كشفت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير، شهادات جديدة لمعتقلي غزة بعد زيارات جرت لـ23 معتقلا في سجن (النقب)، ومعسكر (نفتالي)، على مدار يومين.

وتضمنت الشهادات تفاصيل صادمة عن عمليات التّعذيب الممنهجة التي تعرض لها المعتقلون، تحديدا في الفترة الأولى على اعتقالهم، وفي فترة التحقيق، واليوم وبعد مرور 464 يوما على حرب الإبادة، ومرور عام وأكثر على اعتقال الغالبية ممن تمت زيارتهم، فإن جرائم التعذيب والتنكيل والتجويع والجرائم الطبيّة، والضرب المبرح وعمليات القمع، تخيم على روايات وشهادات المعتقلين، إلى جانب ظروف الاحتجاز القاسيّة، واستمرار تفشي مرض (السكايبوس – الجرب) بين صفوفهم.

وتابعت الهيئة والنادي، في تقرير جديد يضاف إلى مجموعة من التقارير التي كشفت من خلالها، عن الجرائم الممنهجة التي مارستها منظومة الاحتلال بحقّ معتقلي غزة، والتي تؤكّد مجدداً أنّ معسكر (سديه تيمان)، الذي شكل العنوان الأبرز لعمليات التعذيب، لم يعد المعسكر الوحيد الذي مورس فيه عمليات تعذيب وفظائع، ومنها اعتداءات جنسية، بل إن شهادات المعتقلين في غالبية السجون المركزية والمعسكرات عكست ذات المستوى من التوحش الممنهج، ونذكر هنا بشكل أساسي سجني (النقب)، و(عوفر).

وكان الوزير المتطرف (بن غفير) قد خرج مؤخرا بفيديو من سجن (ركفيت) وهو سجن موجود تحت زنازين سجن (نيتسان الرملة)، أعاد فتحه مجدداً بعد الحرب لاحتجاز معتقلين من غزة، وهو واحد من بين عدة معسكرات (استحدثها) الاحتلال بعد الحرب لاحتجاز معتقلي غزة، أبرزها: (معسكر عوفر، ومعسكر نفتالي، ومعسكر عناتوت، ومعسكر سديه تيمان) وهي المعسكرات المعلومة فقط لدى المؤسسات المختصة، علماً أن معتقلي غزة جرى توزيعهم على كافة السّجون المركزية، واحتجزوا في العديد من المعسكرات التي أنشأها الجيش ميدانيا في غلاف غزة.

وتستعرض الهيئة والنادي جزءًا من الشهادات التي حصلت عليها من معتقلين في سجن (النقب)، إضافة إلى إفادات من معتقلين محتجزين في معسكر (نفتالي).

"حرقوني بالماء الساخن"

أفاد المعتقل (ك، ن) البالغ من العمر (45 عاما)، والمعتقل منذ شهر كانون الأول/ ديسمبر 2023، " منذ اعتقالي تعرضت للضرب المبرح، حتى أُصبت بكسور في جسدي، في محاولة لانتزاع اعترافات مني، وبقيت في معسكر في غلاف غزة لمدة 58 يوما، وكانت مثل عذاب الآخرة-تكبيل وضرب طوال الوقت، وإذلال وإهانات- عند نقلي إلى سجن (النقب)، حرقوني بالماء الساخن من خلال رشقي بالماء الساخن بإبريق كهربائي، وما تزال آثار الحروق واضحة على جسدي، اليوم أعيش بالخيام، والخيام ممزقة، نعاني من البرد القارس، واليوم نموت من البرد ومن الجوع".

"أنام بالجوع وأستيقظ بالجوع"

أما المعتقل (ع.ه) البالغ من العمر (21 عاما): "اعتقلت في شباط/ فبراير 2024، خلال عملية نزوح نقلت إلى أحد المعسكرات في غلاف غزة، وبقيت هناك لمدة 12 يوما، ثم جرى نقلي إلى معسكر في القدس ، ثم إلى "عوفر"، ثم إلى "النقب"، في كل رحلة كانت بمثابة رحلة عذاب وموت، واليوم الدمامل والجروح والثقوب تغطي جسمي، بعد إصابتي بمرض السكايبوس – الجرب، وأنام حاليا بالجوع وأستيقظ بالجوع، وإلى جانب كل ما أعانيه فإنني أعاني من مشكلة ضغط العين، وبحاجة إلى متابعة، فمنذ طفولتي لم أعد أرى في عيني اليمنى، واليوم عيني اليسرى في خطر شديد".

