في ظل الحرائق الكارثية التي اندلعت في منطقة لوس أنجلوس الأمريكية، إذ تسببت الحرائق، التي التهمت مساحة تبلغ نحو ضعف ونصف مساحة مانهاتن، في تشريد 200 ألف شخص وتدمير أكثر من 12 ألف منزل ومبنى، بما في ذلك أحياء سكنية بأكملها، الأمر الذي أثار المخاوف بشأن وصول النيران إلى مبنى شركة ميتا، وهو ما يهدد بانقطاع خدماتها عن العالم مثل فيسبوك وواتساب وإنستجرام.

هل تؤثر حراق لوس أنجلوس على مقر شركة ميتا؟

وعلى الرغم من النيران الهائلة التي تسببت في دمار هائل بمناطق لوس أنجلوس، وتكبد العديد من المشاهير خسارات فادحة قدرت بملايين الدولارات بفقدان منازلهم وممتلكاتهم، فإنّ شركة ميتا ومقرها في مينلو بارك بمنطقة خليج سان فرانسيسكو بكاليفورنيا، هي منطقة بعيدة نسبيًا عن مراكز الحرائق الرئيسية التي تتركز في جنوب الولاية، إذ تبعد الأولى عن الثانية مسافة 6 ساعات بالسيارة وفقًا لما كشفته خرائط جوجل.

المهندس محمد الحارثي، خبير أمن البيانات واستشاري تكنولوجيا المعلومات والإعلام الرقمي، يقول في حديثه لـ«الوطن»، إنّ وصول الحرائق إلى مقر شركة «ميتا» أو أي من الشركات الكبرى لن يؤثر على خدماتها بأي شكل من الأشكال، خاصة وأنّ هذه الشركات تتمتع بمراكز بيانات وأنظمة لا مركزية موجودة وجاهزة للعمل بشكل تبادلي، ما يعني إذا تأثر 10 أنظمة بهذه الكوارث فإنّ الأنظمة الأخرى تظل تعمل بشكل طبيعي وهو ما يعرف باسم «Disaster recovery plans» إذ يمكن أن تتأثر بعض الخدمات الخاصة بهذه الأنظمة المُعطلة، لكنّ ذلك لا يؤدي إلى Dead lockdown، أو توقف الخدمات بشكل كامل عن العالم.

وبحسب خبير أمن البيانات فإنّ الحرائق في حال وصولها إلى مقر الشركة قد تؤثر جزئيًا على بعض العمليات الإدارية والتنسيقية وتأخير بعض القرارات الاستراتيجية، لكنها لا تؤثر بطبيعة الحال على الوثائق الخاصة بالشركة، لأنّ البيانات كلها داخل الشركة تخضع لمنهجية حفظ وتخزين مختلفة، كما تتبع الشركة خطط مُسبقة في حالة الكوارث.

ما خطة Disaster recovery؟

ووفقًا لمنصة «جوجل كلاود»، فإنّ خطة التعافي من الكوارث أو Disaster recovery، هو قدرة المؤسسة على استعادة الوصول والوظائف إلى البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات بعد وقوع كارثة، سواء كانت طبيعية أو ناجمة عن فعل بشري أو خطأ، إذ يعتبر التعافي من الكوارث جزءًا من استمرارية الأعمال، ويركز بشكل صريح على ضمان تشغيل أنظمة تكنولوجيا المعلومات التي تدعم وظائف الأعمال المهمة في أسرع وقت ممكن بعد وقوع حدث معطل.

ويعد التخطيط للتعافي من الكوارث أمرًا بالغ الأهمية لأي شركة، وخاصة تلك التي تعمل جزئيًا أو كليًا، ويمكن أن تحدث الكوارث التي تقطع الخدمة وتتسبب في فقدان البيانات في أي وقت دون سابق إنذار ما قد يعرض الشبكات للانقطاع، أو قد يتم إصدار خطأ حرج، أو قد تضطر شركتك إلى تحمل كارثة طبيعية، ويمكن للمؤسسات التي لديها استراتيجيات قوية ومختبرة جيدًا للتعافي من الكوارث تقليل تأثير الاضطرابات، وتحقيق أوقات استرداد أسرع، واستئناف العمليات الأساسية بسرعة عندما تسوء الأمور.   

ويمكن أن تشمل أنواع الكوارث ما يلي:

-الكوارث الطبيعية: مثل الزلازل، والفيضانات، والأعاصير، والعواصف، أو حرائق الغابات.

- الأوبئة والفيروسات.

- الهجمات الإلكترونية: مثل هجمات البرامج الضارة، وهجمات الحرمان من الخدمة الموزعة، وبرامج الفدية.

- التهديدات المتعمدة الأخرى التي يسببها الإنسان مثل الهجمات الإرهابية أو الكيميائية الحيوية.

