تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في مشاهد مرعبة ودخان أسود كثيف وسماء تحولت للون الأحمر، اجتاحت حرائق الغابات مساحات شاسعة بولاية كاليفورنيا في مدينة "لوس أنجلوس"، يوم الأربعاء الماضي، والتي أسفرت عن مقتل الكثيرين وخسائر فادحة كبدتها أمريكا.

تعيش الولايات المتحدة كابوسا مستمرا، حيث تلتهم الحرائق كل ما يقف في طريقها، تتسلل حرارة النيران إلى كل زاوية، ويجد السكان أنفسهم محاصرين بين لهيب النيران وغيوم الدخان التي تلطّخ الأجواء، حتى وصلت النيران إلى نيويورك.

صورت الأقمار الصناعية بعض الأحياء من بينها “باسيفيك باليساديس، وألتادينا”، التي أظهرت المنازل المحترقة بالكامل، وصور للناجين منهارون على فقدان منازلهم ومجهولية مستقبلهم، وصورًا لأنقاض متبقية من المنازل والمباني، وسيارات محترقة بالكامل حيث وصل الرئيس الأمريكي "جو بايدن"، بأنه أشبه بمسرح حرب، تتعرض فيه المناطق للقصف.

سبب حرائق لوس أنجلوس وكاليفورنيا

كانت بداية الحريق في مدينة “لوس أنجلوس” بولاية كاليفورنيا صباح يوم الثلاثاء 7 يناير الجاري، إذ شرع عمود من الدخان الرمادي في الارتفاع بشكل تدريجي، وانتشرت النيران بسرعة كبيرة مع مرور الوقت، في مناطق عدة من بينها: “ماليبو، سانتا مونيكا، وباسيفيك باليساديس”.

يرجع السبب وراء ذلك إلى عوامل بيئية عدة ساهمت في انتشار الحريق، ومنها الرياح القوية التي عرفت برياح "سانتا آنا"، إلى جانب الجفاف المستمر فضلًا عن الظروف المناخية غير المستقرة، حيث عملت هذه الرياح التي تهب من داخل كاليفورنيا باتجاه الساحل، على زيادة درجة حرارة الهواء، مما تجعله أكثر جفافًا، ما يساهم في تكاثر النيران.

أضرار حرائق الغابات في أمريكا

تسببت حرائق الغابات في أمريكا في إحداث خسائر مالية فادحة تجاوزت الـ 135 مليار دولار، إذ تُعد الأكثر تكلفة في تاريخها، كما تشير التوقعات إلى أن الأضرار المؤمن عليها تتجاوز 20 مليار دولار، وتقدر الخسائر الفعلية بنحو 135 مليار دولار، ومن المتوقع وصولها إلى 150 مليار دولار.

تتوقع شركات تحليل مالي كبرى، مثل «مورنينج ستار» و«جيه بي مورغان»، أن تتجاوز الخسائر المؤمنة في صناعة التأمين 8 مليارات دولار.

امتداد حرائق لوس أنجلوس إلى نيويورك

امتدت حرائق لوس أنجلوس إلى نيويورك، حيث دمرت مساحة تعادل ضعف مقاطعة “مانهاتن”، كما التهمت 29 ألف فدان حتى صباح الجمعة الماضية، حسبما أفادت إدارة الغابات في ولاية كاليفورنيا.

أشارت الإدارة إلى أن المساحة المتضررة تعادل 22 ألف ملعب كرة قدم أو 200 ملعب جولف، إضافة إلى تدمير 10 آلاف مبنى ووفاة 10 أشخاص، مع فرار 154 ألف مواطن.

قال إريك آدامز عمدة مدينة نيويورك للصحفيين في مكان الحادث «كان هذا حريقًا هائلًا، ولعبت الرياح دورًا رئيسيًا في الظروف التي نواجهها»، وأمضت أطقم العمل ساعات في محاولة السيطرة على ألسنة اللهب والدخان الشديدة، لكن المسؤولين قالوا إن السقف وجميع الشقق في الطابق العلوي دمرت.

حظر التجول في لوس أنجلوس

من جانبها، فرضت السلطات الأمريكية الجمعة الماضية، حظر التجول في مناطق من “لوس أنجلوس” بولاية “كاليفورنيا”، لحماية الممتلكات التي تم إخلاؤها نظرًا لحرائق الغابات التي اجتاحت المنطقة.

قال قائد شرطة لوس أنجلوس، "روبرت لونا"، في مؤتمر صحفي، الجمعة الماضية، إن حظر التجوال ينطبق على المناطق التي تم إخلاؤها والمتأثرة بالحريق وهي: “باليساديس، وإيتون، وسيطبق الحظر من الساعة 6 مساء الجمعة، وحتى 6 صباح السبت بالتوقيت المحلي.

