيق ذكاء صناعي ليكون هو المرشد الغامض لماكبث ليحقق طموحاته على حساب أخلاقه وسلامته الشخصية، يقوم العمل على تقنيات مسرحية حديثة، ليعكس إيقاع الحياة الباردة داخل المصنع، ليكون صرخة ضد الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي.

في حين جاء العرض المسرحي "هاجّة (بوابة 52)" ضمن عروض المسار الثاني، قدمه "مسرح الناس" من تونس، تأليف دينا مناصرية وإخراج دليلة مفتاحي، وتدور أحداث العرض حول نسوة مناضلات من زمن الاستعمار الفرنسي لتونس، نساء عالقات في الزمان والمكان، ينشدن الاعتراف بما قدمن لتونس، زادهن ورقات من التاريخ يروين كلماتها وينفضن الغبار عن جوانبها المنسية، يتداخل الحاضر والماضي قلب البوابة 52، وتتشابك الأحداث وتتعدد الحكايات وتبوح الشخصيات بما قدمت النساء من أجل تحرير الوطن، نساء ضحين وكافحن من أجل الحرية كما فعل الرجل، اعتقلن في السجون، رفعن السلاح في وجه المستعمر، لكن عانين من الجحود والنسيان.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی فی فی المسرح

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي يحل سر منشأ قمري المريخ

#سواليف

ظهرت فرضية جديدة لمنشأ قمري #كوكب #المريخ، حيث توصل #العلماء إلى استنتاج مفاده بأن هذين القمرين الصغيرين تشكلا من #حطام #كويكب مدمر.

يذكر أن الكوكب الأحمر لديه #قمران غريبان جدا. ويبلغ حجم أحدهما وهو”فوبوس” حوالي 22 كيلومترا، والقمر الثاني “ديموس” الأصغر منه بـ10 كيلومترات. وهما عديما الشكل الدائري لأن الأجسام الأكبر حجما فقط هي التي تتخذ شكلا دائريا منتظما.

ويطير “فوبوس” على ارتفاع 6 آلاف كيلومتر فوق سطح المريخ، ويكمل دورته حول الكوكب كل سبع ساعات ونصف. ويقع “ديموس” على مسافة أبعد بكثير، مع ارتفاع مداري يبلغ 23 ألف كيلومتر، لذلك يدور حول المريخ ببطء أكثر بكثير، حيث تستغرق دورته 30 ساعة. وبحسب العلماء، فإن “فوبوس” يتوقع أن يصطدم يوما ما بالمريخ، بينما “ديموس” على العكس من ذلك، يبتعد تدريجيا، وسوف يترك في النهاية مداره حول المريخ.

مقالات ذات صلة ظواهر فلكية فريدة سيشهدها العام الجديد 2025/01/10

وهناك افتراضات تفيد بأن #فوبوس و #ديموس تشكلا بنفس الطريقة التي تشكل بها قمر الأرض، أي بعد اصطدام الكوكب بجرم سماوي كبير آخر، ما أسفر عن قذف كمية هائلة من المادة إلى الفضاء. لكن الحسابات أظهرت أن قمري المريخ كانا في هذه الحالة سيتشكلان في مكان أقرب إليه، أو كان عدد الأقمار أكثر من اثنين.

وفي الآونة الأخيرة توصل أحد الحواسيب العملاقة إلى فرضية جديدة مثيرة للاهتمام تفيد بأن كويكبا كبيرا ربما مر في الماضي البعيد بالقرب من كوكب المريخ، ووصل إلى مسافة قريبة لدرجة أن جاذبية الكوكب دمرته إلى شظايا كثيرة. وقد طار العديد منها بعيدا، لكن بعض “الحطام” انتشر في نهاية المطاف في جميع أنحاء الفضاء القريب من الكوكب وشكل قرصا كاملا، انطوى منه تدريجيا الجسمان الصغيران فوبوس وديموس. ويؤكد علماء الفيزياء الفلكية أن السيناريو الذي اقترحه الذكاء الاصطناعي مقنع تماما.

وجدير بالذكر أن وكالة الفضاء اليابانية تعتزم إرسال مسبار Martian Moons eXploration لاستكشاف قمري المريخ وجمع عينات صخورهما وإيصالها إلى الأرض. وسيساعد تحليل بنية تربة فوبوس وديموس في تشكيل فكرة عن درجة “قرابتهما” مع الكوكب الأحمر وتوضيح مسألة نشأتهما.

مقالات مشابهة

  • الإعلام محور جلسات اليوم الأول لمؤتمر الجزيرة للذكاء الاصطناعي
  • تامر أمين عن الذكاء الاصطناعي: خطر العصر
  • ميتا تعلن الخبر المنتظر لمحبي الذكاء الاصطناعي.. أدواته ستكون مجانية مستقبلاً
  • الذكاء الاصطناعي يحل سر منشأ قمري المريخ
  • كوريا الجنوبية تسجل أطول مدة استخدام للذكاء الاصطناعي في ديسمبر
  • واتساب يطرح ميزة انشاء شخصيات AI للذكاء الاصطناعي
  • باستثمارات 100 مليون دولار.. إنشاء أول مركز عالمي للذكاء الاصطناعي في مصر
  • باستثمارات 100 مليون دولار| إنشاء أول مركز عالمي للذكاء الاصطناعي في مصر.. تفاصيل
  • مؤتمر الجزيرة للذكاء الاصطناعي في الإعلام