ترأس بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي قداس الشكر الالهي في كنيسة القديسة حنة في المقر البطريركي في الربوة.

وبعد الانجيل المقدس القى العبسي عظة رحب فيها بانتخاب الرئيس العماد جوزف عون، وقال : "ايّها الأحبّاء، يسرّنا أن نجتمع معًا في بدايات العام الجديد، ونحن لا نزال في عيد الظهور الإلهيّ وعمادِ السيّد المسيح في نهر الأردنّ، لنحتفل بالليترجيّا الإلهيّة، بسرّ الإفخارستيّا، سرّ الشكر، لنشكر الله على عطيّة العام الجديد التي منّ بها علينا والتي يدعونا بها في الوقت عينه لنجعل من الزمن الحاضر الذي نعيش فيه زمنًا مقدّسًا، وقتًا للربّ كما تعلّمنا صلواتُنا الليترجيّة، أعني زمنًا ووقتًا ممهورينِ بالفرح والسلام والأخوّة الإنسانيّة، نسعى فيهما نحن البشرَ إلى الارتقاء إلى الله، لإيماننا بأنّ الزمن، الوقتَ، ليس سلسلة من الأيّام والليالي بل هو عطيّة ثمينة من الله  لنفرح بها ووديعة أيضًا سوف نُسأل عنها".



تابع: "ويَزيد سرورَنا سرورًا أنّنا، إذ نحتفل بهذه الليترجيّا الإلهيّة، نحتفل أيضًا برؤية رئيس جديد للبنان، فخامةِ الرئيسِ جوزف عون، جاء بعد انتظار دام طويلًا، يحمل إلينا رجاءات وأمنيات وأحلامًا وخصوصًا رغبة في التعافي وإرادة في الوحدة وعزمًا على النهوض والانطلاق والعيش بكرامة على كلّ شبر من أرض لبنان من شماله إلى جنوبه ومن بحره ِإلى بقاعه، وداعيًا إيّانا على الأخصّ وفي الوقت عينه إلى أن نحدّد ونرسم أيّ لبنان نريد وإلى أين نسير في تحقيق هذا اللبنان لنزيل عن الناس عناء التعب المزمنِ الذي أرهق كواهلنا من شدّة الانتظار والترقّب وأرّق راحتنا حتّى كاد يقتل الرجاء فينا. أيُّ لبنان نريد؟ من الإجابة الصريحة على هذا السؤال ينطلق الحلّ ويُسَمح للفجر الجديد الذي بزغ اليوم أن يبدِّد الظلامَ والبرد اللذين خيّما على لبنانَ سنوات وأن يستمرّ ضوؤه ويتّسع".

أضاف: "اجتمعنا اليوم هنا في هذه الدار البطريركيّة لنعبّر عن تضامننا بعضنا مع بعض وعن التزامنا بعضنا ببعض وعن تضامننا مع مواطنينا والتزامنا بوطننا، معلنين دعمنا لفخامة الرئيس الجديد العماد جوزيف عون واستعدادنا لمساندتنا له في إنجاز المستقبل الذي رسمه في خطاب القسم، وراجين أن تستقيم الأمور والأوضاع في عهده وأن تكون المواطنة هي معيار التعامل قائمةً على التشارك وليس على التحاصص، وعلى الواجبات فلا تُهمَل وعلى الحقوق فلا تُهضَمُ بل تعطى لأصحابها، أفرادًا كانوا أم جماعات أم طوائف، بِلا منّيّة أو استعلاء أو ابتزاز وكأنّ الحقوق يجب استجداؤها في كلّ مرّة. هذا ما نرجوه في هذه المرحلة الجديدة الواعدة.

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

سلام سحب ورقة التعطيل والميثاقية .. أنا أملك الأكثرية


أبصرت حكومة العهد الأولى النور من قصر بعبدا، ف"حكومة الإصلاح والإنقاذ" كما أسماها رئيس الحكومة نواف سلام وضمت اختصاصيين وإن كان رئيسها مسيساً فضلاً عن نائبه طارق متري ووزير الثقافة غسان سلامة، شُكلت بعد زيارة المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس كلاً من رئيس المجلس النيابي نبيه بري والرئيس سلام، وبعد رفع أورتاغوس، من قصر بعبدا يوم الجمعة البطاقة الحمراء ضد مشاركة حزب الله في الحكومة، فالمبعوثة الأميركية، كانت واضحة في أن شروط دعم لبنان تتضمن عدم مشاركة حزب الله في الحكومة، وأن المطلوب هو تطبيق القرار 1701 كاملاً.