وفي سياق متصل، يقول الدكتور عادل بن يوسف، خبير التغيرات المناخية، إن الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والحرائق لها علاقة بالتغيرات المناخية، موضحًا أن المتحكم في العلاقة بين التغيرات المناخية والزلازل يكمن في 3 أمور.

يتابع «بن يوسف»، أن ذوبان الأنهار الجليدية يحول الضغط العمودي على القشرة الأرضية إلى ضغط غير متوازي، مما يقود لاحتمالية نشاط الزلازل، لافتا إلى أن ذوبان الأنهار الجليدية يرفع من منسوب مياه البحر ويزيد وزنها، مما يؤثر على الفوارق الأرضية القريبة من السواحل ويحفّز الزلازل.

يوضح، أن هناك مناطق أكثر عرضة للنشاط الزلزالي، مثل المناطق الجبلية والساحلية والجليدية، ولكن الزلازل وارد حدوثها في أي مكان.

كما يرى الدكتور مجدي علام، خبير البيئة العالمي، أن التغيرات المناخية الحادة تهدد العالم، حيث تحدث الحرائق بسبب أوراق الأشجار المتساقطة التي تتعرض لعمليات تحلل لا هوائي بفعل أنواع من البكتريا التي تولد غاز الميثان "أحد غازات الاحتباس الحراري" مع ارتفاع درجات الحرارة ما يسبب اشتعال ذاتي، بدليل ما يحدث في مقالب القمامة التي تشتعل النيران بها نتيجة عمليات التحليل اللاهوائية.

ويستكمل "علام"، أن الأضرار الناجمة عن التغيرات المناخية تتضمن ارتفاع درجات الحرارة التي سجلت خلال الـ 500 عامًا الماضية إلى 0.9 أقل من الواحد صحيح على عكس ما حدث خلال الـ 45 عامًا الماضية من بداية استخدام الفحم والوقود الأحفوري ولا يزال استخدامة مع النفط والأنواع الأخرى مثل: الكيروسين أو الجازلوين بما فيها البيو جاز وغيرها.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: ارتفاع درجات الحرارة استخدام الفحم التغيرات المناخية الولايات المتحدة حظر التجوال حرائق الغابات حظر التجول خسائر فادحة درجة حرارة الهواء كاليفورنيا مدينة لوس أنجلوس ي نيويورك التغیرات المناخیة حرائق الغابات ملیار دولار لوس أنجلوس

إقرأ أيضاً:

فدية البحر الأحمر: كيف تمول رسائل البريد الإلكتروني عمليات القرصنة التي يشنها الحوثيون بقيمة 2 مليار دولار (ترجمة خاصة)

لقد أصبح البحر الأحمر، الشريان الحيوي للتجارة العالمية، ساحة معركة للقرصنة الحديثة التي تمزج بين التكنولوجيا والجغرافيا السياسية والتجارة. وقد تبنت جماعة الحوثي في ​​اليمن نهجا جديدا للاستفادة من موقعها الاستراتيجي، حيث طالبت بدفعات من شركات الشحن مقابل المرور الآمن.

 

ويعيد هذا المخطط، الذي تم تنسيقه من خلال رسائل البريد الإلكتروني وقنوات الدفع في السوق السوداء، تشكيل التجارة البحرية ويفرض تحديات عالمية كبيرة، كما ذكرت مجلة الإيكونوميست.

 

في مزيج من التشدد والبيروقراطية، قام الحوثيون بإضفاء الطابع المؤسسي على ممارسات الابتزاز من خلال تزويد أصحاب السفن بعنوان بريد إلكتروني "علاقات العملاء" للتفاوض على المدفوعات. وبالنسبة لأولئك الذين يبحرون في المياه الخطرة في البحر الأحمر، فإن الخيارات قاتمة: الدفع، أو المخاطرة بالهجمات، أو اتخاذ طريق أطول وأكثر تكلفة.

 

وبفضل الصواريخ والطائرات بدون طيار المتقدمة، يمكن للحوثيين استهداف السفن بدقة، مما يخلق جوًا من الحتمية حول هذه المدفوعات. وتقدر مجلة الإيكونوميست أن المجموعة تجمع ما يصل إلى 2 مليار دولار سنويًا من خلال نموذج الابتزاز هذا.

 

في حين تقاوم العديد من الشركات الغربية دفع هذه الرسوم، وتختار إعادة توجيه السفن حول أفريقيا، فإن التحويلات تأتي بتكاليف باهظة. تزيد الرحلات الأطول من أوقات العبور واستهلاك الوقود، مما يدفع النفقات للشركات والمستهلكين على حد سواء. في المقابل، اتخذت دول مثل الصين موقفًا عمليًا، حيث ورد أنها زادت حصتها من الشحن في البحر الأحمر من خلال الموافقة على دفع الحوثيين مقابل المرور الآمن.

