البلاغة الإعلامية تجديد لبلاغة العرب القدماء
تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT
لم يعد الآمدي أوالصولي يتحكمان ببلاغة البحتري أوأبي تمام،بل تخطت بلاغة الفضائيات العربية كل حواجز الطباق والظهار وغيرهما من بلاغة العرب التي يتناولها كتاب د.محمد مندور(النقد المنهجي عندالعرب)، فالمذيع يظهرعلى شاشة التلفزيون فيقرأ مقدمة الموضوع الذي يريد تناوله مع ظهور صورتين أوثلاث صور للضيوف الذين سيتكلمون ويعطي للواحد منهم دقائق للحديث في الموًتمر الصحفي الذي يستضيفهم به.
ثم يختم بملخص لكل ضيف ويدلي هو بدلوه ملخصاً الموضوع كله في لمحة قصيرة هي الإيجاز البلاغي الذي لايملّه المشاهد كل يوم، وهذه البلاغة العربية الجديدة. فليعيد المتخصصون النظر باللغة العربية ليجدوا الإخلال بقواعد اللغة العربية الجميلة.
ولعلّ من المناسب ،الإستشهاد ببعض ماورد في ورقة عمل د.علاء إسماعيل الحمزاوي في :”اللغة والإنسان” التي نظمها نادي جدة الأدبي قبل عدة سنوات، وتحدث المحاضر عن الفصحى العصرية الميسورة كتابة وشفاهة في الصحافة والتلفزيون والإذاعة والتقارير والخطاب السياسي الرسمي والخطاب الديني المعاصر ، فلا يتقعّرالخطباء بكلمات غير مفهومة للعامة في خطب الجمعة-مثلا- ولعلّ هذا كله ماجعل المفكرين يصفون اللغة العربية في القرن الماضي “بأنها لم تعش عصراً مزدهراً كما تعيشه من تلك المرحلة من التاريخ ، بسبب الإنتشار الواسع وغيرالمعهود من خلال التدفق في وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية والمنطوقة، ما شجع على إنشاء مدارس وجامعات في بلدان غير عربية، وكان الشاعرحافظ إبراهيم -رحمه الله- قد أنشدنا قوله: أنا البحرٌ في أحشائه الدر كامنٌ فهل سألوا الغوّاص عن صدفاتي.
ويستطردالحمزاوي فيشير إلى أن اللغة العربية-على الرغم من أنها لغة أمة بالغة-، فقد انضمت إلى لغات مجلس الأمن مع سبق عدة لغات لها وذلك لإهتزاز اللغة المنطوقة بين قُطر وآخر بعيداً عن الفصحى، ومن هنا تأتي أهمية التعريب للعلوم التجريبية كالطب والصيدلة مع استثناء المخترعات والمبتكرات الحديثة، فبقاؤها كما هي ، يدل على استيعاب اللغة العربية لها،وهذا رأيي لا رأي الحمزاوي،فأسماء السيارات مثلاً والعطور وأدوات التجميل والأدوية ،كلها استوعبتها اللغة العربية. وعلى الرغم من حالات الضعف التي تعيشها اللغة العربية ،فإن الفعل (ضرب)يمكن اشتقاق صيغ كثيرة منه مثل:رضب وبرض إلى آخره. وممّا يثلج الصدر، أن عدد المتكلمين باللغة العربية ، بلغ أكثر من مئتي مليون نسمة منتشرين في أنحاءالعالم.
ويأتي إنشاء مجمع الملك سلمان للغة العربية واللغات العالمية ،تتويجاً ومواكبة لذلك.
والله الموفق.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: اللغة العربیة
إقرأ أيضاً:
إيلون ماسك يخطط لإرسال الروبوت البشري Optimus إلى المريخ
مع احتفال SpaceX بمرور 23 عاما على تأسيسها، ألمح مؤسسها إيلون ماسك Elon Musk، إلى أن الشركة تستعد لمهمة فضائية رائدة، ووفقا لما ذكره الملياردير التقني، من المتوقع أن تبدأ شركة Starship أولى مهامها إلى المريخ والتي ستتضمن روبوت تسلا البشري في عام 2026.
وصرح إيلون ماسك عبر منصة التواصل الاجتماعي إكس، قائلا: “سوف تنطلق المركبة إلى المريخ في نهاية العام المقبل، حاملة الروبوت Optimus، إذا سارت عمليات الهبوط بنجاح، فأن الهبوط البشري قد يبدأ في أقرب وقت عام 2029 ، على الرغم من أن عام 2031 يبدو أكثر احتمالا”.
إذا سارت الأمور وفقا للخطة، فإن هذه المبادرة ستعد خطوة هامة نحو تحقيق هدف ماسك الطموح في جعل البشر متعددين كوكبيا.
تتضمن المهمة روبوت Optimus البشري، الذي تم الكشف عنه لأول مرة للجمهور خلال العام الماضي، يتصور ماسك أن Optimus باعتباره روبوتا قادرا على أداء المهام اليومية، بسعر متوقع يتراوح بين 20،000 دولار و 30،000 دولار، تأتي مشاركة هذا الروبوت في بعثة المريخ كدليل على تكامل التكنولوجيا المتقدمة في مجالات استكشاف الفضاء.
ستستخدم المهمة بأحدث صواريخ SpaceX، وهي تعد الأطول في العالم حيث يبلغ ارتفاعها 123 مترا، يعتبر هذا الصاروخ عنصرا بالغ الأهمية في طموحات ماسك المتعلقة باستعمار المريخ.
وعلى الرغم من وعودها، واجهت Starship عدة تحديات، أثناء رحلاتها التجريبية، بما ذلك "تفكيك سريع غير مجد" بعد إطلاقها من ولاية تكساس، ووفقا لذلك، تقوم SpaceX بالتحقيق لفهم السبب الجذري لهذه الانفجارات وتحسين أدائها في المستقبل.
كما تتطلب إدارة الطيران الفيدرالية (FAA) من SpaceX إجراء تحقيق شامل في فشل الاختبار الأخير قبل المتابعة مع رحلات أخرى.
وعلى الرغم من هذه التحديات، تخطط ناسا لاستخدام نسخة معدلة من Starship في مهامها Artemis لاستكشاف القمر، مما يعكس إمكانات هذه المركبة الفضائية.
لقد كان إيلون ماسك ملتزما باستكشاف المريخ منذ سنوات، ففي وقت مبكر من عام 2016، كان يخطط لإرسال مركبة الفضاء Dragon إلى المريخ بحلول عام 2018.
وعلى الرغم من تطور هذه الخطط والتحديات، لا يزال إيلون ماسك واثقا من إمكانية هبوط البشر على المريخ خلال العقد المقبل، وذلك بفضل التقدم التكنولوجي المستمر لـ SpaceX.
تشكل جهود SpaceX جزءا من طموح أوسع لتطوير البنية التحتية الضرورية للحفاظ على حياة الإنسان على المريخ، بما في ذلك المركبات الفضائية المتقدمة والتقنيات الداعمة.