"ذبحونا من الضرب على مدار يوم كامل وتبول جنود الاحتلال علينا"

فيما أفاد المعتقل (م.ح) البالغ من العمر (21 عاما)، والمعتقل منذ كانون الأول 2024، "الأيام الأولى على اعتقالي كانت فظيعة، تعرضت للتّعذيب والتّنكيل، حيث نقلت إلى ساحة (البراوي، وتعرضت ليوم كامل للضرب المبرح، "ذبحونا من الضرب على مدار يوم كامل"، ثم نقلونا على مكان آخر، ورشقوا المياه العادمة علينا، وتبولوا علينا، ثم نقلنا إلى معسكر لمدة 27 يوماً، هناك بقينا (راكعين) على الركب، ومعصوبي الأعين، ومقيدي الأيدي والأقدام، ولاحقا جرى نقلنا إلى سجن النقب، واليوم نعيش العذاب والموت البطيء على مدار الساعة". أشار المحامي إلى أنه خرج المعتقل (م.ح) وهو يرتدي (فانيلا) صيفية وممزقة، وكان يرتجف من البرد، ومرض الجرب يغطي جسده".

"نعيش في جحيم"

وقال المعتقل (خ.ج): "في بداية اعتقالي كنا نعيش في جحيم، ولا نعرف ما مصيرنا، ولا وضعنا القانوني، مورس بحقنا كافة أشكال الجرائم والتنكيل والحرمان، واليوم نواجه الجوع، فكميات الطعام قليلة جداً وغير صالحة للاستخدام الآدمي وغالبية الأسرى يقومون بجمع لقيمات الطعام حتى يأكلوا وجبة واحدة ليلاً، ومنذ اعتقالنا محرمون من السكر والملح، واليوم نعاني من ظروف اعتقال صعبة محرمون من كافة مقومات الحياة الأساسية".

"المعتقلون جوعى ومرضى يرتعشون من البرد طوال الليل"

فيما أفاد المعتقل (م.أ) البالغ (25 عاما): "اعتقلت من قبل جيش الاحتلال من إحدى المدارس، وتعرضت للضرب، والتعرية، وللتحقيق الميداني، ونقلت لاحقا إلى أحد المعسكرات في الغلاف، ثم إلى معسكر في القدس، وكنت مقيد ومعصوب الأعين على مدار الوقت، ثم جرى نقلي إلى سجن (عوفر) ثم إلى سجن (النقب)، اليوم يعاني أغلب الأسرى من التعب الهزال ويتفاقم ذلك مع مرور الزمن، كما ويتعرض العديد منهم لحالات إغماء، فالأوضاع صعبة جدا، وهي على حالها، الأسرى جوعى ومرضى وطوال الليل يرتعشون من البرد".

"سقطت عيني البلاستيكية جراء الضرب المبرح"

فيما قال المعتقل (م.د): "اعتقلت من أحد مواقع الإيواء، وكان برفقة عائلته، بعد اعتقالي نقلت إلى غلاف غزة، واحتجزت لمدة 60 يوما ثم جرى نقلي إلى سجن النقب، وجراء الضرب المبرح الذي تعرضت له، فقدت عيني البلاستيكية، واليوم جراء ذلك أعاني من تجويف في العين، ولم يكتف الجنود بذلك بل أقدموا على أخذ نظارتي".

إفادات المعتقلين على حاجتهم الماسة للعلاج والرعاية الصحية

أحد المعتقلين الذين تمت زيارتهم في المعسكر استشهدت زوجته وأفرادا من عائلته

في معسكر (نفتالي) عكست إفادات المعتقلين نفس مستوى التوحش الذي مارسته منظومة السّجون في السجون الأخرى مع فوراق محدودة جدا، حيث ركز المعتقلون بشكل أساس على المرحلة الأولى من الاعتقال والتحقيق، التي أخذت الجزء الأكبر من الحديث عن عمليات التنكيل والتعذيب، وعلى الرغم من وجود بعض الفوارق في الظروف الاعتقالية مقارنة مع المعسكرات الأخرى، إلا أن المعتقلين يعانون بشكل أساس من الجرائم الطبيّة والحرمان من العلاج، فمن بين المعتقلين الذين تمت زيارتهم أحدهم يعاني من مرض السرطان، وكان قد خضع لعدة عمليات جراحية قبل اعتقاله، واليوم يعاني من وضع صحي صعب، وهو بحاجة إلى رعاية صحية، وهذا نموذج عن معتقلين آخرين في المعسكر يواجهون جرائم طبيّة، إلى جانب ظروف الاعتقال القاسية والصعبة، كما أن جزءا كبيرا منهم فقدوا أحباء لهم وأقارب في حرب الإبادة المستمرة، وكان من بينهم، أسير استشهد أفرادا من عائلته، وتوفي لاحقا والده، الأمر الذي كان وقعه قاسيا خلال الزيارة.

