شهدت ولاية كاليفورنيا هذا الأسبوع كارثة طبيعية غير مسبوقة، حيث اندلعت حرائق غابات ضخمة في مقاطعة لوس أنجلوس، مما خلف دماراً هائلًا في المدينة وحولها. 

ووفقًا لتقرير صحيفة "واشنطن بوست"، تسببت حرائق لوس أنجلوس في خسائر مالية تقدر بحوالي 150 مليار دولار، وهو ما يجعلها من بين الكوارث الطبيعية الأكثر تكلفة في تاريخ الولايات المتحدة.

تفاصيل الحريق وآثاره الإنسانية

منذ يوم الثلاثاء، استمرت حرائق الغابات في تدمير الممتلكات، حيث تسببت في مقتل ما لا يقل عن 16 شخصًا وأحرقت أكثر من 12,000 منزل، بما في ذلك المنازل الفاخرة في أحياء تقدر عقاراتها بملايين الدولارات. وقد تم تدمير مناطق سكنية بالكامل، مما جعل العائلات تفقد ممتلكاتها وتشرد المئات من السكان.

ووفقًا لتقديرات فرق الإطفاء، دمر أكثر من 5300 منزل في حي باليسيدز فقط منذ بداية الحريق.. كما تشير التقارير إلى أن أكثر من 7,000 مبنى قد دُمر أو تعرض لأضرار في حريق إيتون.

التأثير المالي والتوقعات الاقتصادية

تتفاوت تقديرات الخسائر الاقتصادية الناجمة عن هذا الحريق، حيث تشير تقديرات شركة "أكيوويذر" إلى أن الأضرار والخسائر الاقتصادية قد تتراوح بين 135 مليار دولار و150 مليار دولار.
وتشير هذه التقديرات إلى أن هذه الحرائق قد تتجاوز تكلفة إعصار هيلين الذي وقع في الخريف الماضي، والذي قدرت أضراره بين 225 مليار دولار و250 مليار دولار.

من جهة أخرى، قام بنك "جيه.بي مورغان" بتحديث توقعاته للأضرار المؤمن عليها لتصل إلى أكثر من 20 مليار دولار، في حين يتوقع بنك "ويلز فارغو" نفس المبلغ.

وتشير التقارير إلى أن أسهم شركات التأمين الأمريكية تراجعت بشكل ملحوظ بعد تقدير المحللين بأن الخسائر المؤمن عليها قد تصل إلى 20 مليار دولار، مما قد يجعل هذه الحرائق الكارثة الأعلى تكلفة في تاريخ ولاية كاليفورنيا.

أبرز المشاهير الذين فقدوا منازلهم

خسر العديد من النجوم العالميين ممتلكاتهم بسبب حرائق الغابات التي اجتاحت لوس أنجلوس، ومنهم الممثل ميل غيبسون الذي فقد منزله في ماليبو بعد أن دمرته النيران أثناء غيابه. 

عبر غيبسون عن أسفه الشديد، منتقدًا حاكم ولاية كاليفورنيا بشأن التعامل مع الأزمة، وأضاف أن منازل جيرانه دُمرت أيضًا. كما فقد النجم جيف بريدجز منزله في ماليبو، الذي ورثه عن والديه، فيما عبر ميلو فينتيميليا عن حزنه العميق بسبب دمار منزله.

من بين الذين تضرروا أيضًا، باريس هيلتون التي فقدت منزلها في ماليبو، حيث نشرت عبر "إنستغرام" فيديو يظهر الدمار، مؤكدة أن العديد من الأشخاص فقدوا كل شيء. وبيلي كريستال فقد منزله في باسيفيك باليساديس، مشيرًا إلى الذكريات الجميلة التي كانت تحويه. بينما وصف جيمس وودز خسارته بمرارة، مشيرًا إلى أنه فقد كل شيء من منزله في باسيفيك باليساديس.