 

التأثير على التجارة العالمية

 

إن تداعيات هذا الابتزاز البحري هائلة. فقد انخفضت أحجام الشحن في البحر الأحمر، حيث تشير بعض التقديرات إلى انخفاض بنسبة 70 في المائة. أدى إحجام شركات الشحن الغربية عن الامتثال إلى زيادة في الملاحة عبر رأس الرجاء الصالح، مما أضاف الوقت والتكاليف للشحنات. وأشار التقرير إلى أن هذا التحول أدى إلى تعطيل سلاسل التوريد وخلق فرص للمشغلين تحت أعلام أقل تقييدًا للهيمنة على حركة المرور في البحر الأحمر.

 

إن التكاليف غير المباشرة لأنشطة الحوثيين أكثر وضوحا. ويقدر التقرير أن النفقات الإضافية الناجمة عن إعادة التوجيه والتأخير واستهلاك الوقود تبلغ 175 مليار دولار سنويا، وهو عبء مالي ينتقل في نهاية المطاف إلى المستهلكين النهائيين.

 

ما هي أزمة البحر الأحمر؟

 

منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023، نفذت ميليشيات الحوثي اليمنية هجمات متعددة على سفن الشحن في البحر الأحمر. أصبح هذا الممر البحري الحيوي، وهو أسرع رابط بين آسيا وأوروبا عبر قناة السويس، محفوفا بالمخاطر بشكل متزايد. تختار العديد من السفن الآن الطريق الأطول حول رأس الرجاء الصالح، مما يزيد من تكاليف الشحن وأوقات التسليم.

 

تأتي هذه الأزمة في ظل تحديات اقتصادية مستمرة، بما في ذلك عواقب الوباء، والصراع الروسي الأوكراني المستمر، والتباطؤ العالمي.

 

يواجه البحر الأحمر، الذي يتعامل مع ما يقرب من 30 في المائة من حركة الحاويات العالمية، اضطرابا غير مسبوق. وبحلول مارس/آذار 2024، انخفضت حركة المرور عبر قناة السويس ومضيق باب المندب بنسبة 50%، في حين تضاعفت حركة الملاحة عبر رأس الرجاء الصالح.

 

الابتزاز كنموذج أعمال مستدام

 

إن نموذج الابتزاز الذي يتبعه الحوثيون مثير للقلق بشكل خاص بسبب استدامته. إن قدرة المجموعة على توليد الإيرادات من خلال العمليات البحرية تمول قدراتها العسكرية ونفوذها الأوسع في اليمن والمنطقة.

 

وبينما أثارت أفعالهم انتقادات واسعة النطاق، لا يمكن تجاهل الأسباب الجذرية. لقد وفر الصراع المستمر في اليمن - المدفوع بالفقر والتنافسات الجيوسياسية وسنوات من التدخل الأجنبي - أرضًا خصبة لمثل هذه الأنشطة. وقد أدى الافتقار إلى استجابة عالمية منسقة إلى تفاقم الأزمة.

 

إن نجاح الحوثيين في استغلال انعدام الأمن البحري يشكل سابقة خطيرة. فمن خلال استغلال نقاط الضعف في التجارة العالمية، ابتكروا نموذجًا يمكن أن يلهم الجماعات المسلحة الأخرى. وحذر التقرير من أن هذا الاتجاه المزعج قد يمتد إلى ما هو أبعد من الشحن إلى صناعات أخرى مثل السفر الجوي، خاصة مع استمرار ارتفاع المخاطر الجيوسياسية.

 

*يمكن الرجوع للمادة الأصل : هنا


مقالات مشابهة

  • بسبب الهجوم على السفن.. أسامة ربيع: خسائر قناة السويس 7.2 مليار دولار
  • رجل في كاليفورنيا يكتشف دبًا ضخمًا يختبئ تحت منزله بعد حرائق لوس أنجلوس
  • ندوة توعوية بجامعة الزقازيق عن «التغيرات المناخية وأثرها على صحة الإنسان والرياضيين»
  • فدية البحر الأحمر: كيف تمول رسائل البريد الإلكتروني عمليات القرصنة التي يشنها الحوثيون بقيمة 2 مليار دولار (ترجمة خاصة)
  • وزير الزراعة يؤكد أهمية تعزيز دور مرصد الصحراء والساحل في مواجهة التغيرات المناخية
  • خبير بيئي: مشروع مخاطر التغيرات المناخية يستهدف التقليل من الاحتباس الحراري
  • حرائق كاليفورنيا.. جرس إنذار للحد من تأثير التغيرات المناخية.. تسببت في مقتل 29 شخصا ونزوح الآلاف من السكان و150 مليار دولار خسائر اقتصادية
  • السعودية تستقطب استثمارات بنحو 14.9 مليار دولار في الذكاء الاصطناعي
  • تشيلي تفرض حظر تجول في نبل وماولي لمكافحة حرائق الغابات
  • «الري»: خطط للإنذار المبكر في الدلتا لمواجهة التغيرات المناخية