ما وراء تصريحات الإماراتي عبدالخالق عبدالله حول وحدة اليمن؟
تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT
الجديد برس:
صحيح أن تصريحات الإماراتي عبدالخالق عبدالله لا تنسجم مع تصريحات السعودية فيما يتعلق بوحدة اليمن، إلا أنها تنسجم وبشكل كبير من سياستها ونهجها العملي.
الأسبوع الماضي، أقر مستشار بن زايد أن الوحدة اليمنية لم تكن من أولويات التحالف في اليمن عند إطلاق العملية العسكرية السعودية في مارس من العام 2015.
تصريحات عبدالخالق جاءت بالتزامن مع تصاعد التوتر بين السعودية والإمارات على خلفية صراع النفوذ في اليمن.
وبطبيعة الحال فإنها تهدف إلى التشكيك في الموقف السعودي من الوحدة اليمنية والذي تبلور بشكل تلقائي جراء توتر الوضع بين الرياض والمجلس الانتقالي الجنوبي على خلفية منع الأخير من التمدد عسكريا باتجاه المحافظات الشرقية لليمن.
موقف السعودية من تمدد الانتقالي باتجاه وادي حضرموت ومحافظة المهرة أظهرها كمدافع عن وحدة اليمن، رغم أن الانتقالي سيطر عسكريا على محافظتي أبين وشبوة في وقت سابق بمباركة منها.
والحقيقة التي يعرفها الجميع هي أن السعودية حالت دون تمدد الانتقالي عسكريا إلى ما تعتبرها مناطق نفوذ لها. تدرك السعودية أن محاولة الانتقالي التمدد شرقا كانت بإيعاز إماراتي، وهو أمر مزعج بالنسبة إليها.
لم تكن السعودية لتشعر بأي انزعاج من سيطرة الانتقالي على كافة المحافظات اليمنية الجنوبية إن لم يكن مرتبطا بأجندة خارجية. بمعنى أن السعودية ليست ضد انفصال شمال اليمن عن جنوبه، إن لم تكن معه قلبا وقالبا، لكنها ضد اقتراب الإمارات من مناطق نفوذها.
من هنا، وعلى ما يبدو، جاءت تصريحات عبدالخالق عبدالله الأخيرة لتكشف عن الموقف الحقيقي للمملكة العربية السعودية من وحدة اليمن. لكن السعودية قد تستفيد من مثل هذه التصريحات، من خلال التصريحات المضادة للإعلاميين والناشطين التابعين لها أو المحسوبين عليها. فبعد ساعات من تصريحات المستشار الإماراتي، شن سعوديون هجوما مضادا على عبدالخالق عبدالله تضمن تأييدا لوحدة اليمن.
وفي هذا السياق، كتب الباحث السعودي علي عريشي، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، ردا على ما كتبه عبدالخالق عبدالله: هذا افتراء وتدليس على التحالف، بل كان أمن اليمن ووحدته وسلامة أراضيه من أهم وأبرز الخطوط العريضة والمنصوص عليها في جميع القرارات واللقاءات الاقليمية والدولية.
وأضاف العريشي: لا يحق لأحد أن يقرر وحدة أو تقسيم اليمن غير اليمنيين أنفسهم.
وعلى هذا النحو جاءت تدوينات كثير من الناشطين والإعلاميين السعوديين في مواقع التواصل.
وعلى كل حال، لم تكن تصريحات عبدالخالق عبدالله ارتجالية وغير محسوبة، فبالنظر إلى توقيتها، وتزامنها مع الأحداث التي تشهدها المحافظات اليمنية الجنوبية، يمكن القول إنها تصريحات مدروسة جدا، وبتوجيه من جهات عليا.
كما أنها تكشف عن تصاعد غير مسبوق للخلاف بين البلدين حول الملف اليمني. وهي، أولا وأخيرا، تكشف عن الموقف الحقيقي للسعودية من الوحدة اليمنية.
*عرب جورنال – عبدالرزاق علي
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: عبدالخالق عبدالله وحدة الیمن لم تکن
إقرأ أيضاً:
البيض: الانتقالي لم يقدم نموذجا ملهما في عدن وأضاع طموحات الجنوب
هاجم هاني البيض، نجل الرئيس الأسبق علي سالم البيض، قيادات المجلس الانتقالي، المدعوم من الإمارات، وتجربتها في عدن والتي قال بأنها أضاعت طموحات أبناء المحافظات الجنوبية.
وقال البيض في مقال له على منصة إكس: للأمانة نقولها إذا كان الانتقالي قدم حينها نموذجا جديدا متميزا خلال تجربته السياسية والاقتصادية الماضية على صعيد الحياة الاجتماعية والمدنية والخدمية للمجتمع، وساهم بفعالية في تحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين وخلق حالة استثنائية جديدة في تلك المناطق وتحديدا عدن!".
وأضاف: "اتصور كانت اتت كل المناطق الأخرى الهامة إليه طوعاً بدلاً من أن يذهبوا إليها في محاولات يائسة اليوم لتدارك ما تبقى من حاضنات شعبية.. وبالوقت الضائع".
واستدرك بالقول: "للأسف كانت تجربة ناقصة اضاعت كثير من الطموحات الممكنة لأبناء الجنوب".
وأكد البيض أن المكتسبات انحصرت في الجانب العسكري والامني على حساب متطلبات المجتمع، مشيرا إلى أن بناء ما سماها بـ "الوحدات العسكرية والأمنية" شابها الكثير من الإنتقائية والانتماء المناطقي.
ولفت إلى أن المكتسبات المحصورة في العسكرة والتسليح تحولت لإشكالية بحدّ ذاتها في النسيج الاجتماعي والسياسي بالجنوب، أخل بقواعد وأسس البناء الوطني الحقيقي والمتكافئ بين مختلف شرائح ومكونات المجتمع.
وبحسب البيض، فإن الإشكال الناجم عن العسكرة والتسليح وانعكاساته على النسيج الإجتماعي "يؤسس لمستقبل غير مناسب للبلاد، إذا ما استمر دون تصحيح وتغيير وهيكلة لكافة القطاعات والهيئات والمؤسسات العسكرية والامنية التي انشائها المجلس الإنتقالي الجنوبي خلال الفترة الماضية قبل أن تصبح عبئا كبيرا عليه وعلى الجنوب".