كما تضرر أيضًا منزل عارضة الأزياء الأمريكية من أصول فلسطينية بيلا حديد، إذ شاركت صورة لمنزل طفولتها المحترق، وماندي مور، التي عبّرت عن امتنانها لأن عائلتها وحيواناتها الأليفة بخير. وشهدت الحرائق فقدان العديد من النجوم لمنازلهم مثل ريكي ليك ومايلز تيلر وكاميرون ماثيسون. في الوقت نفسه، تم تأجيل حفل ترشيحات الأوسكار، بالإضافة إلى تأجيل عروض أفلام هامة بسبب الوضع الطارئ في كاليفورنيا.


مواجهة الحرائق وأعمال الإغاثة

بالرغم من التوقف المؤقت للرياح العاتية التي ساعدت في إشعال هذه الحرائق، حذر خبراء الأرصاد الجوية من إمكانية عودة الرياح القوية في بداية الأسبوع، مما قد يفاقم الوضع ويزيد من صعوبة السيطرة على الحرائق.

ولمواجهة هذه الكارثة، تم نشر أكثر من 14,000 من رجال الإطفاء من مختلف أنحاء الولايات المتحدة، بالإضافة إلى فرق إطفاء من المكسيك الذين وصلوا إلى لوس أنجلوس للمشاركة في عمليات إخماد الحرائق. ومع ذلك، لا تزال جهود الإطفاء تواجه تحديات كبيرة بسبب الرياح القوية والظروف الجوية الجافة.

الجهود الإنسانية

على الصعيد الإنساني، قامت السلطات بتأسيس مراكز للإبلاغ عن المفقودين، في محاولة للتخفيف من آثار الكارثة على السكان المتضررين. كما يتم تقديم الدعم للإخلاء والإغاثة للأسر التي فقدت منازلها.

كما قدمت العديد من الشركات والمشاهير والمنظمات تبرعات لدعم جهود الإغاثة من حرائق الغابات في كاليفورنيا ولوس أنجلوس، التي اندلعت بسبب الجفاف الشديد ورياح «سانتا آنا» القوية، مما أدى إلى تدمير أكثر من 12000 مبنى. وقد تكثفت الحملات لتقديم الدعم للمتضررين من هذه الكارثة.

شركة ديزني تعهدت بتقديم 15 مليون دولار لدعم منظمات مثل الصليب الأحمر الأمريكي، مؤسسة إدارة الإطفاء في لوس أنجلوس، وبنك الطعام الإقليمي في لوس أنجلوس، كما خصصت موارد لدعم موظفيها المتضررين. من جانبها، أعلنت شركة أبل عن تبرع لدعم الضحايا وجهود التعافي دون تحديد المبلغ. شركة FanDuel التابعة لشركة Flutter Entertainment أعلنت عن تبرع بمبلغ 250 ألف دولار لجهود الإغاثة، بما في ذلك دعم مؤسسة إدارة الإطفاء في لوس أنجلوس.

أما باريس هيلتون، التي دمر حريق باليساديس منزلها، فقد أطلقت صندوق طوارئ عبر مؤسستها Media Impact وتبرعت بمبلغ 100 ألف دولار، مع تعهد بمطابقة التبرعات الإضافية بما يصل إلى 100 ألف دولار أخرى.

 وفي السياق ذاته، أعلن جاريد إسحاقمان، رجل الأعمال الملياردير والمدير المقبل لوكالة ناسا، عن التبرع بمليون دولار لحملة الإغاثة التي تقوم بها شركته.

وتتواصل هذه المبادرات لتقديم الدعم الضروري لمساعدة المتضررين والمساهمة في جهود التعافي من هذه الكارثة الطبيعية الكبيرة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: لوس أنجلوس ولاية كاليفورنيا حرائق كاليفورنيا حرائق لوس أنجلوس حرائق أمريكا خسائر الحرائق في لوس أنجلوس المزيد ملیار دولار لوس أنجلوس العدید من منزله فی أکثر من إلى أن

إقرأ أيضاً:

حرائق كاليفورنيا تلتهم منازل المشاهير.. وإدارة الإطفاء تتهم السلطات بالتقصير

تراجعت قوة الرياح التي أدت لزيادة سرعة انتشار حرائق الغابات في منطقة لوس أنجليس الأمريكية، الجمعة، ما من شأنه أن يساعد الإطفائيتين في مكافحة النيران في حين ما زالت خمسة حرائق رئيسية نشطة، وقالت رئيسة إدارة الإطفاء في لوس أنجلوس، كريستين كراولي، السبت، “إن إدارة المدينة خذلت إدارة الإطفاء، مع استمرار حرائق الغابات الكبيرة في تدمير المدينة”.

