ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة القداس الالهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس وسط بيروت، بحضور حشد من المؤمنين.

وبعد الانجيل المقدس ألقى عودة عظة قال فيها: "دَعْــوَتُــنـا الــيَــوْمَ أَنْ نَــعْــرِفَ أَهَــمِّــيَّـــتَـــنـا فـي جَــسَــدِ الــكَــنــيــسَـةِ كَـمـا فـي نَـسـيـجِ الــوَطَــن، إِذْ لَــيْــسَ أَحَــدٌ بِـلا أهَـمِــيّـة، كَـمـا يَـجِــبُ أَلَّا يَــكـونَ أَحَــدٌ مُــهَــمَّــشًــا أَو مُــسْــتَــصْـغَـــرًا، لأَنَّ لِـلـصَّـغــيــرِ دَوْرَهُ ومَـواهِــبَــهُ تَـمـامًـا كَـالـكَـبــيــر.

لِــذا، عَــلَــيــنـا أن نَـعـي قــيــمَـــتَـــنـا الَّـتـي مَــنَــحَــنـا إِيَّـاهـا الـمَـسـيـحُ وأَكَّــدَ عَــلَــيْــهــا بِــتَــجَــسُّــدِهِ ومَــوْتِــهِ وقِــيـامَــتِــهِ مِــنْ أَجْــلِــنــا".

تابع: "يــا أحــبّــة، أعْــضـاءُ وَطَــنِــنــا كُــلُّــهــا مَــرَّتْ بِــتَـجـارِبَ وآلامٍ وشَـدائــد، وقــد تَــعِــبَ الــلــبــنــانـيـون مِــمّــا عــانَــوْه خِــلالَ الــسِــنــيــنَ الــمـاضِـيَـة، لَــكــنَّـه بـاتَ الآنَ لِــلُــبــنــانَ رَئــيــسٌ بَـعْــدَ فَــراغٍ عَــقــيــمٍ دامَ لأكــثــرَ مِــنْ سَــنَــتَــيْــن، وتَــسَــلَّــلَ الأمَــلُ إلــى نُــفــوسِ الــلــبــنــانــيــيــن الــذيــن يُــعَــلِّــقــونَ الآمــالَ عـلى الــرئـيـسِ الـجَـديــدِ الآتـي مِــنْ مُــؤسَّــسَــةٍ تُــنــشِــئُ رِجـالَـهــا عـلى حُــبِّ الــوَطَــنِ والــتَــضْـحِــيَـةِ مِــنْ أجْـلِـهِ بِـلا حِـســاب. فَــهَــنــيــئــاً لِــلُّــبــنــانــيــيــن بِــرَئـيـسِـهـم الـجَـديـدِ الــذي نَـسـألُ اللـهَ أنْ يُــوَفِّــقَـهُ في مَـهَــمَّــتِـهِ الـجَـديـدَة، ويُـرافـِـقَـه فـي كُــلِّ عَــمَــلٍ صـالِـحٍ يَــقــومُ بِـهِ مِــنْ أجْــلِ خَــيْــرِ لـبـنـانَ وبَـنـيـه. أَمَـلُــنـا أنْ يَـكـونَ رئـيـسـاً اسـتِــثْــنـائـيـاً فـي هــذه الــظُــروفِ الإســتِــثْــنـائـيـة، وأنْ يُــرْسـي نَـهْــجـاً جَـديـداً فـي الـحُـكْـمِ يَـقــومُ عـلى الـنَــزاهَــةِ، والــشَـفـافِــيَّـةِ، والـمُـحـاسَـبَـةِ واعْـتِـمـادِ الـكَـفـاءَةِ، وإبْـعـادِ لُـبـنـانَ عَــنْ سِـيـاسـاتِ الـمَحاوِر، واحـتِـرامِ الـقَــوانـيـنِ وَتَـطْـبـيـقِـهـا عـلى الـجَـمـيـع. أمَــلُــنــا أنْ يُــتــاحَ لــه تَـطْــبــيــقُ  كــلِّ مــا تَــعَــهَّــدَ بِــهِ فــي خِــطــابِــه وأنْ يَــبْــنـي، مَعَ حُــكــومَــتِــه، دَوْلَــةً عَــصْــرِيَّــةً، عــادِلَــةً، قَـوِيَّـةً، تَــقْــتَــلــعُ الــفَــســادَ مِـْن نُــفــوسِ الــفـاسِــديــن، والــشَــرَّ مِــنْ قُــلـوبِ الـحـاقِــديــن، تَــفْــرُضُ نُـفـوذَهـا عـلـى الـجَـمـيـعِ، وتُـعــيــدُ لِــلـقَــضـاءِ هَــيْــبــتَـهُ ولِــلـعَــدالَـةِ مَــكـانَــتَـهــا ولــلــدُسـتـورِ حُــرْمَــتَـهُ، فـلا يَـعــودُ مَـجـالٌ لِــبَــعْــضِ مُــدَّعـي الــسِـيـادَةِ والـحِـرْصِ عـلى الـدُسـتـورِ أن يُــنَـصِّـبــوا أنــفُــسَـهُــم حُـمـاةً لِــلــدُسـتـورِ بَـعْــدَ أنْ تَـجـاهَــلـوه وتَـجـاوَزوه وشَــوَّهــوه واقــتَــرَفــوا بِـحَــقِّــهِ الــمُـحَــرَّمـاتِ. أمَــلُــنــا ألاّ يَــنْـسـى وَصِــيَّــةَ الــربِّ الــقــائــل: «إنْ أرادَ أحَــدٌ أنْ يَـكـونَ الأوّلَ فَــلْـيَـكُــن آخِــرَ الــكُــلِّ وخـادِمـاً لِــلــكُــلّ» (مــر 9: 34) وأنْ يُـحـافِــظَ عـلى تَـواضُـعِــهِ وعـلى الــقِــيَــمِ الـتـي نَــشــأَ عَـلـيـهـا، وعـلـى الــشــجــاعــة الــتـي عــرفــنــاهــا فــيــه، فَــيَـحْــكُــمُ بالـعَــدْلِ ويَـلْـتَــفِــتُ إلـى قَـضـايـا الـنـاسِ وَيَـسْـمَـعُ أنـيـنَـهُـم ولا يَـتَـغـاضـى عَـنْ آلامِـهِـم".