- المخاطر التكنولوجية: مثل انقطاع التيار الكهربائي، وانفجارات خطوط الأنابيب، وحوادث النقل.

- فشل الآلات والأجهزة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: شركة ميتا ميتا حرائق لوس أنجلوس حرائق كاليفورنيا حرائق لوس أنجلوس كاليفورنيا من الکوارث

إقرأ أيضاً:

كيف تقدم آبل خدماتها في الصين؟ شركاء التفاحة في أرض الشمس

تعد السوق الصينية أحد أكبر الأسواق العالمية في مختلف القطاعات، وذلك نظرًا للقوة الشرائية الكبيرة الموجودة بها فضلًا عن تعداد سكان الصين الذي يتجاوز 1.4 مليار نسمة وفق أحدث الإحصاءات، لذا، تنظر الشركات إلى هذه السوق على أنها فرصة ذهبية للنمو وتحقيق المبيعات.

ولكن رغم هذا التعداد والقوة الشرائية المهولة، فإن القيود المفروضة على السوق الصيني تجعل من الصعب تحقيق النجاح فيه خاصةً على الشركات الغربية والأميركية تحديدًا، ورغم معاناة الشركات الأميركية في الوصول إلى السوق الصينية وتحقيق النجاح فيها، كانت "آبل" ضمن القلّة التي تمكنت من النجاح ومنافسة الشركات المحلية والتغلب عليها في بعض الأحيان.

وذلك رغم القوانين والعقوبات التي تفرضها الحكومة الأميركية على الشركات الصينية والتعامل التجاري مع الصين بشكل عام فضلًا عن القيود الصارمة التي تضعها الحكومة الصينية على الشركات التي تحاول العمل داخل حدودها.

وعلى غرار بيع الهواتف والمنتجات في المتاجر الرسمية، فإن خدمات "آبل" البرمجية تعمل في الصين بكفاءة تامة، بعكس السواد الأعظم من الحلول البرمجية الأميركية التي لا تعمل داخل حدود الصين نظرًا للقوانين الصارمة للحكومة الصينية، فكيف استطاعت شركة التفاحة النجاح في هذا السوق المحاط بأسوار شائكة؟

إعلان حالة مبيعات "آبل" في الصين

أنهت "آبل" عام 2023 متربعةً على عرش مبيعات الهواتف المحمولة في السوق الصيني مع حصة تصل إلى 17.3% من إجمالي مبيعات الهواتف المحمولة في الصين، متفوقةً بذلك على كافة الشركات الصينية التي تراوحت حصتها بين 17.1% لشركة "هونور" (Honor) و13.2% لشركة "شاومي" (Xiaomi)، وذلك وفق تقرير مركز "آي دي سي" (IDC).

ورغم أن مبيعات الشركة تراجعت قليلًا مع نهاية عام 2024، إلا أنها تزال في قائمة أكبر 5 شركات مبيعًا للهواتف بالصين، إذ تراجعت حصة الشركة من مبيعات الهواتف في الصين إلى 15% لتصبح في المركز الثالث بعد "فيفو" (Vivo) ذات حصة 17% و"هواوي" ذات حصة 16%، وذلك وفق تقرير "رويتر".

ربما يعود السبب في تراجع مبيعات "آبل" إلى قوة المنافسة في الوقت الحالي بالصين، إذ أصبحت الهواتف القابلة للطي رائجة ومعتادة في السوق الصيني، فضلًا عن تأخر "آبل" في طرح مزايا الذكاء الاصطناعي داخل الصين.

كما ساهم قرار عدة هيئات حكومية وشركات مدعومة من الحكومة الصينية في منع موظفيها من استخدام أجهزة "آبل" في خفض مبيعات الشركة، ورغم أن الحكومة الصينية لم تصدر قرارًا رسميًا بمنع استخدام أجهزة "آبل" في المطلق، إلا أن الهيئات والشركات التابعة اتبعت هذا النهج، وهو القرار الذي صدر بنهاية عام 2023.

وضعت الحكومة الصينية خلال السنوات الماضية مجموعة متنوعة ومعقدة من القوانين التي تضمن لها حماية بيانات مواطنيها (رويترز) قيود على تقديم الخدمات البرمجية

وضعت الحكومة الصينية خلال السنوات الماضية مجموعة متنوعة ومعقدة من القوانين التي تضمن لها حماية بيانات مواطنيها والوصول إليها في اي وقت تحتاجه، وبشكل مبسط، فإن قوانين حماية البيانات الصينية تمنع الشركات من تخزين بيانات المواطنين الصينين خارج حدود الصين او مشاركتها مع أي شركة خارجية.

فضلًا على أن القانون يجبر الشركات التقنية على مشاركة البيانات والمعلومات المخزنة في خوادمها أينما كانت مع الحكومة الصينية في حالة دعت الحاجة إلى ذلك، أي أن الحكومة الصينية تستطيع الوصول إلى هذه اليبانات بكل سهولة ويسر.

