إحياء زراعة المطاط في الأمازون يحفظ استدامة البيئة والاقتصاد
تاريخ النشر: 12th, January 2025 GMT
شهدت زراعة المطاط في جزيرة ماراجو، التي تقع في قلب الأمازون البرازيلية وتستضيف مؤتمر "كوب 30" في نوفمبر 2025، عودة ملحوظة بعد تراجعها في أواخر القرن العشرين بسبب انخفاض الطلب عليها، فقد كانت زراعة المطاط تعد من الأنشطة الاقتصادية الأساسية في المنطقة، إلا أن التوسع الكبير في مزارع المطاط في دول أخرى، مثل ماليزيا، أسهم في تراجع الطلب على مطاط الأمازون، مما أدى إلى زيادة في إزالة الغابات في ماراجو.
لكن اليوم، تشهد المنطقة نهضة جديدة بفضل مبادرة محلية أطلقتها شركة "سيرينغو"، والتي تهدف إلى دمج زراعة المطاط ضمن نهج التنمية المستدامة، وهذه المبادرة توفر فرص عمل لأكثر من 1500 شخص في منطقة ماراجو، وتعمل على الحفاظ على الغابة والتقليل من قطع الأشجار بشكل غير قانوني.
اذ يعيد ريناتو كورديرو، أحد "سرينغويروس" المحليين إحياء هذا النشاط الذي تعلمه منذ طفولته، ففي كل صباح، يخرج ريناتو إلى غابته لقطع أشجار المطاط بحذر، وذلك باستخدام سكينه الخاص، حيث يشرع في إجراء شقوق في جذوع الأشجار ليتدفق منها اللاتكس، الذي يجمعه في حاويات صغيرة. وهذه القطرة قطرة تشكل مصدر رزقه ويقوم بتحويلها إلى كرات من المطاط بعد خلطها بالخل، ثم يبيعها لشركة "سيرينغو"، وهذه العملية توفر له دخلًا ثابتًا يعين أسرته ويوفر له فرصة للحفاظ على البيئة في الوقت نفسه.
وتستهدف شركة "سيرينغو" أن تكون مصدر دخل مستدام للمجتمع المحلي، حيث يدير العاملون في هذه المبادرة أعمالهم بشكل يضمن الحفاظ على الغابة واستخدام مواردها بشكل مسؤول، ويقول فالسير رودريغيز، عامل آخر في القطاع : "نريد ترك عالم أفضل لأطفالنا، ولهذا السبب نحرص على عدم تدمير الغابة". يواجه رودريغيز تحديات من الحطابين غير القانونيين الذين يدخلون أرضه لقطع الأشجار، لكنه يبقى ملتزمًا بحماية البيئة.
وتسعى "سيرينغو" الآن إلى توسيع نطاق عملها لتشمل إنتاج منتجات جديدة، فقد بدأ المصنع المحلي في إنتاج أحذية رياضية وصنادل قابلة للتحلل بيولوجياً، مصنوعة من 70% من المطاط الطبيعي و30% من مسحوق الأساي، مما يعزز من إمكانيات السوق المحلي ويخلق فرص عمل إضافية.
ومع الدعم الحكومي من ولاية بارا، تأمل "سيرينغو" في زيادة عدد المنتجين إلى 10,000 شخص، لكن ما يزال التحدي الأكبر هو جذب الشباب إلى هذا المجال، وهو ما تعمل الشركة على تحقيقه من خلال التوعية بأهمية هذا القطاع في حماية البيئة وتحقيق التنمية المستدامة.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
مائدة مستديرة لمناقشة سبل تعزيز الزراعة المتجددة للقطن المصري
عُقدت مائدة مستديرة لمناقشة أهمية الزراعة المتجددة للقطن المصري وسبل توسيع نطاق تطبيقها، بمشاركة أكثر من سبعين من أصحاب المصلحة والخبراء في القطاعين العام والخاص. وجاء الحدث بالتعاون مع جمعية قطن مصر ومعهد بحوث القطن، بهدف تعزيز استدامة زراعة القطن في مصر وتحسين إنتاجيته في مواجهة التحديات المناخية.
وشهدت الجلسة حضور متحدثين بارزين، من بينهم خالد شومان، الرئيس التنفيذي لجمعية القطن المصري، والدكتور عبد الناصر رضوان، مدير معهد بحوث القطن، والدكتور هشام حمود، مستشار متخصص، وسارة بيرليزي، المنسق الفني الرئيسي في منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو).
يُعد القطن المصري من أهم الصادرات الزراعية، حيث يمثل 3% من الناتج المحلي الإجمالي، ويوفر حوالي 25-30% من الإمدادات العالمية من القطن طويل التيلة وفائق الطول. ومع ذلك، تواجه زراعته تحديات متزايدة نتيجة لتغير المناخ، مثل ارتفاع درجات الحرارة، وتغير أنماط هطول الأمطار، وزيادة الظواهر الجوية القاسية، مما يستدعي تبني ممارسات زراعية متجددة لضمان استدامة الإنتاج.
تناولت المناقشات دور الابتكار والتكنولوجيا الحديثة مثل الزراعة الدقيقة، والتصوير بالأقمار الصناعية، والأسمدة والمبيدات الحيوية في تحسين الإنتاجية، كما تم التطرق إلى أهمية دعم المزارعين من خلال توفير التمويل والتدريب الفني، وفتح أسواق جديدة للقطن المزروع بأساليب مستدامة. وناقش الخبراء سبل تعزيز صحة التربة وترشيد استهلاك المياه عبر تقنيات الزراعة المتجددة، مما يساهم في تقليل التأثير البيئي وزيادة الإنتاجية على المدى الطويل.
استدامة القطن المصري
أكد خالد شومان، الرئيس التنفيذي لجمعية القطن المصري، أن تعزيز الزراعة المتجددة يمثل خطوة محورية في الحفاظ على جودة واستدامة القطن المصري، مشيرًا إلى أهمية التعاون بين الجهات المعنية لدعم هذا التحول. من جانبه، قال الدكتور عبد الناصر رضوان، مدير معهد بحوث القطن: "نلتزم بتوفير المعرفة والأدوات التي تمكّن المزارعين من تبني ممارسات الزراعة المتجددة بفعالية، مما يعزز من قدرة القطن المصري على المنافسة عالميًا، ويحسن صحة التربة، ويقلل استهلاك المياه واستخدام المبيدات الحشرية الكيميائية."
ضمن جهود دعم الاستدامة في قطاع القطن المصري، يتم حاليًا تنفيذ برنامج REEL للزراعة المتجددة، والذي يهدف إلى تطوير نماذج ناجحة لتطبيق هذه الممارسات في المناطق الرئيسية للزراعة. ويركز البرنامج على تحسين خصوبة التربة وزيادة التنوع البيولوجي، وتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة، وتعزيز قدرة المزارعين على مواجهة تغير المناخ، بالإضافة إلى خلق فرص اقتصادية جديدة عبر تحسين الإنتاجية والاستدامة.
واختُتمت المائدة المستديرة بتأكيد المشاركين على أهمية الاستمرار في تعزيز التعاون بين الجهات الحكومية والخاصة لضمان مستقبل أكثر استدامة للقطن المصري، وتعزيز مكانته كمحصول عالمي عالي الجودة.