ننشر كلمة سفير سلطنة عمان بالقاهرة أثناء المؤتمر الصحفي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب.. صور
تاريخ النشر: 12th, January 2025 GMT
بسم الله الرحمن الرحيم
*****
الأستاذ الدكتور أحمد بهي الدين رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب،
الأستاذ محمد رشاد رئيس اتحاد الناشرين العرب،
الأستاذ فريد زهران رئيس اتحاد الناشرين المصريين،
الحضور الكريم،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أتقدّم إليكم بخالصِ التحيةِ من سلطنة عمان، مهنئاً بفعاليةٍ سنوية تعكس أوّج الإبداع والمعرفة في العالم العربي، عيد ينتظره بشغف القارئ والكاتب والناشر على حدٍّ سواء.
لقد كان اختيار سلطنة عمان ضيف شرفٍ في هذه الدورة السادسة والخمسين من المعرض، تقديرًا لدورها الثقافي المتميز، واعترافًا بإسهاماتها في الثقافة العربية والدولية، فضلًا عن عمق العلاقات التاريخية الممتدة بين سلطنة عمان وجمهورية مصر العربية. هذه العلاقات ليست مجرد أواصر تاريخية، بل تمتد في حاضرنا لتشمل شتى مجالات التعاون السياسي والتجاري والثقافي، وترتكز على قناعة راسخة بالمصير المشترك والرؤية الموحدة لخدمة الإنسان والأوطان وسلام الإنسانية.
الثقافة، أيها الحضور الكريم، هي سفير النور في كل العصور، والكتاب هو الركيزة التي نقلت العلم والمعرفة من جيلٍ إلى جيل، ومن حضارةٍ إلى أخرى. ولعلّ أصدق ما قيل في الكتاب ودَوره الحضاري قول الله تعالى: “نۤ وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ”.
وفي هذا العرس الثقافي العربي الكبير، تنطلق مشاركتنا كضيف شرف بعزمٍ راسخٍ على الإسهام في تعزيز الثروة الثقافية العربية، عبر تقديم صورة شاملة عن الإبداع الثقافي العماني. إن الثقافة العمانية، بتاريخها العريق الممتد لآلاف السنين، تظل بحاجة إلى مزيدٍ من الجسور التي تربطها بنظيراتها في العالم العربي، لتبدو صورتها أقرب إلى حقيقتها: عراقةً، وغنىً، وتميزًا.
يتقدم المثقفون العمانيون بخطى واثقة نحو الإبداع في شتى المجالات، وقد حصد العديد منهم جوائز مرموقة على الصعيدين العربي والدولي. وفي هذا المعرض المتميز، تحتشد رموز عُمانية من شعراء وروائيين وباحثين وأكاديميين ومبدعين، يمثلون مختلف الأجيال والمجالات الثقافية. هذه المشاركة تمثل لوحةً تعبّر عن التنوع الثقافي العماني، الذي يعكس عراقة التقاليد وأصالة التاريخ الممتد لخمسة آلاف عام.
وما من شكٍ في أن الأزياء العمانية الوطنية، بجمال ألوانها وخصوصية تصاميمها، تعكس شخصية عمانية متفردة، وتشكّل مرآةً عاكسةً لعراقة الثقافة العمانية وثرائها.
وإلى جانب الأزياء، تبرز مفردات أخرى تشكّل ركيزة للبعد الحضاري العماني، مثل الفنون التقليدية كفن الرزحة والعازي، والأدب العماني المتمثل في الشعر والنثر الذي طالما كان شاهداً على عمق الفكر العماني ورُقيّه. كما تشكل الحرف اليدوية، مثل صناعة الخناجر والسفن والقوارب الخشبية، رمزاً للإبداع الذي يجمع بين الأصالة والابتكار.
ولا يمكن أن نغفل عن المطبخ العماني وما يقدمه من أطباق تقليدية تعكس ارتباط الإنسان العماني ببيئته وتراثه. هذا إلى جانب العمارة العمانية التقليدية التي تتجلى في القلاع والحصون والمساجد العريقة، والتي تمثل شاهداً حياً على التاريخ الطويل والحضارة الغنية لعمان.
إن هذه المفردات مجتمعة تشكّل لوحة ثقافية شاملة، تعبّر عن هوية عمانية أصيلة لا تزال تنبض بالحياة والإبداع.
الحضور الكريم،
إنني أُثمّن اختيار سلطنة عمان لتكون ضيف شرف هذا العرس الثقافي المشهود. وأتوجه بخالص الشكر والتقدير للقائمين على هذا التكريم. نأمل أن تكون صورة عمان، بعد هذه المشاركة، أكثر وضوحًا وحضورًا في المشهد الثقافي العربي، وأن تواصل الثقافة العمانية إسهاماتها المتميزة من هذه الأرض العزيزة، مصر الريادة، التي قدمت للعرب ثقافةً لا تضاهى.