وختم عودة: "فَـلْـنَـرْفَـعِ الـصَـلاةَ مَـعـاً مِـنْ أجْـلِ أن يَـحْـفَــظَ الـرَبُّ الإلَـهُ لُـبـنـانَ ورئـيـسَـهُ وشَـعْــبَـهُ، وأنْ يُـلْـهِـمَ الـرئـيـسَ ومُـعـاوِنـيـهِ لِـكـي يَـبْـدأوا مَـسـيـرَةَ الإصْـلاحِ بِـثَـبـاتٍ ويُـعـيـدوا لـبـنـانَ دُرَّةُ هـذا الـشَـرْقِ وفَـخْـرَهُ، آمـيـن".

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

جوزيف عون في كلمته الأولى كرئيس للجمهورية: عهد جديد للبنان يقوم على سيادة القانون والتغيير السياسي.. وأتعهد بالحفاظ على سيادة واستقلال البلاد

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في أول خطاب له كرئيس للجمهورية اللبنانية، أكد العماد جوزيف عون أن لبنان يدخل مرحلة جديدة من تاريخه، متعهدًا بالحفاظ على سيادة واستقلال البلاد، والعمل على إحداث تغييرات جذرية في الأداء السياسي والإداري.

تعهدات السيادة والاستقلال

بعد أدائه اليمين الدستورية أمام البرلمان اللبناني، شدد الرئيس عون على أنه لن يفرط بسيادة واستقلال لبنان. وقال: "شرفني السادة النواب بانتخابي رئيسًا، وهو أعظم وسام أناله". وأكد التزامه بصلاحياته كرئيس وحكم عادل بين الأطراف السياسية، مضيفًا: "لبنان هو من عمر التاريخ، وصفتنا الشجاعة وقوتنا التأقلم. ومهما اختلفنا، فإننا عند الشدة نحضن بعضنا البعض".