تشكلت الحكومة من دون ثلث معطل ومن دون حليف ل"الثنائي الشيعي" في خطة مدروسة ومحبوكة سحبت ورقة التعطيل والميثاقية من كل المكونات السياسية، فوحده الرئيس سلام يملك الأكثرية في حكومة الاصلاح والانقاذ (ثمانية وزراء) والتي سوف تنال الثقة في المجلس النيابي من دون أصوات نواب "لبنان القوي"، وهذا يعني أن انطلاقة العهد قد بدأت، لكن مهمة الحكومة لن تكون سهلة علماً أن البعض، يعتبر أن هذه الحكومة هي حكومة انتخابات بلدية ونيابية وقد تنكب على تعديل قانون الانتخاب لا سيما أن الرئيس عون قال في خطاب القسم "عهدي أن أدفع مع الحكومة المقبلة لتطوير قوانين الانتخابات ".

الحكومة أمام تحديين: الأول سياسي وأمني ويتصل بالتداعيات الخطيرة للحربٍ المدمرة التي شنتها إسرائيل على لبنان طوال أكثر من سنة وثلاثة أشهر ولا تزال مستمرة مع اعتداءات متنقلة براً وجواً، وتوجهها إلى البقاء في 5 نقاط حدودية جنوبية وعدم الانسحاب منها بعد تاريخ 18 شباط، رغم أن المبعوثة الأميركية أبلغت من التقتهم التزام بلادها بأن تكمل إسرائيل انسحابها في الموعد المحدد، وأن على لبنان الالتزام بالاجراءات التنفيذية للقرار 1701 وسحب أي ذرائع من إسرائيل للبقاء في جنوب لبنان. ولذلك سيكون على هذه الحكومة وضع لبنان على سكة الاستقرار الأمني، وتنفيذ مندرجات القرار الدولي 1701، وما سبقه من قرارات، والتفاهم مع حزب الله حول ملف شمال الليطاني.

أما التحدي الثاني فهو اقتصادي –اجتماعي ، فلبنان يعاني من أزمة اقتصادية وانهيار مالي، ولذلك المطلوب المسارعة في تنفيذ الإصلاحات الملحّة للدفع بعجلة الاقتصاد وإعادة الحياة للقطاع المصرفي وتحرير أموال المودعين، والمباشرة في أعمال إعادة إعمار المناطق التي دمّرتها إسرائيل في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت.

هذه التحديات ستكون حاضرة دوماً على طاولة مجلس الوزراء الذي يلتئم في أول جلسة له يوم الثلاثاء المقبل في قصر بعبدا، مع الإشارة إلى أن خطاب قسم الرئيس عون، يتضمن خارطة طريق واضحة لإنقاذ لبنان، لكن الخطوة الأهم أمام الحكومة، تكمن في البيان الوزاري الذي، بحسب المعلومات، سوف يخاطب المجتمع الدولي والداخل بلغة مختلفة عما كان يتبع في البيانات السابقة، وسوف يكون منبثقاً عن خطاب قسم الرئيس عون، وسوف يكون خالياً من معادلة جيش – شعب – مقاومة، ومن كلمة مقاومة أيضاً.
يبقى، لكي تنجح الحكومة، أن تشهد تعاوناً لأعضائها كفريق عمل وليس كمجموعات تعطيل وعرقلة، فالنجاح الحكومي هو إنجاح للعهد ولبنان اليوم بأمس الحاجة، إلى فتح صفحة جديدة من العلاقات مع العالم العربي واستعادة الثقة الدولية، وفي حال فشلت الحكومة في تنفيذ ما تعهد به الرئيس المكلف لناحية المضي بالإصلاحات المالية والاقتصادية، فإن العقوبات، بحسب أوساط سياسية، سوف تطال لبنان، ولن يكون هناك دعم لإعادة الاعمار ولا اهتمام باستقرار هذا البلد، فدعم الولايات المتحدة للعهد وللحكومة المرتقبة سيكون رهن تنفيذ الإصلاحات المالية والقضائية والإدارية. المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • أحمد الحريري: خطاب 14 شباط تأسيسي لما بعده
  • المجلس الوطني الأرثوذكسي هنأ الحكومة: نريد دولة القانون والمساواة والعدالة
  • ما الذي تغيّر بين الأمس واليوم؟
  • متى سيوقف المستقبل تعليق عمله السياسي؟
  • الرئيس الأمريكي: سألتقي بوتين في الوقت المناسب
  • خطاب البرهان.. كؤوس الحسم ومفاتيح المستقبل
  • ماذا لو قرر حزب الله التصديق على خطاب خصومه؟
  • خطاب البرهان الجديد بين الدلالات والمصداقية
  • سلام سحب ورقة التعطيل والميثاقية .. أنا أملك الأكثرية
  • خطاب البرهان الذي شاهدته يختلف عما يمكن أن تفهمه من تحرير بعض منصات الإعلام