ومجددا تستعرض الهيئة، ونادي الأسير أبرز الحقائق عن قضية معتقلي غزة، وحملات الاعتقال:

• حتّى اليوم ومنذ بدء حرب الإبادة، لا يوجد تقدير واضح لعدد المعتقلين من غزة في سجون ومعسكرات الاحتلال، والمعطى الوحيد المتوفر هو ما أعلنت عنه إدارة سجون الاحتلال في بداية شهر كانون الثاني/ يناير، (1882) ممن صنفتهم (بالمقاتلين غير شرعيين)، من بينهم أربع معتقلات محتجزات في سجن (الدامون)، وعشرات من الأطفال تحديدا في سجن (مجدو)، ومعسكر (عوفر).

• لم تتمكن المؤسسات من رصد عدد حالات الاعتقال من غزة، في ضوء جريمة الإخفاء القسري التي فرضها الاحتلال على معتقلي غزة منذ بدء الحرب، ويقدر عددهم بالآلاف.

• استحدث الاحتلال عدة معسكرات خاصة، لاحتجاز معتقلي غزة إلى جانب السجون المركزية، منها ما هو معلوم، وقد يكون هناك معسكرات غير معلن عنها: كان أبرزها معسكرات (سديه تيمان)، و(عناتوت)، و(نفتالي) وفي (عوفر).

• شكّلت روايات وشهادات معتقلي غزة، تحولا بارزا في مستوى توحش منظومة الاحتلال، والتي عكست مستوى -غير مسبوق- عن جرائم التّعذيب، وعمليات التّنكيل، والتّجويع، بالإضافة إلى الجرائم الطبيّة الممنهجة، والاعتداءات الجنسية، واستخدامهم دروعا بشرية.

• شكّل معسكر (سديه تيمان) عنواناً بارزاً لجرائم التّعذيب، والجرائم الطبيّة المروعة بحقّ معتقلي غزة، إضافة إلى ما حملته روايات وشهادات معتقلين آخرين مفرج عنهم عن عمليات اغتصابات واعتداءات جنسية فيه، مع العلم أنّ هذا المعسكر ليس المكان الوحيد الذي يحتجز فيه معتقلو غزة، فالاحتلال وزّعهم على عدة سجون مركزية ومعسكرات، ونفّذ بحقّهم عمليات تعذيب ممنهجة، توازي عمليات التعذيب في معسكر (سديه تيمان)، منهم سجنا (النقب وعوفر).

•أدت هذه الجرائم إلى استشهاد العشرات من المعتقلين، هذا عدا عن عمليات الإعدام الميداني التي نُفّذت بحق آخرين، علماً أنّ المؤسسات المختصة أعلنت فقط عن (35) شهيدا من معتقلي غزة، وهم من بين (54) معتقلاً وأسيراً اُستشهدوا منذ بدء حرب الإبادة، فيما يواصل الاحتلال إخفاء بقية أسماء معتقلين استشهدوا في المعسكرات والسّجون.

•يواصل الاحتلال منع اللجنة الدولية للصليب الأحمر من زيارتهم، كما المعتقلين كافة.

يشار إلى أنّ الاحتلال نفذ حملات اعتقال واسعة في شمال غزة، علماً أن حملات الاعتقال هذه طالت العشرات من الطواقم الطبيّة، وحتى اليوم لا تتوفر معلومات عن مصير من تم اعتقالهم مؤخرا، وما زالوا رهن الإخفاء القسري.

