التصوير.. اقتناص لحظة شاردة من الزمن
تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT
البلاد – جدة
يستذكر اليومُ العالمي للتصوير الذي يصادف الـ19 من أغسطس من كل عام أولَ عمليةِ تصوير من خلال اختراع “داجيروتايب” الذي ابتكره الفرنسيان: جوزيف نيسفور نيبسي، ولويس داجير في عام 1837م في فرنسا، حيث قاما من خلاله بأول عملية تصوير، ليصبح على إثر ذلك التصويرُ الفوتوغرافي منذ أوائل القرن التاسع عشر وسيلةً متنامية للتعبير الشخصي تحظى بتقدير عددٍ لا يُحصى من الأشخاص حول العالم.
وتتمتع الصورة بالقدرة على التقاط المكان، موظفةً الخبرة والفكرة عبر استراق لحظة معينة من الزمن، لهذا السبب يقال أن الصورة تساوي ألف كلمة، ويمكن لها أن تنقل إحساساً أسرع، كما يمكن للصورة أن تجعل المشاهد يرى العالم بالطريقة التي يراها المصور، لتلهب الخيال وتقدح شرارة الإبداع، وتأسرَ لحظاتٍ مذهلة شديدة الخصوصية من عمق الزمان والمكان.
وشهد التصوير الفوتوغرافي مع مرور الوقت تطوراً متصاعداً نتيجةً للتحسينات والتطورات التكنولوجية، في حين أن هناك بحراً من التنوع في الأساليب والجماليات والزاوية والجودة، ولا يزال التصوير الفوتوغرافي محبوباً من قِبل الخبراء الفوتوغرافيين وفنيِّي التصوير، في الوقت الذي تنمو فيه التقنية وسط عالم رقمي متكامل، والذي يتم من خلاله التقاط التعبيرات والمشاعر والأفكار واللحظات على الفور وتخليدها للأجيال القادمة.
من جانبها، تبذل هيئة الفنون البصرية التابعة لوزارة الثقافة مجهوداتٍ حثيثة لإثراء مجال التصوير الفوتوغرافي، ساعيةً من خلال ذلك إلى رعاية المواهب الفنية للهواة والممارسين والمهنيين في المملكة، ودعم عملية إنتاج وعرض الأعمال الفنية السعودية بكافة أشكالها محلياً ودولياً، للحفاظ على الإرث التاريخي للمملكة، والاحتفال بحاضرها المزدهر، والتعاون لبناء مستقبلٍ نابض بالثقافة والإبداع، وذلك من منطلق دعم مشهد الفنون البصرية في المملكة العربية السعودية.
وتنبثق رؤية الهيئة من كونها مركزاً إقليمياً للفنون البصرية يسعى إلى تشجيع المجتمع المحلي على تذوق الفن والاحتفاء به، وتوفير فرص فريدة لنمو المواهب المحلية، وتمكين الممارسين على مستوىً عالمي بروح وطنية، وذلك وفق رسالتها المتمثلة في تمكين حركة الفنون البصرية في المملكة من خلال دعم التعبير المجتمعي، وتعزيز الحوار بإتاحة فرص المشاركات الفنية المتنوعة، والعمل كمحفز لاقتصاد مبدع ومستدام.
يُذكر أن هيئة الفنون البصرية أطلقت مؤخراً الجائزة الأولى من نوعها في مجال التصوير الفوتوغرافي تحت مسمى “جائزة المملكة الفوتوغرافية” كمبادرةٍ ثقافية رائدة تسعى لتشجيع الاستكشاف الفوتوغرافي والإبداعي، وتعزيز التبادل الثقافي بالمملكة، بهدف إلهام المصورين المحليين والدوليين لاكتشاف وتصوير طبيعة المملكة الأخاذة والمتنوعة.
وتتعدى الجائزة كونها فرصةً لاكتشاف المواهب المميزة في المملكة وتطويرها وتعزيز حضورها إعلامياً، حيث توفر فرصة ثمينة لتعزيز التبادل الثقافي والفني الحقيقي من خلال عدسة الكاميرا، وتسلط الضوء على المناظر الطبيعية الخلابة للمملكة.