ختاماً، أشكركم جميعاً، وأُحيّي جهودكم المخلصة، متمنياً لكم التوفيق والنجاح فيما يليق بمكانة بلدينا الشقيقين وعلاقتهما التاريخية المتينة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: سلطنة عمان
إقرأ أيضاً:
سلطنة عُمان تحتفل باليوم الدولي للنمر العربي
العُمانية/ تحتفل سلطنة عُمان ممثلة في هيئة البيئة باليوم الدولي للنمر العربي الذي يصادف العاشر من فبراير من كل عام.
ويأتي الاحتفال بهذه المناسبة لزيادة الوعي حول أهمية هذا الكائن المهدد بالانقراض بشكل حرج بحسب تصنيف الاتحاد الدولي لصون الطبيعة، وتعزيزاً للجهود المبذولة لحمايته، وصون التنوع البيولوجي وحماية الحياة البرية.
وقال الدكتور محمد بن محاد علي المعشني من هيئة البيئة: إن الجهود المبذولة في محافظة ظفار حققت تقدمًا ملحوظًا، من خلال مشروع النمر العربي في جبال محافظة ظفار الذي أظهر نتائج مشجعة، تمثل في رصد ولادات جديدة للنمر في البرية، وهو ما يعد مؤشرًا إيجابيًّا على نجاح جهود الحفاظ على هذا الكائن النادر في بيئته الطبيعية.
وأضاف أن هذه الولادات الجديدة تشير إلى فعالية الاستراتيجيات المتبعة في حماية هذا النوع المهدد بالانقراض، ما يعزز الأمل في استمرار وجوده في الطبيعة العُمانية. ما تسهم هذه الجهود في الحفاظ على التوازن البيئي في المنطقة.
وأوضح أن النمر العربي، الذي يُعرف علميًّا بـ "Panthera pardusnimr"، يعد من أصغر وأندر أنواع النمور، وهو مهدد بشكل خطير بالانقراض. وقد أظهرت الدراسات أن النمر العربي يعاني من فقدان موائله الطبيعية وتناقص الفرائس، بالإضافة إلى التهديدات الأخرى مثل الاتجار غير المشروع.
وأفاد أن سلطنة عُمان تُعد من الأماكن التي لا يزال هذا النوع يعيش فيها، وقد رصدت هيئة البيئة وجود النمر العربي في مناطق متعددة في جبال ظفار، كما تواصل الهيئة جهودها في تتبع سلوك النمر العربي وجمع البيانات البيولوجية اللازمة لدراسته، في محاولة لتحليل المؤشرات البيئية التي قد تساعد في تحسين ظروف حياته وتعزيز سبل الحماية له.
وأوضح أن للمجتمع المحلي دور رئيس في هذا التوجه، حيث يتم توعية السكان المحليين بأهمية حماية النمر العربي عبر الأنشطة المختلفة التي تهدف إلى تسليط الضوء على كيفية العيش في تناغم مع هذه الأنواع البرية المهددة، مبينًا أن تعزيز التعاون مع المجتمعات المحلية يسهم في تقليل المخاطر التي تهدد النمر، سواء من خلال التقليل من صيد الفرائس غير المستدامة أو الحد من التعدي على الموائل الطبيعية.
وأشار إلى أن حماية النمر العربي لا تقتصر فقط على الجهود الحكومية، بل هي مسؤولية مشتركة يتطلب تضافر الجميع من مؤسسات رسمية وشعبية للحفاظ على هذا الكائن الذي يشكل جزءًا من هوية البيئة العُمانية.
وأكد أن سلطنة عُمان تواصل ريادتها في مجال حماية الحياة البرية، وتُعد واحدة من الدول الرائدة في الحفاظ على النمر العربي. وقد حققت سلطنة عُمان خطوات كبيرة في إنشاء المحميات الطبيعية وتطبيق القوانين التي تمنع الصيد الجائر وتحمي البيئة الطبيعية لهذا النوع من النمور. كما تم استخدام تقنيات حديثة مثل المراقبة بالكاميرات الفخية، والتي أظهرت دلائل إيجابية على وجود النمر العربي في بيئته الطبيعية.
واختتم قائلًا إن النمر العربي يعد رمزًا للتوازن البيئي في سلطنة عُمان، والحفاظ عليه خطوة حاسمة نحو تحقيق استدامة بيئية وحياة برية مزدهرة في المنطقة.