مرفق أسماء معتقلين من غزة وردت أسماؤهم خلال الزيارات: المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين استشهاد 70 طفلا خلال خمسة أيام من القصف الإسرائيلي على غزة وزارة التخطيط: جهود وخطط مع مختلف الجهات لإعادة إعمار قطاع غزة بعد الحرب إصابة طفلين بالرصاص جراء هجوم مستعمرين على موقع قرب بلدة جبع الأكثر قراءة عملية الفارس الشهم 3 تطلق برنامج إغاثي عاجل لدعم الفئات الهشة في غزة 9 شهداء بقصف إسرائيلي على غزة والنصيرات الرئيس عباس يتسلم تقرير فلسطين الإحصائي لعام 2024 القسام تعلن تنفيذ عملية مشتركة مع سرايا القدس شمال قطاع غزة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

كلمات دلالية: الجرائم الطبی ة حرب الإبادة عملیات الت سدیه تیمان معتقلی غزة عن عملیات من البرد على مدار فی معسکر نقلی إلى إلى جانب غلاف غزة إلى سجن فی سجن من غزة من بین ثم إلى

إقرأ أيضاً:

مؤسس "عرب أمريكيون من أجل السلام" ليورونيوز: نرفض تهجير الفلسطينيين وإن كان مؤقتًا فليكن داخل النقب

أوضح الدكتور بشارة بحبح، مؤسس ورئيس مجموعة "عرب أمريكيون من أجل السلام"، في حديث مع "يورونيوز"، أن تغيير اسم الجمعية جاء نتيجة انتهاء مهمتها الأساسية التي كانت تتمثل في دعم ترامب خلال الانتخابات.

اعلان

بعد ساعات من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطته المثيرة للجدل لترحيل سكان قطاع غزة إلى مناطق مجاورة وتحويله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، سارعت مجموعة "عرب أمريكيون من أجل ترامب" إلى تغيير اسمها إلى "عرب أمريكيون من أجل السلام"، في خطوة تعكس تحولا في مواقف الجالية العربية الداعمة سابقا للزعيم الجمهوري.

وكانت هذه المجموعة من أبرز القوى التي ساهمت في فوز ترامب وعودته مجددا إلى البيت الأبيض، بعدما لعبت دورا حاسما في ترجيح كفته بولاية ميشيغان، حيث امتنع معظم العرب المسلمين— الذين يشكلون الأغلبية في الولاية— عن التصويت لمنافسته، كامالا هاريس، بسبب خيبة أملهم من سياسات إدارة الرئيس السابق جو بايدن، خاصة في التعامل مع أزمة الشرق الأوسط والحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان.

في المقابل، استطاع ترامب استمالة قطاع كبير من الجالية العربية عبر تعهده الصريح بإنهاء النزاع، قائلا: "سأوقف هذه الحرب".

أمريكيون عرب يحتفلون خلال حفل مشاهدة الأمريكيين العرب لترامب في مقهى "لافا جافا"، وهو مقهى للشيشة، في الساعات الأولى من يوم الأربعاء 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، في ديربورنAP Photo/David Goldman

وبالفعل، فور فوزه، مارس ضغوطا مكثفة على كافة الأطراف لإنهاء الحرب التي استمرت لمدة 15 شهرا، وأسفرت عن سقوط أكثر من 100 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، إلى جانب دمار هائل في القطاع.  

وفي حديث مع "يورونيوز"، أوضح الدكتور بشارة بحبح، مؤسس ورئيس مجموعة "عرب أمريكيون من أجل السلام"، أن تغيير اسم الجمعية جاء نتيجة انتهاء مهمتها الأساسية التي كانت تتمثل في دعم ترامب خلال الانتخابات.

وأضاف: "كنا نفكر في تغيير الاسم منذ فترة، ومع فوز ترامب، اعتبرنا أن دورنا قد انتهى. لكن بعد تصريحاته حول غزة، لم يكن من الممكن، بضمير مرتاح، أن نصدر بيانا تحت اسم "عرب أمريكيون من أجل ترامب'"، لأننا نرفض جملة وتفصيلا ما جاء على لسانه".

"بالونات اختبار أو أفكار عابرة"

وأكد بحبح أن تصريحات ترامب بشأن غزة "غير مقبولة"، مشددا على ضرورة البحث عن بدائل لإعادة إعمار القطاع دون تهجير سكانه. وأضاف: "لهذا السبب، قررنا تغيير اسمنا ليعكس رؤيتنا الحالية".

وعند سؤاله عما إذا كان يشعر بخيبة أمل مما جاء على لسان الزعيم الجمهوري، أجاب بحبح: "بصراحة، لم نتوقع أن يدلي الرئيس بمثل هذه التصريحات. حتى رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي كان جالسا بجانبه، بدا متفاجئا".

وشدد بحبح على رفضه القاطع لأي حديث عن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، معتبرا أن "النقل المؤقت – إن كان لا بد منه – يجب أن يتم داخل إسرائيل نفسها، وتحديدا في صحراء النقب، لضمان عودتهم فور انتهاء إعادة الإعمار".