ويأتي إطلاق هيئة الفنون البصرية لـ”جائزة المملكة الفوتوغرافية” التي ستنظَّم سنوياً من منطلق حرصها على تشجيع المواهب المحلية والعالمية في مجال التصوير الفوتوغرافي، بوصفه أحد أشكال الفنون البصرية، وذلك بالتعاون مع شركاء في هذا المجال الإبداعي من مختلف أنحاء العالم، حيث تهدف من خلال مساراتها المختلفة إلى تشجيع المصورين المحليين والعالميين لاكتشاف المناظر الطبيعية، والتقاط الصور الإبداعية، إضافةً إلى تعزيز التبادل الثقافي والفني بالمملكة، وتشكيل الشراكات العالمية لنقل الخبرات والمعارف في فنون التصوير الفوتوغرافي.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: التصوير التصویر الفوتوغرافی فی المملکة من خلال
إقرأ أيضاً:
العُرس الثقافى
تدور الأيام والسنون ويظل معرض الكتاب عرس الثقافة المصرية والعربية.. يظل المعرض الحدث الأكبر والأهم فى ذاكرة الأجيال.. لكن يأتى معرض هذا العام وسط حالة من الحزن والألم.. ألم الفراق والوداع.. فراق رواد المعرض من الأهل والأحبة.. من بينهم أعز الناس وأقربهم إلى القلب بعد أن رحل إلى رحاب ربه.. لم يتخلف عامًا عن المعرض إلا للمرض وكبر السن.. وكان يؤمن بأن هذا العرس الثقافى هو الغذاء والدواء.. تفرق الجمع لأسباب أخرى من بينها السفر والترحال ووجدتنى أردد كلمات الشاعر العراقى الكبير عبدالرزاق عبدالواحد يا طارق الباب رفقاً حين تطرقه.. فإنه لم يعد فى الدار أصحاب.. تفرقوا فى دروب الأرض وانتثروا كأنه لم يكن أنس وأحباب.. ارحم يديك فما فى الدار من أحد.. لا ترج رداً فأهل الود قد راحوا.. ولترحم الدار لا توقظ مواجعها.. للدور روح كما للناس أرواح.
ومن فراق الأحبة فى معرض هذا العام إلى فراق وألم من نوع آخر نعيشه مع بعض إصدارات المعرض هذا العام وفى مقدمة هذه الإصدارات كتاب «أيام موشا» للصديق العزيز منتصر سعد مدير تحرير «الوفد».. يأخذنا الكتاب إلى رحلة فى أعماق الزمن الجميل يذكرنا بفراق البشر والحجر.. ويعود بنا إلى ذكريات الزمن الجميل.
الكتاب يعد إضافة لكتب التراث المصرى حيث يتناول حياة القرية المصرية على وجه العموم والقريه الصعيدية على وجه الخصوص.
«موشا».. كما قال عنها المؤلف تأخذك فى رحلة معايشة لحياة القرية المصرية تستنشق من خلالها عطر الزمن الجميل.. زمن التعب والضحك.. رحلة تسترجع فيها عادات وتقاليد القرية التى اختفت وسط صخب وضحيج التكنولوجيا.. رحلة ترصد مظاهر الحياة فى القرية والغوص فى تفاصيل الاحتفالات والموالد والمواسم والأعياد وصولاً إلى المهن التى اشتهرت بها القرية ثم يأخذك الكاتب إلى مقارنة مع الواقع المعاصر.. تلك المقارنة التى تجعلك حزيناً على ما فات.. يقول الكاتب: مرت الأيام وأصبح فى قريتنا أفران أمامها طوابير من أهل القرية يبحثون عن رغيف الخبز.. مات الفرن البلدى.. وخرج السقا بلا عودة.. وتحولت الأراضى الزراعية إلى غابات أسمنتية.. وانتشرت محلات السوبر ماركت.. واختفى الكانون وظهر البوتاجاز.. واختفت جملة شكراً لساعى البريد واختفت معها كروت المعايدة.. وظهر الدى جى بديلاً عن الحكائين وجلسات السمر.. انهارت زراعة القطن ولم يعد موسم حياة.. لكن هناك كلمة واحدة لم يذكرها الصديق منتصر سعد فى كتابه الصادر عن دار غراب للنشر والتوزيع وهى «البركة».. زمان كانت البركة ومعها الفطرة السليمة وأخلاق القرية.. أما اليوم فقد عصف بنا طوفان الحداثة وأصبحنا أسرى لثورة التكنولوجيا.. ولا نملك إلا أن نترحم على أيام موشا.