الأمن والدفاع أولويات العهد الجديد

ركز عون في خطابه على ضرورة الاستثمار في الجيش اللبناني لضمان حماية الحدود ومحاربة الإرهاب، إضافة إلى تطبيق القرارات الدولية. وأكد أن الدولة اللبنانية ستعمل على إزالة الاحتلال الإسرائيلي وآثار عدوانه، مشددًا على أهمية العمل على استراتيجية دفاعية شاملة تجمع بين الدبلوماسية والاقتصاد والقوة العسكرية.

وأشار إلى خططه لتفعيل عمل القوى الأمنية كأداة أساسية لحفظ الأمن وتطبيق القوانين. وقال: "سنسهر على ضبط الحدود وتثبيتها جنوبًا، وترسيمها شرقًا وشمالًا، مع تعزيز دور الجيش في مواجهة التحديات".

الإصلاح السياسي والإداري

وأكد الرئيس اللبناني أن "الأداء السياسي في لبنان بحاجة إلى تغيير جذري"، مشيرًا إلى عزمه التعاون مع الحكومة الجديدة لإقرار قانون استقلالية القضاء وإعادة هيكلة الإدارة العامة. وأضاف: "التدخل في القضاء ممنوع، ولا حصانة لمجرم أو فاسد. عهدي أن أطعن بأي قانون يخالف الدستور".

كما شدد على أهمية المداورة في وظائف الفئة الأولى داخل الدولة، وحق الدولة في احتكار السلاح لضمان استقرار البلاد.

الاقتصاد والمصارف

في الجانب الاقتصادي، أكد عون تمسكه بالاقتصاد الحر، مشيرًا إلى ضرورة بناء نظام مصرفي يلتزم بالقانون، وحماية أموال المودعين. وتعهد بدفع قوانين إصلاحية تشمل تطوير قانون الانتخابات، وإقرار مشروع قانون اللامركزية الإدارية الموسعة.

العلاقات الخارجية

وفي إطار العلاقات الخارجية، دعا عون إلى حوار جدي وندي مع الدولة السورية لمعالجة الملفات العالقة، بما في ذلك ملف المفقودين والنازحين السوريين. وأكد رفض لبنان لتوطين الفلسطينيين، مشددًا على سياسة الحياد الإيجابي، والعمل على تعزيز الصناعة المحلية واستقطاب السياح.

واختتم عون كلمته بتأكيده على أهمية الوحدة الوطنية، قائلاً: "آن الأوان لنراهن على استثمار لبنان في علاقاتنا الخارجية، لا أن نراهن على الخارج للاستقواء على بعضنا البعض". وأضاف: "شهداؤنا هم روح عزيمتنا، وأسرانا أمانة في أعناقنا، وعهدي أن أعيد بناء ما دمره الاحتلال الإسرائيلي".

انتخاب تاريخي

انتخب العماد جوزيف عون رئيسًا جديدًا للبنان بعد حصوله على 99 صوتًا من أصل 128 في الجولة الثانية من التصويت، ما يعكس توافقًا نيابيًا واسعًا على قيادته في ظل التحديات الراهنة.

بهذا الخطاب، أطلق الرئيس جوزيف عون رؤية طموحة لعهد جديد في لبنان، يقوم على تعزيز السيادة، الإصلاح، والتنمية في مختلف المجالات.

مقالات مشابهة

  • بريطانيا تقيّم الإدارة السورية لإقامة علاقات معها وألمانيا تقترح نهجاً ذكيّاً للعقوبات!
  • النزاهة النيابية: إدارة البنك المركزي فاشلة وفاسدة
  • النـزاهـة الاتحاديـة تستـردُّ مداناً اقـتـرف جـريمة الإضــرار بالمال العـام
  • التحكيم يستمع إلى سينر في «قضية التنشط» في منتصف أبريل
  • قريبا.. وزير الخارجية السوري يقوم بجولة أوروبية
  • الخبير والمثمن العقاري محمد احمد فؤاد امين يقوم بزيارة شركة مبيت للتطويرالعقاري
  • قريبا.. الوزير الخارجية السوري يقوم بجولة أوروبية
  • جوزيف عون في كلمته الأولى كرئيس للجمهورية: عهد جديد للبنان يقوم على سيادة القانون والتغيير السياسي.. وأتعهد بالحفاظ على سيادة واستقلال البلاد
  • عون: نأمل في العبور بلبنان إلى بر الأمان رغم الاختلافات والتحديات