واشتكت كراولي في تصريحات لشبكة “سي إن إن” CNN الإخبارية أن الـ17 مليون دولار التي تم اقتطاعها من ميزانية إدارة الإطفاء كان لها تأثير سلبي على قدرة الإدارة على مكافحة الحرائق. وقالت “لم نعد قادرين على الاستمرار على هذا الوضع. ليس لدينا عدد كافٍ من رجال الإطفاء”.

وقالت رئيسة إدارة الإطفاء في لوس أنجلوس لجيك تابر ” إنها حاولت كثيرا أن توضح لمسؤولي المدينة “مدى النقص في عدد الموظفين وفي الموارد وفي التمويل لدى إدارة إطفاء لوس أنجلوس”.

وقالت كراولي إن الإدارة شهدت زيادة بنسبة 55% في عدد الاتصالات التي تلقتها منذ عام 2010، إلا أن عدد رجال الإطفاء كان يتراجع.

وأضافت كراولي: “الموارد الإضافية الواردة إلينا ستساعدنا في هذه الكارثة الحالية، ولكن في المستقبل، يمكن أن يحدث هذا في أي مكان في كل مدينة لوس أنجلوس ونحتاج إلى أن يكون لدينا التمويل والدعم الكافيين”.

وقال مكتب الطبيب الشرعي في مقاطعة لوس أنجلوس، السبت، إن ما لا يقل عن 11 شخصا لاقوا حتفهم جراء حرائق الغابات المستمرة منذ أيام.

وفي إجراء غريب من نوعه، أصبح السجناء على خط الدفاع الأول في مواجهة الحرائق المستعرة في ولاية كاليفورنيا الأميركية. وذكرت شبكة “سي بي إس نيوز” أن إدارة الإصلاح والتأهيل نشرت 939 سجينا للمساعدة في احتواء الحرائق.

وتم دمج أطقم رجال الإطفاء “السجناء” مع إدارة الغابات والحماية من الحرائق في كاليفورنيا، لمساعدة ما يقارب 4700 من رجال الإطفاء.

وساعد هدوء الرياح التي أشعلت حرائق الغابات في مدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا الأميركية فرق الإطفاء على إحراز بعض التقدم في السيطرة على الحرائق، الجمعة، لكن رياحا عاتيا متوقعة خلال الأيام المقبلة قد تعيد إشعال النيران.

وأسفرت الحرائق التي دمرت أحياء لوس أنجلوس على الجانبين الشرقي والغربي من المدينة مترامية الأطراف حتى الآن عن مقتل 11 شخصا وتدمير ما يقرب من 10 آلاف مبنى، ومن المتوقع أن ترتفع هذه الأرقام.

وعلى الرغم من تراجع قوة الرياح، تواصل انتشار النيران في لوس أنجلوس التي غطى دخان كثيف سماءها، إذ لا تزال الحرائق خارج السيطرة في هذه المدينة الكبيرة في ولاية كاليفورنيا الأميركية.

ولحق دمار هائل بأجزاء كاملة من ثاني مدن الولايات المتحدة مع انهيار أكثر من عشرة آلاف مبنى بحسب جهاز الإطفاء في كاليفورنيا.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن خلال اجتماع في البيت الأبيض إن المشهد “أشبه بساحة حرب وعمليات قصف”.

وحلّق صحافيون من وكالة “فرانس برس” فوق ماليبو وباسيفيك باليسايدس حيث تحولت منازل فارهة مطلة على المحيط، إلى هياكل متفحمة. وقال قائد المروحية ألبرت عزوز “إنه جنون. كل هذه المنازل اختفت”.

وقال خبير الأرصاد الجوية مايك وافورد في تصريح لـ”فرانس برس”: “نشهد حاليا تراجعا طفيفا (لقوة الرياح)، لكن هذا الأمر سنشهده خصوصا بعد الظهر”. وأشار إلى أن الرياح ستنحسر بشكل كبير السبت حتى المساء.