أما عن موقفه من دعم ترامب، فقال: "لا، لا نشعر بالندم. عندما دعمناه، وعد بإنهاء الحرب ووضع حد لقتل المدنيين، وقد أوفى بوعده الأول. لولاه، لما اضطرت إسرائيل إلى قبول وقف إطلاق النار في غزة". وأضاف أن تصريحاته الأخيرة قد تكون مجرد "بالونات اختبار أو أفكار عابرة"، مؤكدا أن "ما يهمنا هو الأفعال، وليس الأقوال".

بشارة بحبح، مؤسس ورئيس مجموعة "عرب أمريكيون من أجل السلام"، خلال مقابلة، الأربعاء 14 أغسطس/آب 2024، في ديربورن، ميشيغان.Jose Juarez/AP

وكان ترامب قد صرح خلال لقائه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن الفلسطينيين في غزة "ليس لديهم بديل سوى مغادرة القطاع"، مقترحا أن "يحصلوا على أرض جديدة وجميلة" في مصر أو الأردن، معتبرا أنهم "سيكونون سعداء بذلك".

ولفت بحبح إلى أنهم تواصلوا مع كبار مستشاري ترامب للاعتراض على تصريحات الزعيم الجمهوري، وذكروهم بأنهم منحوا أصواتهم للرئيس العائد، وأن هناك استحقاقات قادمة، مثل انتخابات الكونغرس ومجلس الشيوخ، حيث سيحتاج الجمهوريون إلى أصوات الجالية العربية. وأضاف: "كان جواب الإدارة الأمريكية لنا هو: لا تهاجموا الرئيس، بل انظروا إلى أفعاله".

وتابع بحبح "لا أعتقد أن هذه فكرة قابلة للتنفيذ. من الأفضل أن نركز على تقديم أفكار أخرى تساعد في إعادة إعمار غزة تدريجيا، لضمان بقاء السكان في أماكنهم".

وفي سياق متصل، أوضح عماد حمد، المدير التنفيذي للمجلس الأمريكي لحقوق الإنسان، أن بعض من صوّتوا لترامب لم يفاجأوا بتصريحاته أو سياساته المتقلبة، وقال إن الجالية العربية كانت تدرك شخصيته وتعرف مواقفه تجاه إسرائيل. 

وأضاف أن موقف بعض أفراد الجالية كان بمثابة رد فعل على إدارة بايدن، التي اعتُبرت مسؤولة عن عدم وقف الحرب في غزة، في ظل غياب ترامب عن الحكم. فهؤلاء كانوا يهدفون إلى محاسبة الحزب الديمقراطي على الدورالذي لعبه في هذه الحرب، خاصة في غزة والضفة الغربية.

اعلان

وأشار حمد في حديثه لـ "يورونيوز" إلى أن بعض مؤيدي ترامب فوجئوا بمواقفه المتطرفة بشأن تهجير الفلسطينيين والحديث عن غزة وكأنها مجرد قطعة أرض عقارية. حيث أثار هذا التصريح صدمة عالمية، بما فيهم الذين صوتوا لترامب، مما جعل بعضهم يعيد النظر في تأييدهم له. لكن حمد أشار إلى أن الانتخابات المقبلة في 2026 ستكون حاسمة، حيث قد يخسر الحزب الجمهوري الأغلبية في مجلس النواب والشيوخ، مما يعزز أهمية التحضير لهذه الانتخابات.

Related "غزة أرضنا ولن نرحل".. فلسطينيون في دير البلح يحتجون على تصريحات ترامبمراقبون: خطة ترامب بشأن غزة قد تزعزع استقرار الشرق الأوسط وأوروبا أيضاترامب يفرض عقوبات على الجنائية الدولية ويتهمها باستهداف إسرائيل والولايات المتحدة

بالنسبة للمدير التنفيذي للمجلس الأمريكي لحقوق الإنسان فإن التحدي الأكبر لا يكمن في تصريحات ترامب المتقلبة، بل في الطاقم المحيط به، وبشكل خاص في جانب الحكومة الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو، الذي وصفه بأنه "مجرم حرب" حسب تعبيره.

ناخبون ينتظرون في طابور للإدلاء بأصواتهم في موقع الاقتراع في مدرسة هامترامك الثانوية في يوم الانتخابات، الثلاثاء 5 نوفمبر 2024، في هامترامك، ميشيغان.David Goldman/ AP"وصمة عار"

وأكد عماد حمد أن تصريحات ترامب الأخيرة قد تستخدم من قبل إسرائيل كجزء من خطة عمل لتمرير مخططاتها في المنطقة، مشيرا إلى أن "ما قدمه ترامب لنتنياهو في زيارته الأخيرة  إلى واشنطن هو إعادة إحياء عمر نتنياهو في الحكم، وهذه كانت وصمة عار، أن يستقبل مجرم الحرب المطلوب من الجنائية الدولية استقبال الأبطال"، وفق تعبيره. 