إعلان

هذه القيود جعلت العديد من الشركات تبتعد عن السوق الصيني قدر الإمكان وترفض تقديم خدماتها به، مما ترك السوق الصينية أرض خصبة للشركات الصينية لتقديم خدماتها الخاصة، وهو ماساهم في ظهور تطبيقات مثل "وي شات" (Wechat) ونجاحه بدلًا من "واتساب" مثلًا.

تمثل هذه القيود تحديًا عصيًا أمام "آبل"، إذ تتباهى الشركة بمنظومتها المتكاملة وخدماتها الخاصة المكملة لأجهزة "آيفون" والحواسيب المحمولة الخاصة بها، فلا يمكن تشغيل أجهزة "آبل" دون حساب "آي كلاود"، لذا كان على "آبل" البحث عن حلول مبتكرة للتغلب على هذه الأزمة.

التعاون مع الشركاء المحليين

في يوليو/تموز 2018، أعلنت "آبل" أنها تعاونت مع شركة "تيليكوم" الصينية من أجل استضافة بيانات وحسابات مستخدمي "آي كلاود" في الصين، وذلك إلى جانب شركة "قويتشو-تطوير صناعة البيانات الضخمة السحابية" (Guizhou-Cloud Big Data Industry Development) مع نقل مراكز البيانات الخاصة بها إلى مقاطعة قويتشو.

وبينما تتباهى "آبل" بقدرتها على حماية بيانات مستخدميها وتقديرها للخصوصية بشكل كبير، إلا أنها لم تكن قادرة على مواجهة القوانين الصينية واضطرت للخضوع لها، وهو الأمر الذي أثار حفيظة خبراء الأمن السيبراني والخصوصية، كون هذه الشركات السحابية تخضع لسيطرة الحكومة الصينية بشكل مباشر.

كما تقدم "آبل" نسخًا خاصة لأجهزتها للسوق الصينية، وذلك تماشيًا مع القوانين المختلفة التي تضعها الحكومة الصينية على المنتجات التقنية المباعة داخلها.

مر على هذا التعاون أكثر من 7 سنوات، والآن تعيد "آبل" الكرة من أجل تقديم خدمات الذكاء الاصطناعي في السوق الصينية، وهي الخدمات التي تأخرت كثيرًا في تقديمها، واختارت التعاون مع "علي بابا" من أجل تقديم خدمات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها.

يعني هذا التعاون أن "آبل" استبدلت "شات جي بي تي" بنموذج "علي بابا" للذكاء الاصطناعي وتوليد الصور، وهي الخطوة التي تيسر للشركة طرح مزايا الذكاء الاصطناعي حتى وإن لم تكن مماثلة لتلك المزايا العالمية من الشركة ذاتها.

علاقة مضطربة

لطالما تمتعت "آبل" بعلاقة جيدة مع الشركات الصينية، إذ كانت قادرة على تصنيع هواتفها داخل الصين وتوريدها إلى جميع بقاع العالم، ولكن بعد الاضطرابات السياسية المتنوعة في العالم، أصبحت هذه العلاقة مهددة بالزوال.

إعلان

وبينما تحاول "آبل" إيجاد بدائل لمصانع مقاطعة تشنغتشو الصينية، تسعى الحكومة الصينية لتقليل الاعتماد على منتجات الشركة الأميركية، مهددةً العلاقة التي استمرت لسنوات طويلة بالزاول، ولكن هل تخسر "آبل" حقًا سوقها الصيني؟ أم تجد حلولًا أخرى مبتكرة للحفاظ عليه.

مقالات مشابهة

  • أمانة الأحساء تُرحّل خدماتها إلى "سحابة ديم" الحكومية
  • بعد تسريب 2.3 مليون بطاقة ائتمانية.. أخطر برامج سرقة البيانات وكيفية الحماية منها
  • “نبي الكوارث” يلفت انتباه العالم بعد تحقق توقعاته المرعبة خلال أسبوع (صور)
  • محاولات لمنع امتداد حريق المعامل المركزية لوزارة الصحة لمبنى التراخيص الطبية
  • كيف تقدم آبل خدماتها في الصين؟ شركاء التفاحة في أرض الشمس
  • جامعة عجمان ضمن أفضل 100 جامعة عالمياً في علم البيانات والذكاء الاصطناعي
  • العالم يشهد خسوفاً كلياً للقمر
  • الصحة بفريقها السعودي للمساندة الطبية في الكوارث تحصل على اعتماد دولي بصفته أول فريق طبي من النوع الثاني في إقليم شرق المتوسط
  • السعودية تتصدَّر نمو مراكز البيانات بـ 37 %
  • ‎رجل يتسبب في حرائق بولاية نيويورك تدمر 600 فدان