ومع ذلك، فإن الظروف، مع الجفاف الشديد والرياح التي يُتوقع أن تعود لتشتد، لا تزال تثير القلق.

وعصر الخميس اشتعل حريق جديد إلى الشمال من البؤرة الرئيسية للنيران في باسيفيك باليسايدس قرب حي هيدن هيلز، حيث تقيم نجمة تلفزيون الواقع كيم كارداشيان. لكن الحريق الجديد تم احتواؤه إلى حد كبير.

وفي أنحاء المدينة الكبيرة في كاليفورنيا، أخلى مئات الآلاف منازلهم.

وإزاء عمليات النهب المتزايدة في المناطق المنكوبة أو التي تم إخلاؤها، فرضت السلطات المحلية الجمعة حظر تجول في باسيفيك باليسايدس وألتادينا يسري، كما نُشرت وحدات عسكرية. وقبل هذا القرار كان مواطنون قد عمدوا لتسيير دوريات لحماية ما تبقى من أحيائهم.

وقال حاكم كاليفورنيا الديمقراطي، غافين نيوسوم، “لنكن واضحين، لن نسمح بعمليات النهب”.

وقد تكون كلفة هذه الحرائق، الأعلى المسجلة حتى الآن. وقدرت “أكيو ويذر” الأضرار والخسائر بما بين 135 و150 مليار دولار.

وعلى الرغم من أنه من السابق لأوانه معرفة مصدر الحرائق، إلا أن هناك انتقادات وُجّهت للسلطات على خلفية مدى استعدادها واستجابتها.

ودعا حاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم، الجمعة، إلى إجراء “مراجعة مستقلة كاملة” لخدمات توزيع المياه في المدينة. وقد وصف نقص إمدادات المياه وفقدان الضغط في صنابير الإطفاء في اللحظات الأولى بأنه “مقلق جدا”.

وكتب في رسالة مفتوحة “نحن بحاجة إلى إجابات لمعرفة ما حدث”. ودعت السلطات سكان كاليفورنيا إلى الاقتصاد في استهلاك المياه، لأن ثلاثة خزانات تغذي محطات مكافحة الحرائق فرغت بسبب مكافحة النيران.

والرياح التي تهب راهنا معروفة باسم “سانتا آنا” وهي مألوفة في فصلي الخريف والشتاء في كاليفورنيا. لكن خلال الأسبوع الحالي بلغت حدة غير مسبوقة منذ العام 2011، على ما أفاد خبراء الأرصاد الجوية.

وتشكل هذه الرياح كابوسا للإطفائيين لأن كاليفورنيا عرفت سنتين ماطرتين جدا أدتا إلى إنعاش الغطاء النباتي الذي يبس الآن بسبب الشتاء الجاف الذي تشهده المنطقة. ويشير علماء بانتظام إلى أن التغير المناخي يزيد تواتر الظواهر الجوية القصوى.

مقالات مشابهة

  • "الجارديان" تبرز حجم الخسائر الضخمة التي خلفتها الحرائق في لوس أنجلوس
  • تقرير: حرائق لوس أنجلوس تأتي ضمن الكوارث الأكثر تكلفة في التاريخ الأمريكي
  • حرائق كاليفورنيا تلتهم منازل المشاهير.. وإدارة الإطفاء تتهم السلطات بالتقصير
  • ارتفاع حصيلة ضحايا حرائق كاليفورنيا إلى 11 شخصاً والخسائر الاقتصادية تقدر بـ 135 مليار دولار
  • خسائر حرائق لوس أنجلوس قد تصل لـ150 مليار دولار
  • أكثر من 300 ألف أمر بالإخلاء بسبب حرائق لوس أنجلوس.. كم حجم الخسائر؟ (شاهد)
  • خسائر حرائق لوس أنجلوس الأميركية تقدر بـ150 مليار دولار
  • تقرير: تغير المناخ غذى الكوارث الطبيعية التي تسببت في خسائر بقيمة 320 مليار دولار العام الماضي
  • خسائر حرائق لوس أنجلوس .. بين 135 و150 مليار دولار