وخلال زيارته وشنطن التي استغرقت عدة أيام، أهدى نتنياهو ترامب جهاز بيجر مصنوع من الذهب، في إشارة الى العملية التي نفذتها تل أبيب العام الماضي في العاصمة بيروت عندما استهدفت عناصر حزب الله بأجهزة البيجر وأجهزة اتصال لاسلكية "ووكي توكي" مفخخة.

اعلان

ورد الرئيس الأمريكي على هذه الهدية، قائلا "كانت تلك عملية عظيمة" دون تقديم المزيد من التفاصيل، في المقابل قدم ترامب لرئيس الوزراء الإسرائيلي صورة لهما من زيارة الأخير للولايات المتحدة محفور عليها: "إلى بيبي، الزعيم العظيم".

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية حكم قضائي يوقف خطة ترامب لإجازة 2,200 موظف في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية مظاهرات حاشدة ورفض رسمي وشعبي.. الأردن ينتفض تنديدا بخطة ترامب لتهجير أهل غزة الواحدة تلو الأخرى... ترامب يقود انسحابات بالجملة من المنظمات الدولية غزةدونالد ترامبالولايات المتحدة الأمريكيةبنيامين نتنياهوالصراع الإسرائيلي الفلسطيني اعلاناخترنا لكيعرض الآنNext ملايين الأوروبيين يعانون من نقص التدفئة في بيوتهم رغم وفرة الطاقة يعرض الآنNext صفقة التبادل بين التململ الإسرائيلي وخطة ترامب وتصعيد حماس.. فهل تندلع الحرب مجددا في غزة؟ يعرض الآنNext ترامب: أوكرانيا يمكن أن تصبح روسية في يوم من الأيام يعرض الآنNext توحيد السلاح في سوريا: رغبة السلطة وتناقضات الواقع يعرض الآنNext أزمة في كليات الطب في بريطانيا: 20% من الطلاب يفكرون في ترك الجامعة بسبب تدهور صحتهم النفسية اعلانالاكثر قراءة جوائز غرامي 2025: إطلالة بيانكا سينسوري تثير الاستهجان وانتقادات لقبعة جادن سميث مقتل طفلة طعنًا في مدرسة بكوريا الجنوبية والشرطة تحقق في الحادث بسبب تهديدات واشنطن وحلفائها.. كيم جونغ أون يتوعد بتوسيع البرنامج النووي لكوريا الشمالية أردوغان يرى أنه لا داعي لبحث خطة ترامب عن غزة أو أخذها على محمل الجد أوروبا تشهد ارتفاعًا بنسبة 31% في الأمراض المنقولة جنسيًا: بعض الحالات يصعب علاجها اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومدونالد ترامبضحاياأوروباديانةالدنمارك الشتاءحركة حماسفسادالصحةإسرائيلالاتحاد الأوروبيالانتخابات التشريعية الألمانية 2025الموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • مؤسس "عرب أمريكيون من أجل السلام" ليورونيوز: نرفض تهجير الفلسطينيين وإن كان مؤقتًا فليكن داخل النقب
  • الجهاد الإسلامي: ندين جرائم الاحتلال المروعة في الضفة الغربية
  • معظمهم أطفال ونساء.. ارتفاع عدد شهداء قطاع غزة إلى 48,208
  • الخارجية الفلسطينية: حقوق شعبنا وأرضنا ليست للبيع أو المقايضة والمساومة
  • أستاذ علوم سياسية: مصر حائط صد أمام مخططات وجرائم الاحتلال الإسرائيلي
  • ما الذي تغيّر بين الأمس واليوم؟
  • الرياض تندد بتصريحات نتنياهو: محاولة لصرف الأنظار عن جرائم الاحتلال في غزة
  • الغَربُ ( الاستعماري ) أمس واليوم
  • جنود الاحتلال الإسرائيلي في مواجهة «العدل الدولية».. «الذكاء الاصطناعي سيكشف المستور»
  • حماس تطلق ثلاثة أسرى صهاينة مقابل 183 فلسطينياً وتنديدات بتعذيب المعتقلين في سجون الاحتلال